Telegram Group Search
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رابعًا : آثارُ الثَّرثَرةِ

للثَّرثرةِ آثارٌ سَيِّئةٌ كثيرةٌ ، نذكُرُ منها :

1- سوءُ المآلِ والمصيرِ ؛ فإنَّه ‌من ‌كَثُر ‌كلامُه ‌كَثُر ‌سَقَطُه ، ومَن كَثُر سَقَطُه كَثُرت ذُنوبُه ، وفي كثرةِ الكلامِ مفاسِدُ لا تُحصى.

2- الثَّرثَرةُ تُحيلُ الصَّوابَ إلى خطَأٍ ؛ فإنَّ ما جاوز حدَّه جاوَر ضِدَّه. وقد تكلَّم رجُلٌ عِندَ معاويةَ فهَذَرَ ، فلمَّا أطال قال : أأسكُتُ يا أميرَ المُؤمِنين؟ قال : وهل تكَلَّمْتَ؟!

وقد قيل : الكلامُ إذا طال اختَلَّ ، وإذا اختَلَّ اعتَلَّ. وقالوا : العِثارُ مع الإكثارِ.

3- الثَّرثَرة مَدعاةٌ للسَّآمةِ وسُوءِ الاستِماعِ ، وقد قيل : خَيرُ الكلامِ ما قَلَّ ودَلَّ ، ولم يَطُلْ فيُمَلَّ.

4- الثَّرثَرةُ تنادي على صاحبِها بعَدَمِ الحِكمةِ. قال مصطفى صادِق الرَّافِعيُّ : (الرَّأسُ الفارِغُ من الحِكمةِ لا يوازِنُه في صاحِبِه إلَّا فمٌ ممتلِئٌ من الثَّرثَرةِ) ، وقال أيضًا : (أربعةُ آلافِ كَلِمةٍ في الثَّرثَرةِ أقَلُّ مِن أربَعِ كَلِماتٍ في الحِكمةِ!).

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3679
تابع / آثارُ الثَّرثَرةِ

5- الوقوعُ في الغِيبةِ والنَّميمةِ ، وهما من كبائِرِ الذُّنوبِ ، وفي القرآنِ الكريمِ ما يدُلُّ على ذلك ؛ قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

● وفي السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((أتدرون ما الغِيبةُ؟)) قالوا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ ، قال : ((ذِكْرُك أخاك بما يَكرَهُ)) ، قيل : أفرأَيتَ إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال : ((إن كان فيه ما تقولُ فقد اغتَبْتَه ، وإنْ لم يكُنْ فيه فقد بهَتَّه)) أخرجه مسلم ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيضًا : ((لا ‌يدخُلُ ‌الجنَّةَ ‌َقَتَّاتٌ)) أي : ‌نمَّامٌ. (أخرجه البخاري ومسلم).

6- إفشاءُ أسرارِ النَّاسِ :

الثَّرثارُ ليس أمينًا على أسرارِ النَّاسِ ، فلا يَهدَأُ له بالٌ إن عَلِم بأمرٍ ما أو رأى شيئًا في بيتٍ أثناءَ زيارتِه ، أو سَمِعه أو حتَّى تسَمَّعَ إليه ، إلَّا أن يُذيعَه ويتحَدَّثَ به ، وقد نهى اللهُ عن ذلك ، فقال : {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12] ، وقد حثَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على السَّترِ على المُسلِمين ، فقال : ((ومَن ستَرَ مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ)) أخرجه البخاري ومسلم ، ومِنَ السَّترِ عَدَمُ إفشاءِ أسرارِ النَّاسِ.

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3679
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / آثارُ الثَّرثَرةِ

7- نَشرُ الشَّائعاتِ التي تضُرُّ بالفَردِ والمجتَمَعِ :


فالثَّرثَرةُ مَدعاةٌ إلى نَشرِ الشَّائعاتِ ، فينبغي للمرءِ إذا سمِع شيئًا ألَّا يُسهِمَ في نشرِه وإذاعتِه إلَّا بعدَ التَّأكُّدِ من صِحَّتِه ؛ كي يبقى المجتمَعُ المُسلِمُ نقيًّا سليمًا طاهِرًا. وفي القرآنِ الكريمِ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] .

