مرحبًا يا رفاق 🤍

ليس هناك شعورٌ أسوء من أن تُضطر للإنقطاع عن هواياتك المُفضلة لأجل أشياءٍ لا تحبها، أنتَ تحت واقعٍ يفرض عليك الدراسة بجد، العمل بكل طاقتك، و كُلها أشياء لا تستهوينا كبشرٍ نُعشق الرّاحة، لكنها السبيل الوحيد للحصول على لقمة العيش، نحن مُرغمون على القيام بأمورٍ لا نحبها حتى نعيش !

إذاً بعد غيابٍ طويل عن الكتابة، لا يسعني إلا الكتابة عن بعض الأسرار الذي إكتشفتها في داخلي مُؤخراً:

أولاً: أنا عفويٌ للغاية، أخبر أسراري حتى للغرباء، لطالما كانت المشكلة في علاقاتي مع البشر أنني مُندفع بمشاعري و مُتعطشٌ للحديث و هم أشخاصٌ يحبون ” الوزّان في بداية العلاقة “ 🤷🏻‍♂️
إنَّ البشر مخلوقاتٌ غريبة، تُخفي ما بداخلها و تظهر شيئًا آخر، فقط لتبدو بمظهرٍ غير مُهتم .

على فكرة نحن من نضع هذه المعايير السَّاذجة، نحن من نقول أنَّ “ الوزان و الثقل ” هو الذي يشد الطرف الآخر لنا، لكن على عكس الواقع ، أُفضل الصراحة و الوضوح و حتى العفوية المُطلقة في حديثي مع أي شخصٍ كان.

دعونا نتفق على هذا، حسناً ؟

ثانياً: لو أنني بطريقةٍ ما إستطعت السفر عبر الزمن، لن أسافر إلى المستقبل أبدًا، فأنا مُتزن لا أفضل التهور في أمورٍ لم أخطط لها ، و المستقبل بالنسبة لي مُبهم، و مخيف ، و فيه كُل الغموض الذي أخشاه.

كما أنَّ شعوراً بداخلي يخبرني:
أنَّ تطور البشر سيصبح سيئًا في المستقبل..

أفضل السفر للماضي الذي أعلمه تماماً، فَ مثلاً كنتُ لأختار السفر ” لأيام العصر الفكتوري ”

يا لجمال هذه الفترة ، فترة ملكية موسيقية، مليئة بالفن، و التراث و الحضارة الرائعة التي إندثرت في زمننا هذا.

ثالثاً و أخيراً: أبدو للناس و كأنني غريب أطوار ، لكنني مُجرد إنسان لديه سلوكيات مُختلفة قليلاً. ربما صفاتي سيئة في الواقع ، لكن يروقني وصفها بأنّها مُختلفة عن البشر ، يكفيني أن أكون مميزًا في شيءٍ ما، و كما تعلمون التميز ليس بالضرورة أن يكون في أشياءٍ رائعة، التميز قد يصبح رائعاً بالإختلاف عن المحيط الأحمق، إذاً أُفضل الخسارة و الغرابة ، فالفوز و البقاء طبيعياً على طريقتكم مذلَّة

يمكنني الكتابة دائمًا حتى بعد أشهرٍ من الإنشغال.

يمكنني الكتابة في أسوء الأوقات و حتى في أكثر اللحظات إنشغالاً عن حياتي الأدبية، يمكنني أن أنقطع عن كتابة الهراء لأشهر و أعود لكتابة فقرة بسيطة جدًا، يعجز الآخرون عن شرحها، مثل الفقرات القادمة، فقراتٌ سيئة جدًا..

يمكنني الكتابة بشغف و إخلاص و إتقان، راسمًا البهجة على وجه الآخرين، بالرغم من أنني أكتب في أكثر مكانٍ مقزز على وجه الكوكب إنَّه: باص النقل الداخلي، باصٌ يعجز المرء فيه أن يسمع صوت أنفاسه من كثرة الضجيج ، باصٌ مُزدحم لدرجة أنَّه لا يتسع لحشرةٍ قذرة، فيه ما يكفي من الناس التي تجلس فوق بعضها.

