Telegram Group Search
أكبر سمات النضج والوعي وقوة الشخصية هي قدرة الانسان على التجاهل، تجاهل الجاهل، تجاهل المستفز واللي يرمي كلام، تجاهل الهفوات وتجاهل المتجاهل، قمة النضج هي قدرتك على معرفة النفايات العقلية التي يجب أن لا تلوث دماغك بها و معرفة ما الطيبات التي يجب أن ينشغل بها.

د. صفوق العنزي
‏حتى تصل لمرحلة الصلابة النفسية والتوازن النفسي
ستحتاج إلى العديد من الخبرات الفاشلة والتجارب والتعثر،،وستحتاج الى بذل الجهد المستمر لأن تشتغل على نفسك وتعلمها على فن تقبل الصعاب وتقبل الذات وفن تحويل التجارب إلى خبرات وإلى رصيد يوصلك لمستوى عالي من النضج والحكمة.
أحياناً نقابل شخص بعد انقطاع قصير ونلاحظ أنه تقدم في السن بسرعة وأصبح يبدوا أكبر من سنه الحقيقي بينما نجد شخص آخر يبدوا أصغر من أقرانه في نفس عمره، تفسر د. إليزابيث بلاكبيرن الحائزة على جائزة نوبل في الطب لعام 2009 ذلك بأن لكل شخص (عمر بيولوجي) مختلف عن سنه الحقيقي فيبدوا بعضهم مثلاً أكبر مما هو عليه بسبب الظروف الخارجية، حيث تتأثر وظائف الخلايا سلبياً بالعوامل الخارجية مما يقصر من عمرها فيبدوا الشخص بملامح شيخوخة.

‏أكثر الظروف الخارجية المؤثرة هي التعرض للأزمات والصدمات والظروف الاجتماعية و الإقتصادية القاسية المسببة للتوتر والقلق لفترات طويلة، و الخبر الجيد أن بعض الأشخاص يمر بنفس الظروف القاسية لكنه يتعامل معها بطريقة مختلفة تقلل من تأثيرها السلبي عليه وذلك لتمتعه بمرونة نفسية قوية. أهم ما يصنع هذه المرونة هي تربية الوالدين الجيدة في مرحلة الطفولة والبيئة المحيطة والروابط الإجتماعية الصحية.
ليس بالضرورة أن يكون سبب كثرة أعدائك نجاحك القاطع، أو بسبب تميزك الباهر عن غيرك، الأمور لا تؤخذ هكذا بالكلية، بل قد يكون ذلك نذير شؤوم عليك، عداواتك قد تكون ناتج أسلوبك الفظ، وألفاظك الحادة ونفسيتك المتأزمة وعقليتك الصغيرة، وتفكيرك القاصر وكبرك المقيت وعدائيتك الغير مبررة، واعتيادك على القسوة وإصرارك على التقليل من الغير دائماً، المكروه ليس ضحية حُساد نجاح فقط، والأدهى أن يُقذفَ في قلوب الآخرين كرهك وعداوتك وهم لم يروك، فراجع تصرفاتك.
هل من الصحة النفسية أن يحاول الفرد أن يثبت نفسه أمام الآخرين؟

