Telegram Group & Telegram Channel
[رمضان الوصل]

🌙الليلة الثانيةُ ..
قالَ الشيخُ: 
( طَهِّرْ قَلبَكَ مِن العَيْبِ .. يُفتَحْ لك بابُ الغَيبِ) !
تمَلملَ التّلميذُ في مَجلسِهِ ؛ كأنَّ الكلماتِ مَسّتْهُ بِنورِها !
فكرّرَ الشّيخُ .. ( يُفتحْ لك بابُ الغَيبِ ) ..
ثمّ قالَ :
أيُّ غَيْبٍ تُرى هذا الذي سَتُشرَعُ لك أبوابُهُ يا ولدي ؟!
أهُوَ غيْبُ الإجابةِ ..
حتّى كأنّك أنتَ منْ يُرتِبُ تفاصيلَ الحُلُمِ ..
تَلتقِطُه .. يُسَاقَطُ عليك ثمرُهُ رُطَباً جَنِيّاً !
أهُوَ غيبُ العِلمِ والفَهمِ ..
حتّى كأنّك صاحبُ موسى ؛ قَد آتاهُ اللهُ العلمَ من لدنْه هبةً عُلْـيا !
أم تُراهُ دهشةُ الغيبِ المَكنونِ ..
تَلمِسُهُ حتّى كأنَّه عِيانٌ مَرئيٌّ !
يا بنيَّ ..
لا يَتيهُ صوتُ المَحزونين في رمضانَ ..
لا تَذبُلُ توَسُّلاتُهم المَسكوبةُ في السُّجودِ ..
لا سَرابَ يَلتَمِعُ في عيونِهم الباحثةِ عن فَيضِ الخَزائنِ الإلهيّةِ !
أصغِ في عُمْقِ الأسحارِ لأصواتِ الأبوابِ وهي تُفتحُ..
لِصّريرِ المُغلَقِ كيفَ يُشرَعُ .. لزَحزحةِ الأبوابِ الثَّقيلةِ ..
يَرتفعُ صَدى صوتِكَ في السّماواتِ .. وتَشتدُّ الملائكةُ على إثْرِ خُطواتِ الدُّعاءِ .. تتحرّكُ لك سِلسلةُ الإجابةِ !
ثمّةَ لُغة ٌغَيبيةٌ للأبوابِ المُوصَدةِ يَهَبُكَ اللهُ إيّاها ؛ إنْ طَهَّرْتَ القلب !
ثمّةَ لغةٌ غيْبيةٌ يَفيضُ بها لسانُك .. فتهتزُّ لها أبوابُ السّماواتِ !
ثمّةَ لغةٌ لا يَنضُبُ ماؤُها تُسْتَمْطَرُ بها الرَّحَماتُ !
لا تَحملْ همَّ الإجابةِ يا وَلدي ؛ إنْ وَهبَكَ اللهُ الدُّعاءَ !
طهّرْ قلبَكَ .. ثمّ انظُرْ كيف يَفيضُ الغَيبُ عليك في رَمضانَ ..
قالَ التِّلميذُ :
يا للهِ ! .. كيفَ لقلبٍ أنْ يَطْهُرَ مِن صورةِ الذّاتِ .. مِن جَذْبةِ الطّين .. مِن شَهْوةِ الكِبْرِ الخَفيّةِ .. مِن لذّةِ الرِّياءِ .. ومِن شَهوةِ البُروزِ للأكوانِ !
دُلَّني كيف أرحلُ مِن أكداري !؟
قالَ العالمُ الربانيُّ :
اذكُرْ أنّ الأنفاسَ المَرويّةَ بالطّهارةِ ؛ هي التي تستحقُّ الرُّؤى !
تعلَّمْ كيف تَغتسِلُ في رَمضانَ .. كيف تَغمُرُ خَطايا قلبِك في غَيثِ الشَّهرِ ؛ فلا يبقى بعدَها شُؤمٌ ولا أثَرٌ !
تَضلَّعْ مِن رمضانَ .. حتّى كأنَّه ماءُ زَمزمَ .. يُشْرَبُ ؛ فَتُقضى به حوائجُ العُمُرِ كلُّها !
سلِّم قَلبَك من الكَدَرِ ؛ حّتى يَسلمَ لك رَمضانُ ، ويَتَسلّمُه اللهُ مِنك مقبولاً !
يا ولدي ..
إنّ للهِ عباداً ؛ إذا سَجدوا أضاءَتْ أنوارُ قُلوبِهِم مدارجَ الدَّعواتِ .. يَستهدي الدُّعاءُ في بُلوغِ العَرشِ بنورِ القلبِ الذي فاضَ بالطُّهْرِ ..
هؤلاءِ هُم .. منْ يَستحقونَ الرُّؤيةَ !
هؤلاءِ منْ عَمَرُوا باطنَهم بالمراقبةِ ..
هؤلاءِ .. مَن لم تبقَ لهم يومَ القيامةِ إلا المُكاشَفةُ !
فحدِّثْ حينَها عن المُناجاةِ كيف تَتدفّقُ !
وعن المَلائكةِ كيفَ تَعْجَبُ !
إنّ نُورَ اللهِ لا يَهْبِطُ إلا في القُلوبِ المَصقولةِ ..
لِذا قيلَ ؛ " من صَفّى صُفِّيَ له " ..
حتّى يرى بنورِ اللهِ ما لا نَرى !
طهِّرْ قلبَك من دَبيبِ الرِّياءِ ..
مِن مَحْمَدَةِ الناسِ ..
من صوتِ الجَماهيرِ في عُمقِكَ .. من عَتمةِ الكَراهيةِ ..
ومِنْ وَسْوسةِ الحَسَدِ ..
ثمّ قالَ الشيخُ :
إنْ سَلَبَتْكَ ذُنوبُك البِداياتِ ؛ فأذكرْ مَرارةَ النّهاياتِ !
مَرارةَ أن يَرمِدَ قلبُك أعواماً ؛ فلا تُعالجَه .. ولو رَمِدَتْ عينُك يوماً ؛ لعَجِلْتَ إليها !
يا بُنيّ ..
لو لم يَكنْ إلا أن يَرى اللهُ قَلبَك مُقيماً على بواطِنِ الذُّنوبِ فَيُخْليكَ اللهُ وَما تُريدُ .. و يَكِلَكَ إلى نَفْسِك .. ثمَّ تَفقِدَهُ عِندَ مُفترَقِ الطّريقِ !
يا وَلدي ..
خَطيئةُ القُلوبِ يَراها اللهُ بِعينِه .. فَارحَلْ إليه الليلةَ بما يُحبُّ ..
ارحَلْ إليه ؛ مِثلَ ريشةٍ في الرِّيحِ ..
فبالطَّهارةِ ؛ تَبلغُ المُستحيلَ .

