|| بوب أوستر، مستر فيرتيجو
| ترجمة: عبد المقصود عبد الكريم

مع الوقت تغدو عبارة
سأحارب العالم لأجلكَ
ثقيلةً ككذبة مكررة
تودّين لو استبدلتها بعبارات أبسط
"يذكرني الهواء هذه الليلة بكَ"

"أنا لستُ كلبة"
الحبُّ أكثر حنوًا من الجثو والرجاء
الحبّ ليس عصًا
نفتحُ أيدينا لها كلّ صباح.

ربما صدقتِ أنه حبّ
يحدث ذلك
لطالما صدقنا أشياءَ كثيرة
لا بأس
إننا مخلوقاتٌ تستمر في الحياة لأنها تصدّق.

لن أبحثَ عنكَ لأن الحب ينقصني
لن أبحث عنك..
سنلتقي على أحد الجسور
ثم نمضي مجددًا
كلُّ بمفرده.

ليس عليكِ الشعور دومًا
كما لو أنكِ تتسلقين منحدرًا قاسيًا
قد يخذلك فيه أيُّ حجرٍ
لتسقطي دفعةً واحدةً نحو الأسفل
الحبُ ليس جبلًا
لا تستحقين كلّ هذه الجروح
لأجل حجرٍ صغيرٍ
اعتقدتِ أنه ثابت..

لا تخجلي من الصفعات
لكن لا تسمحي لها أن تصبحَ إحدى عاداتك السيئة

امنحي نفسك بالكامل
لا تندمي
في النهاية كنت تحبينه
وهذا ما لن يفهمه على الإطلاق
فهو عكسك تمامًا

المساء أفضل وقت
إنه يؤكد نهاية كلّ شيء
لكنه يقول أيضًا:
غداً بداية أخرى

لا تظنّي أن هذه نصائح في الحب..
إنه شِعرٌ يقولُ: إنك قويةٌ كما القصائد.

|| مناهل السهوي، أشياءٌ ليست حبًّا
‏(امرأة تستقبل المكالمات في الليل، وظيفتها تقليد الأصوات)

المكالمة الأولى:
رجلٌ مات ابنه/ وحيدُه يتوسل المرأة أن تقلّد صوته.

المكالمة الثّانية:
رجلٌ وحيد يشتهي صوت امرأة.

المكالمة الثّالثة:
امرأةٌ ستنتحر بعد ساعة، أملها الوحيد أن تسمع صوت حزن عائلتها على فراقها.

المكالمة الرّابعة:
امرأةٌ تسكن وحدها في شقتها ومات كلبها، تشعر بالخوف، تريدها أن تعوي لها حتّى تهدأ وتنام.

المكالمة الخامسة:
طفلٌ يحلم بحذاءٍ رياضي مثل زميله في المدرسة، يريدها أن تقلّد صوته وهو يمشي به.

المكالمة السادسة:
فتاةٌ مراهقة، لا أصدقاء لها، تريدها أن تقلّد صوت ضحكات الصديقات وهنّ يجتمعن حول أوّل سيجارة بالسّر دون علم الأهالي، ثمّ يمسك بهن.

ثمّ جاءت المكالمة الوحيدة الغريبة من رجلٍ قال لها:
سأقومُ بمهمة تقليد الصوت عنكِ، أخبريني بأكثر صوتٍ تحتاجين إلى سماعه، فقالت المرأة:
هل يمكنك أن تبكي؟ أن تفتح قلبي وتبكي من خلاله؟

سقط الهاتف من يدِ الرّجل، ثمّ أصيب بنوبةٍ قلبية حادّة ومات على الفور.

