Telegram Group & Telegram Channel
سُبحانَ اللهِ القادرِ على كلِّ شيءٍ!

قال الإمامُ عيسى بنُ مُحمَّدٍ الطَّهمانيُّ: "رأيتُ بخُوارِزمَ امرأةً لا تأكلُ ولا تشربُ ولا تَرُوثُ".

وقال يحيى العنبريُّ: سمعتُ الطَّهمانيَّ يحكي شأنَ التي لا تأكلُ ولا تشربُ، وأنَّها عاشَتْ كذلك نيِّفًا وعشرينَ سنةً، وأنَّه عايَنَ ذلك.

ذكَرَهما الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٣ / ٥٧٢ ) ثم قال: قلتُ: سقتُ قِصَّتَها في تاريخِ الإسلامِ، وهي: رحمةُ بنتُ إبراهيمَ، قُتِلَ زوجُها، وترَكَ ولَدَينِ، وكانَتْ مِسكينةً، فنامَتْ فرأَتْ زوجَها مع الشُّهَداءِ يأكلُ على موائدَ، وكانَتْ صائمةً، قالَتْ: فاستَأذَنَهُم، وناوَلَني كِسرةً، أكلتُها، فوجدتُها أطيبَ من كلِّ شيءٍ، فاستَيقَظَتْ شبعانةً، واستمرَّتْ.
وهذه حِكايةٌ صحيحةٌ، فسُبحانَ القادرِ على كلِّ شيءٍ. اهـ

تعالوا لنرى ما ذكَرَهُ الإمامُ الذَّهبيُّ في تاريخِه..

