Telegram Group & Telegram Channel
لمتي هي التي علمت شمس، وربته، وأطلقت عليه اسم "شمس الدين" ولكن، منذ أن أصبح شابًا وهي تعامله معاملة الرجل الأجنبي عنها من أجل هذه اللحظة علِمت، لماذا كانت تحتضنه وهو صغير عندما كان في الخامسة والسادسة من عمره وكأنها تريد أن تكتفي منه، الآن وهي تقف بعيدةً عنه تشير له بيدها وتلقي عليه السلام، وأنا أنظر له وأرى لمعة عينه وهو نشأ على يديها وكان ينام على حجرها وهو يقرأ عليها حزبه اليومي.
بعد سفرها سألته لماذا هذه النظرة؟ قال لي: وددتُ لو أنني قبلتُ يديها يا عائشة، لها فضلٌ عليا كبير بعد الله، هي مربيتي وشيختي التي أفتخر بها.

وقتها نصحتنا وقالت لنا " نحن في زمن الغربة الثالثة، أنتما أمناء هذا الدين، ومن بعدكما ذريتكما، أنجِبوا لنا خالدًا بن الوليد في الشجاعة والقيادة، والشافعي في علمه وتقواه"
ثم تركتنا وغادرت هي وشقيقها، وراتميت في حضنها فاحتضتني كما لم تفعل من قبل، شعرتُ بشيءٍ غريب في نظرتها وسيرها، هذه أمي التي ربتني منذ أشهر وهي تمشي على عصا، والأن تهرول لكي تسافر!
شعرت أنها تودعنا"((

تركتنا أمي للأبد!
ماتت وهي تعتمر وتطوف بالكعبة، حلقت بصرها للسماء ثم ابتسمت وفاضت روحها، هكذا أخبرنا شقيقها، دُفنت في بلدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت تحبه وكلما جاء ذكره فاضت عيناها شوقًا له.
ماتت أمي وتركتنا ولم أستطع أن أودعها.
عندما سمعتُ الخبر رددتُ بثباتٍ كما علمتني "إنا لله وإنا إليه راجعون" ثم بكيتُ كثيرًا وشعرتُ أن قلبي خرج من بين ضلوعي يبكي معي.
أما شمس، فاسترجع وحوقل ورأيته يمسح دمعه ويذهب للمسجد في محرابه، ولم يخرج إلا بعد ثلاثة أيام، هكذا كان يفعل عند تذكره للموت وعندما يدعو لأحد مات عزيز على قلبه.

كان الرجال يتقدمون للزواج منها، وكانوا كُثر وجميعهم يعلم أنها لا تُنجب، ولكن كانوا يقولون: لا نريد أطفالًا يكفي أن تكون لنا زوحة صالحة نحسبها على خير مثلك.
لكنها كانت ترفض مكتفية بتجربتها الأولى وتقول: مالي والدُّنيا؟ لا أريد من حطامها شيئًا، إنما أعِد نفسي للرحيلِ منها، فكيف أتعلقُ بها؟
تركت معلمتي فينا شيئًا لا يُنسى أبدًا، أصبح شمس زوجي كما رجت من الله، عالمًا فقيهًا، وأصبحتُ أنا كذلك، أعلم النساء أمور دينهن حتى ما عادت امرأة في قريتي تجهل كيفية الصلاة و الدعاء!
أصبحت أُعلِم وأربي ألاف النساء، ورزقني الله وشمس، بخالدًا، والزُبير، والشافعي ومالِك وسُفيان، وحفصة وأم كلثوم، وفاطمة وزينب وخديجة.

كان يقول لي شمس، أريد أن أنجب أولادًا كُثر، أعلمهم ليكونوا صالحين وينفعوا دينهم، ذكورًا وإناثًا.

رحم الله أمنا يا شمس، رحِم الله ملعمتنا ومعلمة الناس الخير.

"الحمد لله الذي أبدلني خيرًا وأخلف عليّ في مصابي خيرًا".
هذه كانت آخر جملة قالتها معلمتي حور في مذكراتها التي نقلت منها قصتها.

