Telegram Group Search
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ بَلَ اَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ﴾

” فكأنه تعالى ينفي عن المجاهد مثال المكروه مِن كلّ وجه، حتى في أن يُقال عنه إنّه ميت، فحماه من القول الذي هو عندهم من أشد غرَض أنفسهم، لاعتلاق أنفُسهم بجميل الذِّكر “

العلّامة أبو الحسن الحرّالي التُّجيبي المراكشي (تـ 638هـ)
زيد اولاد زيان
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتٌ بَلَ اَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ﴾ ” فكأنه تعالى ينفي عن المجاهد مثال المكروه مِن كلّ وجه، حتى في أن يُقال عنه إنّه ميت، فحماه من القول الذي هو عندهم من أشد غرَض أنفسهم، لاعتلاق أنفُسهم بجميل…
لعلّه قصَدَ –رحمه الله– أنّ العرَب تحبّ الثناء والذِّكر وتتعلّق به وتتطلّبُه نفوسهم، حتّى قال سبحانه ترغيبا لهُم: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾، ولا تنافي ها هُنا بين أن يكون الذّكر بمعنى الثناء، ويكون بمعنى الشّرف، إذا عُلمت خصيصة العرب.

ثمّ إنّ الذّكر له اختصاص بالموت؛ فمهما كان للإنسان من ذِكر في حياته، فإنّ موتَه هي التي تصيّرُه ذِكرا لا غير! فالعربيّ قد تتعلّق نفسُه بالموت إذا كان سيكون له الذّكر الحسَن، خاصّة للمقدام الباذل نفسَه!

ومع ذلك؛ ولأنّ الموت يُشعر بشيء من النقص، ومع أنه من النقائص اللازمة التي حُتّمت على العالم كلّه ما سواه سبحانه.. فإنّه تعالى حمَى عبده الذي بذل نفسه في سبيله أن يُقال عنه ميّت، وهذا فيه غاية الكرامة.
﴿إنّ اللّه مع الصّابرين﴾

” وأيسر الصبر صبر النفس عن كسلها، بأخذها بالنشاط فيما كُلّفت به، ﴿وَلاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلا مَا آتَاهَا﴾ ﴿ولا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلا وُسْعَهَا﴾، فمتى يسّر الله سبحانه وتعالى عليها الجدّ والعزيمة جعل لها فيما كانت تصبر عليه في الابتداء الاستحلاء فيه، وخفّت عنها وظيفة الصبر، ومتى لم تصبر عن كسَلها وعلى جدّها تدنّست فنالها عقوبات يكون الصبر عليها أشد من الصبر الأول، كما أن من صبَر عن حلو الطعام لم يحتَج أن يصبر على مرّ الدواء، فإن تحملت الصبر على عقوبات ضياع الصبر الأول، تداركها نجاة من اشتداد العقوبة عليها، وإن لم تتصبر على تلك العقوبات وقعت في مهالك شدائد العذاب، فقيل لأهلها: ﴿فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ﴾.
فبداية الدين صبر، وخاتمته يُسر، فإن من كان الله سبحانه وتعالى معه رفع عنه مرارة الصبر، بوضع حلاوة الصحبة التي تُشعر بها كلمة (معَ) “

العلّامة أبو الحسن الحرّالي (تـ 638هـ)
” وَالأَزْمِنَةُ أَرْبَعَةُ: (...)
• الرابع: زَمَانٌ مُمْتَزِجُ بِالخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَيُرَاعَى فِيهِ الأَمْرُ الخَاصُّ دُونَ العَام. وَهُوَ يَجْرِي فِي أَرْبَعَةٍ:
1. تَأْدِيبُ الأَهْلِ أَمْرًا وَنَهْيًا.
2. وَتَهْذِيبُ النَّفْسِ حُكْمًا وَرِيَاضَةٌ.
3. وَتَرْبِيَةُ الأَتْبَاعِ تَأْدِيبًا وَحِكْمَةً.
4. وَإِرْشَادُ الخَلْقِ بِالرِّفْقِ وَالرَّحْمَةِ.
لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصلاة والسلام: «إذا رأيتم شُحّا مُطاعا وهوًى مُتّبَعا وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك» “

