Telegram Group & Telegram Channel
Forwarded from على مُكث
(وَمَا كَانَ ٱلمؤۡمِنُونَ لِیَنفِرُوا۟ كَاۤفَّةࣰۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنهمۡ طَاۤىِٕفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِی ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیهمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحذرُونَ)
سؤال: أي الطائفتين هي التي تتفقه في الدين؛ النافرة أم التي لم تنفر؟
فإن كانت التي لم تنفر فسبيل تفقهها واضح ولكن ما هو الإنذار الذي يبلغه المتخلفون للنافرين إذا رجعوا إليهم؟
وأما إذا كانت النافرة هي المقصودة بالتفقه؛ فما حقيقة هذا التفقه وهي مشتغلة بالجهاد والقتال؟
ربما لا يخطر ببال الكثير أن هناك خلافا في تعيين الطائفة المتفقهة، فلا يرون إلا أنها التي لم تنفر لاشتغالها بالتعلم والتفقه والقراءة حتى يعود إليهم النافرون في سبيل الله فيعلمهم القاعدون وينذرونهم.
بينما يرى بعض المفسرين أن الطائفة المتفقهة هي التي نفرت وخرجت، وأن التفقه الذي تناله بخروجها في سبيل الله = تفقه عملي لا يُنال بالقراءة والدرس.

وممن نصر هذا القول: إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله، وحاج عنه، وبرهن له فقال:

(وأما قوله: ﴿ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم﴾ فإن أولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ من قال: ليتفقه الطائفة النافرة بما تعاين من نصر الله أهلَ دينه وأصحابَ رسوله، على أهل عداوته والكفر به، فيفقه بذلك -مِن مُعاينته حقيقةَ علم أمر الإسلام وظهوره على الأديان- مَن لم يكن فقهه، ولينذروا قومهم فيحذروهم أن ينزل بهم من بأس الله مثل الذي نزل بمن شاهدوا وعاينوا ممن ظفر بهم المسلمون من أهل الشرك، إذا هم رجعوا إليهم من غزوهم؛
﴿لعلهم يحذرون﴾ يقول: لعل قومهم، إذا هم حذروهم ما عاينوا من ذلك، يحذرون فيؤمنون بالله ورسوله، حذرًا أن ينزل بهم ما نزل بالذين أخبِروا خبرَهم.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب، وهو قول الحسن البصري الذي رويناه عنه، لأن "النفر" قد بينا فيما مضى، أنه إذا كان مطلقًا بغير صلة بشيء، أنَّ الأغلب من استعمال العرب إياه في الجهاد والغزو. فإذا كان ذلك هو الأغلب من المعاني فيه، وكان جل ثناؤه قال: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين﴾ ، علم أن قوله: ﴿ليتفقهوا﴾ ، إنما هو شرط للنفر لا لغيره، إذْ كان يليه دون غيره من الكلام).
ثم قال رحمه الله:
(فإن قال قائل: وما تنكر أن يكون معناه: ليتفقه المتخلِّفون في الدين؟
قيل: ننكر ذلك لاستحالته. وذلك أن نَفْر الطائفة النافرة، لو كان سببًا لتفقه المتخلفة، وجب أن يكون مقامها معهم سببًا لجهلهم وترك التفقه، وقد علمنا أن مقامهم لو أقاموا ولم ينفروا لم يكن سببًا لمنعهم من التفقه.
وبعدُ، فإنه قال جل ثناؤه: ﴿ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم﴾ ، عطفًا به على قوله: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ ، ولا شك أن الطائفة النافرة لم ينفروا إلا والإنذار قد تقدّم من الله إليها، وللإنذار وخوف الوعيد نَفرتْ، فما وجْهُ إنذار الطائفة المتخلفة الطائفةَ النافرةَ، وقد تساوتا في المعرفة بإنذار الله إياهما؟ ولو كانت إحداهما جائزٌ أن توصف بإنذار الأخرى، لكان أحقَّهما بأن يوصف به، الطائفة النافرة، لأنها قد عاينت من قدرة الله ونصرة المؤمنين على أهل الكفر به، ما لم تعاين المقيمة. ولكن ذلك إن شاء الله كما قلنا، من أنها تنذر من حَيِّها وقبيلتها من لم يؤمن بالله إذا رجعت إليه: أن ينزل به ما أنزل بمن عاينته ممن أظفر الله به المؤمنين من نُظَرائه من أهل الشرك.)

فرحم الله الإمام ابن جرير على هذا التحرير وحسن النظر، وما أعجب هذا المعنى وأعظمه في الفقه في الدين.



tg-me.com/hodahalnoor/4755
Create:
Last Update:

(وَمَا كَانَ ٱلمؤۡمِنُونَ لِیَنفِرُوا۟ كَاۤفَّةࣰۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنهمۡ طَاۤىِٕفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِی ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیهمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحذرُونَ)
سؤال: أي الطائفتين هي التي تتفقه في الدين؛ النافرة أم التي لم تنفر؟
فإن كانت التي لم تنفر فسبيل تفقهها واضح ولكن ما هو الإنذار الذي يبلغه المتخلفون للنافرين إذا رجعوا إليهم؟
وأما إذا كانت النافرة هي المقصودة بالتفقه؛ فما حقيقة هذا التفقه وهي مشتغلة بالجهاد والقتال؟
ربما لا يخطر ببال الكثير أن هناك خلافا في تعيين الطائفة المتفقهة، فلا يرون إلا أنها التي لم تنفر لاشتغالها بالتعلم والتفقه والقراءة حتى يعود إليهم النافرون في سبيل الله فيعلمهم القاعدون وينذرونهم.
بينما يرى بعض المفسرين أن الطائفة المتفقهة هي التي نفرت وخرجت، وأن التفقه الذي تناله بخروجها في سبيل الله = تفقه عملي لا يُنال بالقراءة والدرس.

