Telegram Group & Telegram Channel
- يعرّفها معجم Merriam-Webster: «عقيدة، مجموعة من السلوكيّات، أو طريقة للحياة متمركزة حول اهتمامات الإنسان أو قِيَمِه، كفلسفة ترفض ما فوق الطبيعة، تعتبر الإنسان موضوعًا طبيعيًّا، تؤكد على الكرامة الأساسية وقيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذات من خلال العقل والمنهج العلمي»


- الناظر في فلسفة الإنسانوية يجدها دينًا مكتمل الأركان لا يختلف عن أي دين: فلأتباعها نصهم المقدس الذي لا يتجاوزوه (حقوق الإنسان)، وكهنته المشرعين، وشرائعه المستمدة منه، وأهل الحسبة لمن تجاوزه، والمجاهدين في سبيل نشره باللسان والسّنان، والقلم والإعلام، والمبشّرين به باسم الحقوق والحريات والمجتمع المدني، ويُعقد عليه الولاء والبراء، ولهم أعيادهم السنوية (أحدها يوم داروين)، ولهم فردوسٌ غير أنه أرضي، ونارٌ غير أنها باردة معتمة قد تكون في جزيرةٍ نائية!، وإيمان وكفر!. -كتب أحد أكبر دهاقنتها اليمنيين على صفحته تعريفه للكفر، فكان مما فيه: أن صنعاء وغيرها دور كفر لما فيها من ظلمٍ يزعم، والغرب الديمقراطي واليابان أشد إيمانًا لما فيها من ديمقراطية و(حقوق إنسان). ولم يُخطئ والله قيد بنانة -مع إغفالنا للبعد النسبوي في كلامه- فهو يعرّف الإيمان والكفر في دينه.. دين الهيومانزم.

- يجب أن تُقرأ كل الظواهر الحادثة المعاصرة في هذا السياق، سياق الاستمداد الغربي، فهي بمصطلحنا الطبّي لا تعدو كونها عرضٌ لمرض، وماذا ينفعك علاجك للحمّى وقد تركت القرح بصديده!. فكما أن واجب الوقت أن يبيّن أهل العلم للناس ويردّ عليهم في كل نازلة، فكذلك يلزم علاج أصل الإشكال، وذا متروكٌ لأهل الفكر من المسلمين، وللأطباء!.

- من نشأ في أحراش الدولة الحديثة بمدارسها ونُظُمها وإعلامها ونظامها المجتمعي وغباوة مُصدّريها وطبقة العاملين (للمدنية) فيها، ومن ثم عصر ما بعد التلفاز والتقنية، والأدب!؛ فهو لا بدّ متأثّرٌ بما تُعظِّمه؛ بكلّ ما ينتجه الغرب على غير هدىً، فلا عجب أنّ منّا من هذه الأجيال من أصابته نكتةٌ من الإنسانويّة والنسوية والعالمانيّة والليبرالية وحتى الأكثر حيدةً وغلوًّا كالتاريخانيّة والوجودية والإلحاد. وحكم أيٍّ منا على الحوادث موقوفٌ على مدى قربه أو بعده عن هذه الأفكار.. من أخفى شيءٍ كفحش اللسان إلى أعلاها كالولاء والبراء.

- من دخل ساحات التواصل وله أدنى اطّلاعٍ على تاريخ الفكر الغربي من لدن لوثر وجاليليو وحتى فوكو سيجد الخطاب المعروض متشابهًا إن لم يصل إلى حد التطابق!. وكأنه استنساخٌ وتقليدٌ ذليلٌ تحت وطأة جهرة شاشة الهاتف؛ فيجب إزاحة (سلطة رجال الدين) و (تجديد قراءة النص) ومنع (الاحتكار والكهنوت) وإشاعة (القراءة الفردية من غير وسيط)، ومن ثمّ هم (تنويريّون) يعادون التيّار (اليمينيّ)(الأصولي) المتمسك بعلويّة (النص المقدّس) ذوي العقليات (القروسطية)، والأصل هو (الحرية) و(حقوق الإنسان) و(الديمقراطية).وكأنك تقرأ ترجمةً ركيكة لأدبيات عصر التنوير الأروبّي. ويحضرني كلامٌ لطه حسين كتبه في ”مستقبل الثقافة في مصر“ يشابه هذا غير أنه بلغةٍ راقية لشيخٍ أزهري!. وليس بين يديّ الآن. ولي هنا عدّة وقفات:
الأولى؛ يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله في محاضرةٍ له: كنت أتناقش مع شخص فقال لي؛ الغرب مرّ بالنهضة والتنوير والحداثة وقد وصل إلى ما بعد الحداثة ونحن لم ندخل بعد عصر النهضة!. فيجيب مندهشًا من عمق الغباء عند أمثال هؤلاء بكلامٍ طويل.. (وهو تعبيرٌ بلسانٍ خفيٍ عن فلسفة التقدّم.)