من الطبيعي أن يحاول الأبناء الصغار أن يثبتوا أنفسهم أمام والديهم فهي حاجة نفسية أساسية، فالطفل يقوم بتسليم والديه الرسم الذي رسمها أو المعجون الذي شكله أو العمل الفني الذي اجتهد فيه لكي ينال من والديه ضحكًا أو تصفيقًا أو ثناء، وهنا دور مهم للوالدين لتوفيره، هنا يشعر الطفل بالرضا عن نفسه ومع مرور السنوات يشبع عاطفيًا، ويكبر، ويجتهد في أعمال لأجل نفسه لا لأجل أن يثبت لأحد أن له قيمة، لكن ماذا عن الذي لم يحصل على احتواء من والديه لقاء أعماله، ماذا عن الطفل الذي وجد سخرية أو إهمالًا أو تجاهلًا لكل عمل يقوم به، هذا الطفل يكبر وهو يحاول أن يلفت انتباه الآخرين أن له قيمة، وتصبح تلك لديه عادة (انظروا إلي).
إن حاجة الفرد أن يثبت للآخرين أن له قيمة هي خليط من القلق والاكتئاب وانخفاض تقدير الذات ووجود النزعة الكمالية، عندما يطغى على الإنسان حساسية تجاه الانتقاد، وعندما يسلّم الفرد قيمته للآخرين، هل تعلمون ما هو مفتاح الثقة بالنفس؟ هناك علاقة طردية بين الثقة بالنفس وتقبل الذات، بمعنى كلما كان لديك قبول لذاتك كما هي (بعيوبها ومميزاتها، صوابها وأخطائها) زادت ثقتك بنفسك، لا تجعل الآخرين معيارًا وإذا أردت أن تثبت لأحد أن لك قيمة فقم بإثبات ذلك أمام نفسك، وإذا أردت مقارنة نفسك بأحد فقم بمقارنة نفسك أمام نفسك في زمن آخر، أخرج (الآخرين) من المعادلة.
إن الشخص الذي يريد إثبات نفسه باستمرار هو غير واثق أنه كفاية، غير متسامح مع أخطائه، قد علّق قيمته برأي الآخرين، لا تحاول أن تثبت لغيرك أنك على صواب، لا يهم رأيه المهم ماذا تؤمن أنت، فأفعالك ستتحدث بالنيابة عنك. أنت لا تحتاج أن تثبت لأحد شيئًا، أنت تحتاج أن تقتحم مخاوفك لتثبت لنفسك أنك جدير. فالنجاح ليس معياره الفوز على الآخرين بل معياره النجاح في تطوير نفسك. هناك من يملك الشجاعة ليتحدى مخاوفه لكنه يفتقد للمهارات لفعل ذلك فينتهي به الأمر للاستسلام، تعلم ثم تحدى واقعك، تعلم مهارات التأقلم مع مشاعرك السلبية، تعلم مهارات التفكير الواقعي، تعلم مهارات التخطيط الشخصي، تعلم التغلب على القلق المرضي، تعلم مهارات الإلقاء والتعبير ثم اذهب لمواجهة مخاوفك.
ولنكون واقعيين فإنه من الطبيعي رغبتنا أن نكون مقبولين من قبل الآخرين، لكن هناك حدود، في النهاية ليس بالضرورة أن يرضى الجميع عنك، واصل طريقك نحو تحقيق ذاتك، كن مستمتعًا بما تفعل بدل أن تكون قلقًا بما سيقوله الناس.
تحياتي
بقلم أسامة الجامع – الرعاية النفسية الأولية بصحة الشرقية
‏حين تجد نفسك في وضع صعب وترغب في الانتقال مما أنت فيه إلى الجهة الأخرى
إلى حياة أكثر راحة وطمأنينه
عليك أن تتخلى عن بعض سلوكياتك وافكارك ومشاعرك
لن تتمكن من الانتقال إلى الوضع الذي ترغب فيه دون أن تعمل على غربلة كل ذلك والتنازل عن كل مايعيق عملية انتقالك وتجاوزك.


