Warning: preg_grep(): Compilation failed: quantifier does not follow a repeatable item at offset 43 in /var/www/tg-me/post.php on line 75
ضجيج | noise | Telegram Webview: QLQLO/17246 -
Telegram Group & Telegram Channel
منذُ سفركِ إلى صعدة وتركيَّ وحيدًا أُصارِع قسوة هذه المدينةَ الموحشة ؛ لم أذهب إلى حي سعوان إلا ليلة البارحة .
تحت مبنىً قديمٍ من طابقين، جلستُ ـ وبعد مرورِ سبعة عشر دقيقة كانتْ إحداهُّن تسيرُ ببطيءٍ مُستعارٍ حتى توقفتْ بجانبي، جلسَّتْ على حجرٍ أملسٍ دائريٍ لآمِعٍ قربي،
وبدأتْ الحديث بعد أن تغيرتْ ملامح وجهها قائلةً:
لقد رأيتك وفتاةٌ أُخرى تجلسانِ هنا في العديد من المرات، لقد لأحظت مدى إرتباطكما ببعضكما البعض، رأيت الفرح والحزن والكئآبةِ والبكاء، وفي كل مرةٍ كنت أتمنى أن أُجالسكُما !! .
أرَّدتُ مقاطعتها لكنها أسكتتني وقالت: لا أُريد سوى أن أُخرج ما أكبته بداخلي منذ فترةٍ طويلة، أُريدك أن تستمع إليَّ وحسب، أتفقنا؟
قلت نعم لا بأس تحدثي..
فنظرَّتْ بعيدًا وكأنها تستحضِرُ ملامحًا لِحادثِةٍ قديمةٍ حدثت،
وقبل أن تنطق بكلمةٍ أخرى ـ إختفت ـ تناثر جسدها كريشِ حمامةٍ إفترستها إحدى قِططَ هذه المدينةِ الصّماء.
عدتُ إلى المنزل ناكس الرأس ،كسير الطرف ، حزين المُحيا ، حزمتُ أحزاني في حقائب سفري ، ورتديتُ ثياب الكئآبة ، ثم غادرتُ المنزل بتجاه باب اليمن قاصدًا الرحيل إلى مسقط رأسي تعز ، صعدتُ بأول حافلة صادفتها ... ، كانتْ ممتلئة بالنازلين ، أنطلق سائق الحافلة يشق طريق الحزن إلى فؤادي بتجاه تعز ، كانتْ الحافلة تتجاوز الاميال بسرعة فائقة مغادرة مدينة صنعاء القاتمة كالهاربة من الجحيم ، كان جسدي يتلاشىء من الحنين إليكِ كلما ازداتْ سرعة الحافلة ، ويزاد إحساسي بالفراغ الداخلي كلما أبتعدتُ عن المدينة أكثر ، الحزن كان واقفًا حول عيناي والكأبة تعزف سنفونيا الفراق بأوتاري الحسية .

لقد قضيتُ عامين كاملين في هذه المدينة ولم المحكِ حتى في الخيال البصري ، ولكن بقتْ هذه المدينة تعني لي الكثير والكثير ، فأنا أجدك في مبانيها الطينية ، وفي الوشاح الأحمر الخاص بالصنعانيات ، أجدك على الارصفة تنتظريني وأنتِ فاغرة الثغر بكل عنفوان . كنتُ أجدك أيضًا في اللهجة الصنعانية ، وخصوصًا في لفظ ماعة ، كنتُ أجدك في كل مكان في هذه المدينة ،وكأنك جزء من تراثها العتيق.

لكنني الأن أكبتُ لكِ هذه الرسالة وأنا أمتطي تابوت الجحيم الذي سيقُلني إلى جحيمي الأبدي - تعز - حيث لا صوت ولا لكنة ، ولا شال أحمر يدغدغ مشاعري في ذكرياتك ، حيث لا رصيف يتسع إليّ ، ولا عمارة أسند عليها عاتقي المُثقل بالاشتياق إليكِ.


