Telegram Group & Telegram Channel
‏غزَّة ليستْ بخيرٍ، ونحن كذلك!

بدايةً، لستُ مفتياً، وهذه ليستْ فتوى مُلزمة لأحدٍ، إنّها مجرَّد وُجهة نظرٍ، أنا أحملُ قلماً لا سوطاً! ولكني لا أستغربُ ظاهرة أن يُفتي في النَّوازل عوام المسلمين، لأنَّ أهل الفتوى قد تركوا السّاحة شاغرة، فقد شغلهم دمُ الحيضِ ودمُ النِّفاس عن دماء أطفالِ غزَّة! وانتفختْ أوداجهم وهم يخوضون معركة زكاة الفطر!
فريقٌ يقولُ لفريقٍ: تُخرَجُ طعاماً أيها المُبتدعة!
فيردُّ الفريق الآخرُ: خُذوا روح النّص ومصلحة الفقير أيها المتحجّرون!
وأهل غزَّة قد بدتْ عظام صدورهم من الجوعِ لم تطلهم الفتاوى، ولم يأخذوا شيئاً من معاركهم!
طبعاً لا يوجد في ديننا تفصيل تافه، ديننا عظيمٌ كلُّه، ولكن يوجد أُناسٌ تافهون ليس لديهم فقه الأولويات، أو أنهم لا يُفتون إلا في المجالات التي يُسمحُ لهم أن يُفتوا فيها!
ورحمَ اللهُ العِزَّ بن عبد السَّلام حين قال: من نزلَ بأرضٍ تفشّى فيها الزِّنى فحدَّثَ النَّاسَ عن الرِّبى فقد خان الله ورسوله!

على أيَّةِ حالٍ، ومهما يكن من أمرٍ، غزَّة ما زالتْ تُذبح، ورمضانَ على بُعدِ خطواتٍ من الرَّحيل، فالحمدُ للهِ الذي بلَّغنا إيَّاه، وأسأله برحمته أن يجعلنا جميعاً من العُتقاء، وما من رمضانٍ إلى ويعقبه عيد، والعيدُ من شعائر الله سبحانه، وتعظيم شعائر الله تعالى من تقوى القلوب!
ولكن هذه الشّعائر، برأيي، تُقسمُ إلى قسمين:
ما لا يُترَكُ بأيِّ حالٍ إذا قُدِرَ على القيام به، كصلاة العيد يقومُ بها أهل غزَّة القادرين عليها كغيرهم من بلاد المسلمين الآمنة، جعلَ اللهُ تعالى كل بلادنا آمنة.
وهناك طقوس مندوبة، هي في الأصل داخلة في تعظيم شعائر الله، كاللباس الجديد، وتقديم الحلوى، والتزاور، وإظهار الفرحة، والمسلمُ مأجور حين يقومُ بها!
ولكن هذا المندوب، برأيي، يجب أن يُترَكَ لأجلِ ما يحدثُ في غزَّة، وإلا كيفَ يستقيمُ حديث النّبيِّ صلى الله عليه وسلم أننا كالجسد الواحد إذا أُصيب منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسّحر؟!

فأيُّ تداعٍ هذا في أن نُزيِّنَ مجالسنا وإخواننا في الخيام قد هُدمت بيوتهم!
وأيُّ تداعٍ هذا في أن نُلبس أطفالنا ثياباً جديدة وننشر صورهم وإخواننا لا يجدون لأولادهم اللقمة!
وأيُّ تداعٍ هذا في أن نُقدِّمَ الحلوى ضِيافةً وإخواننا تُسفك دماؤهم!

أعيدُ وأُكرر، لستُ أُحرِّمُ ولا أُحلِّلُ، وإنما أجدُ أنه من قلّة المروءة إن كان من المقرر أن أُقيم عُرساً وحدث في بيت جاري مأتم أن أمضي في عرسي، فأرقصُ وأفرح على مرأى منه وهو يندبُ فقد أحبابه!
بالنسبة لي أنا لستُ بخيرٍ لأنَّ غزَّة ليست كذلك!
أخجلُ أن أمدَّ يدي لقطعة حلوى، أو أقدّمها لأحدٍ!
طقوسي هذا العيد ستقتصرُ على الصلاة فقط، وضيافتي في منزلي القهوة السّادة فقط، تقبّل الله طاعاتكم جميعاً، ومنَّ على غزَّة بنصرٍ وفرجٍ قريب!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية



tg-me.com/Goorbt_rooh/30529
Create:
Last Update:

‏غزَّة ليستْ بخيرٍ، ونحن كذلك!

