tg-me.com/gedoo27/357
Last Update:
إخوانك في الخير والطاعة = من منن الله العظيمة عليك المستوجبة الشكر.
وكم رجلٍ قطع في السير إلى الله مراحل بإخوانه ، وكم أخٍ لك صالح قذف الله لك من أنوار الإيمان في القلب وانبعاث الجوارح بالخير ما لم يقع إلا ببركة صحبته.
ولست أحصي كم يقع لي من قسوة النفس فأجتمع ببعض أخواني فنتذاكر الشيء من علوم القلوب أو غيرها ، فأنصرف عنه ولا يلبث أن يظهر لي أثر ذلك في مستقبَل الصلاة.
وقد كان لي مع بعض إخواني مجالس نتذاكر فيها بعض العلوم ، فكان يقع في الورد الذي نتهيأ له بعض ما يشكل فأقيده ، فإذا حضر المجلس وشرعت في تقرير الإشكال ظهر لي جوابه قبل الفراغ من التقرير ، وتكرر هذا حتى لاح لي فيه معنى لطيف ، وهو أن الرحمة الإلهية (التي صحبها رزق الفهم) ربما تنزلت في ذلك الموضع ، لحسن نيات من حضره ، وقد جاء في الحديث "وغشيتهم الرحمة".
وقد صحبت بعض إخواني مرة ، فلمحته يذكر الله خفية وهو لا يعلم أني مطلع على ذلك منه ، فكان أن جرى لساني بالذكر بعدها أياما بما كان منه.
وآخر جلسنا مجلسا فوعظنا وذكّرنا ربنا ، فأحسن العظة والتذكير ، وثالث اطلعنا من حاله على ما يرينا المروءات وحسن الخلق رأي العين ، فأحيا في نفوسنا ما تميته مناظر اللئام وخلطة سفلة الناس.
وهذا الباب لعلك لو تتبعته في نفسك لوجدته لإخوانك منه شيئا كثيرا ، وفضلا يوجب عليك ذكرهم لربك في مواضع الخلوة به سبحانه وسؤاله الخير وهداية الحق لهم ، فرضي الله عن إخواننا من أهل الخير ، وجمعنا بهم في مستقر رحمته ، وأماتنا وإياهم على ما يرضيه ، والحمد لله لربنا أولا وآخرا على ما يرحمنا به من تيسير السبل إليه وتكثيرها حمدا كثيرا طيبا مباركا.
BY ذوب نُضَار.
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/gedoo27/357