tg-me.com/s_alomaire/1917
Last Update:
تنبيه منهجي في التعامل مع أقوال السلف في التفسير:
قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون} [البقرة: 73].
قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها} اختلف العلماء في تحديد بعض البقرة الذي أُمر بنو إسرائيل أن يضربوا به الميت، فقيل: الفخذ، وهو قول مجاهد وعكرمة وقتادة، وقيل: عظم من عظامها، وهو قول أبي العالية، وقيل: البضعة التي بين الكتفين، رواه السدي عن أشياخه، وقيل: العظم الذي يلي الغضروف، وهو مروي عن ابن عباس( ).
والصحيح أنه لا دليل من الآية ولا من غيرها من الوحي يحدد ذلك البعض، فجائز أن يكون الذي أمروا أن يضربوه به هو الفخذ، وجائز أن يكون ذلك الذنب وغضروف الكتف وغير ذلك من أبعاضها، ولا يضر الجهل بأي ذلك ضربوا القتيل، ولا ينفع العلم به، مع الإقرار بأن القوم قد ضربوا القتيل ببعض البقرة بعد ذبحها، فأحياه الله( ).
وفي هذا المقام لا بد من التنبيه على أنه لا يصح إنكار الخوض في تحديد ذلك البعض، بحجة أن الله تعالى لم يكلفنا بمعرفته، بل الخوض في تحديده ليس خطأ؛ لأن أئمة السلف قد خاضوا فيه، فلو كان خطأ منافيا لمقتضيات الشريعة لما فعلوا ذلك.
وهناك فرق بين أن نقول: لا يوجد دليل يحدد ذلك البعض، أو نقول: فهم الآية لا يتوقف على تحديد ذلك البعض، فهذه التقريرات لا إشكال فيها، ولا تصادم ما كان عليه أئمة السلف، وبين أن نقول: إن الخوض في تحديد ذلك البعض خطأ، فهذا القول خطأ؛ لكونه مصادما لما كان عليه أئمة السلف.
فكل من أنكر الخوض في تحديد ذلك البعض، وجعله من التكلف المنهي عنه، فيجب الإنكار عليه؛ لأن حقيقة فعله الإنكار على أئمة السلف.
BY قناة د/ سلطان العميري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/s_alomaire/1917