وعادت المرأة إلى مهمة تقليد الأصوات.

|| دعاء سويلم
‏أنا المرأة الحزينة في الصورة

كل شيء في مكانه
السكين على الطاولة
و الوحوش التي أطلقها في خيالنا الآباء صغارًا
لم تغادر يومًا بيت العائلة..
أنت هناك
على الجهة الأخرى من كل شيء
صمتك يشعرني بالوحدة
و يجعل الأبواب ثقيلة

مثل رئات مشبعة بالماء
أو صفعات متيبسة..
بينما قسوتك هنا
تملأ جيوبي بالحجارة
و تقودني كل مساء إلى النهر
طائعة
مأخوذة بالقاع
مثل حصاة
ليس لها فم
أو حواف جارحة…..
أنا المرأة الحزينة في الصورة
المرأة التي تكتب شعرًا حزينًا
عن يد و سكين
و نقطة في آخر السطر
لا تصلح كنهاية
لأي شيء..
هل عرفتني؟
أنا المرأة الحزينة في الصورة
المرأة التي تحبك بعمق
وتكتب شعرًا حزينًا عن هذا وعن الوحدة
و الموتى و عن الحروب البعيدة..
أنا المرأة الحزينة
التي غادرت الصورة
ولم تترك فراغًا خلفها
أو رائحة..
المرأة التي لا تجيد العناية
بنباتات الزينة
ولا نفض الغبار
عن صورة معلقة على الجدار
لامرأة حزينة
تقف قرب النهر
بجيوب مليئة
بالحجارة.

|| أسماء الرواشدة
أيتها الحمقاء، هل كتمانكِ لما حدثَ في قلبكِ سيجعله أقلَّ حقيقةً؟ إذا لم تُخبِري أحدًا أبدًا، إذا لم تبوحي بشيء، فهل سيُصبِح مجرَّد حُلم، أو أقلَّ من حُلم؟ هل سيُصبِح كابوسًا بعيدًا شِبه منسي؟

• جورج ر. ر. مارتن | صِدام الملوك
افتح النافذة
دع الأشجار تدخل
تتعشّق في الزوايا
تتعرش في السقف وعلى البلاطات الشاحبة
تعال من حيث تكون
اترك قلمك
افتح النافذة ودع الأشجار تدخل
وأطعمها
ربّت على أوراقها
خذها في حضنك وقل لها انك تحبها
الأشجار
الأشجار
الأشجار
دعها
إلى المرحاض
إلى المكتبة
إلى طاولة الجلوس
دعها تواسي خشبا منزوعاً عنوة كان قريبها
ولك أن تتسلق
أن تغفو فوق غصن منها
أن تأكل أوراقها
لك أن تضمها طوال الليل
لن تتأفف
وستحسبك شجرة مثلها
تركها أهلها في الأرض ورحلوا
عُدْ الآن
الأشجار تطرق زجاج النوافذ
تنتظرك
مذ صرت تمثالاً من الإسمنت
وتريدك قريباً منها
لأنها مثلك
عاطفية
ومقبلة على الموت.

سيرة
الحياة جميلة
أيها المكتظ بالشعارات
والأفلام الإباحية
أيها المهجوس بوحدتك
وكأن سيرتك أبقى من سيرة
كافكا.

وهن
في الكهرباء يسيل العسل
وفي دموعك
أرق سنوات قديمة
الأبنية المصطفة كتفاح الأشجار
لا يأكلها الدود
وحدهم البشر أقرباؤك
يتقهقرون
عند اقتراب
ضوء الصباح.

|| فيديل سبيتي، أشجار الرأفة
كما يلتفت أحدنا إلى الآخر في الحلم
مبتسمًا، كجرسٍ توقف، للتو، عن الرنين
يمد يده بكتابٍ مردفًا:

"سوقية الزمن كلُّها
منذ العصر الحجري حتى حاضرنا
بردهات مطاعمه المكتظة
ومقاومته الرمزية؛ هي حياةٌ للحياة التي مُنِحتها، فتوشّح بها!"


وهكذا فعلينا أن ننزل من العُلى الملونة التي هي جمعُ رفقتنا،
مكررين بلا داعٍ
ما سنقوله حين يغمرنا ضوءٌ مشتركٌ
خيالٌ مشتركٌ يتردد صداه ونحن نعبر طريقنا نحو الاحتفال.