كيف نتشافى من الصدمات وجرح الطفل الداخلي؟
‏التشافي يحتاج إلى قوة واستعداد، هو ليس بالأمر السهل ولذلك الضعفاء يلجئون الى تخدير أوجاعهم بالهروب منها بعدة طرق مثل تعاطي المخدرات، أو العلاقات المحرمة، أو الركض وراء ملهيات الحياة بلا هدف.
‏لذلك عندما تقرر أن تنظف جروحك تأكد أنك :
١-ستواجه أموراً تيقظ داخلك مالا تطيق، ستدخل في ليالي مظلمة وستعيش مع نفسك وأنت غريب عنها.
‏لا أريد أن أخيفكم ولكن أريدكم أن تستعدوا وتتقبلو الألم الذي ستواجهونه.
‏ولكنه ألم يأتي بعده خير كثير وراحة وسلام وشعور بالطمانينة لا يوصف.
٢-ستشعر بالغضب والكُره وكأنك دخلت غرفة قديمة مظلمة مليئة بالغبار وأصبحت ملابسك متسخة بسببها.
حاول أن تبكي وتخرج الغضب الذي بداخلك بوصف الأمور التي تذكرتها وآلمتك بالتحدث مع نفسك أو بالكتابة.
‏أنت بذلك تنظف وتحرر المشاعر المتراكمة والتي عملت طبقات من الوجع داخلك.
٣-أهم خطوة للتشافي هي الإعتراف بالجرح. إجلس مع نفسك واعترف أمام المرآة أو بالكتابة بأنك تعرضت (للرفض) أو (التحرش) أو (التعنيف) أو (الإهمال العاطفي) وأنت طفل.
‏ضع يدك على مكان الوجع في جسدك واعترف بكل صدق.
‏ستشعر بالألم وستعود لك الذكريات والصور القديمة.
٤-بعد الإعتراف بالجروح، سيهتز داخلك بشدة فإذا اجتاحتك موجة بكاء قوية، ستكون هذه إشارة ممتازة لإستجابتك لبداية التنظيف. اذا لم تبكي لا تقلق مع التكرار سيبدأ هذا الجليد بالذوبان.
‏بعد البكاء ستهدأ روحك قليلاً وسيصفى ذهنك وستبدأ بالتفكير دون غضب لذلك كرر الإعتراف يومياً لمدة ٢١ يوماً.
٥-بعد البكاء ستصمت ويصفى ذهنك ، ابدأ الخطوة الثانية وهي (التقبل) أخبر نفسك أنك متقبل هذه الجروح والآلام وأنك لا تكرهها أو غاضب منها،تصالح معها كي تستطيع أن تحررها وتخرجها من داخلك.
٦-تأتي الخطوة التاليه وهي (تحمل المسؤولية) ، علينا تحمُل مسؤولية التشافي من هذا الألم ونتوقف عن إلقاء اللوم على الأشخاص في حدوثه.
٧-الخطوة الأخيرة هي أن تتقبل نفسك ورغباتك وانفعالاتك وتحبها وتحتويها، وتتصل بذاتك.
‏تمنحها كل التقدير والإحتواء وتكون معها وتطمئنها بأنك لن تتركها مجروحة متعبة. ستقاوم الألم والتعب لتتخطى كل ما أوجعك وأنك سوف تتشافى لتعيش في سلام داخلي وهذا هو أجمل مافي التشافي(شعور السلام)
بل بقائها سيجذب لك المزيد من الدروس الصعبة والأشخاص المؤذية.
‏أنت الآن في أهم وأقوى رحلة في حياتك، أكملها لتصل لهذا الشعور الذي يستحق العناء.

‏انتهى 🕊🤍
‏يقول الشاعر ضيدان بن قضعان في قصيدة يتوجّد فيها..
‏يا وجودي..
‏وجد من قفى وهو في رجا كلمة تعال
‏وإلتفت من عقب ما أقفى ولا احْدٍ لدّ فيه

‏القصيدة غزلية، لكن المشهد المربك والمؤثر في هذا البيت، يمكن أن يحدث في أي علاقة أخرى. وهذا المشهد فيه الكثير من المشاعر المتداخلة... والكثير من "العشم"... والكثير الكثير من الإشارات... والقليل من التواصل.
‏دعونا نحلل المشهد لعلنا نتعلم منه شيئاً لعلاقاتنا..

‏صمت المشاعر وانهيار التواصل
‏*رحيل صامت، وارتباك وتردد تكشفه التفاتة... محاولة يائسة... لكن البصر انقلب خاسئاً وهو حسير. كان ثمة أمل بكلمة أو إشارة من الطرف الآخر... كان النداءً الأخير لمن يهمه "لا تتركني أذهب... أرجوك قل شيئاً"... ولم يكن هناك عيناً تنظر إليه. انتهى المشهد هكذا بصمت.. نهاية مأساوية، لعلاقة يبدو أنها كانت جميلة.

‏*صراع الكبرياء
‏كلا الطرفين كان يصارع الكبرياء والضعف...الراحل لم يقل شيئاً... والباقي لم يفعل شيئاً.. يمنعهما الكبرياء وخوف الظهور بالضعف أو الإستسلام أولاً. مواجهة كهذه تمنع الحوار المنفتح وتخنق الحل؟

