Telegram Group & Telegram Channel
عن السِّتْر وما أدراكن ما السِّتْر!
هذا الدِّثَار الرّوحَانِيّ والغطاء المادي الذي نغوص فيه تَعَبُّدًا لله، وطاعة لأمره، تلك العِزَّة والتكريم المطلق لأنفسنا وأجسادنا. عندما نسير بحجابنا الفضفاض لنلقي خطبة بليغة عن ديننا الحنيف في صمت، إشارة بعِزَّة وإباء، هأنذا مسلمة؛ رفعت راية وإشارة ليعلم الرجال هذا، فينتبهون بينما أقطع دروب الحياة سعيا مثلهم، سأختلط بهم وأتحدث إليهم، فلا بد من العلم والعمل، فالحجاب لا يعني اعتزال الآخرين، بل الانضباط وحجب فتنتي عنهم، وحجب فضولهم عني، الكلام معي سيكون بطريقة مختلفة لأن حجابي له حضور، لن يمزح معي هذا ولا ذاك لأن مظهري لا يوحي إليهما بأنني سأقبل بهذا اللون من الكلام. سأعرض عن كل تلك اللحظات والمواقف والأماكن التي قد تؤذي مشاعري، لأنني ببساطة قد خططت حولي هَالَة مُقَدَّسَة قد تكون غير مرئية لكنني أشعر بها في وجداني، ولن أسمح للغرباء بتخطي حدودها.
أتدرين يا صافية القلب؟ تلك الحالة من السكينة والاطمئنان عندما تسترين هذا الجسد الذي وهبه الله لك غاليا ثمينا؛ لا تقدر بثمن ولن تعرفها إلا من ذاقتها. تلك الحرية المطلقة لكشف مفاتنك وقتما تشاءين لحلالك فقط، وليس قبل أن تأخذي منه مِيثَاقًا غَلِيظًا، على كتاب الله وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، بأن يصونك، ويحفظك، ويكرمك في بيته، هي جوهر الحرية وعينها، ويا لها من راحة للنفس، حيث تؤثرين زوجك الحبيب بنفسك، هو فقط من بين الجميع.
قد يكون الحجاب قطعة بسيطة من القماش، لكنه يعني الكثير، فهو الحدود التي تقينا من أنفسنا كنساء رقيقات جبلنا بفطرتنا على حب الزينة، ميل فطري لإظهار المحاسن، عشق للجمال بروافده كلها، نجمل كل شيء حولنا، هكذا خلقنا الله، نزين الأجواء، والجدران، والبيوت، والطعام، والكلمات، وثيابنا وحتى صغارنا..أفلا نجمل أنفسنا! ستجدين نفسك فجأة تدورين في أتون معركة داخلية في دهاليز نفسك المعتمة، تطفو على السطح رغبة داخلية أن تكوني جميلة وناعمة ولافتة للنظر، كهذه وهذه وتلك، وأنت تعلمين يقينا أنك لو أظهرت مفاتنك ستغلبينهن بحسنك، لكن هذا الحجاب يوقفك فجأة وكأنه حارس قد وهب نفسه ليحمي ربيعك وأزهارك، يقبض على يديك ويهزك من كتفيك ويذكرك بحق الله في نفسك، وبأن هناك عيونا تلاحقك، وأن نظرة رضا من الله أثمن من آلاف نظرات الإعجاب من هؤلاء البشر! فتنتبهين وتتمسكين بأطراف حجابك تطلبين من الله الأمان، فيرخي الرحيم عليك جلابيب ستره، ويفر إبليس وقد أحرقته همهماتك وأنت تناجين في الخفاء ربك.
لكننا من البشر وقلوبنا تتقلب، وقد نخيب رجاء هذا الحارس وهو يردعنا، ولا نلتفت لهمسات أنفسنا اللوامة، وقد يصبح الرجل قوي الإيمان، ويمسي وقد تبخر إيمانه والعياذ بالله، ولن يظهر هذا على محياه، وهيئته، وملابسه، أما المرأة، فزحزحة الحجاب قيد أنملة لكشف أطراف شعرها الناعم أو المصبوغ تفضحها، العطر القوي، لمعة الابتسامة بأحمر الشفاة، وتشمير الأكمام لكشف ثلث الذراع، وتحديد الوسط بثوب ضيق، كل هذا يكشف السر...سرك مع الله، ضعف يعترينا جميعا فلم تكشفين الستر؟ وقد تصاب نفسك بالهشاشة بعد تجربة أليمة كالطلاق، فلماذا يكون الحجاب أول ضحية؟ حتى الفرحة يوم الزفاف، تتناسى بعض الفتيات معنى الحجاب ويرقصن به! فيفقد معناه ووقاره، وبعضهن تفقد من وزنها وتصبح أجمل هيئة فتضيق رداءها..لماذا نحمد الله على نعمه بالتقصير في حقه؟
نحتاج أحيانا للتماسك في تلك اللحظات حتى لا يكون الحجاب هو أول التنازلات، فهو قلعتنا الحصينة، وطالما تعالى بأركانه فنحن بخير، وأما إن بدأ السوس ينخر فيه فلن نكون أبدا بخير.
عندما نموت سنرتدي كفنا أبيض من خمس طبقات، سيكون حجابنا فضفاضا، ساترا، طويلا، طاهرا، نقيا، لكنهن سيلبسنه لنا بأيديهن، حتى أننا لا نعرف من هن! فنحن لن نملك وقتها تحريك أطراف أصابعنا، فهلا ارتديناه بحق هنا، ليسترنا الله هناك يوم نغسل ونكفن ثم ندفن، وهناك يوم نبعث، وهناك يوم نقف بين يديه...سبحانه!
اللهم استرنا وزدنا سترا واجعل تحت السِّتْر ما يرضيك عنا وثبتنا على الحجاب الحق حتى الممات.
#حنان_لاشين
#تفاصيل_صغيرة