في الأصل ما كنا لنغادر الدار
الا أننا، وقد وُهبْنا الشجاعة، بفضلِ المطر،
وضعنا أفضل ما لدينا قُدُمًا
والآن؛ أعوامٌ قد تصرّمت وما عاد
ممكناً أن نظلَّ شبابًا
إلا أن هذه الشجرة تضايفني كما لو كنت صديقًا بالغريزة؛
فحذائي، قد طبع المشوار الذي مشيته.

|| جون آشبِري، مقاومة رمزية
| ترجمة: غسان الخنيزي
‏الفنان إيمان ملكي - فال حافظ (٢٠٠٣).
|| فلاديمير بارتول، آلموت
| ترجمة: فاطمةالنظامي
‏لوحة”الإمام الجزولي”٢٠٢١م
للفنّانة الباكستانية المعاصرة”صفية لطيف”
لا تدعها تنكسر
(إلى حفيدتي أمينة)

ساقكَ الرشيقة بوترها الرهيف الملفوف بلحم شفيف، ساقك التي هي قصبتك الركيزة المنسابة بين الجسد المغرور والأرض الماكرة.
ساقك التي تحملك منذ اليقظة حتى النوم، ترأف بحركتك اللامبالية وتزن بك الهواء كلما انتفضت ظاناً أنك النسر،

ساقك تروزك مثل بيضة القبان،
وتدوزن حركتك اللاهثة، بلا اكتراث،
مندفعة نحو الاتصال والوصل،
حركتك تذهب بك غافلة عن الوسائط.
وساقك
ساقك، ميزانك، يقظة أعضائك، لا تغفل عنك،
عبر الوقت والمكان،
محمولاً في راحة الرحيل وأنت لا تعي ولا تتعلم.

ساقك القصبة القصيّـة عن المعنى،
كلما جلستَ برهة نالتْ الراحة المؤقتة بين مبالغاتك المتهورة في الحركة والزهو والعنفوان، كلما جلستَ على مقعدٍ أو بسطتَ بدنك على سريرٍ، تَـيسَّـرَ لساقك المتعبة لحظة من عبئك الفظّ وثقلك الفجّ وجلافتك قليلة الفطنة، لحظة تنال راحة واحدة في خضم نهارٍ مشحونٍ باجتياز المكان، وليلٍ لا يهدأ من اختزال الزمن، كأنك تنتـقـل في ريحٍ غير مرئية، حيث الساق الرشيقة المذهلة متوارية في الثوب، ملفوفة في اسطوانة البنطال، ساقك المأخوذة بكَ، لكأنك لا تعرفها، لا تتذكرها إلا في لحظة الفقد، اللحظة التي تصعبُ فيها المعالجة أو تستحيلْ.

ساقك، سباقـك الخفيّ في السفر والإقامة.
لا تدعها تنكسر وحدها
لا تخذلها فينالك الخذلانُ العظيم
كأنها القصبة التي منحتها لك الآلهة لأجل السعي بها نحو الموسيقى الذهبية للحياة.
موسيقى العمل،
فبدون هذه القصبة الرشيقة التي يتكئ عليها جسدك ويتأرجح ويرتجل وينفر ويرقص، بدونها، بدونها، بدونها، لا أنتَ أنتْ، كأنك كائن أقل قليلاً من الصدى،
وأكثر قليلاً من محارة مكسورة على سطح خشب قديم،

لا تدعها تنكسر
ساقك العمود الصغير، القصير، المنسي، المهمل، الضئيل في جسمك الهائل، هو، هو، هو، عمود خيمتك الأول، الوحيد، النادر، الذي لا يعوَّضُ، وما إن ينكسر حتى تنهار خيمتك العظيمة، وتتهاوى أبراج سرادقاتك الشامخة، وتستوي بالأرض وربما بأقل من الأرض أيضا.

فقط،
لأن قصبتك الصغيرة، بزلةٍ أصغر منها، سوف تتعثر وتصطدم وتنكسر، وحدها، تلك القصبة، تتركك وحدك، كلما بالغتَ في تقمص الإعصار بين الباب والعتبة.

فلا تدعها تنكسر
لا تدع جسدك يكبو على وجههِ في اللحظة التي يتوجب عليه أن يشبَّ ويشمخُ ويستقيم.
فبعد هذه القصبة، وبدونها، أنت في مهوى القصور الكامل عن إزاحة الستارة في نافذة خلفك. بدون ساقك الصغيرة النادرة، سوف تتضرع لكل الآلهة كي تعينك المخلوقات السائرة على الوصول إلى الطرف الثاني من السرير.