وممن نصر هذا القول: إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله، وحاج عنه، وبرهن له فقال:

(وأما قوله: ﴿ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم﴾ فإن أولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ من قال: ليتفقه الطائفة النافرة بما تعاين من نصر الله أهلَ دينه وأصحابَ رسوله، على أهل عداوته والكفر به، فيفقه بذلك -مِن مُعاينته حقيقةَ علم أمر الإسلام وظهوره على الأديان- مَن لم يكن فقهه، ولينذروا قومهم فيحذروهم أن ينزل بهم من بأس الله مثل الذي نزل بمن شاهدوا وعاينوا ممن ظفر بهم المسلمون من أهل الشرك، إذا هم رجعوا إليهم من غزوهم؛
﴿لعلهم يحذرون﴾ يقول: لعل قومهم، إذا هم حذروهم ما عاينوا من ذلك، يحذرون فيؤمنون بالله ورسوله، حذرًا أن ينزل بهم ما نزل بالذين أخبِروا خبرَهم.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب، وهو قول الحسن البصري الذي رويناه عنه، لأن "النفر" قد بينا فيما مضى، أنه إذا كان مطلقًا بغير صلة بشيء، أنَّ الأغلب من استعمال العرب إياه في الجهاد والغزو. فإذا كان ذلك هو الأغلب من المعاني فيه، وكان جل ثناؤه قال: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين﴾ ، علم أن قوله: ﴿ليتفقهوا﴾ ، إنما هو شرط للنفر لا لغيره، إذْ كان يليه دون غيره من الكلام).
ثم قال رحمه الله:
(فإن قال قائل: وما تنكر أن يكون معناه: ليتفقه المتخلِّفون في الدين؟
قيل: ننكر ذلك لاستحالته. وذلك أن نَفْر الطائفة النافرة، لو كان سببًا لتفقه المتخلفة، وجب أن يكون مقامها معهم سببًا لجهلهم وترك التفقه، وقد علمنا أن مقامهم لو أقاموا ولم ينفروا لم يكن سببًا لمنعهم من التفقه.
وبعدُ، فإنه قال جل ثناؤه: ﴿ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم﴾ ، عطفًا به على قوله: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ ، ولا شك أن الطائفة النافرة لم ينفروا إلا والإنذار قد تقدّم من الله إليها، وللإنذار وخوف الوعيد نَفرتْ، فما وجْهُ إنذار الطائفة المتخلفة الطائفةَ النافرةَ، وقد تساوتا في المعرفة بإنذار الله إياهما؟ ولو كانت إحداهما جائزٌ أن توصف بإنذار الأخرى، لكان أحقَّهما بأن يوصف به، الطائفة النافرة، لأنها قد عاينت من قدرة الله ونصرة المؤمنين على أهل الكفر به، ما لم تعاين المقيمة. ولكن ذلك إن شاء الله كما قلنا، من أنها تنذر من حَيِّها وقبيلتها من لم يؤمن بالله إذا رجعت إليه: أن ينزل به ما أنزل بمن عاينته ممن أظفر الله به المؤمنين من نُظَرائه من أهل الشرك.)

فرحم الله الإمام ابن جرير على هذا التحرير وحسن النظر، وما أعجب هذا المعنى وأعظمه في الفقه في الدين.

BY 💡 هُداة النور 💡


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/hodahalnoor/4755

View MORE
Open in Telegram


هُداة النور Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

How to Buy Bitcoin?

Most people buy Bitcoin via exchanges, such as Coinbase. Exchanges allow you to buy, sell and hold cryptocurrency, and setting up an account is similar to opening a brokerage account—you’ll need to verify your identity and provide some kind of funding source, such as a bank account or debit card. Major exchanges include Coinbase, Kraken, and Gemini. You can also buy Bitcoin at a broker like Robinhood. Regardless of where you buy your Bitcoin, you’ll need a digital wallet in which to store it. This might be what’s called a hot wallet or a cold wallet. A hot wallet (also called an online wallet) is stored by an exchange or a provider in the cloud. Providers of online wallets include Exodus, Electrum and Mycelium. A cold wallet (or mobile wallet) is an offline device used to store Bitcoin and is not connected to the Internet. Some mobile wallet options include Trezor and Ledger.

A project of our size needs at least a few hundred million dollars per year to keep going,” Mr. Durov wrote in his public channel on Telegram late last year. “While doing that, we will remain independent and stay true to our values, redefining how a tech company should operate.

هُداة النور from us


Telegram 💡 هُداة النور 💡
FROM USA