tg-me.com/alzaytoon/10693
Last Update:
في حادثة محاولة اليهودية إعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم السم قالت له إن كنت نبيّا لا يضرك، فكيف نجمع بين هذا وشعور النبي بألم منه عند موته ؟
ج / كانت فلسفة اليهود فيما يخص أنبياء الله عز وجل تشبه ما كانت تفعله محاكم التفتيش مع النسوة اللاتي كنّ يُتهمن بممارسة السحر، يغرقونها في النهر، فإن طفت فهي ساحرة ساعدتها الشياطين على النجاة، وإن غرقت فهي كانت -رحمها الله- بريئة للأسف!
كان اليهود يقتلون بعض أنبياء الله ويحاولون قتل البعض الآخر بدعوى أنهم لو كانوا أنبياء حقًا ما ماتوا، ولكن ماذا عمن لا يموت منهم بمحاولاتهم؟ هل يتبعونه لما نجحوا في هذا (الاختبار العجيب)، لا، يكذبونه لأنهم يعلمون حقًا أن هذا ليس معيارًا يفرق.
يرى كثير من مؤرخي الديانات وبكامل غض النظر عن موقفهم الديني أن المسيحية كانت رد فعل معاكس لليهودية في كل شيء (في صورتيهما المحرفتين كما نؤمن نحن المسلمون). بينما لا يمكنك أنت أن تغفل تلك اللمحة العامة للإسلام في الجمع بين الفكرتين بهدوء، بلا تطرف في أي من الاتجاهين.
فبينما يتحدث اليهود عن جنة مادية حتى النخاع، بمآدب وخمر ونساء، تتحدث المسيحية عن نعيم معنوي للروح خالٍ من المادة، بينما القرآن بتحدث عن نوعي النعيم مجتمعين: فروح وريحان وجنة نعيم.
وبينما تقول اليهودية أن احرقوهم واقتلوا أطفالهم، تقول المسيحية أن أديروا لهم وجوهكم كي تأخذوا الصفعة الثانية، بينما الإسلام يقول: وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا.
وبينما يدعي اليهود أن أنبياء الله لا يمكن قتلهم، يدعي المسيحيون أن الله نفسه يمكن قتله! ويخبرنا الإسلام ببساطة أن: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم؟
الإسلام لم يزعم أبدًا أن أنبياء الله لا يمكن قتلهم، ولا يمكن حتى لليهود أن يدعوا ذلك فعلًا. وما نبي الله زكريا الذي نُشِرَ بالمنشار أو نبي الله يحيى الذي قُطِعَت رأسه.. عنا ببعيد.
الله يقرر ويكرر لنا أن الأنبياء مجرد بشر، تنطبق عليهم نفس قواعد البشر، كاملة! فيمرضون ويُبتَلون ويقاتلون ويُقتلون. اصطفاهم الله فأحب أن يزيد من أجرهم وأن يفهم بهم بقية الناس أن ما يعانون هم منه من البلاء لا يعني أن الله نسيهم!
ولكن جعل الله العصمة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من القتل في الدنيا، وبشره بذلك فصارت من بعض معجزاته وأدلة صدقه، ولهذا لم يمت من سم من سم المرأة اليهودية.
فلما مات عليه السلام من المرض كان يشعر بالوجع من السم الذي بقيت آثاره في جسده ولم تقتله، لأن الله أراد أن يرزقه فضل وشرف الشهادة في سبيله عز وجل.
د. مهاب السعيد
BY ᵐᵃᵍᶤᶜ ᵃᵐᵇᶤᵍᵘᶤᵗʸ ❥
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/alzaytoon/10693