#نورهان_أحمد



tg-me.com/iagdalyasamen/1766
Create:
Last Update:

لمتي هي التي علمت شمس، وربته، وأطلقت عليه اسم "شمس الدين" ولكن، منذ أن أصبح شابًا وهي تعامله معاملة الرجل الأجنبي عنها من أجل هذه اللحظة علِمت، لماذا كانت تحتضنه وهو صغير عندما كان في الخامسة والسادسة من عمره وكأنها تريد أن تكتفي منه، الآن وهي تقف بعيدةً عنه تشير له بيدها وتلقي عليه السلام، وأنا أنظر له وأرى لمعة عينه وهو نشأ على يديها وكان ينام على حجرها وهو يقرأ عليها حزبه اليومي.
بعد سفرها سألته لماذا هذه النظرة؟ قال لي: وددتُ لو أنني قبلتُ يديها يا عائشة، لها فضلٌ عليا كبير بعد الله، هي مربيتي وشيختي التي أفتخر بها.

وقتها نصحتنا وقالت لنا " نحن في زمن الغربة الثالثة، أنتما أمناء هذا الدين، ومن بعدكما ذريتكما، أنجِبوا لنا خالدًا بن الوليد في الشجاعة والقيادة، والشافعي في علمه وتقواه"
ثم تركتنا وغادرت هي وشقيقها، وراتميت في حضنها فاحتضتني كما لم تفعل من قبل، شعرتُ بشيءٍ غريب في نظرتها وسيرها، هذه أمي التي ربتني منذ أشهر وهي تمشي على عصا، والأن تهرول لكي تسافر!
شعرت أنها تودعنا"((

تركتنا أمي للأبد!
ماتت وهي تعتمر وتطوف بالكعبة، حلقت بصرها للسماء ثم ابتسمت وفاضت روحها، هكذا أخبرنا شقيقها، دُفنت في بلدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت تحبه وكلما جاء ذكره فاضت عيناها شوقًا له.
ماتت أمي وتركتنا ولم أستطع أن أودعها.
عندما سمعتُ الخبر رددتُ بثباتٍ كما علمتني "إنا لله وإنا إليه راجعون" ثم بكيتُ كثيرًا وشعرتُ أن قلبي خرج من بين ضلوعي يبكي معي.
أما شمس، فاسترجع وحوقل ورأيته يمسح دمعه ويذهب للمسجد في محرابه، ولم يخرج إلا بعد ثلاثة أيام، هكذا كان يفعل عند تذكره للموت وعندما يدعو لأحد مات عزيز على قلبه.

كان الرجال يتقدمون للزواج منها، وكانوا كُثر وجميعهم يعلم أنها لا تُنجب، ولكن كانوا يقولون: لا نريد أطفالًا يكفي أن تكون لنا زوحة صالحة نحسبها على خير مثلك.
لكنها كانت ترفض مكتفية بتجربتها الأولى وتقول: مالي والدُّنيا؟ لا أريد من حطامها شيئًا، إنما أعِد نفسي للرحيلِ منها، فكيف أتعلقُ بها؟
تركت معلمتي فينا شيئًا لا يُنسى أبدًا، أصبح شمس زوجي كما رجت من الله، عالمًا فقيهًا، وأصبحتُ أنا كذلك، أعلم النساء أمور دينهن حتى ما عادت امرأة في قريتي تجهل كيفية الصلاة و الدعاء!
أصبحت أُعلِم وأربي ألاف النساء، ورزقني الله وشمس، بخالدًا، والزُبير، والشافعي ومالِك وسُفيان، وحفصة وأم كلثوم، وفاطمة وزينب وخديجة.

كان يقول لي شمس، أريد أن أنجب أولادًا كُثر، أعلمهم ليكونوا صالحين وينفعوا دينهم، ذكورًا وإناثًا.

رحم الله أمنا يا شمس، رحِم الله ملعمتنا ومعلمة الناس الخير.

"الحمد لله الذي أبدلني خيرًا وأخلف عليّ في مصابي خيرًا".
هذه كانت آخر جملة قالتها معلمتي حور في مذكراتها التي نقلت منها قصتها.

#نورهان_أحمد

BY خواطري❤ #HibatAllah


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/iagdalyasamen/1766

View MORE
Open in Telegram


خواطري HibatAllah Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

خواطري HibatAllah from us


Telegram خواطري❤ #HibatAllah
FROM USA