العلّامة زرّوق الفاسي رضي الله عنه (تـ 899هـ)
” أربع آيات في كتاب الله تعالى إذا أتيتُ عليهنّ لم أُبالِ على ما أصبحتُ وأمسيت: ﴿مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ﴾، وقوله: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو وَإِن  يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾، وقوله: ﴿وما من دابّة في الارض إلّا على الله رِزقُها ويعلَم مُستقرّها ومُستودَعها﴾، وقوله: ﴿سيَجْعَل الله بعدِ عُسرٍ يُسراً﴾ “

التابعيّ القدوة، راهب الأمّة الوليّ؛ عامر بن عبد قيس البصريّ –رضي الله عنه–
” كل من أتى ذنبا، ثم ندِم واستغفر الله عز وجل، ونوى ألا يعود، فليس بمُصِرّ، وإن عاد وندِم واستغفر الله، ونوى ألا يعود فهو غيرُ مُصِرّ، ما تكرّر دأبُه على هذا حتّى يموت على غير المُعاودة.
وقال بعض العلماء: مَثَلُ الذنب، والاستغفار، والمغفرة، مثَلَ الداء، والدواء، والشفاء، فالذنب داء، والاستغفار دواء، والمغفرة شفاء “

العلامة ابن الوحشيّ (تـ 502هـ)
هاجر أبو سلمة واحتبست أم سلمة بعده، مع أبناء عمومة أبي سلمة منعوها من أن تسافر بأولادهم فجلست زمنًا في مكة تبكي وهي تريد أن تهاجر حتى رَقّ لها ذَوُوها وأعطَوها أبنائها، فخرجت من مكة.
فلما أرادت أن تخرج رآها رجل من قريش مشرك يقال له: عثمان بن أبي طلحة، فقال: ما ينبغي لهذه أن تضيع، ثم خرج معها وسافر معها، وكان إذا نزلت في المبيت أو في المَقيل ذهب عنها حتى يَحين وقت السفر، حتى أراها قرية قُباء في المدينة فقال: هذه منازل أهل قباء وهذه قرية زوجك، ورجَع.
وقالت أم سلمة: ما رأيت صاحبًا أكرم ولا أعفّ من عثمان بن أبي طلحة، وهذا من أخلاق العرب؛ كانت عندهم أخلاق عظيمة. مع شركهم وكفرهم فإنهم كانت لهم أخلاق عظيمة؛ لما رأى هذه المرأة ستسافر وحدها قال: ما ينبغي لهذه أن تَضيع، وخرج معها حتى أوصلها، وكان كريمًا عفيفًا في سفره كما وصفته أم سلمة –رضي الله تعالى عنها–.

الشيخ محمد محمود الشيخ الشنقيطي
#سيرة
لما بُعِث النبيُّ ﷺ أسلَمَت زينب ابنتُه –رضي الله عنها– وبقي أبو العاص زوجها على شِرْكِهِ، لم يُسْلِم، ولم يكُن للنبي ﷺ نفوذ في مكة أو حكم يستطيع أن يُفَرِّقَ به بين ابنته وبين زوجها المشرك.
وهاجر النبي ﷺ وهاجر بناته وأهل بيته إلا زينب فبقيت في مكة مع زوجها، فلمّا كان في السنة الثانية من الهجرة في غزوة بدر ظفِر المسلمون بأبي العاص بن الربيع أسيرًا في غزوة بدر.. فأرسلت زينب بنت رسول الله ﷺ القلادة التي زَفّتْهَا بها خديجة –رضي الله عنها– إليه في فداء زوجها، فلمّا رآها النبي ﷺ قال: «إن شِئتُم أن تَمُنُّوا على زوجها وترُدّوا لها قِلادَتَها فافعلوا»، ففَعَلوا.
والنبي ﷺ مَنَّ على عددٍ من أهل بدر من غير فداء كما هو معلوم، لا يختصُّ ذلك بأبي العاص بن الربيع، ثم إن النبي ﷺ عَهِدَ إلى أبي العاص أن يَرُدَّ إليه ابنته، قال: «قد أطلَقناك ولكن رُدَّ إليَّ ابنتي».
فرجع أبو العاص إلى مكة وجاء إلى زوجه زينب وقال: إن أباك قد عَهِدَ إليَّ أن أرُدّكِ إليه فَتَجَهَّزي للخروج، كان رجُلا وفيّا، وَفَى بذلك الذي عاهد عليه النبي ﷺ وبَعَثَ زينب إلى أبيها ﷺ.
ثم بعد ذلك خرج أبو العاص في تجارة لقريش فظفِرت به سَرِيةٌ من سرايا المسلمين، فجاءوا به ومعه أموال وتجارة لقريش إلى رسول الله ﷺ، فبلغ الخبرُ زينب بنت رسول الله ﷺ فخرجت إلى المسجد حتى وقفت بحيث يسمعها الناس فقالت: يا أيها الناس إني قد أَجَرْتُ أبا العاص بن الرّبيع، فقال المسلمون: أَجَرْنَا مَن أَجَرْتِ يا زينب، وأطلقوا أبا العاص وأعطَوه جميع أمواله التي كانت عنده، وهي ليست له؛ أغلبها من تجارة قريش.
فقال له بعض المسلمين: لو أسلمت فإنّك ستربح هذه الأموال التي معك، قال: بئس ما أشرت عليّ به أن أبدأ إسلامي بالخيانة، ثمّ رجع إلى مكة فأدّى إلى أهل مكة أماناتهم وأشهد عليها حتى شهِدوا له بالوفاء، ثم أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ﷺ وهو لاحِق بالنبي ﷺ.