قال رحمه اللهُ: قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريَّا العنبريَّ يقول: سمعتُ أبا العبَّاس، فذكرَ قصَّةَ المرأةِ التي لا تأكلُ ولا تشربُ، وأنها عاشتْ كذلك نيّفًا وعشرينَ سنةً.
فقال -يعني الطّهمانيّ-: إنّ الله يُظهِرُ إذا شاء ما شاء من آياتِه، فيزيدُ الإسلامَ بها عزًّا وقوَّةً، وإنَّ ممَّا أدركنا عيانًا، وشاهدناه في زمانِنا: أنّني وردتُ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ مدينةً من مدائنِ خُوارزمَ، بينها وبين المدينةِ العُظمى نصفُ يومٍ، فأُخبِرتُ أنَّ بها امرأةً من نساءِ الشُّهداءِ رأتْ رُؤيا كأنَّها أُطعِمَتْ في منامِها شيئًا، فهي لا تأكلُ ولا تشربُ منذُ عهدِ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ.
ثمّ مررتُ بها سنةَ اثنتَينِ وأربعينَ، فرأيتُها وحدَّثَتْني بحديثِها، ثمّ رأيتُها بعد عشرِ سنينَ، فرأيتُ حديثَها شائعًا، فاجتمعتُ بها وهي مارَّةٌ، فرأيتُ مِشْيَتَها قويَّةً، وإذا هي امرأةٌ نَصَفٌ، جيِّدةُ القامةِ، حسنةُ البِنْيةِ، مُتورِّدةُ الخدَّينِ، فسايرتني وأنا راكبٌ، فعرضتُ عليها مركبًا، فأبَتْ وبقيتْ تمشي معي.
وحضر مجلسي محمَّدُ بنُ حَمدَوَيه الحارثيّ، وهو فقيهٌ قد كتب عنه مُوسى بنُ هارونَ، وكَهْلٌ له عبارةٌ وبيانٌ يُسمَّى عبدَ الله بنَ عبدِ الرَّحمنِ، وكان يَخلفُ أصحابَ المظالمِ في ناحيتِه، فسألتُهم عنها، فأحسنوا القولَ فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهرٌ، ليس فينا من يختلفُ فيه.
وقال عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: أنا أسمعُ أمرَها من أيَّامِ الحَداثةِ، وقد فرَّغتُ بالي لها، فلم أرَ إلّا سِترًا وعفافًا، ولم أعثرْ منها على كذبٍ في دعواها، وذكر أنَّ مَن كان يلي خُوَارِزمَ كانوا يُحْضِرونها الشَّهرَ والشَّهْرَينِ في بيتٍ، ويُغلقونَ عليها.
قال: فلمّا تواطأ أهلُ النّاحيةِ على تصديقِها سألتُها، فقالت: اسمي رحمةُ بنتُ إبراهيمَ، كان لي زوجٌ نجَّارٌ يأتيه رِزقُه يومًا فيومًا. وأنّها ولدتْ منه عدّةَ أولادٍ.
وجاء الأقطعُ ملكُ التُّركِ الغُزِّيَّةَ، فعبرَ الواديَ عند جُمودِه إلينا في زُهاء ثلاثةِ آلافِ فارسٍ.
قال الطَّهمانيُّ: والأقطعُ هذا كان كافرًا عاتيًا، شديدَ العداوةِ للمُسلمينَ، قد أثَّرَ على أهلِ الثُّغورِ، وألحَّ على أهلِ خُوارزمَ، وكان وُلاةُ خُراسانَ يتألَّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطافٍ، وأنه أقبل مرّةً في خُيولِه، فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابنُ طاهرٍ أربعةً من القُوَّادِ، وأنَّ وادي جَيحُونَ -وهو الذي في أعلى نهرِ بَلْخَ- جَمَدٌ، وهو وادٍ عظيمٌ، شديدُ الطُّغيانِ، كثيرُ الآفاتِ، وإذا امتدَّ كان عرضُه نحوًا من فَرسَخٍ، وإذا جَمَدَ انطبقَ، فلم يُوصلْ منه إلى شيءٍ، حتَّى يُحفَرَ فيه، كما تُحفَرُ الآبارُ في الصُّخورِ، وقد رأيتُ كَثَفَ الجَمَدِ عشرةَ أشبارٍ، فأُخبِرتُ أنَّه كان فيما خلا يزيدُ على عشرينَ شِبرًا، وإذا هو انطبق صار الجَمَدُ جسرًا لأهلِ البلدِ، تسيرُ عليه القوافلُ والعَجَلُ، وربما بقي الجمدُ مائةً وعشرينَ يومًا، وأقلُّه سبعونَ يومًا.
قالت المرأةُ: فعبر الكافرُ، وصار إلى بابِ الحِصنِ، فأراد النَّاسُ الخُروجَ لقِتالِه، فمنعهم العاملُ دونَ أن تتوافى العساكرُ.
فشدَّ طائفةٌ من شُبَّانِ النَّاسِ، فتقاربوا من السُّورِ، وحملوا على الكَفَرةِ، فتهازَمُوا، واستَجَرُّوهم بين البُيوتِ، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثلِ الحَرجَة فحاربوا أشدَّ حربٍ، وثبتوا حتّى تقطَّعت الأوتارُ، وأدرَكَهم اللُّغوبُ والجوعُ والعَطَشُ، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِنَ مَن بقي، فلمَّا جنَّ عليهم اللَّيلُ، تحاجز الفريقانِ.
قالت: ورُفِعَت النِّيرانِ من المناظرِ ساعةَ عُبورِ الكافرِ، فاتَّصلت بجُرْجانيَّةِ خُوارِزمَ، وكان بها مِيكالُ مولى طاهرٍ في عَسكَرٍ، فخفَّ وركض إلى حِصنِنا في يومٍ وليلةٍ أربعينَ فرسخًا، وغدا التُّركُ للفراغِ من أمرِ أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت لهم الأعلامُ السُّودُ، وسمعوا الطُّبولَ، فأفرجوا عن القومِ، ووافى ميكالُ موضعَ المعركةِ، فارتَثَّ القَتلى، وحَمَل الجرحى، وأدخل الحصن عَشِيَّتَئِذٍ زُهاء أربعِ



tg-me.com/Salafi_s/12145
Create:
Last Update:

سُبحانَ اللهِ القادرِ على كلِّ شيءٍ!

قال الإمامُ عيسى بنُ مُحمَّدٍ الطَّهمانيُّ: "رأيتُ بخُوارِزمَ امرأةً لا تأكلُ ولا تشربُ ولا تَرُوثُ".

وقال يحيى العنبريُّ: سمعتُ الطَّهمانيَّ يحكي شأنَ التي لا تأكلُ ولا تشربُ، وأنَّها عاشَتْ كذلك نيِّفًا وعشرينَ سنةً، وأنَّه عايَنَ ذلك.

