tg-me.com/mljaa360/502
Last Update:
مشاعرك: أسوأ حكم بحياتك
▫️ ملامسة المشاعر: صنّف "جوناثان جوتشل" الحكايات والقصص بأنها أميز الخصائص الإنسانية، والتقط المنظّر الفرنسي "جوستاف لوبون" هذا المعنى، واعتبر أن ما يلمس مشاعر البشر الداخلية هو الأقدر على تغييرهم وتحريكهم وتوجيههم، وانتقل هذا التصور بأهمية المشاعر من عالم الفلسفة إلى عالم السياسة والتغيير، ثم إلى عالم الاقتصاد والشركات التي بدأت في تغيير استراتيجيتها الإعلانية من توضيح مميزات المنتج وتوضيح فائدته العملية إلى مخاطبة غرائز المستهلكين وعواطفهم الداخلية ومشاعرهم اللاواعية. نجح هذا المبدأ على جميع الأصعدة لكن "جوناثان هايدت" يقول: (مشاعرنا غالباً ما تشوش الحقيقة، وتسلبنا البصيرة العميقة، وتسبب ضرراً في علاقاتنا).
▫️عبادة المشاعر: لاحظ الفيلسوف الفرنسي "ميشيل لاكروا" أن جيل الألفية الجديدة صار يرفع المشاعر إلى درجة القداسة، فأصبحت أداة للتسويق بين أيدي المتحكمين في أنشطتنا الترفيهية الذين يستغلونها من أجل التأثير فينا، ويظهر هذا بوضوح في ثقافتنا الاستهلاكية اليومية: سرعة، تقلّب، حالات من التغير الفوري للوعي، ومن أخطر الآثار المدمرة لهذا الطغيان العاطفي المعاصر: انهيار علاقات الزواج، وغياب قيم الزواج الأصيلة مثل الوفاء والإخلاص والاستقرار.
▫️ الانفعالات اللحظية: يفصل "لاكروا" بين العواطف الآنية والمشاعر المستدامة بقوله: (فالناس حالياً تهرب من الارتباط الحصري والتعاقد المطلق، وتفضّل المواقف العابرة والروابط الهشة)، ويطرح الأخصائي النفسي "مايكل بينيت" نصيحة في غاية الأهمية قائلاً: (السائد حالياً اختيار شريك الحياة بناء على الانفعالات اللحظية المتحمّسة، مثلا: الانبهار والإثارة والشهوة العارمة والرغبة الملحّة في ملء الفراغ العاطفي بأي شكل، والتي لا يمكن اعتبارها مؤشراً للسعادة على المدى الطويل، ولا يمكن بناء بيت مستقر ومريح على أساسها فحسب، وبالمقابل فالأسباب الشائعة للطلاق ليست غياب الحب في البيت وإنما فساد السلوك وقلة المسئولية وعدم الأمانة ونحو ذلك، وهذه أمور غير متعلقة بالحب).
▫️الإسلام والإحسان: يدعو "بينيت" إلى الاهتمام باعتبارات عملية لشريك الحياة بعيداً عن الانفعالات اللحظية، مثل: الثقة، والأمانة، والتقارب على المستوى الفكري، والاستقرار الأسري، والقبول المتبادل، والجديّة في العمل، وتحمّل المسئولية، والمال.. إلخ. ويطرح بدر العوثي هذه الفكرة قائلاً: (في التعاطي مع فكرة الزواج نجد تقديس المشاعر حاضراً، وكأن البيوت تبنى على المظاهر العاطفية وحدها، نعم الحب والمودّة والتناغم أشياء مهمة، لكن تهويل القدر الكمالي الذي لا يتأتى لكل أحد معضلة؛ بل بعضه قدر غير مطلوب أصلاً)، وقد روي في الأثر أن الحب وحده لا تقام عليه البيوت بالفعل، ومنه قول عمر: (إن أقلّ البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان).
📖 #الهشاشة_النفسية (17)
✦• ┈┈•• ملجأ ••┈┈ •✦
تيليقرام www.tg-me.com/us/ملجأ | لـ محمد/com.mljaa360
BY ملجأ | لـ محمد
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/mljaa360/502