tg-me.com/Dr_alkhader/1401
Last Update:
*س/ ما هي فضائل عشر ذي الحجة ومكانتها؟*
ج/ إن لأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة فضلاً عظيماً ومكانة كبيرة، وقد ورد في بيان فضل العشر عموماً وفضل بعض أيامها على وجه الخصوص ما يدفع كل حريص على الخير إلى اغتنامها غاية الاغتنام والمبادرة فيها إلى كل فضيلة، وجعلها موسماً للمسارعة إلى الخيرات وترك المنكرات، ورد الحقوق إلى أهلها، والتخلص من مظالم العباد والاستعداد للقاء الله تعالى، ويمكن إجمال ما ورد في بيان فضلها فيما يلي:
1️⃣ *الفضيلة الأولى*: هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: *«إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*، مما يستلزم مزيد الاجتهاد فيها بطاعة الله، وإنما سميت بالحُرُم لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها.
2️⃣ *الفضيلة الثانية*: قسم الله بها: هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2]. وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.
3️⃣ *الفضيلة الثالثة*: مدحه للذاكرين له فيها: هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. فلنكثر فيها من ذكر الله، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الأيام المعلومات: هي عشر ذي الحجة.
4️⃣ *الفضيلة الرابعة*: هذه العشر هي ختام أشهر الحج التي نص الله عليها في كتابه بقوله سبحانه: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]، قال الجمهور: ختامها هي عشر ذي الحجة.
5️⃣ *الفضيلة الخامسة*: هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ*، يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ»، وقد اجتمعت فيها أمهات العبادة من الصلاة والصيام والصدقة والحج، وجدير بكل حريص على الخير أن يعرف قدرها ويعطيها حقها من الاجتهاد في طاعة الله والإقبال عليه والتزود من أنواع البر.
6️⃣ *الفضيلة السادسة*: العمل الصالح فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام: ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*، وأخرج البيهقي بإسناد حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى»*. فيحرص الشخص على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، والحرص على الصيام وفي زاد المعاد لابن القيم (1/ 57): "لَيَالِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ أَفْضَلُ مِنْ لَيَالِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَيَّامُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ أَفْضَلُ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ رَمَضَانَ، وَبِهَذَا التَّفْصِيلِ يَزُولُ الِاشْتِبَاهُ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ لَيَالِيَ الْعَشْرِ مِنْ رَمَضَانَ إِنَّمَا فُضِّلَتْ بِاعْتِبَارِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَهِيَ مِنَ اللَّيَالِي، وَعَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ إِنَّمَا فُضِّلَ بِاعْتِبَارِ أَيَّامِهِ، إِذْ فِيهِ يَوْمُ النَّحْرِ وَيَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ التَّرْوِيَةِ".
7️⃣ *الفضيلة السابعة*: اشتمالها على يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
BY قناة د. بندر الخضر البيحاني
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/Dr_alkhader/1401