يمكنني وصف المطر بأنَّه رائع و رومنسي، و هذا جانب رائع منه، لكن كيف يكذب المرء على نفسه؟ خصوصاً أنّه متشرد تحته، مُبتلٌ من رأسه حتى أكمامه، دون أن يجد وسيلة نقل تعيده للمنزل.

أنا إيجابي، و لكنني واقعي، أعرض عليكم الأشياء البشعة و الجميلة معًا، و بصراحة: لكم حرية الحكم على الموقف.

على سيرة الجوانب في الحياة و تعددها منها البشعة و منها الجميلة، أتعلمون؟

نحن من نجعل للموت جانبًا رومنسي و درامي، نحن من نكتب روايات و قصص طويلة تمر بموت شخصياتٍ كثيرة، فقط لنزرع شعورًا دراميًا مؤثرًا عند المتلقي، لا أهمية للموت نفسه عندنا، بل نصب إهتمامنا في التأثير بالآخرين و تصرفاتهم و كلامهم و شخصيتهم، و نحاول جاهدين وضعهم في حلقة لا نهائية من المشاعر الفياضة، و السبب واضح يا رفاق! واضح! و هو أننا ضعيفون جدًا أمام مشاعرنا، خاصةً المشاعر الحزينة التي تتحكم بتصرفاتنا دون وعي منا.

لذلك في المرة المقبلة حينما تُصادف روايةً حزينة، و تتأثر، فكر مرتين، ثمَّ أشعر، شعورك هُنا مهما كان، حتى لو كان حزينًا لكنَّه واعي للغاية، و هذا يكفي لتتخلص من فكرة إستغلال مشاعرك.

و من سيرةٍ لأخرى، ما أسوء هذه الليلة. على سيرة الروايات، و القصص الحزينة، كثيرٌ من الأشخاص في حياتنا تحزن على أمور تافهة، بالطبع نحن نخجل من أن نقول أنها تافهة أمامهم، لكنها تافهة بحق و قول الحق واجب..

أيتأثر شخصٌ ذكي مثلك بفكرةٍ كُتبت من قبل شخصٍ لا يطبق ما يفعل، أليس هذا مُقززًا بالنسبة لك؟ التنمية البشرية، الطاقة الإيجابية، الأحلام السعيدة و الحياة الهادئة، كُلها خُرافاتٌ على ورق يعجز كُتابها عن تطبيقها، هم فقط يكتبون ليأثروا فيك -حتى أنا- أكتب لألقي بمشاعري السلبية عليك، لا لأساعدك في حياتك الصعبة، لذلك إحذر من حياتك الإلكترونية ربما تكون السبب في مزاجك السيء دائمًا ➰

أشعر بالهدوء بعد إلقاء غضبي عليكم، بالنهاية: يمكنني لوم الناس، و لعب دور الضحية، و من ثمَّ رمي كُل فشلي على المجتمع، و على العائلة، و أكتفي بالبكاء قائلاً: الحياة صعبة، و أنا لا أستطيع النجاة من هذا الخراب.

و في سياق آخر، يمكنني أن أطوع الظروف كُلها و أصنع الفارق بنفسي، حتى لو كنت ضمن أقذر مُجتمع على الإطلاق، و في أسوء عائلة، عائلة ليس فيها ذرة ترابط، إذاً: يمكنني تحدي الحياة التي يراها الفاشلون صعبة و مُغرية للإنتحار.

إنَّه أنا و أنت من نحدد نمط حياتنا، نحن من نستطيع إفتراس النجاح بدلًا من التسويف و وضع الحجج التي لا قيمة لها، نحن من نرفع مزاجنا و نشغل أنفسنا بدلًا من لعب دور الضحية .🤍

