(( خطاب والهه ))
أنت تدري أن في قلبي جرحي
ألفُ آهٍ تتترى دون بوح
أنت تدري صار مثل الليل صبحي
أنت تدري ايها الجاني
فنح ودع الآلام واقبل
بعض نصحي
يا عذابي خلني وحدي
أضحي دع أغاني اللواتي صغتهن
في أسرار مبهم
بين الدجنة
دع أماني فأني عفتهن يا عذابي دع رؤى عاودتهن
ودع الآه فلن تجديك أنة
ثم دعني فأنا أشتات محنة..
-بدر شاكر السياب
أنت تدري أن في قلبي جرحي
ألفُ آهٍ تتترى دون بوح
أنت تدري صار مثل الليل صبحي
أنت تدري ايها الجاني
فنح ودع الآلام واقبل
بعض نصحي
يا عذابي خلني وحدي
أضحي دع أغاني اللواتي صغتهن
في أسرار مبهم
بين الدجنة
دع أماني فأني عفتهن يا عذابي دع رؤى عاودتهن
ودع الآه فلن تجديك أنة
ثم دعني فأنا أشتات محنة..
-بدر شاكر السياب
« رائـعـــة سيلفيا بلاث »
« حكاية مغطس »
.........................................
جدران جرداء تنطبع في حجرة العين بينما ضوء كهربائي يجلد أعصاب الكروم
تحت الجلد العاري؛ عري ينقض بوحشية على الأنا؛ أما الغريب، إذ يباغته عريه في مرآة المغسلة
في الغرفة الحقيقية فحسب،
فيرتسم على وجهه عبوس صريح .
يكرر لفظ اسمنا .
بيد أن ما يلفظه حرفياً الرعب الاعتيادي .
لو نعرف فحسب مدى ذنبنا
حين لا تعرض صدوع السقف رموزاً قابلة للفك؟ حين تزعم المغسلة أنها لا تضمر نداء خفياً
بل وضوءاً فيزيائياً، وحين تنكر المنشفة الجافة أنها تخفي تلك الوجوه القزمية الرهيبة بين طياتها الجلية؟ أو حين تأبى النافذة التي أعماها البخار، أن تعترف بالظلمة التي تكفن مشهدنا في ظل غامض؟
قبل عشرين عاماً استنسل المغطس المألوف وفرة من التمائم؛ أما الآن فليس من خطر يتكاثر في صنابير المياه،
وكل سلطعون وأخطبوط - كان يخربش قبلاً على تخوم المشهد تماماً،
منتظراً أن تتوقف الشعائر فجأة، لكي ينقض - قد رحل قطعاً
البحر الأصلي ينكره وسينهش اللحم المتخيل وصولاً إلى العظمة الصادقة .
نتجرأ على المخاطرة ؛ تتمايل أطرافنا تحت المياه، خضراء باهتة،
تفرّ من لون الجلد الأصلي؛ أتستطيع أحلامنا محو الخطوط العنيدة
التي رسمت الشكل الذي أسرنا؟
حقيقة مطلقة تدخل عنوة
حتى عندما تغمض العينان
المغطس وراء ظهرنا
سطحه المترقرق عار وحقيقي.
بيد أن الخاصرة السخيفة
تطالب دائماً بنسيج يغطي عريها؛
ليس من شأن الدقة أن تختال كثيراً :
كل يوم يتطلب أن نعيد خلق عالمنا كله
مقنعين الرعب الدائم في معطف من ألوان كثيرة متوهمة ندعي أن براعم المستقبل البراقة
يمكن أن تنبت من سرّة هذا الخراب الراهن .
في هذا المغطس بالذات، ركبتان فحسب إلى الأعلى مثل جبلين من الجليد بينما القليل من الشعر البني ينهض على ذراعين ورجلين على حافة
من عشب البحر
فقاقيع خضراء تنجرف مع تيارات البحار المتلاطمة
التي تتكسر على شواطئ خرافية؛
سيسعفنا الإيمان لكي نرسو بسفينتنا المتخيلة
ونبحر بعيداً
بين جزر الجنون المقدسة
حتى يمزق الموت النجوم الباهرة
ويعيدنا إلى حقيقتنا .
« اكثر من طريقة لائقة للغرق »
« حكاية مغطس »
.........................................
جدران جرداء تنطبع في حجرة العين بينما ضوء كهربائي يجلد أعصاب الكروم
تحت الجلد العاري؛ عري ينقض بوحشية على الأنا؛ أما الغريب، إذ يباغته عريه في مرآة المغسلة
في الغرفة الحقيقية فحسب،
فيرتسم على وجهه عبوس صريح .
يكرر لفظ اسمنا .
بيد أن ما يلفظه حرفياً الرعب الاعتيادي .
لو نعرف فحسب مدى ذنبنا
حين لا تعرض صدوع السقف رموزاً قابلة للفك؟ حين تزعم المغسلة أنها لا تضمر نداء خفياً
بل وضوءاً فيزيائياً، وحين تنكر المنشفة الجافة أنها تخفي تلك الوجوه القزمية الرهيبة بين طياتها الجلية؟ أو حين تأبى النافذة التي أعماها البخار، أن تعترف بالظلمة التي تكفن مشهدنا في ظل غامض؟
قبل عشرين عاماً استنسل المغطس المألوف وفرة من التمائم؛ أما الآن فليس من خطر يتكاثر في صنابير المياه،
وكل سلطعون وأخطبوط - كان يخربش قبلاً على تخوم المشهد تماماً،
منتظراً أن تتوقف الشعائر فجأة، لكي ينقض - قد رحل قطعاً
البحر الأصلي ينكره وسينهش اللحم المتخيل وصولاً إلى العظمة الصادقة .
نتجرأ على المخاطرة ؛ تتمايل أطرافنا تحت المياه، خضراء باهتة،
تفرّ من لون الجلد الأصلي؛ أتستطيع أحلامنا محو الخطوط العنيدة
التي رسمت الشكل الذي أسرنا؟
حقيقة مطلقة تدخل عنوة
حتى عندما تغمض العينان
المغطس وراء ظهرنا
سطحه المترقرق عار وحقيقي.
بيد أن الخاصرة السخيفة
تطالب دائماً بنسيج يغطي عريها؛
ليس من شأن الدقة أن تختال كثيراً :
كل يوم يتطلب أن نعيد خلق عالمنا كله
مقنعين الرعب الدائم في معطف من ألوان كثيرة متوهمة ندعي أن براعم المستقبل البراقة
يمكن أن تنبت من سرّة هذا الخراب الراهن .
في هذا المغطس بالذات، ركبتان فحسب إلى الأعلى مثل جبلين من الجليد بينما القليل من الشعر البني ينهض على ذراعين ورجلين على حافة
من عشب البحر
فقاقيع خضراء تنجرف مع تيارات البحار المتلاطمة
التي تتكسر على شواطئ خرافية؛
سيسعفنا الإيمان لكي نرسو بسفينتنا المتخيلة
ونبحر بعيداً
بين جزر الجنون المقدسة
حتى يمزق الموت النجوم الباهرة
ويعيدنا إلى حقيقتنا .
« اكثر من طريقة لائقة للغرق »
أن الفرق الرئيسي بين الإنسان والبقرة هو أن البقرة تعرف كيف توجد، كيف تعيش من دون قلق - أي الخوف - سعيدة في الحاضر، متحررة من أثقال الماضي ولا تدرك أهوال المستقبل. أما نحن البشر منكودي الحظ، فإن الماضي يسكننا والمستقبل الذي يمكننا أن نسير نحوه بخطى وئيدة في الحاضر. هل تعرف لماذا نحن كثيراً إلى الأيام الذهبية في طفولتنا؟ لأن أيام الطفولة تلك هي الأيام السعيدة، الأيام الخالية من الهموم، الأيام قبل أن تثقلنا
الذكريات المؤلمة، وحطام الماضي.
-فريدريك نيتشه
« علاج شوبنهاور »
الذكريات المؤلمة، وحطام الماضي.
-فريدريك نيتشه
« علاج شوبنهاور »