8- ضياعُ العُمُرِ أو الوقتِ بما لا فائدةَ فيه ؛ فالعُمُرُ كَنزٌ ثمينٌ ينبغي على المرءِ استغلالُه بما يعودُ عليه بالنَّفعِ ، وهو مسؤولٌ عنه أمامَ اللهِ تعالى ؛ قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((‌لا ‌تزولُ ‌َقَدَما ‌عبدٍ ‌يومَ ‌القيامةِ حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه فيما أفناه ...)). صحَّحه الألباني.

9- الثَّرثَرةُ من أسبابِ دُخولِ جَهنَّمَ :

من أسبابِ دُخولِ جهنَّمَ -عياذًا باللَّهِ- أن يخوضَ الإنسانُ مع الخائِضين ، ويُثرثِرَ بالباطِلِ ؛ قال اللهُ تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر: 38 - 47].

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3679
تابع / آثارُ الثَّرثَرةِ

10- الثَّرثَرةُ من أسبابِ الحسرةِ يومَ القيامةِ :


من أعظَمِ أسبابِ الحَسرةِ يومَ القيامةِ أن يجلِسَ الإنسانُ مجلِسًا ثمَّ ينصَرِفَ منه ولم يَذكُرِ اللهَ تعالى فيه ، ولو لم يكُنْ فيه شيءٌ من الكلامِ المحَرَّمِ ، قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((ما من قومٍ جلَسوا مجلِسًا لم يذكُروا اللهَ فيه إلَّا رأوه حسرةً يومَ القيامةِ)) حسَّنه الألباني ، فكيف الحالُ إذا كان المجلِسُ كُلُّه خوضًا في الباطِلِ ، أو وقوعًا في نميمةٍ أو غِيبةٍ؟!

11- الثَّرثَرةُ والخَوضُ بالباطِلِ صِفةٌ من صفاتِ المُنافِقين ؛ قال اللهُ تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة: 65] .

12- ويذكُرُ أبو طالِبٍ المكِّيُّ جملةً من آثارِ الثَّرثَرةِ وكَثرةِ الكلامِ ، فيقولُ : (كثرةُ الكلامِ... فيه قِلَّةُ الوَرَعِ ، وعَدَمُ التَّقوى ، وطولُ الحِسابِ ، وكثرةُ المطالِبين ، وتعلُّقُ المظلومين ، وكثرةُ الأشهادِ من الأملاكِ المكاتِبينَ ، ودوامُ الإعراضِ من المَلكِ الكريمِ ؛ لأنَّ الكلامَ مِفتاحُ كبائِرِ اللِّسانِ ، فيه الكَذِبُ والغِيبةُ والنَّميمةُ والبُهتانُ ، وفيه شهادةُ الزُّورِ ، وفيه قَذفُ المُحصَنِ ، والافتراءُ على اللهِ تعالى والإيمانِ ، وفيه القولُ فيما لا يَعني ، والخوضُ فيما لا ينفَعُ).

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3679
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
خامسًا : أقسامُ الثَّرثَرةِ

الثَّرثَرةُ بالكلامِ لا تخرُجُ عن أمرينِ :

#الأول : ثرثرةٌ في أمورٍ تتعَلَّقُ بالدِّينِ ، وهذا الأمرُ قد يقعُ ممَّن يدَّعون العِلمَ أو بعضِ مَن يُنسَبون إلى الدُّعاةِ ، وقد يقَعُ من جاهلٍ جَريءٍ ، فيكثُرُ كلامُهم وتطولُ مجالِسُهم بالقِصَصِ الباطِلةِ والمغالطاتِ والشُّبُهاتِ ، أو بذِكرِ ما لا فائِدةَ لمستَمِعِه في دينِه ولا دُنياه ، إلى غيرِ ذلك.

📚 قال ابنُ بازٍ : (الكلامُ الذي ينفَعُ النَّاسَ ويُوضِّحُ الحَقَّ وليس فيه كَذِبٌ ، هذا ليس من آفاتِ اللِّسانِ ، هذا حَقٌّ ؛ إذا شرَح مسألةً مُهِمَّةً ، أو آيةً يشرَحُها للنَّاسِ ، أو يُفَسِّرُها ، أو حديثًا يُفَسِّرُه للنَّاسِ ، ويوضِّحُ معناه بقَدرِ الحاجةِ ، فهذا من فضائلِ اللِّسانِ ، وممَّا يؤجَرُ عليه الإنسانُ ، وإنَّما يكونُ من آفاتِ اللِّسانِ إذا أكثَرَ الكلامَ بدونِ فائدةٍ ، وأضاع الوقتَ على النَّاسِ ، هذا يكونُ الثَّرثَرةَ ، أمَّا إذا تكلَّم بقَدرِ الحاجةِ ، وأوضح للنَّاسِ ، وبيَّن للنَّاسِ الحُكمَ الشَّرعيَّ ، أو صِحَّةَ الحديثِ ، أو بُطلانَ الحديثِ وأنَّه مكذوبٌ على الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، أو بَيَّنَ لهم معنى الآيةِ وشرَحَها لهم بقَدرِ الحاجةِ ، هذا مأجورٌ).