كُلما خالطتُ الكُتب عرفتُ صورًا غير مألوفة للتعقيد و الغرابة ، و تأكدتُ أنَّ قراءة الكُتب سهلة، لكن إختيارها دائمًا شاق جدًا، و أيقنتُ أن الكُتب السيئة هي الأشهر، و الأغلى سعرًا هي التي تحمل مُعتقدات سطحية و كثيرًا من الأفكار التي تحاول قلّب توجهنا الفكري، بالرغم من كُل هذه السَّلبيات التي تُحيط بنا أثناء القراءة، ستبقى قراءة الكُتب هي الوضع الوحيد الذي سيضمن لك: إبتعادك عن البشر و الهدوء المطلق في آنٍ واحد ، أيُّ عملٍ ممتع آخر كان سيكلفك الحديث مع أحدهم، لكنك هُنا سعيد دون تدخلات بشرية ، تبرَعُ بإيجاد الحلول حتى تستمتع ، تُضيء شمعةً حتى تُثبت للكهرباء أنَّها ليست عائقًا أمام قراءتك، تضع موسيقى هادئة لتُبرهن للجيران أنَّ ضجيجهم لن يؤثر على مزاجك أثناء القراءة ، تسجل أفكار الكتاب على ورقة و تلخصها بشكلٍ جيد لتُثبت لنفسك أنَّك قادر على فهم حتى أعقد الكتب، أنت تحارب حتى تقرأ بمتعة، و هذا كافٍ لجعل الكتب شيئًا مُقدسًا ➰

إستقبلتُ أحد أصدقائي البارحة، و هو صديقٌ مُقرب أتى من خارج البلاد و قرر زيارتي على غفلةٍ مني، و أثناء تجواله في منزلي، رأى ” هاتف أرضي “ فقال بسخريةٍ: ألا تزال تستعمل هذا الشيء القديم، ألسنا في عصرِ الأنترنت يا رجل؟
- بعيدًا عن أنَّ الإنترنت في سوريا يتطلب وجود هاتفٍ ثابت - لكنَّ إهانة مقتنياتي القديمة هو وقاحةٌ يرتكبها كُل أحمق يعتقد أنَّ سهولة الإستعمال موجودة دائمًا دائمًا في الأغراض الحديثة .

بالرغم من مرور مئة عامٍ تقريباً على إختراع أول هاتفٍ ثابت، لكنَّني ما زلتُ أفضل وجوده في منزلي، ليس لإنني رجعي و ليس لأنني مضطر أن أتحمل وجوده من أجل جدتي التي تواصل التحدث مع جارتنا عليه، و لا أبدًا ليس الموضوع تكديساً قهرياً ، الأمر فقط أنني أستمتع بالأشياء القديمة أكثر من تلك العصرية، أفضل التواصل على الهاتف الثابت بدلاً من التواصل بمكالمة فيديو على Whatsapp و أفضل قراءة الكُتب الورقية بدلاً من كتب الـ PDf و حتى أرتاح بالكتابة على الورق بدلاً من الكتابة على تطبيقات الـ Notes المُزعجة، و أفضل الإندماج بالأغاني القديمة، كأم كلثوم، و عبد الحليم حافظ بدلاً من الإستماع لـ نانسي عجرم أو جورج وسوف، و أخيراً أفضل تأمل اللوحات الكلاسيكية بدلاً من الـ Modern-design إنَّه لمن الخاطئ أن نترك قرار إستمتاعنا بالحياة في يد التطور و الإختراعات الحديثة، ليس سيئًا أن تتعلق ببعض الأشياء القديمة، مهما وصل العالم إلى إخترعاتٍ و أنماطٍ أفضل، إنَّه فقط قرارك و خيارك، بأن تفضل ما ترتاح له روحك، و ليس ما يجعلك العصري و الأحدث بين محيطك.

دائمًا ما أشعر بوجود فجوةٍ بيني و بين البشر، و بطبيعة الحال الشّعور بالحاجة للهروب منهم بأي وسيلةٍ، و مثل أي شخصٍ جاهلٍ لم أحاول فهم السبب، خاصةً أنَّها مشاعر، و المشاعر لا تُشرح، فهي مفصولةٌ عن العقل و المنطق، كنتُ مخطئًا بهذا الأمر، لأنني سأشرح لأول مرة : شعورًا مُحرجًا بكل عقلانية..