‏الآن... لماذا قرر الراحل أن يرحل؟ هناك عدة احتمالات منها:
‏· تجنب التصعيد: البعض يؤثر التراجع لعدم قدرته على تحمل النقاشات الساخنة وما يتطاير فيها من شظايا الكلام الجارح.
‏· الكبرياء والتظاهر بالقوة: يعتقد البعض أن البادئ بالتنازل أو الإعتذار يعتبر هو الطرف الأضعف. وربما يكون الأمر كذلك إن كان هذا الطرف أو ذاك ديدنه التنازل والإعتذار.
‏· ضعف مهارات التواصل: وهذا الأمر يجعل المرء يؤثر الانسحاب أو يدخل في مواجهات عنيفة، لا تبقي للتراجع سبيلاً.
‏· الإنهيار العاطفي: عندما تجتاح المرء مشاعر وانفعالات لا قبل لها بها، ولا يمكنه معها الإستمرار في النقاش. هذا قد يؤدي لما يمكن تسميته "الشلل العاطفي" حيث لا يستطيع المرء أن يتخذ قراراً.
‏· الخبرات السابقة: مع نفس الشخص أو مع غيره، بلا شك تؤثر في قراءتنا للأحداث وتعاطينا معها.
‏· انتظار مبادرة الطرف الآخر: بما أنه المتسبب في الرحيل، وهو المتوقع منه المبادرة بالتواصل وإنهاء الخلاف.
‏· التشكك في نوايا الطرف الآخر: هل يريدني أن أعود؟ هل سيقبل العودة؟ أم سيحصل المزيد من التجاهل الجراح.
‏· حماية الذات: المضي في الرحيل ربما سببه الخوف من الرفض، وخشية صب الزيت على النار.
‏· الحاجة للإستيعاب: البعض يحتاج وقتاً للتفكير واستيعاب ما يحدث والسيطرة على مشاعره، قبل الإنخراط في النقاش أو المصالحة.

‏لماذا قرر الباقي أن يتجاهل؟ هناك عدة احتمالات منها:
‏· تجنب التصعيد: البعض يفضل الصمت أملاً في أن تعود المياه إلى مجاريها تلقائياً، لذلك لا يبدي ردة فعل ويبدو بارداً وإن كان في داخله غير ذلك.
‏· الحسابات الخاطئة: ربما توقع أن الطرف الأول لا يعني ما يفعل وأن المسألة ليست إلا لعبة شد الحبل.
‏· الثقة المبالغ فيها أو النرجسية: ربما توقع الطرف الثاني أن مكانته عند الطرف الآخر تمنعه من الرحيل.
‏· أسلوب تواصل: يقوم على مبدأ "من قرر الرحيل هو الذي يتحمل تبعات قراره، وهو الذي يجب أن يعود من تلقاء نفسه".
‏· اختبار العلاقة: البعض يعيش حياته ويبني تصرفاته على اختبار الآخرين... إذا كان يحبني حقاً فلن يرحل.
‏· تغيير خطة اللعب: ربما أن الطرف الراحل قد كرر هذا التصرف كثيراً، وكان لابد من تعامل مختلف معه هذه المرة.
‏· الشعور باليأس: ربما لنفس السبب السابق، ولا داعي لاستمرار العلاقة تحت الشعور التهديد بالرحيل كل مرة.
‏· الحاجة للتفكير: ربما وجد الطرف الباقي أنه فعلا يحتاج بعض الوقت لدراسة الأمر ومراجعة العلاقة، والعودة بهدوء وبتوافقات جديدة.
‏· فرصة للتهدئة: ربما رأى الطرف الباقي أن الإبتعاد قليلاً هو فعلاً فرصة للتهدئة وتجنباً للتصعيد.
‏· رسالة مبطنة: ربما كان تجاهل الطرف الثاني هو رسالة للطرف الراحل أن هناك مشكلة حقيقة وأن العلاقة في خطر، آملاً أن يستوعب الراحل هذه الرسالة
‏كل واحد من هذه التفسيرات يعكس دافعاً مختلفاً أو أسلوباً شخصياً في التعامل مع كل منها. لكن دوافع كل من الطرفين وأسلوبه في التعامل. وقدرة كل من الطرفين فهم دوافع الطرف الآخر وأسلوبه يساعد في تمتين العلاقة وتجنب الخلافات.

‏أسس العلاقات الصحية:
‏لتكون العلاقة صحية داعمة ومثرية للطرفين لا بد أن تقوم على أسس منها:
‏1. التواصل الواضح الصريح: هو حجر الزاوية لأي علاقة قوية. التعبير عن المشاعر والرغبات يقلل من سوء الفهم.
‏2. التفاهم والإحترام المتبادل: من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر، لكن الإنصات والعمل على النظر من زاوية الطرف الآخر تخلق التفاهم والترابط.
‏3. التعاطف: هو أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر وتفهم وجهة نظره وتتحسس مشاعره. هذا الأمر يحتاج إلى الدربة لكنه يذيب جليد الخلافات ويقوي العلاقة.
‏4. الإستعداد للتنازل: أي البحث عن نقاط الإلتقاء والأرض المشتركة لكي يتنازل كل من الطرفين عن بعض ما فيه نفسه لصالح العلاقة.
‏5.
مراجعة مختص نفسي في حال تعثر التواصل وأصبحت العلاقة في خطر

