Telegram Group & Telegram Channel
رَمَضانُ الوَصْلِ ]

🌙 الَّليلةُ العاشرةُ ..
قالَ الشَّيخُ سائلاً :
هلْ بدَتْ عليكَ آثارُ الشّهرِ ؟!
التصَقَ التِّلميذُ بِثيابِهِ ، و ودَّ لو تَوارى عن عينِ الشّيخِ .. وقالَ :
أَنّى لي مَعرفةُ ذلكَ !
فابتَسمَ له العالِمُ وقالَ :
يا ولدي .. النّحلُ يَهتدي إلى الرَّحيقِ ..
فرائِحةُ الزّهرِ ؛ لا تُخْطِئُها سِلالُ النَّحلِ .. ولو بدا أثرُ الشَّهرِ لَـلَمحْتَ ذلك ، فالنّورُ إذا تلأْلأَ لا يَفنى !
ألمْ تَعلمْ .. أنّ ثمراتِ الطّاعاتِ عاجلاً ؛ هي بَشائرُ العامِلين !
إنّ لياليَ رمضانَ يا بنيّ .. هي ليالٍ بيضاءُ { مُسَلّمَةٌ لا شِيَةَ فيها } ؛ تُخبرُك من شدةِ نورِها على أيِّ قارعةٍ أنتَ !
هل أنتَ مِنِ أهلِ { يتَذبذَبونَ } .. أمْ أنتَ ممن { صدَقوا ما عَاهدوا اللهَ علَيه { !
يا ولَدي .. مَعرفتُك مَنْ أنتَ ؛ هي قاعِدتُك التي لا تَنهدمُ !
لقد كانَ " ابنُ حَزمٍ " العالمُ الأندلسيُّ الموسوعيُّ ؛ يُحصْي مَعايبَه ، ويَعُدُّ أخطاءَه مِن الحَوْلِ إلى الحَوْلِ ؛ وكان ذلك مِن معرفتِهِ بِنفسِهِ !
نحنُ اليومَ تُشَكِّلُنا ضَوضاءُ الواقِعِ .. تبعثرُنا .. أو تهدمُنا .. أو تقتلُ بعضَ ما فينا ... حتّى كأنَّنا مَن قِيلَ فيهم ( كمْ مرّةٍ مِتُّ ولمْ أنتَبِهْ ( !
قُلْها لِنفسِكَ : 
كمْ مرّةٍ مِتُّ .. يومَ أذِنتُ للعَجزِ أن يقطِفَ أحْلامي !
كمْ مرّةٍ مِت ُّ.. يومَ أهدرْتُ ذاتي في سِباقٍ ليسَ لخيلي !
وكمْ مرّةٍ مِتُّ .. يومَ استعَرْتُ ريشَةَ غيري ؛ فرَسمْتُ بها بقيّةَ عُمْري !
ثِقْ أنّ لليقظةِ ضَريبةً .. لكنَّها أهونُ مِن رائحةِ الموتِ المُتكرِّرةِ !
لذا جاءَ رمضانُ .. فرمضانُ في الخَلوةِ يبعثُكَ .. يوقِفُكَ في الصّمتِ .. وأوّلُ الطّريقِ يا ولدي ؛ الصّمتُ ..
ثمْ يكشِفُ لك رمضانُ صوتَ أعماقِكَ ، ودَبيبَ مَلامِحِكَ من الدّاخلِ !
تُصَفَّدُ الشّياطينُ فيه .. فنكتَشِفُ أنّ عدوَّنا يُمسي ويُصْبحُ فينا !
حذارِ يا ولدي .. أنْ تموتَ وأنتَ واهِمٌ ؛ أنَّ بعضَ الغبارِ فقطْ عَلِق بِك !
حذارِ .. أن تموتَ دون خَلوةٍ ؛ تحْصي فيها شُموعَك .. أو ربّما عددَ انطفاءاتِكَ !
هذا الضّجيجُ البشريُّ مِن حَولِك ؛ يُشبِهُ الطّوفانَ ..
يَقودُك مِن حيثُ لا تَدري ..
ثقْ أنّهم يصنعونَ بينَك وبينَ السّماءِ فَجوةً .. وقـدْ كان بينَك وبَينَها لو انتبهْتَ ؛ خطوةٌ !