د. كفاح أبو هنّود



tg-me.com/Nahumah/8637
Create:
Last Update:

[رمضان الوصل]

🌙الليلة الثانيةُ ..
قالَ الشيخُ: 
( طَهِّرْ قَلبَكَ مِن العَيْبِ .. يُفتَحْ لك بابُ الغَيبِ) !
تمَلملَ التّلميذُ في مَجلسِهِ ؛ كأنَّ الكلماتِ مَسّتْهُ بِنورِها !
فكرّرَ الشّيخُ .. ( يُفتحْ لك بابُ الغَيبِ ) ..
ثمّ قالَ :
أيُّ غَيْبٍ تُرى هذا الذي سَتُشرَعُ لك أبوابُهُ يا ولدي ؟!
أهُوَ غيْبُ الإجابةِ ..
حتّى كأنّك أنتَ منْ يُرتِبُ تفاصيلَ الحُلُمِ ..
تَلتقِطُه .. يُسَاقَطُ عليك ثمرُهُ رُطَباً جَنِيّاً !
أهُوَ غيبُ العِلمِ والفَهمِ ..
حتّى كأنّك صاحبُ موسى ؛ قَد آتاهُ اللهُ العلمَ من لدنْه هبةً عُلْـيا !
أم تُراهُ دهشةُ الغيبِ المَكنونِ ..
تَلمِسُهُ حتّى كأنَّه عِيانٌ مَرئيٌّ !
يا بنيَّ ..
لا يَتيهُ صوتُ المَحزونين في رمضانَ ..
لا تَذبُلُ توَسُّلاتُهم المَسكوبةُ في السُّجودِ ..
لا سَرابَ يَلتَمِعُ في عيونِهم الباحثةِ عن فَيضِ الخَزائنِ الإلهيّةِ !
أصغِ في عُمْقِ الأسحارِ لأصواتِ الأبوابِ وهي تُفتحُ..
لِصّريرِ المُغلَقِ كيفَ يُشرَعُ .. لزَحزحةِ الأبوابِ الثَّقيلةِ ..
يَرتفعُ صَدى صوتِكَ في السّماواتِ .. وتَشتدُّ الملائكةُ على إثْرِ خُطواتِ الدُّعاءِ .. تتحرّكُ لك سِلسلةُ الإجابةِ !
ثمّةَ لُغة ٌغَيبيةٌ للأبوابِ المُوصَدةِ يَهَبُكَ اللهُ إيّاها ؛ إنْ طَهَّرْتَ القلب !
ثمّةَ لغةٌ غيْبيةٌ يَفيضُ بها لسانُك .. فتهتزُّ لها أبوابُ السّماواتِ !
ثمّةَ لغةٌ لا يَنضُبُ ماؤُها تُسْتَمْطَرُ بها الرَّحَماتُ !
لا تَحملْ همَّ الإجابةِ يا وَلدي ؛ إنْ وَهبَكَ اللهُ الدُّعاءَ !
طهّرْ قلبَكَ .. ثمّ انظُرْ كيف يَفيضُ الغَيبُ عليك في رَمضانَ ..
قالَ التِّلميذُ :
يا للهِ ! .. كيفَ لقلبٍ أنْ يَطْهُرَ مِن صورةِ الذّاتِ .. مِن جَذْبةِ الطّين .. مِن شَهْوةِ الكِبْرِ الخَفيّةِ .. مِن لذّةِ الرِّياءِ .. ومِن شَهوةِ البُروزِ للأكوانِ !
دُلَّني كيف أرحلُ مِن أكداري !؟
قالَ العالمُ الربانيُّ :
اذكُرْ أنّ الأنفاسَ المَرويّةَ بالطّهارةِ ؛ هي التي تستحقُّ الرُّؤى !
تعلَّمْ كيف تَغتسِلُ في رَمضانَ .. كيف تَغمُرُ خَطايا قلبِك في غَيثِ الشَّهرِ ؛ فلا يبقى بعدَها شُؤمٌ ولا أثَرٌ !
تَضلَّعْ مِن رمضانَ .. حتّى كأنَّه ماءُ زَمزمَ .. يُشْرَبُ ؛ فَتُقضى به حوائجُ العُمُرِ كلُّها !
سلِّم قَلبَك من الكَدَرِ ؛ حّتى يَسلمَ لك رَمضانُ ، ويَتَسلّمُه اللهُ مِنك مقبولاً !
يا ولدي ..
إنّ للهِ عباداً ؛ إذا سَجدوا أضاءَتْ أنوارُ قُلوبِهِم مدارجَ الدَّعواتِ .. يَستهدي الدُّعاءُ في بُلوغِ العَرشِ بنورِ القلبِ الذي فاضَ بالطُّهْرِ ..