اتضح لي أنَّ سبب كرهي للناس هو عدم اتزانهم و نضجهم، يجدون صعوبةً في تقبل الواقع، و أكثر ما يغضبني هو: تشبثهم بخرافاتٍ لا أصل لها و تأييدهم لأي فكرةٍ تُبرر الأشياء المعقدة، و كُله بسبب خوفهم من المستقبل المجهول، و يمكنني القول أنَّ: عدم قدرة البشر على النقاش، و تقبل الآراء هو كارثة إنسانية! تُجبرني على سؤال نفسي دائمًا: هل من مكانٍ يمكنني أن أعبَّر فيه عن أفكاري دون أن أقتل؟ هل سأبدو مجنونًا لو عبرت عن آرائي بشكلٍ واضح؟ هل سيتهمنني الناس بصفاتٍ مُؤذية لو ناقشتُ أمرًا ما؟

كُل هذه الأسئلة تزرع شعورًا في داخلي بعدم الأمان و الإستقرار، و هذا ما دفعني من أعوامٍ لـ الهرب و الإنعزال بعيدًا عن تعصبهم المُرهق.

إذاً كنتُ مخطئًا عندما أخبرتك أنَّ المشاعر مُنفصلة عن المنطق يا حلوتي، المشاعر جزءٌ من المنطق دائمًا، لكنَّ المشكلة فينا أنا و أنتِ.. نحنُ فاشلون في التعبير عن مشاعرنا بدقة و فشل الشخص في التعبير عن مشاعره يعني أنَّه فشل في شرح أي فكرةٍ أخرى، لأن كُل الأفكار فيها نسمة من الإحساس، و هذا سبب عُزلتنا عن الناس بكل إختصار.

أكادُ أنسى: سوء جُملي و تراكيبي حينما أشرح فكرةٍ ما، أدى لرفض أفكاري دائمًا، فأصبحتُ أتجنبهم حتى لا أقع في إتهامات الجنون و الريبة، إذاً أصبح من المنطقي هُنا أن يتحول رفضهم إختلافي لكرهٍ شديد من جهتي.

إذاً اليوم وجدتُ سببًا يبرر موقفًا لا أحسدُ عليه، و هذا إنجازٌ بيني و بين نفسي، خاصةً إنني حاولتُ الإجابة عن شعورٍ لم أجرؤ على شرحه مُسبقًا.

22/5/2021 | Flash back

حِين يحل الظلام، أخبر نفسي أنَّ هذه الليلة ستكون هادئة، و لن أغرق مثل كُل مرة، أتفائل و أتناسى أنَّنا كبشر نُحاول التَّغير كل يوم و لكنّنا لا نفعل، لا نفعل أبداً..

نِصفُ مِلعقة كاكاو و كثيرٌ من السُّكر، موسيقى هادئة ربما لأم كلثوم، و أهم ما في هذه الليلة هو ضوء الشمعة اللطيف الذي يداعب ظلِي، أُدمدم مع سلطانة الطرب، و أتبادل أطراف الحديث مع نفسي بهدوء..

= نجحنا؟ هل سنكون بخير اليوم؟
- لا أظن ذلك، أشعر بالحاجة إليها..
= إنَّها أعراض إنسحاب يا رجل، عليك مقاومتها..

ثمَّ تمُر الدقائق و كأنها أيام، يبدأ الخلاف كُله برعشةٍ تجعل إمساك قلمي المفضل أمرًا مستحيلاً، و من ثمَّ تُدق طبول الحرب بعصبية مُفرطة لدرجة الإنفعال من أتفه المواقف، و تبدأ مراسم القتل و الذبح عندما أشعر بقلقٍ شديد أعجز عن وصفه، و تنتهي هذه الحرب البائسة بخسارةٍ نتائجها: تقلب مزاج، و بدايةُ إكتئابٍ حاد.

و كالعادة، كالعادة: جزء مني، يفقد السيطرة و يتلف اللوحة المتفائلة الذي رسمتها منذ الصباح، و أقرر مِن تلقاء نفسي إرتكاب خطأ كُل ليلة! نفس الخطأ بحجة أنَّها ستكون آخر مرة، أركض نحوها، أُحلق في عشرِ دقائق بالضبط، يا سلام!! إيقاع الجاز بدلاً من الطرب الأصيل، و ضوءٌ خافت بدلاً من الشمعة الكئيبة، لقد حلَّقت أخيًرا إلى كوكب بلوتو!

