Telegram Group & Telegram Channel
فإذا كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم لنفع غير المسلمين، فكيف بالمسلمين الذين هم قطعة منهم، وجزء من جسد الأمَّة، فإنَّهم أولى بكلِّ بذل وعطاء، وأحقُّ بكلِّ نصرة وتأييد خاصَّةً إذا كانوا تحت وطأة الظُّلم الغاشم والاعتداء الفاجر الذي يسلِّطه عليهم اليهود أعداء البشريَّة جمعاء، كما هو حاصل اليوم في قطاع غزة والضِّفَّة الغربيَّة بفلسطين؛ لكن إذا قعدت بالمسلم السُّبل، وعجز عن نصرة إخوانه بنفسه وماله لاعتبارات كثيرة وأسباب عديدة، خارجة عن طوقه، فليس أقلَّ من أن يدعو الله لهم ليكبت عدوهم، ويقطع دابره، وأن ينصرهم ويُظهرهم عليه، ولا يُستهان بأمر الدُّعاء فإنَّه من أمضى الأسلحة وأشدِّها، فقد وقف النبيُّ ﷺ في عريشه يوم بدر رافعًا يديه يدعو ربَّه: «اللَّهمَّ أنجز لي ما وعدتني، اللَّهمَّ آت ما وعدتني، اللَّهمَّ إنْ تُهلِك هذه العصابةَ من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربِّه، مادًّا يديه مستقبل القبلة، حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثمَّ التزمه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله! كفاك مناشدتَك ربَّك، فإنَّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين ﴾ [الأنفال: 9]، فأمدَّه الله بالملائكة. رواه مسلم (1763).
وقد كان النبي ﷺ يستعين في حروبه بالضعفاء والصالحين أي بدعائهم الله عز وجل، وقال في الحديث الصَّحيح المأثور: «إنَّما ينصُرالله هذه الأمَّة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصِهم» [النسائي: (3178)].
فهذا استنصار بالمؤمنين ـ أي بدعائهم ـ، مع أنَّ النَّبيَّ ﷺ أفضل منهم؛ ولكنَّه من جملة أسباب النَّصر؛ لذا لم يفرِّط فيه ﷺ؛ وقد عدَّه العلماء نوعًا من أنواع الجهاد بالنَّفس؛ قال ابن تيمية رحمه الله: «والجهاد بالنَّفس قد يكون بالقتال بالبدن، وقد يكون بتدبير الحرب والرَّأي، وهو أعظم نفعًا، وقد يكون بتبليغ رسالة الله تعالى، وإظهار حججه، ودفع ما يعارضها، وهو أفضل الأنواع الثَّلاثة؛ وقد يكون بالدُّعاء لله والتَّوجُّه إليه، وهذا يقوى تارةً ويضعف أخرى، كالجهاد بالبدن» [«جامع المسائل» (9/430)].
اللَّهمَّ انج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمَّ اشدد وطأتك على يهود، واجعلها عليهم سنين كسنيِّ يوسف.



tg-me.com/rayatalislah/4321
Create:
Last Update:

فإذا كانوا يبذلون أنفسهم وأموالهم لنفع غير المسلمين، فكيف بالمسلمين الذين هم قطعة منهم، وجزء من جسد الأمَّة، فإنَّهم أولى بكلِّ بذل وعطاء، وأحقُّ بكلِّ نصرة وتأييد خاصَّةً إذا كانوا تحت وطأة الظُّلم الغاشم والاعتداء الفاجر الذي يسلِّطه عليهم اليهود أعداء البشريَّة جمعاء، كما هو حاصل اليوم في قطاع غزة والضِّفَّة الغربيَّة بفلسطين؛ لكن إذا قعدت بالمسلم السُّبل، وعجز عن نصرة إخوانه بنفسه وماله لاعتبارات كثيرة وأسباب عديدة، خارجة عن طوقه، فليس أقلَّ من أن يدعو الله لهم ليكبت عدوهم، ويقطع دابره، وأن ينصرهم ويُظهرهم عليه، ولا يُستهان بأمر الدُّعاء فإنَّه من أمضى الأسلحة وأشدِّها، فقد وقف النبيُّ ﷺ في عريشه يوم بدر رافعًا يديه يدعو ربَّه: «اللَّهمَّ أنجز لي ما وعدتني، اللَّهمَّ آت ما وعدتني، اللَّهمَّ إنْ تُهلِك هذه العصابةَ من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض»، فما زال يهتف بربِّه، مادًّا يديه مستقبل القبلة، حتَّى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثمَّ التزمه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله! كفاك مناشدتَك ربَّك، فإنَّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين ﴾ [الأنفال: 9]، فأمدَّه الله بالملائكة. رواه مسلم (1763).
وقد كان النبي ﷺ يستعين في حروبه بالضعفاء والصالحين أي بدعائهم الله عز وجل، وقال في الحديث الصَّحيح المأثور: «إنَّما ينصُرالله هذه الأمَّة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصِهم» [النسائي: (3178)].
فهذا استنصار بالمؤمنين ـ أي بدعائهم ـ، مع أنَّ النَّبيَّ ﷺ أفضل منهم؛ ولكنَّه من جملة أسباب النَّصر؛ لذا لم يفرِّط فيه ﷺ؛ وقد عدَّه العلماء نوعًا من أنواع الجهاد بالنَّفس؛ قال ابن تيمية رحمه الله: «والجهاد بالنَّفس قد يكون بالقتال بالبدن، وقد يكون بتدبير الحرب والرَّأي، وهو أعظم نفعًا، وقد يكون بتبليغ رسالة الله تعالى، وإظهار حججه، ودفع ما يعارضها، وهو أفضل الأنواع الثَّلاثة؛ وقد يكون بالدُّعاء لله والتَّوجُّه إليه، وهذا يقوى تارةً ويضعف أخرى، كالجهاد بالبدن» [«جامع المسائل» (9/430)].
اللَّهمَّ انج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمَّ اشدد وطأتك على يهود، واجعلها عليهم سنين كسنيِّ يوسف.

BY راية الإصلاح ـ دار الفضيلة




Share with your friend now:
tg-me.com/rayatalislah/4321

View MORE
Open in Telegram


راية الإصلاح ـ دار الفضيلة Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Traders also expressed uncertainty about the situation with China Evergrande, as the indebted property company has not provided clarification about a key interest payment.In economic news, the Commerce Department reported an unexpected increase in U.S. new home sales in August.Crude oil prices climbed Friday and front-month WTI oil futures contracts saw gains for a fifth straight week amid tighter supplies. West Texas Intermediate Crude oil futures for November rose $0.68 or 0.9 percent at 73.98 a barrel. WTI Crude futures gained 2.8 percent for the week.

How to Invest in Bitcoin?

Like a stock, you can buy and hold Bitcoin as an investment. You can even now do so in special retirement accounts called Bitcoin IRAs. No matter where you choose to hold your Bitcoin, people’s philosophies on how to invest it vary: Some buy and hold long term, some buy and aim to sell after a price rally, and others bet on its price decreasing. Bitcoin’s price over time has experienced big price swings, going as low as $5,165 and as high as $28,990 in 2020 alone. “I think in some places, people might be using Bitcoin to pay for things, but the truth is that it’s an asset that looks like it’s going to be increasing in value relatively quickly for some time,” Marquez says. “So why would you sell something that’s going to be worth so much more next year than it is today? The majority of people that hold it are long-term investors.”

راية الإصلاح ـ دار الفضيلة from us


Telegram راية الإصلاح ـ دار الفضيلة
FROM USA