tg-me.com/sftgvvj/9525
Create:
Last Update:

عن السِّتْر وما أدراكن ما السِّتْر!
هذا الدِّثَار الرّوحَانِيّ والغطاء المادي الذي نغوص فيه تَعَبُّدًا لله، وطاعة لأمره، تلك العِزَّة والتكريم المطلق لأنفسنا وأجسادنا. عندما نسير بحجابنا الفضفاض لنلقي خطبة بليغة عن ديننا الحنيف في صمت، إشارة بعِزَّة وإباء، هأنذا مسلمة؛ رفعت راية وإشارة ليعلم الرجال هذا، فينتبهون بينما أقطع دروب الحياة سعيا مثلهم، سأختلط بهم وأتحدث إليهم، فلا بد من العلم والعمل، فالحجاب لا يعني اعتزال الآخرين، بل الانضباط وحجب فتنتي عنهم، وحجب فضولهم عني، الكلام معي سيكون بطريقة مختلفة لأن حجابي له حضور، لن يمزح معي هذا ولا ذاك لأن مظهري لا يوحي إليهما بأنني سأقبل بهذا اللون من الكلام. سأعرض عن كل تلك اللحظات والمواقف والأماكن التي قد تؤذي مشاعري، لأنني ببساطة قد خططت حولي هَالَة مُقَدَّسَة قد تكون غير مرئية لكنني أشعر بها في وجداني، ولن أسمح للغرباء بتخطي حدودها.
أتدرين يا صافية القلب؟ تلك الحالة من السكينة والاطمئنان عندما تسترين هذا الجسد الذي وهبه الله لك غاليا ثمينا؛ لا تقدر بثمن ولن تعرفها إلا من ذاقتها. تلك الحرية المطلقة لكشف مفاتنك وقتما تشاءين لحلالك فقط، وليس قبل أن تأخذي منه مِيثَاقًا غَلِيظًا، على كتاب الله وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، بأن يصونك، ويحفظك، ويكرمك في بيته، هي جوهر الحرية وعينها، ويا لها من راحة للنفس، حيث تؤثرين زوجك الحبيب بنفسك، هو فقط من بين الجميع.
قد يكون الحجاب قطعة بسيطة من القماش، لكنه يعني الكثير، فهو الحدود التي تقينا من أنفسنا كنساء رقيقات جبلنا بفطرتنا على حب الزينة، ميل فطري لإظهار المحاسن، عشق للجمال بروافده كلها، نجمل كل شيء حولنا، هكذا خلقنا الله، نزين الأجواء، والجدران، والبيوت، والطعام، والكلمات، وثيابنا وحتى صغارنا..أفلا نجمل أنفسنا! ستجدين نفسك فجأة تدورين في أتون معركة داخلية في دهاليز نفسك المعتمة، تطفو على السطح رغبة داخلية أن تكوني جميلة وناعمة ولافتة للنظر، كهذه وهذه وتلك، وأنت تعلمين يقينا أنك لو أظهرت مفاتنك ستغلبينهن بحسنك، لكن هذا الحجاب يوقفك فجأة وكأنه حارس قد وهب نفسه ليحمي ربيعك وأزهارك، يقبض على يديك ويهزك من كتفيك ويذكرك بحق الله في نفسك، وبأن هناك عيونا تلاحقك، وأن نظرة رضا من الله أثمن من آلاف نظرات الإعجاب من هؤلاء البشر! فتنتبهين وتتمسكين بأطراف حجابك تطلبين من الله الأمان، فيرخي الرحيم عليك جلابيب ستره، ويفر إبليس وقد أحرقته همهماتك وأنت تناجين في الخفاء ربك.