تمّر الليلة بسرعة رهيبة، حتى أُصبح بلا شعور، أصبح باردٌ كالثلج بالرغم من كُل هذا الحر، أغطي رأسي بالوسادة، و أغرق بالنوم، فأستيقظ صباحاً مشوش التَّفكير ثقيلَ الرأس، هزيل الجسد، شاحب الوجه، مليئًا بالحقد، مخلوع الضمير، لأقرر أخيراً - لأول مرة هه - التوقف عن تلك العادة، لكننا بشر كما ذكرتُ سابقًا، نُحاول التغير دون إدراك لطبيعتنا و مدى ضعفنا..

يسعدني أنّ بعض الكتابات التي كتبتها، ما زالت سرية للغاية، إنّ أمتع اللحظات هي تلك اللحظات التي تشعر فيها بالخصوصية المُطلقة في بعض الأشياء🖤

5/7/2021 | Flash back

ربما بعضُ النّاس قد تتقبل صداقة شخصٍ لديه صديقٌ آخر ، و لكن يا أصحاب، الصّداقة مفهومٌ أعمق، لن أكون صديقاً لأحدٍ لديه عشرات الأصدقاء، ما هذه العلاقة الهشة؟ إن لم أخفف عنك في هذه الحياة المقرفة سيخفف عنك شخص آخر، و إن لم أحادثك سيحادثك أحدهم بدلاً مني، إذاً بربك ما الفائدة من وجودي في حياتك؟

مستعدٌ للرهان على نظرتي تجاه الصداقة في مقابل أن أبقى دون أصدقاء ، دون أحد أيضاً، لا أمانع، إما أن أكون الجزء الأكبر من حياتك، أو لا داعِ لصداقتنا، ربما ذلك أفضل، ما مِن حاجة لإضاعة وقتنا في صداقة عابرة هدفها إجتماعيٌ فقط..

بالمناسبة: فرقٌ كبير بين الأصحاب و الرفاق و الأصدقاء، فالأصحاب أشخاصٌ نعرفهم من مكانٍ مشترك، كالعمل أو المدرسة، و الرفاق أشخاصٌ نعرفهم معرفة بسيطة بدون وجود صلة مشتركة معهم، و أخيراً الأصدقاء: هم أشخاصٌ نختارهم ليكونوا عونًا لنا في طريقٍ صعب كالحياة، لذلك دعونا نكن حذرين عند إستخدام هذه الكلمات..

بيني و بين البشر فجوة كبيرة من سوء الفهم، إصلاح هذه الفجوة يتطلب الشرح الطويل و إني لشخصٌ ينفذ صبره بسرعة، لذا قررتُ أن أترك المسائل بيننا مُعلقة دون توضيح، و هو الخيار الأفضل لكِلانا 🖤

‏يتلقن الطفل معتقداته و هو في سنٍ صغير، من مصادرٍ يثق بها و يظنها تعرف كُل شيء، كوالديه و معلميه، ‏هذا يعني أن تفكير النقد التحليلي كان متوقفاً لديه عندما تلقى هذه الأفكار.

‏و بعد أن تشبَّع بأفكاره و غرق بها أكثر فأكثر، و كَبُر و زادت قدراته العقلية، فإنه يواجه علماً غريباً يتعارض مع معتقداته، و في هذه اللحظة ينقسم الناس إلى نوعين، الأول: يبحث عن الحقيقة، أما الثاني: ينكر الحقيقة و يصفها بمؤامرة كونية ضد أفكاره.

يمكننا أخذ فكرة كروية الأرض و تحليلها، سنجد فئةً ضخمة من الناس مُؤمنة تمامًا بأن الأرض مُسطحة و أن شركة ناسا تُخفي أسراراً ضخمة عن البشر، و أن الدول الأجنبية تسعى لتغيير أفكارنا و أيديولوجياتنا، لأنّها تخاف مننا .

و هذا الكلام إن دل على شيء، يدل على مدى قوة التلقين، و أن كُل مُؤمنٍ بنظريةِ مؤامرة ليس مُذنبًا، إنما تم تلقينه و هو صغير و أصبح مُتمسكاً بعادات و تقاليد مجتمعه.