لذا يا ولدي ..
ادفِنْ وُجودَك في أرضِ الخُمولِ .. فما نبتَ ممّا لمْ يُدفنْ ؛ لا يتمُّ نَتَاجُهُ .. ولنْ يتمَّ نَتاجُهُ !
إنّ شَجرةَ { أصلُها ثابتٌ وفَرعُها في السَّماءِ } ؛ تكونُ لمن تجذّر طويلاً ..
واعتكفَ على ذاتِه ؛ حتّى طالتْ قامَتُهُ ، و قَبَضَ السّحابَ !
يا بنيّ ..
اظهَرْ في رمضانَ في حِليةِ أسمائِهِ عبداً للهِ .. ربانياً .. ألمْ تسمعْ عيسى في المَهدِ يقولُ { إنّي عبدُ اللهِ} !
ولا تَظهرْ في حِليةِ ذاتِك ، وتُشابِهِ الشّيطانَ يومَ قالَ { أنَا} !.
ولنْ تَبلُغَ ذلكَ حتّى تبلُغَ أنْ تعرفَ نفسَكَ وتبلغَ معنى ؛ { ما كذبَ الفؤادُ ما رأى} ..
فالقلبُ المصْقولُ ؛ تنعكسُ فيه الحَقائقُ جليّةً !
هل تَدري ..
كمْ هو الفارقُ بينَ أن يكونَ همُّك أن تكونَ بينَ العبادِ مَرئيّاً .. وبينَ أنْ تصيرَ عِند اللهِ مَرضيّاً ؟!
الفرقُ .. هو بينَ هُوّةِ الضَّياعِ وقِمّةِ الاكتمالِ !
ثِقْ يا بنيّ .. أنّ الذين يهتَدونَ للخَرابِ الذي في داخِلِهم ؛ همْ مَن يَكتَمِلون ..
ورمضانُ جاءَ يُخبرُك .. وينهي لك مَعاذيرَك ..
ويُبقي الحَقيقةَ لك ناصِعةً ؛ أنّ ثمّةَ حُطامٍ كثيرٍ فينا !
لا تَعتذرْ لنفسِك .. ولا تَتشبِّثْ بالخُيوطِ الواهِنةِ ..
تِلكَ الخُيوطُ ؛ هي حبالُ مِشنقَتِك !
قالَ التّلميذُ :
دُلَّنِي كيفَ أعرِفُ مَقامي عندَه ؟!
قالَ العالمُ الربانيُّ :
إذا أَرَدْتَ أنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ ؛ فانْظُرْ في ماذا يُقيمُك َ.. فهو لا يُقيمُ أولياءَه إلا على مَدارجِ الوُصولِ !
يا ولدي ..
إنّ الخُذلانَ كلَّ الخُذلانِ ؛ أنْ تتفرّغَ من الشّواغلِ .. ثمَّ لا تَرحلُ إليه !
وتَقِلُّ عوائِقُك ؛ ثمّ لا تُهَروِلُ إليه !
قال التّلميذُ :
لكنّي فعلاً مَشغولٌ !
قال الشّيخُ :
أنت مُزْدَحِمٌ ولستَ مشغولاً ..
انفُضْ عنكَ تُرابَ الغِيابِ عنْهُ ؛ وسَتتَسِعُ لك الأوقاتُ والخطواتُ ..
ويَمُدُّك بسعيٍ ؛ تَفهمُ معها المَعنى الجَليلَ ؛ ( وكنتُ رِجْلَه التي يَمشي بها ) .. تبارَكَ في
عليائِهِ !
قال التّلميذُ :
فما إشارةُ أوّلِ السَّيْرِ ؟
قالَ الشَّيخُ :
كانَ السّلفُ الصّالحُ يقولون ؛( ما أقبلَ عبدٌ بقلبِهِ إلى اللهِ .. إلا أقبلَ اللهُ بقلوبِ المؤمنينَ إليهِ ؛ حتّى يرزقَهُ وُدَّهم ) ..
وتِلكَ هي الإشارةُ ..
فتنبّهْ !

