tg-me.com/arishri/464
Last Update:
نسبةُ تبديع "التعريف" إلى تقي الدين ابن تيمية غَلَطٌ عليه؛ نَشَأَ من اختصار كلامه والاتكاء على تلك النقول المختصرة بدون رجوعٍ إلى تقريراته في كتبه أصالةً، وكلامُه في:
اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ١٤٩-١٥١)، ومسألة في المرابطة بالثغور والمجاورة بمكة؛ في جامع المسائل(٥/ ٣٦٤-٣٦٥)، وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص١٦٢).
وجِماعُ كلامه وحاصله أنه لا يبدّعه مطلقًا، بل بأسبابٍ وهي:
١- أن يقصد السفر إلى غير عرفات من أجل التعريف، سواء كان السفر إلى ما يجوز شد الرحال إليه أو لا؛ وهذه الصورة هي التي حكى في تبديعها إجماعًا.
٢- أو أن يداوم على ذلك ويصيّره سنةً راتبةً حتى يُظن أنه مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا السبب محل نظر وكلام طويل.
٣- أو أن تصحبه أمورٌ لا خلاف في بدعيتها.
فإذا خلَا من هذه الثلاثة، وخلا من أي محرّم آخر لم يكن عند تقي الدين بدعةً ولا محرّما متفقا على تحريمه، بل أمرًا وقع فيه خلاف سائغ.
وقد نقلتُ في رسالة العام الماضي أن إمام السنة في زمانه؛ الإمام أحمد رخّص فيه وعزاه للسلف .. واعلم أنه سُئل عنه غير مرّة، سأله ابن هانئ والأثرم وعبد الكريم الديرعاقولي والدورقي؛ فأجاب بالترخيص في كل مرة، بل رُوي عنه الاستحباب، ولم يقيد الترخيص بعدم المداومة، وهذا القيد ليس في معتمد المذهب، وسأله بعضهم هل يُنهون؟ فقال: "لا، دعهم لا ينهون" وبعضهم أراد أن ينبهه على شيء قد يمنع ذلك سدًّا لذريعة الابتداع فذكر له اجتماع الناس وكثرتهم في المساجد، ومع ذلك رخص فيه وقال: "وإن كثروا، هو دعاء وخير".
واعلم أن أول من فعله ابن عباس بالبصرة، وعمرو بن حريث بالكوفة، ولم يُنكر عليهما أحد من الصحابة، وتبعهما غيرُ واحد من التابعين كالحسن وابن سيرين، وكرهه بعضهم.
BY أَرْيٌ وَّشَرْيٌ!
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/arishri/464