من شرح الشيخ محمد محمود الشيخ الشنقيطي
#سيرة
روى الحكيم الترمذي في نوادره، والقضاعي في الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس، أن رسول الله ﷺ قال فيما يرويه عن ربّه –تبارك وتعالى–: «إِذَا وَجّهْتُ إِلَى عَبْدِ مِنْ عَبِيدِي مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَو مالِهِ، أَو وَلَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذلِكَ بِصبرٍ جميل اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانَا أَوْ أَنْشَرَ له ديواناً».

كلُّهم رواه عن أنس بن مالك، بسندٍ واحد فيه وضّاع، غير أنّ الحديث له طرُق أخرى كثيرة، أحسنها ما رواه الطبرانيّ في الكبير عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله ﷺ: «يُؤْتَى بِالشَّهِيدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنْصَبُ لِلْحِسَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاء فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانَ وَلَا يُنْشَرُ لَهُمْ ديوان فَيُصَبُ عَلَيْهِمْ الأجر صَباً حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْعَافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْمَوْقِفِ إِنَّ أَجْسَادَهُمْ قُرِضَت بالمقاريض مِنْ حُسْنِ ثَوَابِ الله لَهُمْ»، وهذه الرواية ليس فيها سوى راوٍ مُختلَفٍ فيه، قال عنه أحمد: لم يكُن به بأس. اختصرتُ هذا عمّا أورده الإمام المحقّق أحمد بن محمد بن الصدّيق الغماري –رحمه الله– (تـ 1380هـ) في تخريجه للحديث في «فتح الوهّاب».

قال العلّامة المحقّق الإمام ابن الوحشيّ (تـ 502هـ) في شرحه:
وهذا الحديث مما يُعِزُّ الفئة من المسلمين الذين استغلب عليهم العدوُّ فقتل بعضا، وأسَر بعضا، وفرّ عنه بعض. على أن العامّة من البلاد البعيدة عنهُم أنّ ذلك لفِسقٍ صَحِبَهم، ونتوهّم أنّهم دونهم في الصلاح والعفاف. ولعَمري، من اعتبر ونظر بعين الحقيقة، إنَّهم لأسلَم صُدورا، وأصلحُ ضمائر ممّن وراءهم، فلنا ولهم زاجر فيما رواه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عن ربنا تبارك وتعالى في ترك العقار المَشيدة، والأصول الخطيرة النفيسة، فنعم الراوي، ونعم الصادق ﷺ ونعم المُخبَر عنه، ونعم المولى، ونعم النصير ربنا تبارك وتعالى “.
قال الإمام الحافظ أحمد بن أبي الحواريّ (تـ 230هـ): قلت لأبي سليمان الدّارانيّ (تـ 215هـ) –الإمام الكبير أحَد الأوتاد والأقطاب–: من أراد الحُظوة فليتواضع في الطّاعة، فقال لي: وَيحَك، وأي شيءٍ التواضع، إنما التواضع ألّا تعجَب بِعَمَلِك، وكيف يعْجَبُ عاقل بعمله؟ وإنما نَعُدّ العَمَل نعمة من الله تعالى، ينبغي أن يُشكر الله تعالى عليها، ويُتواضع، إِنَّمَا يعجَب بعمله القدريّ الذي يزعم أنه يعمل، فأمَّا من زعم أنه يُسْتَعْمَل فكيف يعجب !
يقول دوستويفسكي –على لسان إحدى شخصيّاته دائما–:
” إن الصفة التي تميّز شعبنا أكثر إنما هي إدراكه للعدل وظمأه إليه، ما من زهوّ كاذب، ولا كبرياء سخيفة تجعله يسعى إلى احتلال الصف الأول دون أن يكون له حق فيه، ليس في الشعب مثل هذا العيب. أزيلوا قشرته الخشنة؛ وادرسوه دون أحكام مسبقة، بعناية وعن قرب، سترون فيه مزايا لم تخطر لكم يوماً على بال. ليس لدى حُكمائنا إلا أشياء قليلة يعلّمونها لشعبنا؛ بل أستطيع القول إنهم هُم من عليهم أن يتعلّموا من مدرسة الشعب “
العلامة شيخ الإسلام مصطفى بن حمزة قدوة ونموذج فذّ اليوم بموقفه وكلامه، فناهيك عن دقّته في الكلام ومعرفته بمواضع الحديث ومواضع السكوت، والعقل الراجح البصير، أعجبني لمّا سأله المُحاوِر عن حدود الاجتهاد، فكان جوابه من شقّين؛ نبّه إلى مظانّ باب الاجتهاد في كتب أصول الفقه، وهو يكرّر بأنّ النقاش يغيب عنه العلم اللازم المدوَّن المبذول، ثمّ نبّه مُحاوِره إلى أنه لو كان الاجتهاد بلا حدود لكانت الفوضى، ولاجتهَد قوم فرأوا استباحة دم المسلمين وقتالهم والطعن على دينهم، وقد كان! فلا بدّ إذن من ضابط!
وهذه القضية الأخيرة فيها فقه عظيم للواقع وتدافُع التيّارات، وكان قد أشار إليها الألمعيّ إبراهيم السّكران –فرّج الله عنه– حين عنوَن مقالا له بقوله: ”كيف أسهم الإعلام الليبرالي في تعزيز شرعية الغُلاة؟“. فإنّ جزءا كبيرا من شرعيّة الغُلاة إنّما يستمدُّونها من اقتياتهم على فلتات الغلوّ المُضادّ تفريطًا، حتّى إنّ العاقل الوسَط يجِد حرَجا في مُدافعة الغلوّ والإفراط!
هتَف الرّجاء على الفؤاد الراجف
أُسكُن فإنك في مشيئـة عـاطـف
فأجابه سـرُّ الفــؤاد محـقـِّقـا
والـعـيـن تُـسعـده بـدمـع واكــف
لولا السُّكون إلــى كــريـــــم
فِعالِه لَتضاعَفَ كربُ الشجيّ الخائف

الإمام القدوة شيخ قرطبة محمد ابن أبي زمنين (تـ 399هـ)
قال مولانا رسول الله ﷺ: «رُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه»

” في هذا الحديث دليل أنه قد يأتي في آخر الزمان من يكون له من الفهم ما ليس لمن تقدّمَه، إلا أن ذلك إنما يكون في الأقلّ “

الإمام الفقيه الحافظ القاضي أبو القاسم المهلّب بن أحمد بن أبي صفرة الأندلسي (تـ 435هـ)
﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنـز لَهُمَا﴾