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3681
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / أقسامُ الثَّرثَرةِ

#الثاني : ثرثرةٌ في أمورٍ تتعَلَّقُ بالدُّنيا ، وهذا يحصُلُ لكثيرٍ من النَّاسِ ، وهو ذائعٌ في هذه الأزمانِ بكثرةٍ ، ومُشاهَدٌ في الحديثِ بَيْنَ النَّاسِ في أماكِنِ عَمَلِهم وفي الطُّرُقِ وفي وسائِلِ النَّقلِ ، وفي وسائِلِ الإعلامِ ، بكلامٍ لا زمامَ له ولا خِطامَ ، ولا نَفعَ فيه ولا خَيرَ في دينٍ ولا دُنيا ، ويعادُ فيه ويُزادُ بلا مَلَلٍ.

ولا يخلو القِسمانِ مِن لَغوٍ أو باطِلٍ أو محرَّمٍ.


👈 ولأنَّ الثَّرثَرةَ لا تقتَصِرُ على اللِّسانِ ، خُصوصًا في عَصرِ الإنترنتِ وانتشارِ مواقِعِ الكتابةِ للنَّاسِ كافَّةً ، فيُمكِنُنا تقسيمُ الثَّرثَرةِ من وَجهٍ آخَرَ إلى نوعينِ أيضًا :

1⃣ الأوَّلُ : الثَّرثَرة الملفوظةُ أو الثَّرثَرةُ بالكلامِ.

2⃣ الثَّاني : الثَّرثَرةُ المكتوبةُ ، ومن أبرَزِ صُوَرِها الثَّرثَرةُ على مواقعِ التَّواصُلِ الاجتِماعيِّ ، كالفيسِ وتُويتَر ، أو الواتس آب والماسِنجَر ، وغيرِهما من وسائِلِ التَّواصُلِ الحديثةِ التي أصبحَت مادَّةً خِصبةً للثَّرثَرةِ.

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3681
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سادسًا : دَرَجاتُ الثَّرثَرةِ

لا شَكَّ أنَّ الثَّرثَرةَ أمرٌ ممقوتٌ ؛ لِما تحمِلُه من التَّكلُّفِ وكثرةِ الكلامِ بغيرِ داعٍ ، وعلى المُسلِمِ أن يحفَظَ لِسانَه من الوقوعِ فيها ، لكِنْ تبقى الثَّرثَرةُ دَرَجاتٍ بحسَبِ ما تُفضي إليه ، وعلى ذلك يمكِنُنا اعتبارُ الثَّرثَرةِ أربعَ دَرَجاتٍ :

1⃣ #الأولى : ثرثرةٌ تُفضي إلى الكُفرِ ، وذلك إذا اشتمَلَت على استهزاءٍ بشيءٍ من الدِّينِ ونحوِ ذلك.

2⃣ #الثانية : ثرثرةٌ تُفضي إلى الوقوعِ في كبائِرِ الذُّنوبِ ، كثرثرةٍ تُفضي إلى القولِ على اللهِ بغيرِ عِلمٍ ، أو نَبزِ أهلِ الدِّينِ ، أو التَّكَلُّمِ في الأعراضِ والغِيبةِ ، ونحوِ ذلك.

3⃣ #الثالثة : ثرثرةٌ تُفضي إلى الوقوعِ في صغائِرِ الذُّنوبِ ، وهي ما يقَعُ من سَقَطاتِ اللِّسانِ لممًا ، ولا يحصُلُ معه إصرارٌ.

4⃣ #الرابعة : ثرثرةٌ هي من لغوِ الكلامِ ، وهو الكلامُ الذي لا ضرَرَ فيه لكِنَّه لا ينفَعُ صاحِبَه ، وربَّما يؤذي الآخَرينَ من حيثُ كثرتُه بلا فائدةٍ ، والعاقِلُ يُنَزِّهُ نفسَه عنه ؛ لِما فيه من تضييعِ الأوقاتِ بغيرِ نَفعٍ على صاحِبِه وعلى مَن يتحدَّثُ إليهم.