وما عليك إلا أن تجرب ذلك، لكي تعرف معنى أن تكون بلا ساق سليمة غير مكسورة، لن تقوَ على الانتقال من ساحة الهيلمان إلى غرفة السكينة، ومن غير تلك الساق، التي ستتذكرها بحسرة المجنون، ستعجز عن جنة الماء وحرية الهواء، في الغسل والرمل بين الجغرافيا وتفاصيل البيت.

فلا تدعها تنكسر،
قصبتك الذهبية،
منحة الآلهة، ونعمة الغابات الأسطورية،
انتخبها لك اللهُ لكي تغنّي بها الحياة بأجمل أغانيك، وتغزل بها أشرعة أحلامك البهية، وتسعى بها مثل جناح الرحمة نحو حنان الراحة وحرير الحب. قصبتك الأصغر من قوس الصدر والأحن عليك من وتر القلب، فلا تفرط فيها ولا تغفل عنها ولا تجعلها في مهب التهور.

لا تدعها تنكسر فينكسر قلبك على نفسك،
بساقك فقط،
برشاقتها الباهرة،
بها وحدها تذهب إلى الناس، وتذهب عنهم،
مشغوفاً بهم متحرراً منهم،
معلناً الحب على من تذهب معه وتذهب عنه.

كل ذلك لك،
ما بقيتْ ساقك لكَ،
صحيحةً، طيبةً، تطيرُ بك فيما ترأفُ بها وتتزنُ وتكترثْ
ساعتها فقط،
يصحُّ لك أن تزعمَ أنك ريشة في جناح الآفاق
جالساً في تاج الأوج
في جنة المشتاق،
والساق على الساق.

|| قاسم حداد، ثلاثون بحرًا للغرق
Forwarded from أرجوحة شرقية
وَحدي..
وألوان السحاب يلضّها النَجم البَعيد
وَحدي سأضحك مِن أساي
ويُشرِق الصُبح الوَليد!


بدر شاكر السيّاب
‏الفنان مجيد أروري - شعاع الضوء (١٩٩٩).
حرية التعبير

إذا ارتعشَ صوتي، أخبِرهُم أنَّ الكبرياءَ هو نهجي في مَحبَّتِكَ.

هيكلُ قَفَصِكَ الصَّدريِّ، الذي كان محموماً في أوانِ الحياة، مفتوحٌ الآن،
ويكشفُ عن عشرةِ آلافِ قِطعةٍ موسيقيَّةٍ في جوفهِ.

غُلِّفَتْ يداكَ بإحكام، ويُظهرُ الفحصُ أنَّهُما سليمتان.

إنَّهُ الشتاءُ إذاً، الجسدُ باردٌ عندَ لمسهِ، مُتماسِكٌ،
وقد أُبقيَ في دُرجهِ القابعِ في العالمِ القديمِ المُروِّع.

ما أبهى هذه الأسنان. أستوارى في اللامكان؟

ها هو فَمُكَ محشوٌّ بالشَّاشِ واللُّغويَّات.
وفَتحاً لأكثرِ الأجزاءِ زُرقةً،
قَلبُكَ الكارثيُّ –

تَكتسحهُ آثارُ حوافرَ لمهورٍ جامحة تعلمتِ الوقوفَ لأوَّلِ مرَّةٍ،
إذ تَعطَّلَ عَدوُها الوحشيِّ المُستَتِب، بعد صَعقةِ الحُريَّة.

عيناكَ العَسليتان وجفناكَ الشَاحِبان، يكتسحهما النزيف.

كانت رئتُكَ الصُغرى مُحتقنَةً بدخانٍ أزرق.
بينما الأخرى مملوءة بكُتلةٍ من الحنانِ الكَثيف.

إنَّني أحبُّكَ أكثَر، أعلَمُ أنَّ
صوتَك يُرفرفُ كسِربٍ خلَّابٍ من الصقور، التي تأبى النزول.

