Telegram Group Search
إِنَّ محوريّة القيم الَّتي اعتمدتها النظريّة الإسلامية في البناء والتعامل ناتجٌ ليس من الإيمان بالغيبيّات؛ إذ أَنَّ تأصيل القيم هي قراءة لواقع خارجيّ
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ​فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا

من التعامل الإنسانيّ الفطريّ وهو المساوق لطبيعة الخِلقة البشرية، وهذا أساس، وقد أحكم مرجعياته من نصوص السماء كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} [الحُجُرات: 13].
هذا هو الأساس الذي يحقّق هدف وسعادة الخلق؛ أي التعارف الذي ذكرته الآية المباركة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وهذه المودَّة وَالرَّحمة تعتبر مفردات القيم الجامعة لمعاني احترام حقوق الذات البشرية ودرجة التقوى تعتبر آلية التنافس نحو الدرجات العليا أو التكامل، أمَّا التطبيقات اللَّاأخلاقية هنا وهناك أو شرعنة سلوكية الحاكم المستبدّ في هذا البلد الإسلامي أو ذاك من قبل رجل دينٍ ما، فليس من المنطق بشيء أن تحسب هذه الشواذ على الإسلام، فهذه مغالطات مكشوفة وحتى المقاربات التي يجريها بعض دعاة اللّيبرالية بين الكنيسة وَالمسيح من جهة وبين الإسلام من جهة أخرى، فهي أيضاً قراءة سطحيّة للنظريّة الإسلاميّة مستندة إِلى تخرُّصات المذاهب المنحرفة وغير العارفة بحقيقة الإسلام، وبشهادة المدارس الإسلامية العريقة جميعها.
اليوم وبعد أن ضاقت البشرية بمخرجات الفلسفة الليبرالية وبات المنظّرين لها أمام أرقام مذهلة للجريمة التي سبَّبها تغيّب القيم من التعامل، وَتطبيقات الحياة، وليست على مستوى الفلاسفة فقط؛ بل الَّذين يقولون بنهاية التاريخ بالتطبيقات الديمقراطية للّيبرالية، أصبحوا منكفئين على أنفسهم تحاصرهم الحقائق المُرَّة باهتراء اللّيبرالية، فلقد أصبحت الإنسانية توَّاقة الى المُخلِّص بأكثر مما كانت عليه لشيوع الظلم واستشرائه وزوال العدل وانزوائه.

🔹مَجَلةُ الأنتِظــار 🔹

📖 العدد الثاني .

http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/408
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجلة الانتظار
Photo
💠نَحنُ بحاجةٍ إلى ثورةٍ قِيَمِيَّةٍ كُبرَى