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3683
سابعًا : مظاهِرُ وصُوَرُ الثَّرثَرةِ

الثَّرثَرةُ إكثارٌ من الكلامِ بلا فائدةٍ مَرجُوَّةٍ ، وهذا في حَدِّ ذاتِه مذمومٌ ، فكيف إذا كانت تلك الثَّرثَرةُ في باطِلٍ؟ فلا شَكَّ أنَّ ذلك يكونُ أشَدَّ ذَمًّا ، وكذلك بعضُ الصُّوَرِ المذكورةِ هي مذمومةٌ ، وإن لم يُكثِرْ منها صاحِبُها ، فكيف إذا ثرثَرَ بها لسانُه ، فلا شَكَّ أنَّها ستكونُ أشَدَّ ذَمًّا ، ومن صُوَرِ ومظاهِرِ هذه الثَّرثَرةِ :

1⃣ كلامُ المرءِ فيما لا يَعنيه.

2⃣ فضولُ الكلامِ ؛ فعن محمَّدِ بنِ سوقةَ قال : (أُحَدِّثُكم بحديثٍ لعَلَّه ينفَعُكم ؛ فإنَّه قد نفعني ، قال لنا عطاءُ بنُ أبي رَباحٍ : "يا بَني أخي ، إنَّ مَن كان قَبْلَكم كانوا ‌يَكرَهون ‌فُضولَ ‌الكلامِ ، وكانوا يَعُدُّون فُضولَ الكلامِ ما عدا كِتابَ اللهِ أن تقرَأَه ، أو تأمُرَ بمعروفٍ أو تنهى عن مُنكَرٍ ، أو تنطِقَ بحاجتِك في معيشتِك التي لا بُدَّ لك منها ، أتُنكِرون {إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار: 11] ، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17] ، {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] ؟).

3⃣ المراءُ والجِدالُ : لقولِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لمَن تَرَك المِراءَ وإن كان مُحِقًّا)) حسَّنه الألباني. والمِراءُ : هو كُلُّ اعتراضٍ على كلامِ الغيرِ بإظهارِ خَلَلٍ فيه ؛ إمَّا في اللَّفظِ ، وإمَّا في المعنى. والجِدالُ هو : قَصدُ إفحامِ الغَيرِ وتعجيزِه وتنقيصِه بالقَدحِ في كلامِه.

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3685
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الثَّرثَرةِ

من صُوَرِ الثَّرثَرةِ أيضًا :

4⃣ الفُحشُ ، والسَّبُّ.

والفُحشُ : هو التَّعبيرُ عن الأمورِ المُستقبَحةِ بالعباراتِ الصَّريحةِ ، وهذا خِلافُ أخلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؛ حيثُ ((لم يكُنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاحِشًا ولا مُتفَحِّشًا)) أخرجه البخاري ومسلم ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((سِبابُ المُسلِمِ فُسوقٌ ، وقِتالُه كُفرٌ)). أخرجه البخاري ومسلم.

5⃣ الخوضُ في الباطِلِ.

6⃣ الهَمزُ واللَّمزُ وعَيبُ الآخَرين وتعييرُهم.

7⃣ تضليلُ النَّاسِ عن الحَقِّ وخِداعُهم بشَقشَقةِ اللِّسانِ والتَّقعُّرِ في الكلامِ ، وذلك فِعلُ المُنافِقين الذين فسَدت قلوبُهم ؛ فينبغي للمُسلِمِ أن يحذَرَهم ويُحذِّرَ منهم ، وألَّا تشتَبِهَ عليه ثَرثَرتُهم وتفاصُحُهم.

● عن أبي عُثمانَ النَّهديِّ ، قال : كنتُ عِندَ عُمَرَ وهو يخطُبُ النَّاسَ ، فقال في خطبتِه : (إنَّ أخوَفَ ما أخافُ على أمَّتي كُلُّ مُنافِقٍ عليمِ اللِّسانِ).

📚 قال المُناويُّ : («كُلُّ مُنافِقٍ عليمِ اللِّسانِ» أي : عالمٍ للعِلمِ مُنطَلِقِ اللِّسانِ به ، لكِنَّه جاهِلُ القَلبِ والعَمَلِ، فاسِدُ العقيدةِ ، مُغرٍ للنَّاسِ بشقاشِقِه وتفحُّصِه وتقَعُّرِه في الكلامِ).