د.كفاح أبو هنّود



tg-me.com/Nahumah/8647
Create:
Last Update:

رَمَضانُ الوَصْلِ ]

🌙 الَّليلةُ العاشرةُ ..
قالَ الشَّيخُ سائلاً :
هلْ بدَتْ عليكَ آثارُ الشّهرِ ؟!
التصَقَ التِّلميذُ بِثيابِهِ ، و ودَّ لو تَوارى عن عينِ الشّيخِ .. وقالَ :
أَنّى لي مَعرفةُ ذلكَ !
فابتَسمَ له العالِمُ وقالَ :
يا ولدي .. النّحلُ يَهتدي إلى الرَّحيقِ ..
فرائِحةُ الزّهرِ ؛ لا تُخْطِئُها سِلالُ النَّحلِ .. ولو بدا أثرُ الشَّهرِ لَـلَمحْتَ ذلك ، فالنّورُ إذا تلأْلأَ لا يَفنى !
ألمْ تَعلمْ .. أنّ ثمراتِ الطّاعاتِ عاجلاً ؛ هي بَشائرُ العامِلين !
إنّ لياليَ رمضانَ يا بنيّ .. هي ليالٍ بيضاءُ { مُسَلّمَةٌ لا شِيَةَ فيها } ؛ تُخبرُك من شدةِ نورِها على أيِّ قارعةٍ أنتَ !
هل أنتَ مِنِ أهلِ { يتَذبذَبونَ } .. أمْ أنتَ ممن { صدَقوا ما عَاهدوا اللهَ علَيه { !
يا ولَدي .. مَعرفتُك مَنْ أنتَ ؛ هي قاعِدتُك التي لا تَنهدمُ !
لقد كانَ " ابنُ حَزمٍ " العالمُ الأندلسيُّ الموسوعيُّ ؛ يُحصْي مَعايبَه ، ويَعُدُّ أخطاءَه مِن الحَوْلِ إلى الحَوْلِ ؛ وكان ذلك مِن معرفتِهِ بِنفسِهِ !
نحنُ اليومَ تُشَكِّلُنا ضَوضاءُ الواقِعِ .. تبعثرُنا .. أو تهدمُنا .. أو تقتلُ بعضَ ما فينا ... حتّى كأنَّنا مَن قِيلَ فيهم ( كمْ مرّةٍ مِتُّ ولمْ أنتَبِهْ ( !
قُلْها لِنفسِكَ : 
كمْ مرّةٍ مِتُّ .. يومَ أذِنتُ للعَجزِ أن يقطِفَ أحْلامي !
كمْ مرّةٍ مِت ُّ.. يومَ أهدرْتُ ذاتي في سِباقٍ ليسَ لخيلي !
وكمْ مرّةٍ مِتُّ .. يومَ استعَرْتُ ريشَةَ غيري ؛ فرَسمْتُ بها بقيّةَ عُمْري !
ثِقْ أنّ لليقظةِ ضَريبةً .. لكنَّها أهونُ مِن رائحةِ الموتِ المُتكرِّرةِ !
لذا جاءَ رمضانُ .. فرمضانُ في الخَلوةِ يبعثُكَ .. يوقِفُكَ في الصّمتِ .. وأوّلُ الطّريقِ يا ولدي ؛ الصّمتُ ..
ثمْ يكشِفُ لك رمضانُ صوتَ أعماقِكَ ، ودَبيبَ مَلامِحِكَ من الدّاخلِ !
تُصَفَّدُ الشّياطينُ فيه .. فنكتَشِفُ أنّ عدوَّنا يُمسي ويُصْبحُ فينا !
حذارِ يا ولدي .. أنْ تموتَ وأنتَ واهِمٌ ؛ أنَّ بعضَ الغبارِ فقطْ عَلِق بِك !
حذارِ .. أن تموتَ دون خَلوةٍ ؛ تحْصي فيها شُموعَك .. أو ربّما عددَ انطفاءاتِكَ !
هذا الضّجيجُ البشريُّ مِن حَولِك ؛ يُشبِهُ الطّوفانَ ..
يَقودُك مِن حيثُ لا تَدري ..
ثقْ أنّهم يصنعونَ بينَك وبينَ السّماءِ فَجوةً .. وقـدْ كان بينَك وبَينَها لو انتبهْتَ ؛ خطوةٌ !
لذا يا ولدي ..
ادفِنْ وُجودَك في أرضِ الخُمولِ .. فما نبتَ ممّا لمْ يُدفنْ ؛ لا يتمُّ نَتَاجُهُ .. ولنْ يتمَّ نَتاجُهُ !
إنّ شَجرةَ { أصلُها ثابتٌ وفَرعُها في السَّماءِ } ؛ تكونُ لمن تجذّر طويلاً ..
واعتكفَ على ذاتِه ؛ حتّى طالتْ قامَتُهُ ، و قَبَضَ السّحابَ !
يا بنيّ ..
اظهَرْ في رمضانَ في حِليةِ أسمائِهِ عبداً للهِ .. ربانياً .. ألمْ تسمعْ عيسى في المَهدِ يقولُ { إنّي عبدُ اللهِ} !
ولا تَظهرْ في حِليةِ ذاتِك ، وتُشابِهِ الشّيطانَ يومَ قالَ { أنَا} !.
ولنْ تَبلُغَ ذلكَ حتّى تبلُغَ أنْ تعرفَ نفسَكَ وتبلغَ معنى ؛ { ما كذبَ الفؤادُ ما رأى} ..