هؤلاءِ هُم .. منْ يَستحقونَ الرُّؤيةَ !
هؤلاءِ منْ عَمَرُوا باطنَهم بالمراقبةِ ..
هؤلاءِ .. مَن لم تبقَ لهم يومَ القيامةِ إلا المُكاشَفةُ !
فحدِّثْ حينَها عن المُناجاةِ كيف تَتدفّقُ !
وعن المَلائكةِ كيفَ تَعْجَبُ !
إنّ نُورَ اللهِ لا يَهْبِطُ إلا في القُلوبِ المَصقولةِ ..
لِذا قيلَ ؛ " من صَفّى صُفِّيَ له " ..
حتّى يرى بنورِ اللهِ ما لا نَرى !
طهِّرْ قلبَك من دَبيبِ الرِّياءِ ..
مِن مَحْمَدَةِ الناسِ ..
من صوتِ الجَماهيرِ في عُمقِكَ .. من عَتمةِ الكَراهيةِ ..
ومِنْ وَسْوسةِ الحَسَدِ ..
ثمّ قالَ الشيخُ :
إنْ سَلَبَتْكَ ذُنوبُك البِداياتِ ؛ فأذكرْ مَرارةَ النّهاياتِ !
مَرارةَ أن يَرمِدَ قلبُك أعواماً ؛ فلا تُعالجَه .. ولو رَمِدَتْ عينُك يوماً ؛ لعَجِلْتَ إليها !
يا بُنيّ ..
لو لم يَكنْ إلا أن يَرى اللهُ قَلبَك مُقيماً على بواطِنِ الذُّنوبِ فَيُخْليكَ اللهُ وَما تُريدُ .. و يَكِلَكَ إلى نَفْسِك .. ثمَّ تَفقِدَهُ عِندَ مُفترَقِ الطّريقِ !
يا وَلدي ..
خَطيئةُ القُلوبِ يَراها اللهُ بِعينِه .. فَارحَلْ إليه الليلةَ بما يُحبُّ ..
ارحَلْ إليه ؛ مِثلَ ريشةٍ في الرِّيحِ ..
فبالطَّهارةِ ؛ تَبلغُ المُستحيلَ .

د. كفاح أبو هنّود

BY ❈نهــــضة أمـــــــة❈


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/Nahumah/8637

View MORE
Open in Telegram


نهــــضة أمـــــــة Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

For some time, Mr. Durov and a few dozen staffers had no fixed headquarters, but rather traveled the world, setting up shop in one city after another, he told the Journal in 2016. The company now has its operational base in Dubai, though it says it doesn’t keep servers there.Mr. Durov maintains a yearslong friendship from his VK days with actor and tech investor Jared Leto, with whom he shares an ascetic lifestyle that eschews meat and alcohol.

What is Secret Chats of Telegram

Secret Chats are one of the service’s additional security features; it allows messages to be sent with client-to-client encryption. This setup means that, unlike regular messages, these secret messages can only be accessed from the device’s that initiated and accepted the chat. Additionally, Telegram notes that secret chats leave no trace on the company’s services and offer a self-destruct timer.

نهــــضة أمـــــــة from us


Telegram ❈نهــــضة أمـــــــة❈
FROM USA