Telegram Group & Telegram Channel
ومن أهم مفاتيح الخير تعليم العلوم النافعة وبثها في الناس، بإقامة الدروس والمحاضرات والندوات والدورات العلمية المُفيدة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برفقٍ وحكمةٍ ولين، وإحياء السُنن، وإقامة المشروعات النافعة؛ كإنشاء مدارس قرآنيةٍ، والسعي في طباعة الكُتب الدينية وتوزيعها، وإصدار المجلات التي تدعو إلى الإصلاح والتوحيد الخالص، وغير ذلك من أوجه البِر والخير. قال أحد التابعين: "قد جعل الله سُبحانه لكل مطلوبٍ مفتاحاً يُفتح به، فجعل مفتاح الصلاة: الطهور، ومفتاح الحج: الإحرام، ومفتاح البِر: الصدق، ومفتاح الجنة: التوحيد، ومفتاح العِلم: حُسن السؤال وحُسن الإصغاء، ومفتاح النصر: الصبر، ومفتاح المزيد: الشُكر، ومفتاح الولاية والمحبة: الذِكر، ومفتاح الفلاح: التقوى، ومفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة: الدُعاء، ومفتاح الرغبة في الآخرة: الزُهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان: التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله: إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحُب والبُغض والفعل والترك، ومفتاح حياة القلب: تدبر القُرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ومفتاح حصول الرحمة: الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده، ومفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح العِز: طاعة الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة: قصر الأمل، ومفتاح كل خيرٍ: الرغبة في الله والدار الآخرة".

قال أهل العلم إن فتح أبواب الخير يستلزم إغلاق أبواب الشرور؛ فما فُتح بابٌ للخير إلا وأُغلق مكانه بابٌ من الشر، كما أنه ما أُحييت سنةٌ إلا أُميتت بدعة. وأما ما يُقابل مفاتيح الخير فهي مفاتيح الشر؛ وأعظمها الكُفر والإعراض عن دين الله والصد عن سبيله، ومُحاربة السُنة الشريفة، وإظهار البدع، ومنع المُصلحين من الإصلاح، والوقوف في وجه الدعوة والصد عنها وتنفير الناس منها. وجميع المعاصي مفاتيح الشر، فالخمر: مفتاح كل إثمٍ، والكسل والخُمول: مفتاح الخيبة والحرمان، والكذب: مفتاح النفاق، والحرص والشُح: مفتاح البُخل، والإعراض عن السُنة: مفتاح البدعة، ومفتاح كل شرٍ: حُب الدنيا وطول الأمل. وكل هذه الأبواب مفتوحةٌ، والسُبل إليها كثيرةٌ، وعلى كل سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إلى الشر والابتداع، والكُفر والنفاق.

إنّ هؤلاء الذين هُم (مفاتيح للخير) مغاليق للشر متفائلون دائماً مُستبشرون بقول الله سُبحانه وتعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾، وبقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالتَّيسيرِ، والسَّناءِ والرِّفعةِ بالدِّينِ، والتَّمكينِ في البلادِ، والنَّصرِ، فمَن عمِلَ منهُم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا، فليسَ لهُ في الآخرةِ مِن نصيبٍ].

قال الشاعر:
وصاحِبْ خيارَ الناس تنجو مُسَلَّمَاً
وصاحِبْ شِرار الناس يوماً فتَنْدَمَا

أحبتي.. يُقال إن الناس أمام الخير والشر ثلاثةٌ: مَن يبحث عن الشر فإذا وجده فتحه، وإذا وجد خيراً مفتوحاً أغلقه؛ فهذا شريرٌ نعوذ بالله أن نكون مثله، ومنهم مَن يبحث عن الخير فإذا وجده فتحه، وإذا وجد في طريقه شراً حاول أن يُغلقه بكل أمانةٍ؛ فهذا طيبٌ أمينٌ ينبغي أن نقتدي به، ومنهم سلبيٌ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يسكت عن الشر حتى لو كان قادراً على إغلاقه، ولا يُساهم في الخير حتى لو كان قادراً على ذلك؛ فلا هو يأمر بالمعروف ولا هو ينهى عن المُنكر، وربما كان هذا هو حال الكثير من الناس، فإذا كان أحدنا مثله فليُسارع إلى التخلص من هذه الحالة، ويعزم على أن يكون إيجابياً، وأن يكون ممن هُم (مفاتيح للخير)؛ يُلزم نفسه بكل عملٍ صالحٍ يستطيع عمله، ويدعو إليه أهله وجيرانه وأصدقاءه وزملاءه ومَن يستطيع من الناس. كما أن على كلٍ منا أن يجتهد في أن يكون -هو وكل مَن يُمكنه نُصحهم- مغلاقاً للشر؛ حتى ينال رضى الله؛ فطوبى لمن كان كذلك، وويلٌ لمن كان ضد ذلك. فلنتعاهد على أن نكون جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر؛ حتى نكون من المُفلحين والسُعداء في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يُرينا الحق حقّاً ويرزُقنا اتباعه، ويُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا هُداةً مُهتدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