فالقلبُ المصْقولُ ؛ تنعكسُ فيه الحَقائقُ جليّةً !
هل تَدري ..
كمْ هو الفارقُ بينَ أن يكونَ همُّك أن تكونَ بينَ العبادِ مَرئيّاً .. وبينَ أنْ تصيرَ عِند اللهِ مَرضيّاً ؟!
الفرقُ .. هو بينَ هُوّةِ الضَّياعِ وقِمّةِ الاكتمالِ !
ثِقْ يا بنيّ .. أنّ الذين يهتَدونَ للخَرابِ الذي في داخِلِهم ؛ همْ مَن يَكتَمِلون ..
ورمضانُ جاءَ يُخبرُك .. وينهي لك مَعاذيرَك ..
ويُبقي الحَقيقةَ لك ناصِعةً ؛ أنّ ثمّةَ حُطامٍ كثيرٍ فينا !
لا تَعتذرْ لنفسِك .. ولا تَتشبِّثْ بالخُيوطِ الواهِنةِ ..
تِلكَ الخُيوطُ ؛ هي حبالُ مِشنقَتِك !
قالَ التّلميذُ :
دُلَّنِي كيفَ أعرِفُ مَقامي عندَه ؟!
قالَ العالمُ الربانيُّ :
إذا أَرَدْتَ أنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ ؛ فانْظُرْ في ماذا يُقيمُك َ.. فهو لا يُقيمُ أولياءَه إلا على مَدارجِ الوُصولِ !
يا ولدي ..
إنّ الخُذلانَ كلَّ الخُذلانِ ؛ أنْ تتفرّغَ من الشّواغلِ .. ثمَّ لا تَرحلُ إليه !
وتَقِلُّ عوائِقُك ؛ ثمّ لا تُهَروِلُ إليه !
قال التّلميذُ :
لكنّي فعلاً مَشغولٌ !
قال الشّيخُ :
أنت مُزْدَحِمٌ ولستَ مشغولاً ..
انفُضْ عنكَ تُرابَ الغِيابِ عنْهُ ؛ وسَتتَسِعُ لك الأوقاتُ والخطواتُ ..
ويَمُدُّك بسعيٍ ؛ تَفهمُ معها المَعنى الجَليلَ ؛ ( وكنتُ رِجْلَه التي يَمشي بها ) .. تبارَكَ في
عليائِهِ !
قال التّلميذُ :
فما إشارةُ أوّلِ السَّيْرِ ؟
قالَ الشَّيخُ :
كانَ السّلفُ الصّالحُ يقولون ؛( ما أقبلَ عبدٌ بقلبِهِ إلى اللهِ .. إلا أقبلَ اللهُ بقلوبِ المؤمنينَ إليهِ ؛ حتّى يرزقَهُ وُدَّهم ) ..
وتِلكَ هي الإشارةُ ..
فتنبّهْ !

د.كفاح أبو هنّود

BY ❈نهــــضة أمـــــــة❈


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/Nahumah/8647

View MORE
Open in Telegram


نهــــضة أمـــــــة Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Why Telegram?

Telegram has no known backdoors and, even though it is come in for criticism for using proprietary encryption methods instead of open-source ones, those have yet to be compromised. While no messaging app can guarantee a 100% impermeable defense against determined attackers, Telegram is vulnerabilities are few and either theoretical or based on spoof files fooling users into actively enabling an attack.

At a time when the Indian stock market is peaking and has rallied immensely compared to global markets, there are companies that have not performed in the last 10 years. These are definitely a minor portion of the market considering there are hundreds of stocks that have turned multibagger since 2020. What went wrong with these stocks? Reasons vary from corporate governance, sectoral weakness, company specific and so on. But the more important question is, are these stocks worth buying?

نهــــضة أمـــــــة from us


Telegram ❈نهــــضة أمـــــــة❈
FROM USA