الثانية؛ أحد أكابر التيار اليساري اليمني في السبعينات والذي تم تصديره باعتباره شاعرًا مناضلًا وأديبًا يقول في أحد كتبه: وما دمنا نستورد الصلصلة والفول من الغرب بلا حرج فلماذا ننكر استيراد مصطلحاتهم الأدبية والنقدية.. (يحكي عن تقسيم الشعر العربي بإزاء ما فُعل بالغربي إلى مدارس كلاسيكية ورومانتيكية وواقعية وسريالية ثم الشعر (الحديث).)

الثالثة؛ تجد في كتابات المستشرقين وتلامذتهم وأشياعهم تسميةً للظواهر التاريخية الإسلامية مستمدّة من تراثهم هم؛ وكأنّنا فرعٌ حارنٌ عنهم، والأسى تلقّفها من الشباب والجهلة؛ بدءًا من: الأرثوذكسي، الأصولي، اللوثري، حركة الإصلاح الديني، وحتى: القس، الشور/ديمقراطية، الدولة الدينية.

الرابعة؛ يا كم جاهد شيخ العربية محمود شاكر رحمه الله شعراءَ عصره استمدادَهم الرمز أولًا والمصطلحات النصرانية (الخطيئة، الصلب، الفداء..) وجعْلها لفظًا محوريًا تدور حوله القصيدة، ومن ثم حركات الشعر المخلخل.. وجعلُ ذلك من الشعر العربي ثانيًا، بل ومن خصائص وجماليات الشعر الحديث كما درسنا.. ويقول؛ الرمز أسلوبٌ جبان لا تعرفه العربيّة.. ”أباطيل وأسمار“



tg-me.com/Enlight21/405
Create:
Last Update:

- يعرّفها معجم Merriam-Webster: «عقيدة، مجموعة من السلوكيّات، أو طريقة للحياة متمركزة حول اهتمامات الإنسان أو قِيَمِه، كفلسفة ترفض ما فوق الطبيعة، تعتبر الإنسان موضوعًا طبيعيًّا، تؤكد على الكرامة الأساسية وقيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذات من خلال العقل والمنهج العلمي»


- الناظر في فلسفة الإنسانوية يجدها دينًا مكتمل الأركان لا يختلف عن أي دين: فلأتباعها نصهم المقدس الذي لا يتجاوزوه (حقوق الإنسان)، وكهنته المشرعين، وشرائعه المستمدة منه، وأهل الحسبة لمن تجاوزه، والمجاهدين في سبيل نشره باللسان والسّنان، والقلم والإعلام، والمبشّرين به باسم الحقوق والحريات والمجتمع المدني، ويُعقد عليه الولاء والبراء، ولهم أعيادهم السنوية (أحدها يوم داروين)، ولهم فردوسٌ غير أنه أرضي، ونارٌ غير أنها باردة معتمة قد تكون في جزيرةٍ نائية!، وإيمان وكفر!. -كتب أحد أكبر دهاقنتها اليمنيين على صفحته تعريفه للكفر، فكان مما فيه: أن صنعاء وغيرها دور كفر لما فيها من ظلمٍ يزعم، والغرب الديمقراطي واليابان أشد إيمانًا لما فيها من ديمقراطية و(حقوق إنسان). ولم يُخطئ والله قيد بنانة -مع إغفالنا للبعد النسبوي في كلامه- فهو يعرّف الإيمان والكفر في دينه.. دين الهيومانزم.

- يجب أن تُقرأ كل الظواهر الحادثة المعاصرة في هذا السياق، سياق الاستمداد الغربي، فهي بمصطلحنا الطبّي لا تعدو كونها عرضٌ لمرض، وماذا ينفعك علاجك للحمّى وقد تركت القرح بصديده!. فكما أن واجب الوقت أن يبيّن أهل العلم للناس ويردّ عليهم في كل نازلة، فكذلك يلزم علاج أصل الإشكال، وذا متروكٌ لأهل الفكر من المسلمين، وللأطباء!.

- من نشأ في أحراش الدولة الحديثة بمدارسها ونُظُمها وإعلامها ونظامها المجتمعي وغباوة مُصدّريها وطبقة العاملين (للمدنية) فيها، ومن ثم عصر ما بعد التلفاز والتقنية، والأدب!؛ فهو لا بدّ متأثّرٌ بما تُعظِّمه؛ بكلّ ما ينتجه الغرب على غير هدىً، فلا عجب أنّ منّا من هذه الأجيال من أصابته نكتةٌ من الإنسانويّة والنسوية والعالمانيّة والليبرالية وحتى الأكثر حيدةً وغلوًّا كالتاريخانيّة والوجودية والإلحاد. وحكم أيٍّ منا على الحوادث موقوفٌ على مدى قربه أو بعده عن هذه الأفكار.. من أخفى شيءٍ كفحش اللسان إلى أعلاها كالولاء والبراء.

