tg-me.com/Abdelbari_Atwan/4905
Last Update:
السيّدة دوروثي شيا، حاكمة الشَّق المُتواطِئ في لبنان، تذكّرت فجأةً حجم المأزق الذي وضعت بلادها فيه، وأعلنت عن استِعدادها لتوفير الغاز والنّفط المِصري، والكهرباء الأردنيّة إلى لبنان في مُحاولةٍ لإجهاض الانتِصار الكبير لحزب الله ومحور المُقاومة، ولكنّها نسيت في غَمرةِ ارتِباكها أمْرًا مُهِمًّا وهو أنّ هذا الغاز يحتاج وصوله أوّلًا إلى تَحضيراتٍ لوجستيّة فنيّة قد تَستغرِق عدّة أشهر، والتّفاوض مع سورية صاحبة الأراضي التي سيَمُر عبرها وأخذ مُوافقتها ثانيًا، والتَّأكُّد بأنّ هذا الغاز ليس مخلوطًا أو مُلوَّثًا بالغاز الإسرائيلي الذي يَمُر عبر تلك الأنابيب ويُعالَج بالمعامل نفسها ثالثًا، والكلمة الأخيرة ستَكون للرئيس السوري بشار الأسد.
الحِوار مع سورية وحُكومتها، ومُرور الكهرباء والغاز عبر أراضيها في حالِ تَوفُّر كُلّ الشّروط القانونيّة واللوجستيّة والسياسيّة، يعني كسر “حِصار قيصر” وبإذعانٍ أمريكيّ ولن يأتي دون مُقابل، فما هو المُقابل الذي ستطلبه الحُكومة السوريّة وستُصِرّ عليه من الجانب الأمريكي صاحب هذه المُبادرة؟ رفع حِصار قيصر مَثَلًا؟
السيّد نصر الله وبدَهاءٍ شديد، وضَع أمريكا وإسرائيل وحُلفاءهما في لبنان في مأزقٍ شديد في إطار جُهوده لإنقاذ الشّعب اللّبناني من أزَماته الخانقة عبر مُبادرة محسوبة جاءت بعد إدارة مُتميّزة للأزمة، ورمي الكرة في ملعب خُصومه، وجلس يُراقب عن قُرب ارتباكهم ورُدود أفعالهم، وواضِعًا إصبعه على الزّناد في غُرفة عمليّات مُزدحمة بالخُبراء السّياسيين والعَسكريين.
إنّها معركة عضّ الصّواريخ، ومَن سيُطلِق الصّاروخ الأوّل، وهي معركة قد تقود إلى هَزيمةٍ أُخرى لأمريكا وإسرائيل، تتواضع أمامها الهزيمة الأفغانيّة.. والأيّام بيننا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📰 قناة مقالات/ عبدالباري عطوان✒️
قناة تختص بنشر مقالات الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم
*لمتابعة القناة على التيليجرام أشترك عبر الرابط..🔻*
@Abdelbari_Atwan
http://www.tg-me.com/us/عبدالباري عطوان /com.Abdelbari_Atwan
BY 📰عبدالباري عطوان..✒
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/Abdelbari_Atwan/4905