Telegram Group & Telegram Channel
💎 *جواهر عَلَويَّةٌ*
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: *"فارِقْ مَنْ فارَقَ الْحَقَّ إِلى غَيرِه، وَدَعْهُ وَما رَضِيَ لِنَفْسِه"*

*في* دعاء الافتتاح الشريف الذي نتعبَّد لله به في ليالي شهر رمضان المبارك، وبعد ثَناء على الله تعالى وذكر لمحامده وآلائه والصلاة على النبي الأكرم وآله الأطهار صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، يبلغ الداعي ذروة الدعاء والمَضمون المركزي فيه فيقول: *"اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ"* إنه يطلب من الله تعالى أن يُعَرِّفَه الحقَّ، فغالباً ما يخفى الحَقُّ على من لم يتمتع ببصيرة نافذة، ووعي قوي، وفِكر ناقد، يُمَكِّنُه من تمييز الحَقِّ من الباطل، والصحيح من السقيم، فالحَقُّ يتعرَّض دائماً للتشويش من قبل أهل الباطل، وقَد يُلَبِّسونه على الناس، فيُلْبِسون الباطل لَبوس الَحِّق كي يبدو حقاً، ويحشدون لذلك ما أمكنهم من وسائل إعلامية، وكَتَبة مأجورين، ودُعاة يعملون بأمر السلاطين والطغاة الظالمين، وقد يقع المَرءُ تحت تأثير الكَثرة والقِلَّة، فيرى الحق مع الأكثر من الناس، ويرى الباطل مع القلة منهم، وهذا معيار باطل بلا شَكٍّ، فلطالما كان أهل الباطل كثير، وأهل الحق قليل، وقد ذكر الله في كتابه الكريم أن أكثر الناس يكرهون الحق فقال: *"لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ" ﴿الزُّخرُف/ 78﴾* كما ذَمَّ الكثرة في كتابه الكريم فذكر في آيات عديدة أن أكثر الناس لا يؤمنون، وأكثر الناس لا يشكرون، وأكثر الناس فاسقون، وأكثر الناس لا يعقلون، وأكثر الناس لا يعلمون، وأكثر الناس يجهلون، وأكثر الناس يتَّبع الظَّنَ، وأكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون.
ولذلك يحتاج المَرءُ إلى تبصُّرٍ في الأمور، ودراية في الأحداث، ووعي لمُجريات الزمان، ومعرفة بأهله، ومعرفة بخلفياتهم الفكرية والسياسية، كما يحتاج إلى تسديد وهِداية من الله تعالى كي يتمكن من معرفة الحَقِّ والتمييز بينه وبين الباطل.
*ويطلب* من الله أيضاً أن يُحَمِّلَه الحَقَّ إذا عَرَفَه، فإن كثيراً من الناس يعرفون الحق ولكنهم لا يحمِلونه ولا يَدْعون إليه، ولا يَجهَرون به، ولا يشهدون له، خوفاً على فوات مصالحهم ومنافعهم، وهؤلاء صِنفان: صِنف يسكت عن الحق ويفضل الجلوس على الحِياد، وصنف يعرف الحق ولكنه ينصر الباطل ويشهد له ويحمله، وكلاهما يثقل عليه حمل الحق والشهادة له، وقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: *"الحقُّ ثَقيلٌ مُرٌّ والباطِلُ خَفيفٌ حُلْوٌ..."* ورُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: *"الحقُّ كُلُّه ثَقيلٌ، وقد يُخَفِّفُهُ اللَّهُ على‏ أقوامٍ طَلَبوا العاقِبَةَ فصَبَّروا نُفوسَهُم، ووَثِقوا بصِدْقِ مَوعودِ اللَّهِ لِمَن صَبرَ واحْتَسَبَ"*.

*والحياة* الإنسانية لا يمكن أن تقوم على غير الحق، فالكون كله قائم على الحق، ومخلوق بالحق، والحقُّ هو ما يجب أن يكون، ولا يمكن أن تقوم على الباطل، والباطل هو ما لا يجوز أن يكون، إن الله هو الحق، قال سبحانه: *"ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ"﴿لُقمان/ 30﴾* وخَلَقَ الكون كله بالحق، قال سبحانه: *"خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ"﴿العنكبوت/ 44﴾*. فلا يكون من الله إلا الحق.

