tg-me.com/Enlight21/405
Last Update:
- يعرّفها معجم Merriam-Webster: «عقيدة، مجموعة من السلوكيّات، أو طريقة للحياة متمركزة حول اهتمامات الإنسان أو قِيَمِه، كفلسفة ترفض ما فوق الطبيعة، تعتبر الإنسان موضوعًا طبيعيًّا، تؤكد على الكرامة الأساسية وقيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذات من خلال العقل والمنهج العلمي»
- الناظر في فلسفة الإنسانوية يجدها دينًا مكتمل الأركان لا يختلف عن أي دين: فلأتباعها نصهم المقدس الذي لا يتجاوزوه (حقوق الإنسان)، وكهنته المشرعين، وشرائعه المستمدة منه، وأهل الحسبة لمن تجاوزه، والمجاهدين في سبيل نشره باللسان والسّنان، والقلم والإعلام، والمبشّرين به باسم الحقوق والحريات والمجتمع المدني، ويُعقد عليه الولاء والبراء، ولهم أعيادهم السنوية (أحدها يوم داروين)، ولهم فردوسٌ غير أنه أرضي، ونارٌ غير أنها باردة معتمة قد تكون في جزيرةٍ نائية!، وإيمان وكفر!. -كتب أحد أكبر دهاقنتها اليمنيين على صفحته تعريفه للكفر، فكان مما فيه: أن صنعاء وغيرها دور كفر لما فيها من ظلمٍ يزعم، والغرب الديمقراطي واليابان أشد إيمانًا لما فيها من ديمقراطية و(حقوق إنسان). ولم يُخطئ والله قيد بنانة -مع إغفالنا للبعد النسبوي في كلامه- فهو يعرّف الإيمان والكفر في دينه.. دين الهيومانزم.
- يجب أن تُقرأ كل الظواهر الحادثة المعاصرة في هذا السياق، سياق الاستمداد الغربي، فهي بمصطلحنا الطبّي لا تعدو كونها عرضٌ لمرض، وماذا ينفعك علاجك للحمّى وقد تركت القرح بصديده!. فكما أن واجب الوقت أن يبيّن أهل العلم للناس ويردّ عليهم في كل نازلة، فكذلك يلزم علاج أصل الإشكال، وذا متروكٌ لأهل الفكر من المسلمين، وللأطباء!.
- من نشأ في أحراش الدولة الحديثة بمدارسها ونُظُمها وإعلامها ونظامها المجتمعي وغباوة مُصدّريها وطبقة العاملين (للمدنية) فيها، ومن ثم عصر ما بعد التلفاز والتقنية، والأدب!؛ فهو لا بدّ متأثّرٌ بما تُعظِّمه؛ بكلّ ما ينتجه الغرب على غير هدىً، فلا عجب أنّ منّا من هذه الأجيال من أصابته نكتةٌ من الإنسانويّة والنسوية والعالمانيّة والليبرالية وحتى الأكثر حيدةً وغلوًّا كالتاريخانيّة والوجودية والإلحاد. وحكم أيٍّ منا على الحوادث موقوفٌ على مدى قربه أو بعده عن هذه الأفكار.. من أخفى شيءٍ كفحش اللسان إلى أعلاها كالولاء والبراء.
- من دخل ساحات التواصل وله أدنى اطّلاعٍ على تاريخ الفكر الغربي من لدن لوثر وجاليليو وحتى فوكو سيجد الخطاب المعروض متشابهًا إن لم يصل إلى حد التطابق!. وكأنه استنساخٌ وتقليدٌ ذليلٌ تحت وطأة جهرة شاشة الهاتف؛ فيجب إزاحة (سلطة رجال الدين) و (تجديد قراءة النص) ومنع (الاحتكار والكهنوت) وإشاعة (القراءة الفردية من غير وسيط)، ومن ثمّ هم (تنويريّون) يعادون التيّار (اليمينيّ)(الأصولي) المتمسك بعلويّة (النص المقدّس) ذوي العقليات (القروسطية)، والأصل هو (الحرية) و(حقوق الإنسان) و(الديمقراطية).وكأنك تقرأ ترجمةً ركيكة لأدبيات عصر التنوير الأروبّي. ويحضرني كلامٌ لطه حسين كتبه في ”مستقبل الثقافة في مصر“ يشابه هذا غير أنه بلغةٍ راقية لشيخٍ أزهري!. وليس بين يديّ الآن. ولي هنا عدّة وقفات:
الأولى؛ يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله في محاضرةٍ له: كنت أتناقش مع شخص فقال لي؛ الغرب مرّ بالنهضة والتنوير والحداثة وقد وصل إلى ما بعد الحداثة ونحن لم ندخل بعد عصر النهضة!. فيجيب مندهشًا من عمق الغباء عند أمثال هؤلاء بكلامٍ طويل.. (وهو تعبيرٌ بلسانٍ خفيٍ عن فلسفة التقدّم.)
الثانية؛ أحد أكابر التيار اليساري اليمني في السبعينات والذي تم تصديره باعتباره شاعرًا مناضلًا وأديبًا يقول في أحد كتبه: وما دمنا نستورد الصلصلة والفول من الغرب بلا حرج فلماذا ننكر استيراد مصطلحاتهم الأدبية والنقدية.. (يحكي عن تقسيم الشعر العربي بإزاء ما فُعل بالغربي إلى مدارس كلاسيكية ورومانتيكية وواقعية وسريالية ثم الشعر (الحديث).)
الثالثة؛ تجد في كتابات المستشرقين وتلامذتهم وأشياعهم تسميةً للظواهر التاريخية الإسلامية مستمدّة من تراثهم هم؛ وكأنّنا فرعٌ حارنٌ عنهم، والأسى تلقّفها من الشباب والجهلة؛ بدءًا من: الأرثوذكسي، الأصولي، اللوثري، حركة الإصلاح الديني، وحتى: القس، الشور/ديمقراطية، الدولة الدينية.
الرابعة؛ يا كم جاهد شيخ العربية محمود شاكر رحمه الله شعراءَ عصره استمدادَهم الرمز أولًا والمصطلحات النصرانية (الخطيئة، الصلب، الفداء..) وجعْلها لفظًا محوريًا تدور حوله القصيدة، ومن ثم حركات الشعر المخلخل.. وجعلُ ذلك من الشعر العربي ثانيًا، بل ومن خصائص وجماليات الشعر الحديث كما درسنا.. ويقول؛ الرمز أسلوبٌ جبان لا تعرفه العربيّة.. ”أباطيل وأسمار“
BY نور
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/Enlight21/405