بدايةً، لستُ مفتياً، وهذه ليستْ فتوى مُلزمة لأحدٍ، إنّها مجرَّد وُجهة نظرٍ، أنا أحملُ قلماً لا سوطاً! ولكني لا أستغربُ ظاهرة أن يُفتي في النَّوازل عوام المسلمين، لأنَّ أهل الفتوى قد تركوا السّاحة شاغرة، فقد شغلهم دمُ الحيضِ ودمُ النِّفاس عن دماء أطفالِ غزَّة! وانتفختْ أوداجهم وهم يخوضون معركة زكاة الفطر!
فريقٌ يقولُ لفريقٍ: تُخرَجُ طعاماً أيها المُبتدعة!
فيردُّ الفريق الآخرُ: خُذوا روح النّص ومصلحة الفقير أيها المتحجّرون!
وأهل غزَّة قد بدتْ عظام صدورهم من الجوعِ لم تطلهم الفتاوى، ولم يأخذوا شيئاً من معاركهم!
طبعاً لا يوجد في ديننا تفصيل تافه، ديننا عظيمٌ كلُّه، ولكن يوجد أُناسٌ تافهون ليس لديهم فقه الأولويات، أو أنهم لا يُفتون إلا في المجالات التي يُسمحُ لهم أن يُفتوا فيها!
ورحمَ اللهُ العِزَّ بن عبد السَّلام حين قال: من نزلَ بأرضٍ تفشّى فيها الزِّنى فحدَّثَ النَّاسَ عن الرِّبى فقد خان الله ورسوله!

على أيَّةِ حالٍ، ومهما يكن من أمرٍ، غزَّة ما زالتْ تُذبح، ورمضانَ على بُعدِ خطواتٍ من الرَّحيل، فالحمدُ للهِ الذي بلَّغنا إيَّاه، وأسأله برحمته أن يجعلنا جميعاً من العُتقاء، وما من رمضانٍ إلى ويعقبه عيد، والعيدُ من شعائر الله سبحانه، وتعظيم شعائر الله تعالى من تقوى القلوب!
ولكن هذه الشّعائر، برأيي، تُقسمُ إلى قسمين:
ما لا يُترَكُ بأيِّ حالٍ إذا قُدِرَ على القيام به، كصلاة العيد يقومُ بها أهل غزَّة القادرين عليها كغيرهم من بلاد المسلمين الآمنة، جعلَ اللهُ تعالى كل بلادنا آمنة.
وهناك طقوس مندوبة، هي في الأصل داخلة في تعظيم شعائر الله، كاللباس الجديد، وتقديم الحلوى، والتزاور، وإظهار الفرحة، والمسلمُ مأجور حين يقومُ بها!
ولكن هذا المندوب، برأيي، يجب أن يُترَكَ لأجلِ ما يحدثُ في غزَّة، وإلا كيفَ يستقيمُ حديث النّبيِّ صلى الله عليه وسلم أننا كالجسد الواحد إذا أُصيب منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسّحر؟!

فأيُّ تداعٍ هذا في أن نُزيِّنَ مجالسنا وإخواننا في الخيام قد هُدمت بيوتهم!
وأيُّ تداعٍ هذا في أن نُلبس أطفالنا ثياباً جديدة وننشر صورهم وإخواننا لا يجدون لأولادهم اللقمة!
وأيُّ تداعٍ هذا في أن نُقدِّمَ الحلوى ضِيافةً وإخواننا تُسفك دماؤهم!

أعيدُ وأُكرر، لستُ أُحرِّمُ ولا أُحلِّلُ، وإنما أجدُ أنه من قلّة المروءة إن كان من المقرر أن أُقيم عُرساً وحدث في بيت جاري مأتم أن أمضي في عرسي، فأرقصُ وأفرح على مرأى منه وهو يندبُ فقد أحبابه!
بالنسبة لي أنا لستُ بخيرٍ لأنَّ غزَّة ليست كذلك!
أخجلُ أن أمدَّ يدي لقطعة حلوى، أو أقدّمها لأحدٍ!
طقوسي هذا العيد ستقتصرُ على الصلاة فقط، وضيافتي في منزلي القهوة السّادة فقط، تقبّل الله طاعاتكم جميعاً، ومنَّ على غزَّة بنصرٍ وفرجٍ قريب!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

BY غربة روح🔕


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/Goorbt_rooh/30529

View MORE
Open in Telegram


غربة روح Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

What is Telegram Possible Future Strategies?

Cryptoassets enthusiasts use this application for their trade activities, and they may make donations for this cause.If somehow Telegram do run out of money to sustain themselves they will probably introduce some features that will not hinder the rudimentary principle of Telegram but provide users with enhanced and enriched experience. This could be similar to features where characters can be customized in a game which directly do not affect the in-game strategies but add to the experience.

What is Telegram?

Telegram’s stand out feature is its encryption scheme that keeps messages and media secure in transit. The scheme is known as MTProto and is based on 256-bit AES encryption, RSA encryption, and Diffie-Hellman key exchange. The result of this complicated and technical-sounding jargon? A messaging service that claims to keep your data safe.Why do we say claims? When dealing with security, you always want to leave room for scrutiny, and a few cryptography experts have criticized the system. Overall, any level of encryption is better than none, but a level of discretion should always be observed with any online connected system, even Telegram.

غربة روح from us


Telegram غربة روح🔕
FROM USA