tg-me.com/fnnar/743
Last Update:
🔹نشأته:
نشأ في المدينة، وترعرع وتعلَّم فيها، وقد كانت المدينة وقتها عاصمة الخلافة، فنذرَ نفسه للعِلم مُنذ نعومة أظفاره واجتهد في طلبه، واستغنى بالمدينة عن غيرها لمن بها من الصحابة والأعلام، فَنَهلَ من علومهم، واغترف من مَعِين معارفهم، ولشدَّة اهتمامه بالحديث أحبَّه الصَّحابة أجمعين، وأثنَوا عليه.
وزوَّجه أبو هريرة رضي الله عنه من ابنته، واصطفاه بالرعاية والعناية، وحمل سعيد بن المسيِّب حديث أبي هريرة كلَّه، وهو الصحابيُّ الأكثر روايةً من بين الصَّحابة.
كما اختصَّ سعيد بن المسيِّب بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وحمل عنه عِلمَ أبيه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، خاصَّة أقضيته الشهيرة، حتى بَرَع فيه، وصار النَّاس يسألونه عنها حتى في وجود ابن عمر نفسه.
وتتلمذ على يَدَيْ زيدٍ بن ثابت، وعبدالله بن عباسٍ، وعبدالله بن عُمر، وسَمِعَ من عُثمان، وعليّ، وصُهيب، وغيرهم من صحابة النبي الكريم ﷺ.
🔹صور من حياته:
في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان، وحين بلَغَ المدينة المنورة، نادى حاجبه وقال له: امضِ إلى مسجد الرّسول ﷺ، وادْعُ لنا أحدَ العلماءِ ليُحدّثنا ..
مضى حاجبه "مَيسرَةُ" إلى المسجد النبوي الشريف، وأجالَ نظره فلم يرَ غيرَ حلقةٍ واحدةٍ توسّطها شيخ زاد على السّتين من عُمرهِ، فيه بساطة العلماء وعليه هيبتهم ووقارهم، فجاء إليه، وسأله الإمام عن حاجته فقال له: أن أمير المؤمنين يبغي مُحدّثًا يُحدّثه. فقال الشيخ:
"إنّ من يبغِي شيئًا يأتي إليه، وإن في حلقةِ المسجدِ مُتّسعًا له إذا كان راغبًا في ذلك. والحديثُ يُؤتى إليه، ولكنّه لا يأتي"
فعادَ الحاجب وقال للخليفة عنه، فتنهّد عبدالملك بن مروان وهَبَّ قائمًا وقال:
"ذلك سعيد بن المسيب .. ليتك لم تأتِهِ، ولم تُكلّمه"
🔹قبسٌ من كلامه:
لقد كانت لهُ كلمةٌ يُردّدها على الدّوامِ حتى غَدَت وكأنّها شعارٌ له، وهيَ قولهُ:
"مَا أعَزَّتِ العِبادُ نفسها بمثلِ طاعةِ اللهِ ..ولا أهانَت نفسها بِمثلِ معصيتهِ."
🔹وفاته:
توفي في المدينة في سنة الفقهاء، وهي سنةَ أربعٍ وتسعين، عن خمس وسبعين سنةً رحمه الله وبعد أن قدّم القدوة للعلماء وأهل الفتوى في الاعتزاز بالحق.
BY فنَار
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/fnnar/743