tg-me.com/alkulife/13364
Last Update:
الإمام أحمد وتشبيه نفاة الصفات بالملاحدة.
قال الخلال في «السنة»: "1774- أخبرني عبد الملك، أنه ذاكر أبا عبد الله أمر الجهمية وما يتكلمون به، فقال في كلامهم: كلام الزندقة، يدورون على التعطيل، ليس يثبتون شيئا، وهكذا الزنادقة. وقال أبو عبد الله: بلغني أنهم يقولون شيئا هم يدعونه وينقضونه على المكان، يقولون: هو شيء في الأشياء كلها، وليس الشيء في الشيء، قال لي: فهو قد ترك قوله الأول، وأقبل متعجبا".
أقول: هذا إسناد صحيح إلى الإمام أحمد، وواضح أن الإمام أحمد يقرِّر قاعدة أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فقد شبَّه نفاة الصفات بالزنادقة الذين لا يثبتون إلهاً من الأساس.
وواضح أنه يثبت الصفات، ولولا هذا ما استنكر على الجهمية وشبَّههم بالزنادقة الذين لا يثبتون شيئاً، فالذي لا يثبت وجود الله ولا ينفيه ويتوقف في ذلك زنديق، وكذلك من لا يثبت الصفات ولا ينفيها (المفوض) هو كالنافي، ومن يستنكر عليهم هو المثبت، كالإمام أحمد.
وقول أحمد في معنى قول السلف: "المعطل يعبد عدماً".
وواضح أن الإمام يتكلم على نفيهم للعلو الذي شركهم به متأخرو الأشعرية.
قال ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» [2/18]: "ولكن الغرض بيان ممانعة الجهمية والدهرية وعجز كل طائفة عن تصحيح قولها لاشتراك الطائفتين في جحد أصول فطرية ضرورية جاءت الرسل بكمالها وتمامها وشهدت بها الأقيسة الصحيحة وأن الجهمية عاجزون عن الجواب عن شبه الدهرية على أصولهم وأن الدهرية عن الجواب عن حجج الجهمية على أصول أنفسهم أعجز وأن حجة كل واحدة من الطائفتين باطلة على أصل نفسه كما هي باطلة على أصل خصمه فإذا كانت حججهم باطلة على الأصلين كما أن ذلك أيضًا باطل على الأصول الصحيحة ظهر مع بطلان أصولهم عظم تناقضهم من كل وجه".
الجهمية الذين يتكلم عنهم الشيخ هم الرازي وأشياعه من متأخري الأشعرية، ينبِّه أنهم عاجزون عن الرد على الدهرية (القائلين بقدم العالم وإن أثبتوا الإله) لاشتراكهم هم والجهمية بجحد أمور فطرية جاءت بها الرسل.
من يفهم هذا يعلم أنه لا يمكن أن نتفق مع هؤلاء على أصول موحَّدة في الرد على الملاحدة.
BY قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/alkulife/13364