‏⁧ أ.د عبدالله السبيعي
موضوعنا اليوم عن العتاب..
‏الشاعر هادي بن مانع ⁦ من الشعراء الشباب المبدعين. ومن متابعتي له لاحظت تميزه في التقاط اللحظات وتصوير المواقف في بيت أو بيتين. ومما نظمه، وأطرحه اليوم للنقاش، قوله:

‏لا تعاتب من تحبه على قل اهتمام ** العتب ما عقبه إلا اهتمام مجاملة

‏لا يبدو لي أن هذا البيت غزلي صرف، بل ينطبق على علاقة كل من نحبهم وبأي درجة من درجات المحبة. ولذلك سأتحدث عن الموضوع على أنه "صداقة".

‏عند تحليل العلاقة أو الموقف بين إنسان وصديقه، فمن المهم ان نراعي العديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تؤثر على سلوكهم وتفاعلهم. فقد تكون هناك أسباب متعددة لقلة اهتمام "الصديق المعاتب" بصديقه. ومنها مثلاً:

‏· القضايا الشخصية: قد يستهلك التعامل مع المشكلات الشخصية أو الضغوطات، طاقتنا العاطفية وقدرتنا على العطاء والتعبير، مما يجعل من الصعب أحياناً الانتباه أو الاهتمام بالآخرين.
‏· سوء التقدير: قد لا يكون "الصديق المعاتب" على دراية بتوقعات صديقه فيما يتعلق بمستوى الاهتمام المطلوب. فالناس تختلف تصوراتهم وتقديراتهم لمفهوم الصداقة، مما قد يؤدي إلى سوء التفاهم أحياناً.
‏· الاختلاف في أسلوب الإهتمام: الناس لديهم لغات حب أو طرق مختلفة للتعبير عن اهتمامهم. وقد يهتم صديق بطريقته الخاصة، التي لم يدركها صديقه.

‏ربما يشير عتاب الصديق إلى انزعاجه أو عدم رضاه عن واقع الصداقة الحالي. لكن رد فعل "الصديق المعاتب" أيضاً له دلالاته:

‏· إذا بدأ في إظهار المزيد من الاهتمام بعد العتاب، فيرى الشاعر أن هذا الاهتمام قد لا يكون حقيقياً. لكنه يمكن ان يكون أيضاً جهد حقيقي، لإصلاح العلاقة بعد أن انتبه واستوعب الرسالة بشكل أوضح.
‏· وهنا فإن هذا الموقف يبرز أهمية التواصل في العلاقات، مع أن العتاب ربما لا يكون هو النهج الأفضل دائماً.
‏· مما يؤكد دعوة الشاعر "هادي" إلى التوقف عن العتاب -في نظري- هو الإهمال أو عدم الاهتمام المتكرر الذي يسير باتجاه التباعد.. هنا أتفق مع الشاعر بأنه لا حاجة للعتاب. وفي ذلك يقول حمد بن سعيد:
‏ما تعودت اتبع المقفّي ولو حضرت جنابك ** رح عساها خيرة والدرب لك عرضه وطوله

‏ولكن ما هي بدائل العتاب قبل أن نصل لهذه المرحلة من التراجع والوجع؟
‏· التواصل المفتوح حول مفهوم الصداقة وحقوق الأصدقاء، بشكل ودي، بعيد عن اللوم والعتاب، يعزز التفاهم والتعاطف.
‏· الحرص على التواصل ولو بشكل متقطع (بمكالمة أو رسالة أو سؤال)، لأن البُعد يولّد الجفوة.
‏· الحرص على الحضور الحقيقي أو المعنوي في المناسبات السعيدة بالتواصل والتهنئة. أما عند الأحزان -لا قدر الله- فلا بد من موقف مشهود، له قدره وأجره.