- من دخل ساحات التواصل وله أدنى اطّلاعٍ على تاريخ الفكر الغربي من لدن لوثر وجاليليو وحتى فوكو سيجد الخطاب المعروض متشابهًا إن لم يصل إلى حد التطابق!. وكأنه استنساخٌ وتقليدٌ ذليلٌ تحت وطأة جهرة شاشة الهاتف؛ فيجب إزاحة (سلطة رجال الدين) و (تجديد قراءة النص) ومنع (الاحتكار والكهنوت) وإشاعة (القراءة الفردية من غير وسيط)، ومن ثمّ هم (تنويريّون) يعادون التيّار (اليمينيّ)(الأصولي) المتمسك بعلويّة (النص المقدّس) ذوي العقليات (القروسطية)، والأصل هو (الحرية) و(حقوق الإنسان) و(الديمقراطية).وكأنك تقرأ ترجمةً ركيكة لأدبيات عصر التنوير الأروبّي. ويحضرني كلامٌ لطه حسين كتبه في ”مستقبل الثقافة في مصر“ يشابه هذا غير أنه بلغةٍ راقية لشيخٍ أزهري!. وليس بين يديّ الآن. ولي هنا عدّة وقفات:
الأولى؛ يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله في محاضرةٍ له: كنت أتناقش مع شخص فقال لي؛ الغرب مرّ بالنهضة والتنوير والحداثة وقد وصل إلى ما بعد الحداثة ونحن لم ندخل بعد عصر النهضة!. فيجيب مندهشًا من عمق الغباء عند أمثال هؤلاء بكلامٍ طويل.. (وهو تعبيرٌ بلسانٍ خفيٍ عن فلسفة التقدّم.)

الثانية؛ أحد أكابر التيار اليساري اليمني في السبعينات والذي تم تصديره باعتباره شاعرًا مناضلًا وأديبًا يقول في أحد كتبه: وما دمنا نستورد الصلصلة والفول من الغرب بلا حرج فلماذا ننكر استيراد مصطلحاتهم الأدبية والنقدية.. (يحكي عن تقسيم الشعر العربي بإزاء ما فُعل بالغربي إلى مدارس كلاسيكية ورومانتيكية وواقعية وسريالية ثم الشعر (الحديث).)

الثالثة؛ تجد في كتابات المستشرقين وتلامذتهم وأشياعهم تسميةً للظواهر التاريخية الإسلامية مستمدّة من تراثهم هم؛ وكأنّنا فرعٌ حارنٌ عنهم، والأسى تلقّفها من الشباب والجهلة؛ بدءًا من: الأرثوذكسي، الأصولي، اللوثري، حركة الإصلاح الديني، وحتى: القس، الشور/ديمقراطية، الدولة الدينية.

الرابعة؛ يا كم جاهد شيخ العربية محمود شاكر رحمه الله شعراءَ عصره استمدادَهم الرمز أولًا والمصطلحات النصرانية (الخطيئة، الصلب، الفداء..) وجعْلها لفظًا محوريًا تدور حوله القصيدة، ومن ثم حركات الشعر المخلخل.. وجعلُ ذلك من الشعر العربي ثانيًا، بل ومن خصائص وجماليات الشعر الحديث كما درسنا.. ويقول؛ الرمز أسلوبٌ جبان لا تعرفه العربيّة.. ”أباطيل وأسمار“

BY نور


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/Enlight21/405

View MORE
Open in Telegram


نور Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Should You Buy Bitcoin?

In general, many financial experts support their clients’ desire to buy cryptocurrency, but they don’t recommend it unless clients express interest. “The biggest concern for us is if someone wants to invest in crypto and the investment they choose doesn’t do well, and then all of a sudden they can’t send their kids to college,” says Ian Harvey, a certified financial planner (CFP) in New York City. “Then it wasn’t worth the risk.” The speculative nature of cryptocurrency leads some planners to recommend it for clients’ “side” investments. “Some call it a Vegas account,” says Scott Hammel, a CFP in Dallas. “Let’s keep this away from our real long-term perspective, make sure it doesn’t become too large a portion of your portfolio.” In a very real sense, Bitcoin is like a single stock, and advisors wouldn’t recommend putting a sizable part of your portfolio into any one company. At most, planners suggest putting no more than 1% to 10% into Bitcoin if you’re passionate about it. “If it was one stock, you would never allocate any significant portion of your portfolio to it,” Hammel says.

What is Telegram?

Telegram’s stand out feature is its encryption scheme that keeps messages and media secure in transit. The scheme is known as MTProto and is based on 256-bit AES encryption, RSA encryption, and Diffie-Hellman key exchange. The result of this complicated and technical-sounding jargon? A messaging service that claims to keep your data safe.Why do we say claims? When dealing with security, you always want to leave room for scrutiny, and a few cryptography experts have criticized the system. Overall, any level of encryption is better than none, but a level of discretion should always be observed with any online connected system, even Telegram.

نور from us


Telegram نور
FROM USA