#Team_Al_taizi

Tele : @QlQlO



tg-me.com/QLQLO/17246
Create:
Last Update:

منذُ سفركِ إلى صعدة وتركيَّ وحيدًا أُصارِع قسوة هذه المدينةَ الموحشة ؛ لم أذهب إلى حي سعوان إلا ليلة البارحة .
تحت مبنىً قديمٍ من طابقين، جلستُ ـ وبعد مرورِ سبعة عشر دقيقة كانتْ إحداهُّن تسيرُ ببطيءٍ مُستعارٍ حتى توقفتْ بجانبي، جلسَّتْ على حجرٍ أملسٍ دائريٍ لآمِعٍ قربي،
وبدأتْ الحديث بعد أن تغيرتْ ملامح وجهها قائلةً:
لقد رأيتك وفتاةٌ أُخرى تجلسانِ هنا في العديد من المرات، لقد لأحظت مدى إرتباطكما ببعضكما البعض، رأيت الفرح والحزن والكئآبةِ والبكاء، وفي كل مرةٍ كنت أتمنى أن أُجالسكُما !! .
أرَّدتُ مقاطعتها لكنها أسكتتني وقالت: لا أُريد سوى أن أُخرج ما أكبته بداخلي منذ فترةٍ طويلة، أُريدك أن تستمع إليَّ وحسب، أتفقنا؟
قلت نعم لا بأس تحدثي..
فنظرَّتْ بعيدًا وكأنها تستحضِرُ ملامحًا لِحادثِةٍ قديمةٍ حدثت،
وقبل أن تنطق بكلمةٍ أخرى ـ إختفت ـ تناثر جسدها كريشِ حمامةٍ إفترستها إحدى قِططَ هذه المدينةِ الصّماء.
عدتُ إلى المنزل ناكس الرأس ،كسير الطرف ، حزين المُحيا ، حزمتُ أحزاني في حقائب سفري ، ورتديتُ ثياب الكئآبة ، ثم غادرتُ المنزل بتجاه باب اليمن قاصدًا الرحيل إلى مسقط رأسي تعز ، صعدتُ بأول حافلة صادفتها ... ، كانتْ ممتلئة بالنازلين ، أنطلق سائق الحافلة يشق طريق الحزن إلى فؤادي بتجاه تعز ، كانتْ الحافلة تتجاوز الاميال بسرعة فائقة مغادرة مدينة صنعاء القاتمة كالهاربة من الجحيم ، كان جسدي يتلاشىء من الحنين إليكِ كلما ازداتْ سرعة الحافلة ، ويزاد إحساسي بالفراغ الداخلي كلما أبتعدتُ عن المدينة أكثر ، الحزن كان واقفًا حول عيناي والكأبة تعزف سنفونيا الفراق بأوتاري الحسية .

لقد قضيتُ عامين كاملين في هذه المدينة ولم المحكِ حتى في الخيال البصري ، ولكن بقتْ هذه المدينة تعني لي الكثير والكثير ، فأنا أجدك في مبانيها الطينية ، وفي الوشاح الأحمر الخاص بالصنعانيات ، أجدك على الارصفة تنتظريني وأنتِ فاغرة الثغر بكل عنفوان . كنتُ أجدك أيضًا في اللهجة الصنعانية ، وخصوصًا في لفظ ماعة ، كنتُ أجدك في كل مكان في هذه المدينة ،وكأنك جزء من تراثها العتيق.

لكنني الأن أكبتُ لكِ هذه الرسالة وأنا أمتطي تابوت الجحيم الذي سيقُلني إلى جحيمي الأبدي - تعز - حيث لا صوت ولا لكنة ، ولا شال أحمر يدغدغ مشاعري في ذكرياتك ، حيث لا رصيف يتسع إليّ ، ولا عمارة أسند عليها عاتقي المُثقل بالاشتياق إليكِ.


#Team_Al_taizi

Tele : @QlQlO

BY ضجيج | noise


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/QLQLO/17246

View MORE
Open in Telegram


ضجيج | noise Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

However, analysts are positive on the stock now. “We have seen a huge downside movement in the stock due to the central electricity regulatory commission’s (CERC) order that seems to be negative from 2014-15 onwards but we cannot take a linear negative view on the stock and further downside movement on the stock is unlikely. Currently stock is underpriced. Investors can bet on it for a longer horizon," said Vivek Gupta, director research at CapitalVia Global Research.

How to Use Bitcoin?

n the U.S. people generally use Bitcoin as an alternative investment, helping diversify a portfolio apart from stocks and bonds. You can also use Bitcoin to make purchases, but the number of vendors that accept the cryptocurrency is still limited. Big companies that accept Bitcoin include Overstock, AT&T and Twitch. You may also find that some small local retailers or certain websites take Bitcoin, but you’ll have to do some digging. That said, PayPal has announced that it will enable cryptocurrency as a funding source for purchases this year, financing purchases by automatically converting crypto holdings to fiat currency for users. “They have 346 million users and they’re connected to 26 million merchants,” says Spencer Montgomery, founder of Uinta Crypto Consulting. “It’s huge.”

ضجيج | noise from us


Telegram ضجيج | noise
FROM USA