‏┓━━ 🌿🌹🌿 ━━┏
نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة
في خاطرةٍ جديدةٍ،
إنْ أَذِنَ الله وأمَّدَ في أعمارنا
┛━━ ☘️🌹☘️ ━━┗
*حق إعادة النشر للجميع،*
*مع التكرم بذكر المصدر.*
‏┓━━ ≧◔◡◔≦ ━━┏
*تابعونا:*
صفحتنا على "فيس بوك"
https://bit.ly/3jZqXRw
مدونة "خواطر"
https://bit.ly/2BlFztM
ومضات إيمانية يومية
https://bit.ly/2XJNbza
السلاسل الدعوية السابقة
https://bit.ly/2Yk5Q4J



tg-me.com/TaherlovewithGod/58870
Create:
Last Update:

ومن أهم مفاتيح الخير تعليم العلوم النافعة وبثها في الناس، بإقامة الدروس والمحاضرات والندوات والدورات العلمية المُفيدة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برفقٍ وحكمةٍ ولين، وإحياء السُنن، وإقامة المشروعات النافعة؛ كإنشاء مدارس قرآنيةٍ، والسعي في طباعة الكُتب الدينية وتوزيعها، وإصدار المجلات التي تدعو إلى الإصلاح والتوحيد الخالص، وغير ذلك من أوجه البِر والخير. قال أحد التابعين: "قد جعل الله سُبحانه لكل مطلوبٍ مفتاحاً يُفتح به، فجعل مفتاح الصلاة: الطهور، ومفتاح الحج: الإحرام، ومفتاح البِر: الصدق، ومفتاح الجنة: التوحيد، ومفتاح العِلم: حُسن السؤال وحُسن الإصغاء، ومفتاح النصر: الصبر، ومفتاح المزيد: الشُكر، ومفتاح الولاية والمحبة: الذِكر، ومفتاح الفلاح: التقوى، ومفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة: الدُعاء، ومفتاح الرغبة في الآخرة: الزُهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان: التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله: إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحُب والبُغض والفعل والترك، ومفتاح حياة القلب: تدبر القُرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ومفتاح حصول الرحمة: الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده، ومفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح العِز: طاعة الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة: قصر الأمل، ومفتاح كل خيرٍ: الرغبة في الله والدار الآخرة".

قال أهل العلم إن فتح أبواب الخير يستلزم إغلاق أبواب الشرور؛ فما فُتح بابٌ للخير إلا وأُغلق مكانه بابٌ من الشر، كما أنه ما أُحييت سنةٌ إلا أُميتت بدعة. وأما ما يُقابل مفاتيح الخير فهي مفاتيح الشر؛ وأعظمها الكُفر والإعراض عن دين الله والصد عن سبيله، ومُحاربة السُنة الشريفة، وإظهار البدع، ومنع المُصلحين من الإصلاح، والوقوف في وجه الدعوة والصد عنها وتنفير الناس منها. وجميع المعاصي مفاتيح الشر، فالخمر: مفتاح كل إثمٍ، والكسل والخُمول: مفتاح الخيبة والحرمان، والكذب: مفتاح النفاق، والحرص والشُح: مفتاح البُخل، والإعراض عن السُنة: مفتاح البدعة، ومفتاح كل شرٍ: حُب الدنيا وطول الأمل. وكل هذه الأبواب مفتوحةٌ، والسُبل إليها كثيرةٌ، وعلى كل سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إلى الشر والابتداع، والكُفر والنفاق.