✍️بقلم| عبد الكاظم حسن الجابري

عادة ارتبطت الثورات بالمجال السياسيّ، وصارت الثورةُ قرينة متلازمة للنهوض ضد الحاكم، أو ضد النظام والطبقة السياسية الحاكمة، والثورة عادة تهدف لتغيير واقعٍ ما، أو المطالبة بحقوق معينة، ورفض الظلم والتمييز وما إلى ذلك، ومن باب المجاز أُطلق على النقلة الصناعية في أوربا في منتصف القرن الثامن عشر اسم (الثورة الصناعية)؛ وذلك لإحداثها تغييراً جذريّاً في الحياة، وانتقال البشرية إلى عالم المَكْنَنَة.
يشهد العالم عموماً والعراق خصوصاً تردِّياً واضحاً في جانب من بنيته المجتمعية، وتهاوياً كبيراً للقيم الاجتماعية، والأخلاقية فيها، وقفزت التفاهة والفوضى الفكرية الى الواجهة، وأصبحت القيم في مهبّ الريح، وصارت التفاهة معيار التميُّز، وأصبح الفارغون من المحتوى المعرفي يتسيّدون المشهد، وأصبحت الشهرة تُقاس بما يُلقى من تفاهاتٍ، أو سخريةٍ، أو فضاضةٍ، أو بذاءةٍ في الكلام.
لقد أصبَحَتْ المفردةُ البذيئةُ، وَالألفاظُ المنحطّةُ أمراً مألوفاً في وقتنا حتى بين ما يسمى بالنُّخَب سواء أكانت سياسية أم ثقافية أم رياضية أم فنّية، وقفزت إلى الواقع حالات أخلاقية غريبة، فأصبح التمادي سِمَةً مميَّزةً لجانب من الجيل الجديد، فلا احترام للمعلّمين، ولا توقير للكبير، ولا رعاية للقانون، وَأصبح الانفلات عاديّاً، وَالتجاوز على المحرَّمات ثقافة، والتهتُّك في الشوارع تطوّراً، صرنا نرى الشاب يلبسُ ما لا يحتشم ويدور في الشوارع والأسواق دون ورعٍ أو خشيةٍ من عَيبٍ، صارت المخدَّراتُ والخمورُ علنيّةً، وَالغِشُّ صار شطارةً، والفسادُ صار مهنةً، والاستهانة بالدماء صار علنيّاً، والاعتداء على الآخرين صار جسارةً وشجاعةً، وَالتحرُّش ومخالفة النظام كلّها ثقافة دخيلة على مجتمعنا، لا نخفي الدور الكبير للحروب والاحتلال في إفساد قيم وثقافة المجتمع، وهذه أمور معروفة بين أوساط الباحثين في الشؤون المجتمعية، لكن لا يخفى أيضاً الدور الذي تلعبه الأمور الماديّة في هبوط القيم الأخلاقية، وتبدو العلاقة عكسية بين القيم المادية والقيم الرّوحية والأخلاقية، فكلَّما غلبت المادة هبطت القيم الأخلاقية وبالعكس وتماما كما في الثورات السياسية التي تدعو للتغيير، فنحن مطالَبون بأن ننهض بثورة اجتماعية كبرى للتغيير تعيد القيم والأخلاق الى مسارها، والنهوض بالمجتمع نحو السُّموّ الروحيّ بعيداً عن الانحدار في القيم المادية الضحلة.
أساس الثورة تبدأ من داخل الفرد، فنحن مدعوّون جميعاً لأَن نُعيد ترتيب أولوياتنا، وَالنهوض بالقيم الإنسانية العالية في داخلنا؛ إذ علينا تغليب قيم التسامح والشهامة والمروءة والتضحية، والبذل، والعطاء، والغيرة، وإعلاء القيم الدينية والثقافية والمعرفية بما يحقِّق رفعة المجتمع وبناءه بناءً رصيناً صامداً أمام أيِّ غزوٍ ثقافيّ، فالأُسرة هي الَّلبَنَة الثانية في هذه الثورة الإنسانية، فالأسر مدعوّة لتنشئة أبنائها على الأخلاق العالية، والقيم الأصيلة، وعليها أن تهتمّ بمتابعة الأبناء وسلوكياتهم وبمن يتصلون؟ وماذا يفعلون؟ ليُحصِّنوهم من الانحراف.
إنَّ النُّخب الثقافية العُصامية ــ لا الانتهازية ــ والمؤسسات الثقافية الحقيقية الرصينة ــ لا الطارئة ــ مدعوّة لأَخْذِ دورها في إعلاءِ القيم المعنوية، وتوجيه برامجَ نافعة للشباب بما يضمن تسليحهم بقيم إنسانيّة نبيلة، وإنَّ جهات الخطاب الديني أيضاً مدعوّة لأن ترتقي لجدّية التحديات التي تواجه دين الناس وعقائدهم ومنظومتهم الأخلاقية والسلوكية، كما أنَّ الإعلام والقنوات الفضائية هي الأخرى مدعوّة إلى أن تعْمَدَ إلى سياسة إعلامية تكون عوناً للأفراد في بناءِ أَنفسهم وللمجتمع في تحصينه، خاصّة وأن الأوضاع الحكومية في بلداننا بدأت وكأنها تتخلى عن سياسات تربوية تنهض بالهمم وترقى بالمعايير وتُشحّذ بالإرادات بما يحقق وحدة المجتمعات وصيانتها.
تتضاعف مسؤولية البناء الأخلاقي عند المُنْتَظِرِ لإمام زمانه (عجل الله تعالى فرجه)، فالمُنْتَظِرُ الحقيقي هو من يبني نفسه استعداداً لنصرة القائم المُنْتَظر (روحي فداه)، وهو ــ المُنْتَظر ــ الذي سيضطلع بأعباء النصرة لخاتم الأوصياء؛ حيث ستكون الفتن وتشتت الأهواء فيما قبل الظهور على أَشُدها، وستكون الأحوال عند الظهور تحتاج الى همم عالية، وجهاد نفس كبير لا يقوى عليها إلّا من زكّى نفسه وهذّبها ورباها على ترك اللذائذ والبُعد عن الشهوات.
إنَّ الثورة القِيميَّة الكبرى مطلبٌ حياتيّ، وَهو مسؤولية شرعية وإنسانية وَأخلاقية علينا جميعاً تقع مسؤولية النهوض بها، وَأَنْ لا نسمح للجُهلاء وذوي الأجندات الخاصة وللمنحرفين العَبَث بعقول شبابنا وَإبعادهم عن طريق الحق والمُثل والقيم.