‏وأخيراً... رسالة مني:
‏لا تكن صديقاً ثقيلاً.. وأعط صديقك مساحة للتنفس.. فما بعد الإختناق إلى الفرار بالحياة، والذهاب بعيداً للهواء الطلق

‏ورسالة من بشار بن برد:
‏إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً ** صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه
‏فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ ** مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُه

‏⁧ أ.د عبدالله السبيعي⁩ ⁧
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا ألطف مشهد شفته من فلم كرتون من بداية ٢٠٢٤
عندما تتجاهل مشاعرك وتكبتها سيجبرك جسدك على أن تقول .. لا

‏كتاب رائع للدكتور جابور ماتيه يشرح فيه العلاقة القوية بين العقل والجسد ..
نمرّ جميعًا ببعض الفترات بشعور الحزن، وكثيرًا ما نخلطه بالاكتئاب، فما الفرق بينهما ؟وكيف أعرف إن كنت حزينًا أم مكتئبًا ؟ومتى نحتاج استشارة من مختصص ؟!
الشخصية المتصلبة
عندما نقول عن شخص أنه شخصية متصلبة قد يعني ذلك أنه لا يرى سوى رأيه ولا يرى سوى ما يشعر به، وأن لديه قوانين لا يمكن أن تتزحزح، يظن في الوهلة الأولى أنه ثابت على المبدأ لكن لو دققنا النظر فهذا الإنسان لديه تصلب في آراءه حتى في المواقف الصغيرة، إذا تتطلب القرارات وحل المشكلات وإدارة العلاقات قدرًا من المرونة حسب المتغيرات الاجتماعية لكن صاحب الشخصية المتصلبة يصعب التفاهم معه إذ أنه لا يرى وجهات النظر الأخرى ولا يراعي احتياجات الآخر أو لا يراها أي أن زاوية النظر لديه ثابتة من منظوره فقط واحتياجه فقط.
أكثر من يعاني من الشخصيات المتصلبة هم الأشخاص حوله، وفي الواقع صاحب هذه الشخصية يعاني مع نفسه أيضًا فهو يرى نفسه يتصادم كثيرًا، ويرى الآخرين حوله يبتعدون عنه، فتبدأ لديه التساؤلات، مثل هذه الشخصيات في علم النفس يطلق عليها إما سمة الشخصية الوسواسية التي قد تتحول إلى اضطراب في بعض الحالات تقلل من جودة حياة صاحبها وتتسبب باكتئاب وقلق.
صاحب الشخصية المتصلبة يفتقد للمرونة في التفاهم، تفكيره إما أبيض أو أسود، إما كل شيء أو لا شيء، إما النتيجة مائة بالمائة أو صفر، تجدهم كثيرو اللوم تجاه الآخرين وأن هذا خطأهم، صاحب هذه الشخصية يصعب أن يرى نفسه أن لديه خطأ، وعادة توقعاتهم مثالية ولا توافق الواقع لذلك خيبات الأمل لديهم كثيرة تجاه علاقاتهم وتجاه أنفسهم كذلك.
أما كيف تتعامل مع هذه الشخصية فيعتمد على أهمية هذا الإنسان لك، فإن كان قريبًا فإن التصادم يزيدهم سوءًا، والأفضل الترفق في الاقتراب منهم أو إقناعهم، هم يستجيبون بالمنطق والمراعاة لكن ببطء، فرفضهم الحاد مستفز لكن عليك أن تتحمل وتكمل محاولاتك، تحتاج كذلك أن تعبر لهم عن مشاعرك أنك متضايق أو محبط أو غاضب لأنهم قد لا يدركون أن تصرفهم أغضبك أو ضايقك، مرة أخرى هم لديهم مشكلة مع أنفسهم قبل أن يكون لديهم مشكلة معك.
من الطرق كذلك أن تعيد ذكر أفكارهم واحتياجهم وتخبرهم أنك متفهم لها بل وتوافقهم عليها، لأن لديهم اعتقاد أنك لا تفهم ما يفكرون فيه، ثم تعيد صياغة الموضوع من وجهة نظر أخرى، مثل أن تخبرهم بالعواقب أو الفوائد التي ستعود إليهم لو غيروا رأيهم. كذلك أشركهم في أسبابك وأفكارك واشرح ذلك لهم، ومع ذلك بعض الحالات حادة للدرجة أنهم يحتاجون الذهاب للعيادة النفسية لمعالجة شخصيتهم، وقد لا يقتنعون في البداية لكن عندما يرون مقدار الخسارة الاجتماعية التي تعرضوا لها قد يوافقون.
بقلم الأخصائي النفسي الاكلينيكي/أسامة الجامع
2024/03/28 23:22:03
Back to Top
HTML Embed Code: