tg-me.com/munafehoon/3910
Last Update:
ذكر الله تعالى دواء القلوب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الله تعالى :
{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف: 205، 206]
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }[الأنفال 2]
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف: 36]
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ((سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قالُوا: ومَا المُفَرِّدونَ يا رَسُولَ الله؟ قالَ: الذَّاكِرُونَ الله كَثِيراً وَالذَّاكرَات)).رواه مسلم
إن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسُها ، والغفلة أصل معاداته ورأسُها ؛ فإن العبد لا يزال يذكر ربَّه حتى يُحبًّه فيُوالِيه ، ولايزال يَغفُلُ عنه حتى يُبغضَه فيعاديه ،قال الإمام الأوزاعي :
قال حسان بن عطية : ( ما عادى عبدٌ ربَّه بشيء أشد من أن يكره ذكره أومن يذكره ،فهذه المعاداة سببها الغفلة ولاتزال بالعبد حتى يكره ذكر الله ويكره من يذكره فحينئذٍ يتخذه الله عدواً كما اتخذ الذاكر ولياً )
فذكرُ الله تعالى حياة القلب فالذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ، قال صلى الله عليه وسلم : (( مَثلُ الذي يذكُرُ ربَّه والذي لا يذكره مثَلُ الحي والميت )) متفق عليه
والذكر جلاء القلب من صدئه ، وكل شيء له صدأ ؛ وصدأ القلب الغفلة والهوى ، فالذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه ، فالقلوب مريضة ودواؤها وشفاءها ذكر الله تعالى ،
قال مكحول : (ذكر الله تعالى شفاءٌ وذكر الناس داءٌ )
هذا ؛ وإن الذكر يُورث المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة ، وقد جعل الله لكل شيء سبباً ، وجعل سبب محبته دوام ذكره فمن أراد أن ينال محبة الله تعالى فَلْيَلْهَج بذكره ، يقول الحسن البصري إمام التابعين : ( أحبُّ عباد الله إلى الله أكثرهم ذكراً وأنقاهم قلباً )
والمرادُ من الذكر حضورُ القلب، فينبغي أن يكون هو مقصودُ الذاكر، فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر ويتعقل معناه؛ فالتدبُر في الذكر مطلوبٌ ، كما هو مطلوبٌ في القراءة، لاشتراكهما في المعنى المقصود، ولهذا كان المذهبُ الصحيح المختار استحباب مدَّ الذاكر قوله: (لا إله إلا الله) لما فيه من التدبر، والذكر يكون بالقلب ويكون باللسان والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان معاً فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل .
قال ذو النون المصري :
( ما طابت الدنيا إلا بذكره ، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ، ولا طابت الجنة إلا برؤيته )
فالذكر مفتاح باب النفحات وسبيل توجه التجليات على القلوب وبه يحصل التخلق بالأخلاق المحمدية .
قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41 - 43]
من كتاب ( أوراد الأوراد )
https://www.tg-me.com/us/منافحون عن الإسلام/com.munafehoon
BY منافحون عن الإسلام
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/munafehoon/3910