كانت ستؤنسُكَ هذه اللحظة، في هذا الثلج، في هذه الساعة.
فزيارتُكَ هُنا الليلة لم تَكُن مُفاجِئة على الإطلاق.

العُمَّال الليليونَ، وجميع المُهاجرين، تواروا هُنا لتبادُلِ الحديثِ والتَحرِّي عن عَمل.

|| لوسي برويدو
| ترجمة: موزة عبد الله العبدلي
‏الفنانة ليلى متين دفتري - فتاة مع زهرة (١٩٦٦).
|| جيهان عمر، لا تعيد السّمكات إلى البحر

أشبه الماء
أتدفّق دون أن أعلم إلى أين!
فكلّما وجدّت شقّاً أشقّ طريقي..
لا أستطيع التوقّف حينما يكون التوقّف ضرورياً
أجدني في أماكن غريبة
لم أكن أخطّط للذهاب إليها
فقط لأنّني قابلت منحدراً
أحياناً يكون الماء قوياً.. أحياناً بلا إرادة
لا يعرف خطوته القادمة
ولم يستطع أحدهم أن يقبض عليه بأصابعه
لذلك أفشل دائماً في الحب
كل رجل يعتقد أنني هنا
يجد يداً فارغة
يتعجّب من وجودي واستحالتي
بداية من رشفة واحدة تبلّل الظّمأ
وحتى الطّمع الذي يجلب الغرق
أعرف أنكم تموتون من دوني
ومع ذلك تهدرونني على العتبات ببساطة
تعودّت ألّا أتحدّث
صامتة مرّة
أو هادرة
أجرف الأشجار كهواية
وقد أدفن في طريقي بعض المدن
في لحظات الغضب يبتعدون
وفي لحظات السكون يتأمّلون صفحتي في شرود
أطفئ النار
ولكنني أخلّف وراءها رماداً لا يزول
لن يعرف أحد كيف يتنفّس بداخلي
السمكات فقط هي التي تلهو في قلبي
خياشيمها الداكنة لعبتي المفضلة
لا تنخدعوا بتلك الشفافية التي أتنكّر فيها
فقد أحيل صخرة عملاقة إلى حصاة ببعض الدأب
أتفجّر وسط الصحراء عيناً لا تحتاج إلى جفن
لا ترغب سوى بالعطشى العابرين
فتمنّ عليهم بحياة مؤقتة
يحلو لي أحياناً أن أتجمّد
أن أصبح مكعباً بحوافٍ حادة
لوقت قليل أنتظر مشروباً معتّقاً
ثم أترنّح
في وقت آخر
أبدأ في إزاحة كل شيء من مكانه
فتتحوّل حياتي لشلّال لا يرى
ثمّ
أغلي داخل الإناء..
حتى أن الفقّاعات نفسها تشفق عليّ
أتبخّر..
أتعلّق بغيمة
أنتظر الشّتاء
أسقط مع المطر
أسقط
قطرة.. قطرة
قطرة…
PAUL AUSTER, R. I. P.
1947_2024
John William Godward، "When the heart is young"، 1902.
|| مناهل السهوي، امرأةٌ جافة

الرجلُ الذي ملئني أفواهاً جائعة
استرسل في منحي انحناءً بطيئاً
نحو الرغبة الهشّة
سجل الأطباء في تقريرِ موتي
امرأةٌ جافة
وعشراتُ الأفواهِ على شكل جروحٍ
بطيئةٌ في حبك
كدودةٍ تأكلُ أحشاءَ جيفة
يا للحقول القاسية
كيف تسمع عراكَ الموت داخلَ امرأة
ولا تئن!
اطمأننتُ حين قبّلتَ عظمَ ترقوتي
حين استرسلتَ في القبل
وحفرت مكانَ فمكَ قبراً صغيراً
قبراً بحجم دودة تأكل أحشاء جيفة
لا أملكُ سوى صقلِ الجروح في طريقي
الجروحُ ليست أفواهاً مفتوحة
إنها أثرُ ليلةٍ طويلةٍ من ممارسة الحب القاسي..
2024/05/03 09:42:29
Back to Top
HTML Embed Code: