tg-me.com/athar_g/3037
Last Update:
حتّى القريب أقول في سرّي، ليس الأسد أشجع الحيوانات، بل حصان الفارس الشّجاع هو الأشجع، يكرّ، فلا شيء يثنيه، لا الكرّ المضاد ولا السّهام ولا الرّماح ولا السّيوف التي تحصد الرؤوس.
بعد وقوفي مع خمس آيات من القرآن الكريم، آمنتُ وجهرتُ بما كنتُ أسرّه في نفسي، وإنّها لأبلغ ما قرأتُ في وصف خيل الفرسان على الإطلاق!
﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾ صوت أنفاس الخيل وهي تجري مسرعةً.
﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ في عبورها السّريع على الحصى والصّخور، تخرج النار شررًا بحوافرها كأنّه البرق.
﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ تغير على العدو عند إصباحه.
﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾ هيّجن في إغارتهن غبارًا لا يُشق.
﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾ لا كرّ ولا فرّ، إنّما سهام ارتشقن دفعة واحدة، فصرن في وقت الصّبح في قلب العدو، ينصفن جمعه نصفين.
لو أن امرأ القيس أدرك سورة العاديات، لخجل من قوله:
«مِكرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدْبِرٍ معًا
كجُلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من علِ».
أو قوله في سما لك شوق:
«كَأَنَّ الحَصى مِن خَلفِها وَأَمامِها
إِذا نَجَلَتهُ رِجلُها خَذفُ أَعسَرا»
الله! كم هذا البيت ركيك أمام عبارة «فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا»!
فرق عظيم، أن ترى خلفها، تطاير الحصى أو شرر النّار!
«قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشّاعر لبيد بن ربيعة: أنشدني شيئا من شعرك. فقال: ما كنت لأقول الشعر بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران».
BY • آثَار!
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/athar_g/3037