ذكَرَهما الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٣ / ٥٧٢ ) ثم قال: قلتُ: سقتُ قِصَّتَها في تاريخِ الإسلامِ، وهي: رحمةُ بنتُ إبراهيمَ، قُتِلَ زوجُها، وترَكَ ولَدَينِ، وكانَتْ مِسكينةً، فنامَتْ فرأَتْ زوجَها مع الشُّهَداءِ يأكلُ على موائدَ، وكانَتْ صائمةً، قالَتْ: فاستَأذَنَهُم، وناوَلَني كِسرةً، أكلتُها، فوجدتُها أطيبَ من كلِّ شيءٍ، فاستَيقَظَتْ شبعانةً، واستمرَّتْ.
وهذه حِكايةٌ صحيحةٌ، فسُبحانَ القادرِ على كلِّ شيءٍ. اهـ

تعالوا لنرى ما ذكَرَهُ الإمامُ الذَّهبيُّ في تاريخِه..

قال رحمه اللهُ: قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريَّا العنبريَّ يقول: سمعتُ أبا العبَّاس، فذكرَ قصَّةَ المرأةِ التي لا تأكلُ ولا تشربُ، وأنها عاشتْ كذلك نيّفًا وعشرينَ سنةً.
فقال -يعني الطّهمانيّ-: إنّ الله يُظهِرُ إذا شاء ما شاء من آياتِه، فيزيدُ الإسلامَ بها عزًّا وقوَّةً، وإنَّ ممَّا أدركنا عيانًا، وشاهدناه في زمانِنا: أنّني وردتُ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ مدينةً من مدائنِ خُوارزمَ، بينها وبين المدينةِ العُظمى نصفُ يومٍ، فأُخبِرتُ أنَّ بها امرأةً من نساءِ الشُّهداءِ رأتْ رُؤيا كأنَّها أُطعِمَتْ في منامِها شيئًا، فهي لا تأكلُ ولا تشربُ منذُ عهدِ عبدِ اللهِ بنِ طاهرٍ.
ثمّ مررتُ بها سنةَ اثنتَينِ وأربعينَ، فرأيتُها وحدَّثَتْني بحديثِها، ثمّ رأيتُها بعد عشرِ سنينَ، فرأيتُ حديثَها شائعًا، فاجتمعتُ بها وهي مارَّةٌ، فرأيتُ مِشْيَتَها قويَّةً، وإذا هي امرأةٌ نَصَفٌ، جيِّدةُ القامةِ، حسنةُ البِنْيةِ، مُتورِّدةُ الخدَّينِ، فسايرتني وأنا راكبٌ، فعرضتُ عليها مركبًا، فأبَتْ وبقيتْ تمشي معي.
وحضر مجلسي محمَّدُ بنُ حَمدَوَيه الحارثيّ، وهو فقيهٌ قد كتب عنه مُوسى بنُ هارونَ، وكَهْلٌ له عبارةٌ وبيانٌ يُسمَّى عبدَ الله بنَ عبدِ الرَّحمنِ، وكان يَخلفُ أصحابَ المظالمِ في ناحيتِه، فسألتُهم عنها، فأحسنوا القولَ فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهرٌ، ليس فينا من يختلفُ فيه.
وقال عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: أنا أسمعُ أمرَها من أيَّامِ الحَداثةِ، وقد فرَّغتُ بالي لها، فلم أرَ إلّا سِترًا وعفافًا، ولم أعثرْ منها على كذبٍ في دعواها، وذكر أنَّ مَن كان يلي خُوَارِزمَ كانوا يُحْضِرونها الشَّهرَ والشَّهْرَينِ في بيتٍ، ويُغلقونَ عليها.
قال: فلمّا تواطأ أهلُ النّاحيةِ على تصديقِها سألتُها، فقالت: اسمي رحمةُ بنتُ إبراهيمَ، كان لي زوجٌ نجَّارٌ يأتيه رِزقُه يومًا فيومًا. وأنّها ولدتْ منه عدّةَ أولادٍ.
وجاء الأقطعُ ملكُ التُّركِ الغُزِّيَّةَ، فعبرَ الواديَ عند جُمودِه إلينا في زُهاء ثلاثةِ آلافِ فارسٍ.