لكننا من البشر وقلوبنا تتقلب، وقد نخيب رجاء هذا الحارس وهو يردعنا، ولا نلتفت لهمسات أنفسنا اللوامة، وقد يصبح الرجل قوي الإيمان، ويمسي وقد تبخر إيمانه والعياذ بالله، ولن يظهر هذا على محياه، وهيئته، وملابسه، أما المرأة، فزحزحة الحجاب قيد أنملة لكشف أطراف شعرها الناعم أو المصبوغ تفضحها، العطر القوي، لمعة الابتسامة بأحمر الشفاة، وتشمير الأكمام لكشف ثلث الذراع، وتحديد الوسط بثوب ضيق، كل هذا يكشف السر...سرك مع الله، ضعف يعترينا جميعا فلم تكشفين الستر؟ وقد تصاب نفسك بالهشاشة بعد تجربة أليمة كالطلاق، فلماذا يكون الحجاب أول ضحية؟ حتى الفرحة يوم الزفاف، تتناسى بعض الفتيات معنى الحجاب ويرقصن به! فيفقد معناه ووقاره، وبعضهن تفقد من وزنها وتصبح أجمل هيئة فتضيق رداءها..لماذا نحمد الله على نعمه بالتقصير في حقه؟
نحتاج أحيانا للتماسك في تلك اللحظات حتى لا يكون الحجاب هو أول التنازلات، فهو قلعتنا الحصينة، وطالما تعالى بأركانه فنحن بخير، وأما إن بدأ السوس ينخر فيه فلن نكون أبدا بخير.
عندما نموت سنرتدي كفنا أبيض من خمس طبقات، سيكون حجابنا فضفاضا، ساترا، طويلا، طاهرا، نقيا، لكنهن سيلبسنه لنا بأيديهن، حتى أننا لا نعرف من هن! فنحن لن نملك وقتها تحريك أطراف أصابعنا، فهلا ارتديناه بحق هنا، ليسترنا الله هناك يوم نغسل ونكفن ثم ندفن، وهناك يوم نبعث، وهناك يوم نقف بين يديه...سبحانه!
اللهم استرنا وزدنا سترا واجعل تحت السِّتْر ما يرضيك عنا وثبتنا على الحجاب الحق حتى الممات.
#حنان_لاشين
#تفاصيل_صغيرة

BY كلمات زكيات 💚🌸


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/sftgvvj/9525

View MORE
Open in Telegram


كلمات زكيات Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Can I mute a Telegram group?

In recent times, Telegram has gained a lot of popularity because of the controversy over WhatsApp’s new privacy policy. In January 2021, Telegram was the most downloaded app worldwide and crossed 500 million monthly active users. And with so many active users on the app, people might get messages in bulk from a group or a channel that can be a little irritating. So to get rid of the same, you can mute groups, chats, and channels on Telegram just like WhatsApp. You can mute notifications for one hour, eight hours, or two days, or you can disable notifications forever.

What is Secret Chats of Telegram

Secret Chats are one of the service’s additional security features; it allows messages to be sent with client-to-client encryption. This setup means that, unlike regular messages, these secret messages can only be accessed from the device’s that initiated and accepted the chat. Additionally, Telegram notes that secret chats leave no trace on the company’s services and offer a self-destruct timer.

كلمات زكيات from us


Telegram كلمات زكيات 💚🌸
FROM USA