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3685
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الثَّرثَرةِ

8⃣ المبالغةُ في المديحِ والتَّكلُّفُ فيه ؛ فإنَّه قَطعٌ لعُنقِ الممدوحِ ، وبعضُ النَّاسِ يكثِرُ المديحَ حتَّى يقَعَ في الباطِلِ من القولِ ، ويتكَلَّمَ بغيرِ حَقٍّ.

● عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرةَ ، عن أبيه ، قال : أثنى رجلٌ على رجُلٍ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال : ((وَيلَك! قطَعْتَ عُنُقَ صاحِبِك ، قطَعْتَ عُنُقَ صاحِبِك!)) مِرارًا ، ثمَّ قال : ((مَن كان منكم مادِحًا أخاه لا محالةَ فلْيَقُلْ : أحسَبُ فلانًا ، واللَّهُ حَسيبُه ، ولا أزكِّي على اللَّهِ أحَدًا ، أحسَبُه كذا وكذا ، إن كان يعلَمُ ذلك منه)). أخرجه البخاري ومسلم.

(قولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((قطَعْتَ عُنُقَ صاحِبِك)) : قال أهلُ العِلمِ : هذا كُلُّه في التَّفاوُتِ في المدحِ ، ووَصفِ الإنسانِ بما ليس فيه ، أو لمن يُخشى عليه العُجبُ والفسادُ بسَماعِ المدحِ).

● وقال معروفٌ الكَرْخيُّ : (احفَظْ لِسانَك من المدحِ كما تحفَظُه من الذَّمِّ).

9⃣ الجَهرُ بذَنبٍ قد ستَرَه اللهُ على فاعِلِه ، فيصبِحُ يُثرثِرُ بما فَعَل ويتكَلَّمُ به دونَ حَياءٍ ؛ ولذلك استهجن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِعلَ بعضِ النَّاسِ ممَّن يَقَعون في الحرامِ خُفيةً ثمَّ يُثرثِرون بما فعَلوا.

● عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((كُلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرين ، وإنَّ من المُجاهَرةِ أن يعمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلًا ، ثمَّ يُصبِحَ وقد ستَرَه اللهُ عليه ، فيقولَ : يا فُلانُ ، عَمِلْتُ البارحةَ كذا وكذا ، وقد بات يستُرُه رَبُّه ، ويصبِحُ يَكشِفُ سِترَ اللهِ عنه)). أخرجه البخاري ومسلم.

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3685
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / مظاهِرُ وصُوَرُ الثَّرثَرةِ

🔟 تطوُّعُ بعضِ النَّاسِ بالفتوى في أمورِ الدِّينِ بلا عِلمٍ ، وإبداءُ رأيِهم في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ ، والثَّرثَرةُ فيما لا يُحسِنونَه.

● عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((إنَّ اللهَ لا يقبِضُ العِلمَ انتِزاعًا ينتزِعُه مِن العِبادِ ، ولكن يقبِضُ العِلمَ بقَبضِ العُلَماءِ ، حتَّى إذا لم يُبقِ عالِمًا اتَّخَذ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئِلوا فأفتَوا بغَيرِ عِلمٍ ، فضلُّوا وأضلُّوا)). أخرجه البخاري ومسلم.

● قال ابنُ بطَّةَ : (كُنتُ عِندَ أبي عُمَرَ الزَّاهِدِ ، فسُئِل عن مسألةٍ فبادَرْتُ أنا فأجبْتُ السَّائِلَ ، فالتَفتَ إليَّ فقال لي : تَعرِفُ الفُضوليَّاتِ المنتَقِباتِ؟! يعني : أنت فُضوليٌّ ، فأخجَلَني!).

● ورُويَ عن مجاهِدٍ قال لُقمانُ لابنِه : (إيَّاك إذا سُئِل غيرُك أن تكونَ أنت المجيبَ ، كأنَّك أصَبْتَ غنيمةً أو ظَفِرتَ بعَطِيَّةٍ ؛ فإنَّك إن فعَلْتَ ذلك أزرَيتَ بالمسؤولِ ، وعنَّفْتَ السَّائِلَ ، ودلَلْتَ السُّفهاءَ على سَفاهةِ حِلمِك وسُوءِ أدَبِك!).

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3685
2024/06/06 18:23:46
Back to Top
HTML Embed Code: