tg-me.com/al_sabeel/7707
Last Update:
وهم دوام النعم
وليس كل من اقتنع بشيء عمل به، ولا كل من عرف اغترف. كل واحد منا يعلم يقينا أنه راحل عن هذه الدنيا، وأن أيامه معدودة، لكنه يتناسى ذلك، ويتملكه الوهم القاتل أنه سيغادر عندما يكون قد أتم استعداداته واتخذ إجراءاته الاحترازية. إن الساعات التي نقطعها ونحن أحياء على الأرض أجلُّ نعمة يرزقها الإنسان، لكنا توهمنا أن النعم تدوم، وأنها لا تغادرنا إلا بإذن منا، فانشغلنا بالتلذذ بها، وصرفنا العمر سعيا إلى حيازتها، وتضخمت أوهامنا في سبيل ابتكار الوسائل الموصلة إلى ذلك، واستقللنا ما أعطينا من نِعم، وغفلنا عما كُفينا من رزايا ومِحن، (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب) [أخرجه مسلم في الصحيح]
والمطلوب أن ينظر الإنسان في كتاب الله المسطور، ويجيل النظر في كتابه المنظور، فيعرف ثم يشكر. وإذا ارتقى في درجات العلم، انكشفت حقائقٌ، وزالت أوهام، وتسللت إلى نفسه الخشية، واكتسى باليقين ورزق الحكمة والبصيرة، وعمل بما هو واقع، ولما سيقع، ولم يتعلق بالأوهام والخيالات الزائفة.. عند ذلك تتوقف مكونات نفوسنا عن صناعة الألم.
المزيد في جديد مقالات السبيل: "الوهم وصناعة الألم" بقلم رضوان الداوود
https://bit.ly/3UWYnGf
BY السبيل
Share with your friend now:
tg-me.com/al_sabeel/7707