"قصص معبرة وهادفة"

" المصفاة من الأدناس"
الحلقة الثالثة 🍃

من جهة أخرى و في قصر قنسرين نشرت الرايات وزين القصر ودعي الناس والأشراف وكبار الدولة واصطف الحرس سمطان عند مدخل القصر لإظهار هيبة الدولة وقوتها وليفتخر الخليفة بملكه وجيشه ولينزل الرعب والخوف في نفس الامامين ..
كان كل شيء يدل على ارتباك السلطة وخوفها ، كانت عين الخليفة على الباب وهو قلق ينتظر الحاجب ان يدخل عليه ليأذن للإمام الباقر والصادق عليهما السلام بالدخول عليه وقد دعى أشراف الدولة وسادتها من بني اميـة وقادة الجيش
والامام الباقر وولده ينتظران اذن الدخول ، وكلما استأذنا حجبهم الخليفة هشام وتكررت لثلاث مرات وهو يريد من
ذلك ان يحط من قدر الإمام ويضعف من قوته وكبريائه ، وليظهر للحضور انه غير مهتم لأمره ..
وفي المرة الرابعة استقبلهم وهـو جـالس على سرير الملك وجنـده وخاصته وقوف على أرجلهم سمطان وقد نصب البرجاس و الذي هو - هدف في الهواء على رأس رمح يصوبون عليه السهام - بجانبه واشياخ قومه پرمون
فلمـا دخـل الإمام الباقر وولده الصادق عليهم السلام ، نـادي الخليفة هشام الإمام الباقر "ع" بصوت فيه حشرجة وغلظة
لاحراجه وليسخر منه طالبا منه رمي السهام

هشام : يا محمد إرم مع اشياخ قومك الهدف ..

اعتذر الإمام الباقر "ع" لشيخوخته وكبره قائلا :
اني كبرت عن الرمي ، فأن رأيت ان تعفيني

رأى هشام ان رفض الإمام الباقر هو ضعف منـه وانـه حقق مراده بأسقاط الامـام وجعلـه أضحوكة أمام ضيوفه الذين
جمعهم لهذا الغرض ..

فأخذ يقسم على الأمام ويتوسل به بجده محمد " صلى الله عليه واله "

الخليفة : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد " صلى الله عليه " لا أعفيك..

ثم أوما الى شيخ من بني أمية أن إعطه قوسك

اخذ الإمام الباقر القوس وتناول سهما فوضعه في كبد القوس
ثم انتزعه ورمى وسط الهدف فنصبه فيه ، ثم رمى الثانية
فشق فواق سهمه الى نصله ، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة
أسهم بعضها في جوف بعض ، وهشام يضطرب في مجلسه ، فلم يتمالك نفسه ولـم يـدر مـا يفعل مما اصابه من الدهشة
متعجبـا وراح ينـادي الإمام الباقر بكنيته ..

انذهل الحضور من تصرف الخليفة هشام فقد اخذ ينادي الإمام الباقر “ عليـه
السلام “ قائلا :
" أجـدت يـا ابـا جـعـفـر وانت أرمى العرب
والعجم ، هلا زعمت انك كبرت عن الرمي !!" ..

لـم يستطع الخليفة ان يخفـي حـسده وحقده وكراهيته للإمام الباقر وولده جعفر الصادق "عليهما السلام" ولكـي يـداري فشله وهزيمته امام مجلسه أطرق الى الارض وطـال ذلك
يريد ان يبلغ الحضور انه غير مهتم بالامام الباقر

ظهر الغضب فـي وجـه الامـام الباقر "ع" وبـدأت شـفتاه تتحرك بالدعاء وقد رفع راسه الى السماء يشتكي هذا الخليفة
الاخرق الجاهل ، وقد ادرك هشام ذلـك مـن الامـام فأخذتـه الرهبة والخـوف ورمى بنفسه على الإمام الباقر وولـده واقعدهما معه على السرير واقبل على الإمام الباقر قائلا له :
يـا محمـد لا تزال العرب والعجم تسودهما
قريش مادام فيهم مثلك ، لله درك من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟

الامام الباقر : قد علمت ان أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيتـه ايـام حـداثتي ثـم تركتـه ، فلما أردت منـي ذلـك عدت فيه

الخليفة هشام : ما رأيت هذا الرمي قـط مـذ عقلـت ومـا ظننت
ان في الارض احـدا يـرمـي هـذا الرمي، أيرمـي جـعـفـر مثـل رميك ؟

الامام الباقر : إنا نحن نتوارث الكمال والتمام والدين إنزلهما الله على نبيه صلى الله عليه وآله في قوله ( ... اليوم اكملت
لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينـا...)
والارض لا تخلـو مـمـن يـكـمـل هـذه الأمور التـي يقـصـر غيرنا عنها ..

