Telegram Group Search
ومن شاغـــــب الأيامَ لان مَــرِيـــرُهُ
وأسـلـمــهُ طولُ المِـــراسِ إلى الوَهْـنِ

فإن تكـن الــدنيا تـولــت بــخـيـرها
فأهــــون بدنيا لا تــدوم عـلـى فَـنِّ!

" البارودي "

💢💢💢
«ليأتينَّ على النَّاس زمَان، لا يَنجُو فيه إلا مَن دعَا بدُعاء الغَريق».

حُذيفة بن اليَمان رضِيَ الله عَنهما



••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسمِكَ الّذي وسِعَ السّماواتِ والأرض
ائذن لحوائج المؤمنين أن تنقَضي؛
ربَّنا!


…………
ركام الأوهام!

‏رأيت بعضهم في أوائل سِنيِّ الطلب يُسلِمُ عقله لشباب أغمار لم تنضج تجربتهم، فيجلسونه بمهارة على موائد البغي، ويديرون له كؤوس الغيبة، ويعلمونه فنون نهش الأعراض، ويسوِّغون له الإيغال في لحوم أهل العلم، فأدركتني الشفقة على هذا الفتى الواقف فوق ركام الأوهام، ففي غدٍ القريب سيعض أصابع الندم، ولكن بعد فوات زهرة العمر، وذلك حين يدرك مدى جناية هؤلاء على نشأته الأولى!

‏كان أيوب السختياني يقول: إن من سعادة الحَدَث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.
‏قلت: ومن بؤس الفتى والأعجمي أن يستفتح أحدهما طريق العلم بإفناء الطاقة وإرخاء السمع لمن يستحلي ثلب الأكابر، فإنه لا يلبث إلا أن يجعل لسانَ هذا الفتى مِقراضَ أعراض، وقلبَه مستودع أمراض، وجوارحَه عاطلة عن حلية العمل!

‏ثم سرح خاطري بعيدًا مع تجربة حكاها ابن الجوزي مع مشايخه الذين جالسهم، ومن الذين تحقق له الانتفاع الحقيقي بعلمهم، وذلك رغم كونهم أقل علمًا من غيرهم!

‏يقول أبو الفرج:

‏(لقيت مشايخ أحوالهم مختلفةٌ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبةٍ العاملُ منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلمَ منه.

‏• ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ، ويأخذون على قراءة الحديث أجرًا، ويُسرعون بالجواب لئلّا ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ!

‏• ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي؛ فكان على قانون السلف، لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ، ولا كان يطلبُ أجرًا على إسماع الحديث، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، واتَّصل بكاؤه!

‏• فكان -وأنا صغير السنِّ حينئذٍ– يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد.

‏• ولقيت أبا منصور الجواليقي؛ فكان كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول، متقناً محقِّقًا، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة، التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقَّف فيها حتى يتيقَّن، وكان كثير الصوم والصمت.

‏• فانتفعت بهذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما؛ ففهمتُ من هذه الحالة: أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.

‏فالله الله في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر، والمسكين كل المسكين: من ضاع عمره في علمٍ لم يعمل به؛ ففاته لذات الدنيا، وخيرات الآخرة؛ فقدم مفلساً مع قوَّة الحجَّة عليه).

‏فعليك بما يعود عليك بالنفع في علمك وإيمانك، ولا تخدعنّك ركام الأوهام عن رؤية حقائق الأمور، فالعلم الشرعي ليس مجرد معارف صماء، ولا معلومات متراكمة! وإنما هو عبادة شريفة من جملة القربات، وروحٌ تسري في النفس، ورحمة تَصِلُ الخلق بالحق، ونور يهدي به الله من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم!


••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبا القاسم الخفاف المشهور بابنِ النقيب عندما بلغه خبرُ موتِ ابن المعلمِ فقيه الشيعةِ سجد للهِ شكراً. وجلس - رحمه الله- للتهنئةِ، وقال : "ما أبالي أي وقتِ متُّ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ".


••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•••

ولمَّا تُوفِّي في ذي الحِجَّة بِشرٌ المِرِّيسيُّ الضالُّ المبتدع؛ وهو أحد مَن أضلَّ المأمون - من هذا العام أو الذي قبله في قول - صلَّى عليه رجلٌ من المحدِّثين يُقال له: عبيد الشونيزي؛ فلامَه بعض المحدِّثين!
فقال لهم: ألا تسمعون كيف دعوتُ له في صلاتي؟! قُلت: اللهمَّ إنَّ عبدَك هذا كان يُنكِر عذاب القبر؛ اللهم فأذِقه من عذاب القبر، وكان يُنكِر شفاعةَ نبيِّك؛ فلا تجعله من أهلِها، وكان يُنكِر رؤيتك في الدار الآخرة؛ فاحجُب وجهَك الكريمَ عنه!