🔹مَجَلةُ الأنتِظــار 🔹

📖 العدد الثاني .


http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/408
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجلة الانتظار
Photo
💠الغيرة على إمام الزمان من أهم أولويات المنتظرين

حينما سُئل الإمام العسكري عليه السلام عن حال ضعاف الشيعة في زمن الغيبة كان حديثه صلوات الله عليه بأنّ ثمّة من سيقيّضه الله سبحانه وتعالى لكي يستنقذ هؤلاء..
السؤال هنا: من هو هذا الذي سيقيّضه الله سبحانه وتعالى لكي يستنقذ هؤلاء؟
ومن هو هذا الذي يقيّض الله سبحانه وتعالى له هذا التوفيق في أن ينقذ يتامى وضعاف الشيعة.. هذا الغيور الذي ينبري للدفاع عن عقيدته وإيضاح هذه العقيدة في مقابل كلّ هذا الجهل الذي تشترك به قوى الحرب الناعمة والحروب الحاقدة والجهلة والمنافقين والمنحرفين وما الى ذلك..
ولكي نصوّر طبيعة الغيرة هنا نشير إلى ظاهرة يمكن أن نتلمّسها حينما نُستَفَز في أيّ قضية تتعلّق بقضية شخصية أو قضية سياسية نؤمن بها، كيف يمكن أن نرى اندفاعنا للوقوف أمام هذا المسّ وقطع دابر هذا المسّ؟ سنحمل الهموم وتعتورنا الكثير من الحالات النفسية التي تعبّر عن تألّمنا من هذا المس الذي حصل مع أنّها من الأمور التي لا قداسة فيها، ويمكن أن يختلف فيها الإنسان مع غيره، وليست من الأمور الجوهرية.
التساؤل الذي يُفترض بالمنتظِر أن يقف أمامه طويلاً هو لماذا ترتفع غيرته حينما يُمَسّ بشخصه ولا ترتفع غيرته حينما تُمسّ عقيدته؟
ولماذا تأخذنا كل أسباب الهمّة للدفاع عن شخوصنا وأوضاعنا السياسية الخاصة والحزبية ولا تأخذنا تلك الهمة حينما يجب علينا أن ننبري للدفاع عن إمام زماننا صلوات الله عليه وعن عقيدته؟
حينما تجد في نفسك أنّك غيور على ذاتك أكثر من إمامك فلست بمنتظر..
وحينما تجد في نفسك أنك تغار على ذاتك بمقدار إمام زمانك فلست بعاشق..
وحينما تجد نفسك غيوراً على إمام زمانك أكثر من غيرتك على شخصك.. عندئذ أبشر فقد التحقت بمسيرة أصحاب الحسين عليه السلام..

🔹مَجَلةُ الأنتِظــار 🔹

📖 العدد الثاني .

http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/408
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجلة الانتظار
Photo
💠صمود الدجيل آيةً نزلت في الميدان