الأيديولوجيا : هي مجموعة من الأفكار و المعتقدات التي يُؤمن بها فئة من الناس.

أعلم تمامًا أنَّ إختصار مصطلح مُعقد كالأيديولوجيا أمرٌ خاطئ، لأنَّه مفهومٌ أعمق و أعقد من أن يتم شرحه في سطرٍ واحدٍ، لكن الأولوية التي أطبقها أثناء الكتابة هي إيصال الفكرة بسرعة، لا بدقة.

و قد تكون هذه الأولوية على حساب اللغة العربية، و المنطق و القواعد و حتى الأخلاق إن كنتُ مضطراً لذلك.

آخر ما أفكر به هو أن تصبح كتاباتي مشهورة، أُفضل أن يقرأ جُملي غريبُ أطوار واحدٍ بدل من مئات النسخ البشرية ، و أنا صديقٌ لكل شخصٍ مرفوضٍ بحجة أنّه غريبٌ عن مجتمعه.

أحبّ أن تكون جملي واضحة، يفهمها كل الأعمار و الناس، بعيدة عن القواعد و التشكيل، و بعيدة عن ما يسمونه قواعد الكتابة، نحنُ نهرب من القواعد.

إذاً توقع مني كُل شيء .

الكتابة فنٌ بحد ذاته، و أشعر بالفخر لأنني جزءٌ منها و أبدًا لم أشعر بالفخر لأنّها جزءٌ مني، و هذا ما يفعله أي كاتب دون الشعور بذلك، يتباهى بكتاباته بدلاً من أن يتباهى بأنَّه كاتبٌ.

و لسبب ما ، أؤكد أنَّ الكتابة التي يفضلها أي شخصٍ هي الكتابة السلسة، التي يفهمها كُل الناس دون أي إختلافٍ عليها، صحيح أنّ العمق في الكتابة يعطيها طابعاً جميلاً، لكن الهدف من الكتابة أصلاً هو التعبير بطريقةٍ سهلة بحيث يفهم الجميع الفكرة بسرعة الضوء.

11/7/2021 | Flash back

▫️مهلاً لحظة، متى أصبحنا في يوليو؟

آخر ما أذكره أننا في إبريل، لا أعتقد أنني كثير المسؤوليات حتى أنسى تاريخاً مميزاً بالنسبة لي، و لا بالطبع لستُ مُصابًا بالزهايمر، تارةً - نكون صغارٍ ننتظر عيد ميلادنا بفارغ الصبر، و تارةً نفقد شغفنا تجاه هذا اليوم، أمي! متى كبرنا؟ ‏متى أصبحت الحياة مملة إلى هذا الحدّ؟

إذاً: سأنفجر من الفرح لأنني خسرت عاماً كاملاً مِن عُمري، لستُ أسخر، فهذه الطريقة الوحيدة الناجحة للذهاب إلى من الحياة أسرع، على الأقل دون قتل نفسي، أشعر بالقرف تجاه أعياد الميلاد لسبب واحد، و هو أنّها مليئة بالإلتزام ، فأنا مضطر للتظاهر بالسعادة ، و كُل من حولي مضطرون لتهنئتي على عامي الجديد، طبعاً هم يهنئون فقط، ليس مهماً بالنسبة لهم إذ كنتُ سأستقبل عاماً سيئًا أو جيدًا.

و لكنني في جانبي العاطفي أُقدر كُل شخصٍ يتذكرني في هذا اليوم، لأن التهنئة فيها جزء من الكوميديا السوداء، ما الذي يدفع عاقل لتهنئة آخر على خسارته عام؟ ربما حسه الكوميدي، الموقف مضحك. كيف لا أقدره ؟😂😂

و من ناحية أخرى: شيء بداخلي تُسعده فكرة الإحتفال في هذا اليوم، ربما الكيك و الحلويات، فالطعام يسعدني دائمًا، و ربما أرغب بالإحتفال للأبد من أجل الطعام فقط.

على كلٍ، إنّه عام جديد بالنسبة لي ، أتمنى أن لا يضيع مثل الأعوام السابقة 🤍