tg-me.com/hadith505/4201
Last Update:
-
في هذا الأثرِ يَقولُ أنسُ بنُ مالكٍ
رَضيَ اللهُ عنه لأصحابِه مِن التابعينَ:
«إنِّي لا آلُـو أن أُصَلِّيَ بكُم»، أي: إنِّي
لا أُقصِّـرُ أن أُصلِّيَ بكم مِثلَما رَأَيتُ
النبيَّ ﷺ يُصلِّي بلْ أجتَهِدُ أن أُصلِّيَ
بكم بالهَيئةِ التي كان رسولُ اللهِ ﷺ
يُصلِّي بها، وإنَّمـا قال هذا ليَحُثَّ
السامعيـنَ على الاهتِمامِ وحِفظِ
ما يَأتي به، ويُحقِّقَ عندَهم المُراقَبةَ
لاتِّباعِ أفعالِ رَسولِ اللهِ ﷺ.
قال ثابتٌ البُنَانيُّ -وهو مِن التَّابعين
والرَّاوي عن أنَسٍ-: كان أنسٌ رَضيَ اللهُ
عنه يَصنَعُ شيئًا لم أرَكُم تَفعلونَه، وهو
أنَّه كان يقِفُ طَويلًا بعدَ قيـامِه مِن
الرُّكوعِ، حتَّى يظُنَّ مَن يَراه أنَّه نَسيَ
ولم يَتعمَّـدِ الوقوفَ كلَّ هذه المدَّةِ،
ويَفعَلُ كذلك فيما بين السَّجدتينِ.
وفيه إشعارٌ بأنَّ مَن خاطَبَهم ثابتٌ
كانوا لا يُطيلون الوقوفَ بعدَ الرَّفعِ مِن
الرُّكوعِ وبين السَّجدتينِ، ولذا خصَّ
ذِكرَ الطُّمأنينةِ والاعتدالِ في الرُّكوعِ
والسُّجودِ دونَ سـائرِ الأركانِ، ولذلك
قال لهم: كانَ أنَسُ بنُ مالكٍ يَصنَعُ شيئًا
لم أرَكُم تَصنَعونَه.
فلو جلس أحدُنا يتأمل في صلاةِ
المسلمين لوجد أنَّ كلَّهم يأتي بمعظم
الأركان المطلوبـة في الصلاة؛ كتكبيرةِ
الإحرام والقيام والركوع والسجود،
ولكن في الوقتِ ذاته كثيرٌ من
المصليـن يُخِلُّ بركنٍ عظيم لا تصح
الصلاة إلا بالإتيـان به؛ وهو ركن
الاطمئنان، بالرَّغم من أنَّ هذا الركنَ
يصاحبُ معظمَ الأركان الأخرى..
↵ بمعنى أنه لا بد من الاطمئنان في
القيامِ والركوع والسـجود والجلوس.
والمراد مِنَ الاطمئنانِ في الصلاة:
السُّكون بقَدْرِ الذِّكر الواجب، فلا يكون
المصلي مطمئنًا إلا إذا اطمئنَّ في
الرُّكوع بِقَدْرِ ما يقول: "سبحان ربِّي
العظيم" مرَّة واحدة، وفي الاعتدال
منه بقَدْرِ ما يقول: "ربَّنا ولك الحمدُ"،
وفي السُّجود بقَدْرِ ما يقول: "سبحان
رَبِّـي الأعلى"، وفي الجلوس بقَدرِ
ما يقول: "رَبِّ اغفِـر لي"، وهكذا.
قال ابنُ حجر الهيتمي
في "تحفـة المحتاج":
"وضابطُها أن تسكُنَ وتستقِرَّ أعضاؤُه".
وقال الشافعي وأحمد وإسحاق:
من لا يقيم صلبَه في الركوعِ والسجود
فصلاتُه فاسدة، لحديث النبي ﷺ:
"لا تجزئ صلاةٌ لا يقيمُ الرجلُ فيها
صلبَه في الركوع والسجود".
[ فتح الباري لابن رجب ]
-
BY #انشـر_سُنَّــة
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/hadith505/4201