عن ابن عبّاس –رضي الله تعالى عنه–، ومُجاهد، وسعيد بن جبير، وغيرهم: كان تحته صحُف مدفونة فيها عِلم.
” الفرق بين الطِّيَرة والفال في الحُكم لا في المعنى، والوجه الذي منه استحبّ رسول الله ﷺ الفال وكره الطيرة، لأن المتفائل إنما هو من طريق حُسن الظن بالله تعالى، والمتطيّر إنما هو من طريق الاتّكال على شيء سوى الله عز وجل، وقد قال الله تعالى حكاية عن القوم المذمومين ﴿إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾ يعني: تشاءمنا بكم، فردّ الله تعالى عليهم قولَهم، فقال: ﴿طَائِرُكُم مَّعَكُمْ﴾ يعني: شؤمكم معكم “

العلّامة الإمام ابن الوحشيّ (تـ 502هـ)
” لمّا كان مضمون الكتاب دعوة الخلق إلى الحق، والتعريف بحق الحق على الخلق، وإظهار مزايا من اصطفاه الله تعالى، ممن شملهم أصل الإيمان من ملائكته وأنبيائه ورسله، ومن يلحق بهم من أهل ولايتهم، وإظهار شواهد ذلك منهم وإقامة الحجة بذلك على من دونهم في إلزامهم أتباعهم، وكان الضار للخلق إنما هو الشتات، كان النافع لهم إنما هو الوحدة، فلما أظهر لهم تعالى، مرجعهم إلى وحدة أبوة آدم عليه الصلاة والسلام، في جمع الذرية، ووحدة أبوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، في جمع الإسلام، ووحدة أحمدية محمد، في جمع الدين، فاتّضح لهم عيب الشتات والتفرُّق، وتحقّق لهم شاهد النفع في الجمع إلى وحدات – كان ذلك آية على أعظم الانتفاع بالرجوع إلى وحدة الإلهية في أمر الحق: ﴿وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ﴾ “

العلّامة أبو الحسن الحرّالي (تـ 638هـ)
” لَابُدَّ مِنْ أَرْبَعَةٍ يُسْتَعَانُ بِهَا: اسْتِنْهَاضُ النَّفْسِ بِآلَةِ الخَيْرِ، وَالاسْتِعَانَةُ بِأَخِ صَالِحٍ وَشَيْخِ نَاصِحٍ فِي الْأُمُور، وَالعَمَلُ عَلَى الْحَزْمِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَسُوءُ الظَّنِّ بِالنَّفْسِ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ.
وَعَوَارِضُ الأَرْبَعَةِ أَرْبَعَةٌ: الاكْتِفَاءُ بِالبِدَايَاتِ دُونَ النَّهَايَاتِ، وَإِيثَارُ الْجَهْلِ عَلَى العِلْمِ، وَالاتِّسَاعُ بِالتَّأْوِيلِ فِي الرُّحْصَةِ، وَالانْتِصَارُ بمُوَافَقَةِ الأَغْرَاضِ وَالغَفْلَةِ.
وَأَصْلُ كُلَّ أَصْلٍ أَرْبَعَةً: الصُّحْبَةُ، وَالخُلْطَةُ، وَالعَقْدُ، وَالتَّوَجُهُ؛ فَكُلْ مَا شِئْتَ فِمِثْلُهُ تَفْعَلُ، وَاصْحَبْ مَنْ شِئْتَ فَأَنْتَ عَلَى دِينِهِ، وَلَا فَلَاحَ إِلَّا بِكَمَالِ اليَقِينِ، وَإِظْهَارِ ذَلِكَ فِي التَّوَجُهِ، وَمَدَارُهُ عَلَى قَلْبٍ مُفْرَدٍ فِيهِ تَوْحِيدٌ مُجُرَّدٌ، وَعنْوَانُهُ اللَّجْأُ إِلَى الله عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ مِنْ حَسَنٍ أَوْ قَبِيحٍ، وَلَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنَ الله إِلَّا إِلَيْه “

العلّامة زرّوق الفاسي رضي الله عنه (تـ 899هـ)
عيد مبارك.. تقبل الله منا ومنكم
” قال عُلماؤنا: لا يُقاس على مخصوص، ولا يُقاس منصوص على منصوص، لأنّ في القياس على الخصوص إبطال الخصوص، وفي قياس المنصوص على المنصوص إبطال المنصوص “

الإمام الفقيه القاضي؛ أبو بكر بن العربي المعافري (تـ 543هـ)
2024/04/18 00:34:45
Back to Top
HTML Embed Code: