tg-me.com/huh22/21452
Last Update:
عزيزي يا صاحب الظل الطويل أكتب لك رسالتي الثالثة بعد غياب ، لعلها مدة قصيرة بين آخر نسج نسجته من كلماتي لك ، أتدري استوقفتني فكرة وصول الرسائل قديما في العصور الكلاسيكية .. لك أن تتخيل أن رسالة واحدة فقط كتبت الآن ستصلك بعد أيام و ربما شهور و ربما سنين و ربما لن تصل رغم كتابتها و رغم كل ما فيها من شعور و أخبار و أحداث و قصص .. إنه الانتظار .. الانتظار المبهم الملىء بالخفايا التي تريد معرفتها ، الكلمات التي تريد قولها و الأمنيات التي تتمنى أن تصبح واقعا لا مجرد خيال تتخيله ، لا أعلم لكن ألا تظن أن الانتظار هو السبيل للنهايات الجميلة دائما ربما ؟ ليسَ.. مؤخرا أُطلق علي لقب صاحبة القلم الذهبي ، لقب مميز لا أخفي ذلك ، أعادني كثيرا لذاتي التي أحب .. التي تسعى دوما لأن تكون حقيقية بكل مافيها من طبيعة و عفوية بلا تصنع ، أثرها يسبقها كالظلال من خلفها .. ربما أنقذ قلمي الكثيرين من تخبطات أنفسهم ، و أعاد الشعور لقلب باهت ، ربما كانت كلماتي ملجأ يتحصن به الكثير ممن لا يجيدون التعبير عما بداخلهم ، عن مآسيهم و واقعهم المرير .. الكثير من المدح ، التساؤل عن كيف وصلت لمرحلة كتلك ؟إنه لأمر عجيب أن تصل لداخل الكثيرين بلا معرفتهم حتى .. لكن لم لا ؟ إنها الحياة ، أكتبها بكامل الدراما التي يتخيلها الكتاب يا عزيزي و بكل واقعية .. الحياة التي جعلت منك شخصا مختلفا كهذا .. في رسالتي السابقة كنت ممتلئة بالكثير و أدركت أن في كل مرة يصادفني فيها شيء سيء تتغير نظرتي اتجاه كثير من الأمور ، التفكير الذي عاد مؤخرا لي كان مدهشا .. مزيج من الصراحة المطلقة في التعامل مع مجريات الأمور .. و الاستمرارية التي علي ألا أبعدها عني حتى في أقسى محطاتي .. و أدركت أن كل الأسباب التي تجعلك شخصا مختلفا كانت ذات المخاوف التي راودتك قديما ، كل ما كنت تسعى له لكنك تعلم انك لن تصل له ابتعد عنك .. كل ما أحببته لكنك تشعر أنه سيفارقك سيبتعد حقا .. كلما تيأس سيصبح عنوان حياتك البؤس و لن يزول عنك أبدا ، كلما سقطت و قررت البقاء طريحا لن تنهض أبدا .. ذاك واقعك ينبثق من كل المخاوف التي تدور في رأسك ، تخيل كم هي حقيقة مرعبة .. لذا كان سؤالي لك في هذه المره عن الانتظار .. ذاك لأن الانتظار يجعلك مليئا بالمخاوف التي من الممكن أن تصبح واقعا اذا ما بقيت عالقة فيك .. لا أدري ، في هذه المرة سأترك اجابتي مفتوحة لحلقة قادمة أسرد فيها مخاوف الانتظار التي تراودنا عند انتظار كل شيء نحبه ، الى رسالة لاحقة عزيزي ...
7/2/2024
BY Huh !
Share with your friend now:
tg-me.com/huh22/21452