*إن* الحقَّ ثُبوتٌ، واستقرارٌ، وتطورٌ، ونَماء، وتقدم، وخير، ووَفْرَة، ورغد عيش، واستقامة، وسلامة، وطمأنينة، والباطل ضلالٌ، وتيهٌ، وضَياع، وهياج، وحروب، وعنف، ودمار، وظلم، وقتل، وتقهقر، ولا يمكن للمؤمن إلا أن يكون مع الحق، الحق غايته، والحق طريقه ووسيلته، والحق رائده، يحمله، ويجهر به، ويشهد له، لأن المؤمن يريد للحياة الإنسانية أن تستقِرَّ، وتنمو، وتزدهر، وتتطور، ويريد للناس أن يطمئنوا، ويَسلَموا، ويعيشوا الوئام والسلام. ولا يتحقق لهم ذلك إلا في ظلال الحق، ولذلك يوصي الإمام أمير المؤمنين (ع) في جوهرته الكريمة المُؤمِنَ أن يفارق من فارق الحق بعد أن عرفه، لأن من يفارق الحق فهو على الباطل، والكون مع أهل الباطل باطل. فإن رَضِيَ المُفارِق للحق أن يكون مع الباطل فشأنه، وليتحمَّل تبعات تخلِّيه على الحق.
*السيد بلال وهبي*
فجر يوم السبت الواقع في: 16/3/2024 الساعة (04:05)



tg-me.com/hikmahlikolyom/8072
Create:
Last Update:

💎 *جواهر عَلَويَّةٌ*
📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: *"فارِقْ مَنْ فارَقَ الْحَقَّ إِلى غَيرِه، وَدَعْهُ وَما رَضِيَ لِنَفْسِه"*

*في* دعاء الافتتاح الشريف الذي نتعبَّد لله به في ليالي شهر رمضان المبارك، وبعد ثَناء على الله تعالى وذكر لمحامده وآلائه والصلاة على النبي الأكرم وآله الأطهار صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، يبلغ الداعي ذروة الدعاء والمَضمون المركزي فيه فيقول: *"اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ"* إنه يطلب من الله تعالى أن يُعَرِّفَه الحقَّ، فغالباً ما يخفى الحَقُّ على من لم يتمتع ببصيرة نافذة، ووعي قوي، وفِكر ناقد، يُمَكِّنُه من تمييز الحَقِّ من الباطل، والصحيح من السقيم، فالحَقُّ يتعرَّض دائماً للتشويش من قبل أهل الباطل، وقَد يُلَبِّسونه على الناس، فيُلْبِسون الباطل لَبوس الَحِّق كي يبدو حقاً، ويحشدون لذلك ما أمكنهم من وسائل إعلامية، وكَتَبة مأجورين، ودُعاة يعملون بأمر السلاطين والطغاة الظالمين، وقد يقع المَرءُ تحت تأثير الكَثرة والقِلَّة، فيرى الحق مع الأكثر من الناس، ويرى الباطل مع القلة منهم، وهذا معيار باطل بلا شَكٍّ، فلطالما كان أهل الباطل كثير، وأهل الحق قليل، وقد ذكر الله في كتابه الكريم أن أكثر الناس يكرهون الحق فقال: *"لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ" ﴿الزُّخرُف/ 78﴾* كما ذَمَّ الكثرة في كتابه الكريم فذكر في آيات عديدة أن أكثر الناس لا يؤمنون، وأكثر الناس لا يشكرون، وأكثر الناس فاسقون، وأكثر الناس لا يعقلون، وأكثر الناس لا يعلمون، وأكثر الناس يجهلون، وأكثر الناس يتَّبع الظَّنَ، وأكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون.
ولذلك يحتاج المَرءُ إلى تبصُّرٍ في الأمور، ودراية في الأحداث، ووعي لمُجريات الزمان، ومعرفة بأهله، ومعرفة بخلفياتهم الفكرية والسياسية، كما يحتاج إلى تسديد وهِداية من الله تعالى كي يتمكن من معرفة الحَقِّ والتمييز بينه وبين الباطل.
*ويطلب* من الله أيضاً أن يُحَمِّلَه الحَقَّ إذا عَرَفَه، فإن كثيراً من الناس يعرفون الحق ولكنهم لا يحمِلونه ولا يَدْعون إليه، ولا يَجهَرون به، ولا يشهدون له، خوفاً على فوات مصالحهم ومنافعهم، وهؤلاء صِنفان: صِنف يسكت عن الحق ويفضل الجلوس على الحِياد، وصنف يعرف الحق ولكنه ينصر الباطل ويشهد له ويحمله، وكلاهما يثقل عليه حمل الحق والشهادة له، وقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: *"الحقُّ ثَقيلٌ مُرٌّ والباطِلُ خَفيفٌ حُلْوٌ..."* ورُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: *"الحقُّ كُلُّه ثَقيلٌ، وقد يُخَفِّفُهُ اللَّهُ على‏ أقوامٍ طَلَبوا العاقِبَةَ فصَبَّروا نُفوسَهُم، ووَثِقوا بصِدْقِ مَوعودِ اللَّهِ لِمَن صَبرَ واحْتَسَبَ"*.