فقالوا له : أصبت!

وهذا الذي نطقَ به بعضُ السَّلف؛ حيث قالوا: مَن كذَّبَ بكرامةٍ لم يَنَلْها.

"البداية والنهاية" (٢٣٥/١٤).

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن حبيب بن أبي فَضالة :
كان يقول بعض المهاجرين: والله ما أخاف المسلم ، ولا أخاف الكافر ،أمّا المسلم فيحجزه إسلامه ، وأما الكافر ، فقد أذلّه الله ، ولكن كيف لي بالمنافق ..؟!

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏قال علي بن بكّار : كان إبراهيم بن أدهم من بني عجل ،كريم الحسب ، وإذا حصد ارتجز ، وقال :

اتخـذ الله صاحبــاً ودعِ النّــاسَ جانبــاً ..

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
••

"أنساب الأشراف" للبَلاذُريِّ (١٢/ ٧٧).

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
"إن وجودنا على حياةٍ أصلها الابتلاء، يجعلنا أكثر اتزانًا فيما يعترضنا من أقدارٍ ترفعنا ابتهاجًا أو تخسف بنا همًا وكدرًا، فنقف عند حدّ تلقّيها ونحاول أن نأخذها وفق ما يرتضيهِ مولانا سُبحانه حقًا وعدلاً، ولسنا ملائكة ستصيب عينَ الحق بتمامه وكماله ولكن الغاية منهاج التسديد والمقاربة.
كتب الله لنا مقادير الخير وأبعدنا عن مواطن الشّر والبلوى".

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏"فيا سيّدَ الدُّنيا ويا خيرَ خلقِها
‏و يا فخرها إن قيل أينَ المَفاخِرُ!
عليكَ صلاةُ الله ما اشتاقَ للّقا
‏محِبٌّ وما باحتْ بشوقٍ خواطرُ"

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه وأثابه الجنة:

ما دواء من تحكم فيه الداء، وما الاحتيال فيمن تسلط عليه الخبال، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل، وما الطريق إلى التوفيق، وما الحيلة فيمن سطت عليه الحيرة؟
إن قصد التوجه إلى الله منعه هواه، وإن رام الادكار غلب عليه الافتكار، وإن أراد يشتغل لم يطاوعه الفشل.

غلب الهوى فتراه في أوقاته ... حيران صاحي بل هو السكران
إن رام قربا للحبيب تفرقت ... أسبابه وتواصل الهجران
هجر الأقارب والمعارف عله ... يجد الغنى وعلى الغناء يعان
ما ازداد إلا حيرة وتوانيا ... أكذا بهم من يستجير يهان

فأجاب رضي الله عنه:

دواؤه الالتجاء إلى الله تعالى، ودوام التضرع إلى الله سبحانه، والدعاء بأن يتعلم الأدعية المأثورة، ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة؛ مثل آخر الليل، وأوقات الأذان والإقامة، وفي سجوده، وفي أدبار الصلوات.

ويضم إلى ذلك الاستغفار؛ فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه متعه متاعا حسنا إلى أجل مسمى.

وليتخذ وردا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم، وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف، فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه.

وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره، فإنها عمود الدين.

ولتكن هجيراه: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، فإنه بها يحمل الأثقال، ويكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال.

ولا يسأم من الدعاء والطلب، فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي. وليعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ولم ينل أحد شيئا من جسيم الخير -نبي فمن دونه- إلا بالصبر.

والحمد لله رب العالمين.

جامع المسائل (7 / 447-448)

••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 💡 قالَ ابنُ أبي أسامة: 

حُكِيَ لنا أن أحمد قيلَ له أيامَ المحنة: يا أبا عبد الله؛ أوَلا ترى الحقَّ كيف ظهر عليه الباطلُ؟!

قال: كلا! إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقلَ القلوبُ من الهدى إلى الضلالة،  وقلوبنا بعدُ لازمةٌ للحقِّ.

"سير أعلام النبلاء" (١١/ ٢٣٨)


••°

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏ما جزعنا وأنت مولانا، ولا استعجلنا نصرًا ووعدك حقّ، فنسألك العون والمعية فقد بلغت القلوب الحناجر،أعن إخواننا وهوّن عليهم وأفرغ اللهم عليهم صبرًا،
وثبّت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين:'))

آمين
"والدّمعُ عَونٌ لِمَن ضاقَت بِهِ الحِيَلُ!"
2024/05/28 23:29:54
Back to Top
HTML Embed Code: