tg-me.com/Nahumah/8645
Last Update:
ليسَ في تلاوتِنا أمْكِنةٌ آمِنةٌ لجيلٍ ؛ قد أرهقَهُ هَلَعُ التّيهِ !
تكادُ تَسقطُ أفواهُنا مِن شدّةِ الإحسانِ في القِراءةِ .. وعلى الجهةِ الأخرى ؛ يكادُ يَسقطُ واقعُنا مِن شدّةِ الاهتراءِ !
تتجلّى الكلماتُ في فَمِ الجَماهيرِ .. ونفقدُها في ثيابِهم وعُيونِهم ، وفي مَلامحِ الوُجوهِ ، وفي توقيعِ الحضورِ على مِنصّةِ التّغييرِ !
يقْتفي القادمون مِن بَعْدِنا ؛ خَطْوَ التّيهِ في أقدامِنا ..
وتَضيعُ البَوصلةُ القرآنيةُ ؛ إذْ بينَ إتقانِ الحرفِ وارتداءِ المعاني ؛ تاريخُ أمّةٍ كانتْ تفْقَهُ ما معنى المُدارَسَةِ !
كانتْ تفْقَهُ معنى ؛ { وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} !
لذا .. كانوا ( إذا تعلّموا عشرَ آياتٍ لم يُجاوزوهنَّ إلى العشرِ الأُخرى ؛ حتى يعلموا ما فيهِنّ) ..
فكان الأمرُ كما وَصَفوا ؛ ( نتعلّمُ القرآنَ والعملَ به) !
ثمَّ ماذا ..
ثمَّ كانَ ما تنبّأَتْ به فِراسَةُ الإيمانِ ؛ ( وسَيرِثُ القرآنَ بعدَنا قومٌ يشربُونه شُرْبَ الماءِ( !
لا يجاوزُ تراقِيهم التي تتغنى بالأحرفِ المقامةِ على أوتارِ الحناجرِ ؛ وليسَ على أوتارِ الحياةِ !
تنزفُ السطورُ من ألمِ الهجْرِ ، و فَـقْدِ الراحلين إليها !
إذْ ما أصعبَ الهَجْرَ لآبارِ المَعاني !
نحنُ ننسى أنّ الاستعمار ؛ كان يُشجِّعُ مراكِزَ الحفظِ ، ويقْتُلُ العلماءَ .. إذْ ما قيمةُ النّصِّ إذا فَرَغَ من الفَهْمِ ؟!
وهانحنُ على خطى التوجيهِ ؛ نحتشدُ على القراءةِ وجَمْعِ القراءاتِ ..
و نغيبُ عن تفعيلِ مَدارسِ الفِقهِ ، والتّدبرِ ، والتّفسيرِ !
فيَبقى صوتُنا مُتهدِّماً .. أو مُتهَدّجاً .. أو مُرتجفاً بينَ الأممِ ..
ولن يستقيمَ ؛ إلا إذا عُدنا إلى { فاتَّبِعْ قُرآنَه { !
لهذا يا سَيّدي ..
كانتْ هذهِ الرّسائلُ ؛ مُحاولةً لإضاءةِ قنديلٍ في فِقهِ المُدارَسَةِ .. بعدَ أن ذَبُلَ زَيتُ القناديلِ في صُحونِ مَساجدِ الأُمّةِ !
د.كفاح أبو هنّود
BY ❈نهــــضة أمـــــــة❈
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/Nahumah/8645