زاد غضب الخليفة هشام و أحمر وجهه و أحولت عيناه و اصبح بالكاد يرى ما حوله ؛ ثم أطرق هنيئة و رفع رأسه قائلاً:

⭕️ يرجى عدم ازالة التوقيع عند النقل ⭕️

"قناة قصص معبرة وهادفة "

Https://www.tg-me.com/us/"قصص معبرة وهادفة"/com.storyzam22

www.tg-me.com/us/"قصص معبرة وهادفة"/com.storyzam22/3252

741 viewsedited  Jul 23, 2022 at 00:57

" المصفاة من الأدناس"
الحلقة الثالثة 🍃

من جهة أخرى و في قصر قنسرين نشرت الرايات وزين القصر ودعي الناس والأشراف وكبار الدولة واصطف الحرس سمطان عند مدخل القصر لإظهار هيبة الدولة وقوتها وليفتخر الخليفة بملكه وجيشه ولينزل الرعب والخوف في نفس الامامين ..
كان كل شيء يدل على ارتباك السلطة وخوفها ، كانت عين الخليفة على الباب وهو قلق ينتظر الحاجب ان يدخل عليه ليأذن للإمام الباقر والصادق عليهما السلام بالدخول عليه وقد دعى أشراف الدولة وسادتها من بني اميـة وقادة الجيش
والامام الباقر وولده ينتظران اذن الدخول ، وكلما استأذنا حجبهم الخليفة هشام وتكررت لثلاث مرات وهو يريد من
ذلك ان يحط من قدر الإمام ويضعف من قوته وكبريائه ، وليظهر للحضور انه غير مهتم لأمره ..
وفي المرة الرابعة استقبلهم وهـو جـالس على سرير الملك وجنـده وخاصته وقوف على أرجلهم سمطان وقد نصب البرجاس و الذي هو - هدف في الهواء على رأس رمح يصوبون عليه السهام - بجانبه واشياخ قومه پرمون
فلمـا دخـل الإمام الباقر وولده الصادق عليهم السلام ، نـادي الخليفة هشام الإمام الباقر "ع" بصوت فيه حشرجة وغلظة
لاحراجه وليسخر منه طالبا منه رمي السهام

هشام : يا محمد إرم مع اشياخ قومك الهدف ..

اعتذر الإمام الباقر "ع" لشيخوخته وكبره قائلا :
اني كبرت عن الرمي ، فأن رأيت ان تعفيني

رأى هشام ان رفض الإمام الباقر هو ضعف منـه وانـه حقق مراده بأسقاط الامـام وجعلـه أضحوكة أمام ضيوفه الذين
جمعهم لهذا الغرض ..

فأخذ يقسم على الأمام ويتوسل به بجده محمد " صلى الله عليه واله "

الخليفة : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد " صلى الله عليه " لا أعفيك..

ثم أوما الى شيخ من بني أمية أن إعطه قوسك

اخذ الإمام الباقر القوس وتناول سهما فوضعه في كبد القوس
ثم انتزعه ورمى وسط الهدف فنصبه فيه ، ثم رمى الثانية
فشق فواق سهمه الى نصله ، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة
أسهم بعضها في جوف بعض ، وهشام يضطرب في مجلسه ، فلم يتمالك نفسه ولـم يـدر مـا يفعل مما اصابه من الدهشة
متعجبـا وراح ينـادي الإمام الباقر بكنيته ..

انذهل الحضور من تصرف الخليفة هشام فقد اخذ ينادي الإمام الباقر “ عليـه
السلام “ قائلا :
" أجـدت يـا ابـا جـعـفـر وانت أرمى العرب
والعجم ، هلا زعمت انك كبرت عن الرمي !!" ..

لـم يستطع الخليفة ان يخفـي حـسده وحقده وكراهيته للإمام الباقر وولده جعفر الصادق "عليهما السلام" ولكـي يـداري فشله وهزيمته امام مجلسه أطرق الى الارض وطـال ذلك
يريد ان يبلغ الحضور انه غير مهتم بالامام الباقر

ظهر الغضب فـي وجـه الامـام الباقر "ع" وبـدأت شـفتاه تتحرك بالدعاء وقد رفع راسه الى السماء يشتكي هذا الخليفة
الاخرق الجاهل ، وقد ادرك هشام ذلـك مـن الامـام فأخذتـه الرهبة والخـوف ورمى بنفسه على الإمام الباقر وولـده واقعدهما معه على السرير واقبل على الإمام الباقر قائلا له :
يـا محمـد لا تزال العرب والعجم تسودهما
قريش مادام فيهم مثلك ، لله درك من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟

الامام الباقر : قد علمت ان أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيتـه ايـام حـداثتي ثـم تركتـه ، فلما أردت منـي ذلـك عدت فيه

الخليفة هشام : ما رأيت هذا الرمي قـط مـذ عقلـت ومـا ظننت
ان في الارض احـدا يـرمـي هـذا الرمي، أيرمـي جـعـفـر مثـل رميك ؟

الامام الباقر : إنا نحن نتوارث الكمال والتمام والدين إنزلهما الله على نبيه صلى الله عليه وآله في قوله ( ... اليوم اكملت
لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينـا...)
والارض لا تخلـو مـمـن يـكـمـل هـذه الأمور التـي يقـصـر غيرنا عنها ..

زاد غضب الخليفة هشام و أحمر وجهه و أحولت عيناه و اصبح بالكاد يرى ما حوله ؛ ثم أطرق هنيئة و رفع رأسه قائلاً:

⭕️ يرجى عدم ازالة التوقيع عند النقل ⭕️

"قناة قصص معبرة وهادفة "

Https://www.tg-me.com/us/"قصص معبرة وهادفة"/com.storyzam22

BY "قصص معبرة وهادفة"