إنّ هؤلاء الذين هُم (مفاتيح للخير) مغاليق للشر متفائلون دائماً مُستبشرون بقول الله سُبحانه وتعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾، وبقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالتَّيسيرِ، والسَّناءِ والرِّفعةِ بالدِّينِ، والتَّمكينِ في البلادِ، والنَّصرِ، فمَن عمِلَ منهُم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا، فليسَ لهُ في الآخرةِ مِن نصيبٍ].

قال الشاعر:
وصاحِبْ خيارَ الناس تنجو مُسَلَّمَاً
وصاحِبْ شِرار الناس يوماً فتَنْدَمَا

أحبتي.. يُقال إن الناس أمام الخير والشر ثلاثةٌ: مَن يبحث عن الشر فإذا وجده فتحه، وإذا وجد خيراً مفتوحاً أغلقه؛ فهذا شريرٌ نعوذ بالله أن نكون مثله، ومنهم مَن يبحث عن الخير فإذا وجده فتحه، وإذا وجد في طريقه شراً حاول أن يُغلقه بكل أمانةٍ؛ فهذا طيبٌ أمينٌ ينبغي أن نقتدي به، ومنهم سلبيٌ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يسكت عن الشر حتى لو كان قادراً على إغلاقه، ولا يُساهم في الخير حتى لو كان قادراً على ذلك؛ فلا هو يأمر بالمعروف ولا هو ينهى عن المُنكر، وربما كان هذا هو حال الكثير من الناس، فإذا كان أحدنا مثله فليُسارع إلى التخلص من هذه الحالة، ويعزم على أن يكون إيجابياً، وأن يكون ممن هُم (مفاتيح للخير)؛ يُلزم نفسه بكل عملٍ صالحٍ يستطيع عمله، ويدعو إليه أهله وجيرانه وأصدقاءه وزملاءه ومَن يستطيع من الناس. كما أن على كلٍ منا أن يجتهد في أن يكون -هو وكل مَن يُمكنه نُصحهم- مغلاقاً للشر؛ حتى ينال رضى الله؛ فطوبى لمن كان كذلك، وويلٌ لمن كان ضد ذلك. فلنتعاهد على أن نكون جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر؛ حتى نكون من المُفلحين والسُعداء في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يُرينا الحق حقّاً ويرزُقنا اتباعه، ويُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا هُداةً مُهتدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

‏┓━━ 🌿🌹🌿 ━━┏
نلتقي على خيرٍ الجمعة القادمة
في خاطرةٍ جديدةٍ،
إنْ أَذِنَ الله وأمَّدَ في أعمارنا
┛━━ ☘️🌹☘️ ━━┗
*حق إعادة النشر للجميع،*
*مع التكرم بذكر المصدر.*
‏┓━━ ≧◔◡◔≦ ━━┏
*تابعونا:*
صفحتنا على "فيس بوك"
https://bit.ly/3jZqXRw
مدونة "خواطر"
https://bit.ly/2BlFztM
ومضات إيمانية يومية
https://bit.ly/2XJNbza
السلاسل الدعوية السابقة
https://bit.ly/2Yk5Q4J

BY أفئدة تنبض في حب الله


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/TaherlovewithGod/58870

View MORE
Open in Telegram


أفئدة تنبض في حب الله Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

What is Telegram?

Telegram’s stand out feature is its encryption scheme that keeps messages and media secure in transit. The scheme is known as MTProto and is based on 256-bit AES encryption, RSA encryption, and Diffie-Hellman key exchange. The result of this complicated and technical-sounding jargon? A messaging service that claims to keep your data safe.Why do we say claims? When dealing with security, you always want to leave room for scrutiny, and a few cryptography experts have criticized the system. Overall, any level of encryption is better than none, but a level of discretion should always be observed with any online connected system, even Telegram.

Launched in 2013, Telegram allows users to broadcast messages to a following via “channels”, or create public and private groups that are simple for others to access. Users can also send and receive large data files, including text and zip files, directly via the app.The platform said it has more than 500m active users, and topped 1bn downloads in August, according to data from SensorTower.أفئدة تنبض في حب الله from us


Telegram أفئدة تنبض في حب الله
FROM USA