قال الطَّهمانيُّ: والأقطعُ هذا كان كافرًا عاتيًا، شديدَ العداوةِ للمُسلمينَ، قد أثَّرَ على أهلِ الثُّغورِ، وألحَّ على أهلِ خُوارزمَ، وكان وُلاةُ خُراسانَ يتألَّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطافٍ، وأنه أقبل مرّةً في خُيولِه، فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابنُ طاهرٍ أربعةً من القُوَّادِ، وأنَّ وادي جَيحُونَ -وهو الذي في أعلى نهرِ بَلْخَ- جَمَدٌ، وهو وادٍ عظيمٌ، شديدُ الطُّغيانِ، كثيرُ الآفاتِ، وإذا امتدَّ كان عرضُه نحوًا من فَرسَخٍ، وإذا جَمَدَ انطبقَ، فلم يُوصلْ منه إلى شيءٍ، حتَّى يُحفَرَ فيه، كما تُحفَرُ الآبارُ في الصُّخورِ، وقد رأيتُ كَثَفَ الجَمَدِ عشرةَ أشبارٍ، فأُخبِرتُ أنَّه كان فيما خلا يزيدُ على عشرينَ شِبرًا، وإذا هو انطبق صار الجَمَدُ جسرًا لأهلِ البلدِ، تسيرُ عليه القوافلُ والعَجَلُ، وربما بقي الجمدُ مائةً وعشرينَ يومًا، وأقلُّه سبعونَ يومًا.
قالت المرأةُ: فعبر الكافرُ، وصار إلى بابِ الحِصنِ، فأراد النَّاسُ الخُروجَ لقِتالِه، فمنعهم العاملُ دونَ أن تتوافى العساكرُ.
فشدَّ طائفةٌ من شُبَّانِ النَّاسِ، فتقاربوا من السُّورِ، وحملوا على الكَفَرةِ، فتهازَمُوا، واستَجَرُّوهم بين البُيوتِ، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثلِ الحَرجَة فحاربوا أشدَّ حربٍ، وثبتوا حتّى تقطَّعت الأوتارُ، وأدرَكَهم اللُّغوبُ والجوعُ والعَطَشُ، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِنَ مَن بقي، فلمَّا جنَّ عليهم اللَّيلُ، تحاجز الفريقانِ.
قالت: ورُفِعَت النِّيرانِ من المناظرِ ساعةَ عُبورِ الكافرِ، فاتَّصلت بجُرْجانيَّةِ خُوارِزمَ، وكان بها مِيكالُ مولى طاهرٍ في عَسكَرٍ، فخفَّ وركض إلى حِصنِنا في يومٍ وليلةٍ أربعينَ فرسخًا، وغدا التُّركُ للفراغِ من أمرِ أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت لهم الأعلامُ السُّودُ، وسمعوا الطُّبولَ، فأفرجوا عن القومِ، ووافى ميكالُ موضعَ المعركةِ، فارتَثَّ القَتلى، وحَمَل الجرحى، وأدخل الحصن عَشِيَّتَئِذٍ زُهاء أربعِ

BY غِرَاسُ السَّلَفِ 📚


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/Salafi_s/12145

View MORE
Open in Telegram


غِرَاسُ السَّلَفِ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Telegram Gives Up On Crypto Blockchain Project

Durov said on his Telegram channel today that the two and a half year blockchain and crypto project has been put to sleep. Ironically, after leaving Russia because the government wanted his encryption keys to his social media firm, Durov’s cryptocurrency idea lost steam because of a U.S. court. “The technology we created allowed for an open, free, decentralized exchange of value and ideas. TON had the potential to revolutionize how people store and transfer funds and information,” he wrote on his channel. “Unfortunately, a U.S. court stopped TON from happening.”

Why Telegram?

Telegram has no known backdoors and, even though it is come in for criticism for using proprietary encryption methods instead of open-source ones, those have yet to be compromised. While no messaging app can guarantee a 100% impermeable defense against determined attackers, Telegram is vulnerabilities are few and either theoretical or based on spoof files fooling users into actively enabling an attack.

غِرَاسُ السَّلَفِ from us


Telegram غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
FROM USA