*والحياة* الإنسانية لا يمكن أن تقوم على غير الحق، فالكون كله قائم على الحق، ومخلوق بالحق، والحقُّ هو ما يجب أن يكون، ولا يمكن أن تقوم على الباطل، والباطل هو ما لا يجوز أن يكون، إن الله هو الحق، قال سبحانه: *"ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ"﴿لُقمان/ 30﴾* وخَلَقَ الكون كله بالحق، قال سبحانه: *"خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ"﴿العنكبوت/ 44﴾*. فلا يكون من الله إلا الحق.

*إن* الحقَّ ثُبوتٌ، واستقرارٌ، وتطورٌ، ونَماء، وتقدم، وخير، ووَفْرَة، ورغد عيش، واستقامة، وسلامة، وطمأنينة، والباطل ضلالٌ، وتيهٌ، وضَياع، وهياج، وحروب، وعنف، ودمار، وظلم، وقتل، وتقهقر، ولا يمكن للمؤمن إلا أن يكون مع الحق، الحق غايته، والحق طريقه ووسيلته، والحق رائده، يحمله، ويجهر به، ويشهد له، لأن المؤمن يريد للحياة الإنسانية أن تستقِرَّ، وتنمو، وتزدهر، وتتطور، ويريد للناس أن يطمئنوا، ويَسلَموا، ويعيشوا الوئام والسلام. ولا يتحقق لهم ذلك إلا في ظلال الحق، ولذلك يوصي الإمام أمير المؤمنين (ع) في جوهرته الكريمة المُؤمِنَ أن يفارق من فارق الحق بعد أن عرفه، لأن من يفارق الحق فهو على الباطل، والكون مع أهل الباطل باطل. فإن رَضِيَ المُفارِق للحق أن يكون مع الباطل فشأنه، وليتحمَّل تبعات تخلِّيه على الحق.
*السيد بلال وهبي*
فجر يوم السبت الواقع في: 16/3/2024 الساعة (04:05)

BY الكشكول


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/hikmahlikolyom/8072

View MORE
Open in Telegram


الكشكول Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Importantly, that investor viewpoint is not new. It cycles in when conditions are right (and vice versa). It also brings the ineffective warnings of an overpriced market with it.Looking toward a good 2022 stock market, there is no apparent reason to expect these issues to change.

Start with a fresh view of investing strategy. The combination of risks and fads this quarter looks to be topping. That means the future is ready to move in.Likely, there will not be a wholesale shift. Company actions will aim to benefit from economic growth, inflationary pressures and a return of market-determined interest rates. In turn, all of that should drive the stock market and investment returns higher.

الكشكول from us


Telegram الكشكول
FROM USA