✍️سجاد الدخيني

عندما كانت تتساقط المحافظات العراقية بيد التنظيمات الإرهابية، وكنا يومياً نسمع بسقوط محافظة أُخرى، ووصلت تلك التنظيمات الإرهابية لمدينة الدجيل، تلك المدينة ذات الغالبية الشيعية والتي بشرنا الإمام الصادق في واحدة من الروايات المنسوبة له بأنّ منها سيخرج أحد أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً، تلك المدينة التي أنجبت لآل محمد كنوزاً عظيمة وأي كنوز هي؟ كنوز لا هي من ذهب ولا هي فضة، إنهم رجال آمنوا بسواد على بياض وقلوبهم أشدُّ من زبر الحديد، خصوصاً عندما يكون العمل لأجل آل محمد (عليهم السلام) وأبرز شخصيات هذه المدينة هو الشيخ المفيد، الذي كان يصفه الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف: "بالأخ السديد الوليّ الرشيد".
هذه المدينة المجاهدة المجاورة لمرقد السيد الجليل محمد بن الإمام الهادي عليهما السلام المعروف بسبع الدجيل، كان لها دورها الجهادي الكبير والمبكّر في مرحلة مجاهدة النظام الصدامي، بالرغم من أنها دفعت أثماناً كبيرة للبطش الصدامي، ولكنها لم تستسلم وبقيت حريصة على وفائها المرجعي وصبرها العقائدي، وكان لها الفضل الكبير عبر ابنها البار الاستشهادي جاسم الدجيلي المعروف بأبي بلال في تسفيه أحلام المجرم صدام بتزعم مؤتمر حركة عدم الانحياز عام 1982 وإفشاله، فيما يسجّل لأبنائها الأبرار أنّهم نفذوا أوّل عملية استشهادية لاغتيال الأب الروحي لهذه التنظيمات الإرهابية وأعني بذلك المجرم صدام حسين، وقد ثأر الله منه فكان إعدامهُ تمّ على إثر شهادة أبناء هذه المدينة بشأن الجرائم التي ارتكبها بحقهم عقب حادثة الاغتيال.
ولذلك كانت هذه التنظيمات الإرهابية تحمل حقداً دفيناً على أبناء هذه المدينة وبالفعل فقد وصل الإرهابيون لمحيط المدينة، فسقطت معظم النواحي والقرى المحيطة بها، ولم يبق سوى مركز المدينة، وبعض القرى التي بذلت الغالي والنفيس لأجل الدفاع عن أرضها وشرفها، وكانت المدينة محاصرة حصاراً شبه التام، ولم يكن الأهالي جاهزين بما يكفي لصدِ هكذا زحف قادم نحوهم من كافة الجهات، ولم يكن في حينها الحشد الشعبي موجوداً وكان الجيش منكسراً، فهبّ أبناء عشائر الدجيل نحو خطوط الصدّ الأوّل للدفاع عن مدينتهم وشرفهم.
ولو أنّ هذا التوازن ــ أيّ توازن القوى ــ عُرض على أيّ محلل عسكري، فإنّ سقوط هذه المدينة سيكون أمراً حتمياً حسب تحليلهِ، فكيف يعقل أن عدداً من الأفراد يمكنهم الصمود بوجه من لم يستطع الجيش العراقي الصمود بوجههِ؟ خصوصاً وأنّهم غير مجهّزين عسكرياً ولوجستياً، وليس لهم قيادة تجمعهم، فمن المستحيل أن تجد ولو محللاً عسكرياً واحداً يقول بأنّ هذه المدينة ستصمد.
ولكننا كمؤمنين ونؤمن بالثقلين، كنّا نعتقد بأنّنا نمتلك القدرة على تحقيق النصر الإلهي بعد التوكّل على الله، إذ أنّ الله تعالى يقول في كتابه الكريم {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
وكذلك ورد في الثقل الأصغر عن إمام العصر والزمان (عجّل الله فرجه) أنّه قال: "وإنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء" فهل يعقل يا ترى بأنّ الإمام المهدي سيتركُ شيعته في هذه المدينة المجاهدة؟ كلا وألف كلا، فإنّ الذي يمرض لمرض شيعتهِ ويحزن لحزنهم؛ لا يتركهم لوحدهم في هكذا محن، لا! بل كان في عقيدتنا أنّه عجل الله فرجه الشريف كان يرعانا ونحن في سواتر العزة والشرف، نعم فأهل البيت لم ولن يتركوا من تمسّك بهم، فكيف بمن بذل نفسه وماله من أجلهم؟
لقد صمدت الدجيل، وقاتلت، وصبرت، وانتصرت على المعتدين ببركة فتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام الله ظله، والتلبية الواعية والسريعة التي أبداها المؤمنون والغيارى على الأرض والعرض والمقدسات.

🔹مَجَلةُ الأنتِظــار 🔹

📖 العدد الثاني .

http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/408
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجلة الانتظار
Photo
💠مواجهة الشعوب للظلم ومحوريته في عقيدة الانتظار

✍️علي السراي _المانيا

الرحمة كلمة عظيمة ولذا قرن الله تعالى شأنه اسمه بالرحمن الرحيم ، ولا يفقه معناها وكنهها وماهيتها إلا من نهشتهُ أنياب الظلم والقهر والاستبداد ، ونقيضها القسوة وتجلياتها ومظاهرها كالظلم والجور والطغيان ، وهذا ما هو سائد اليوم وفي كل مكان دون استثناء ولهذا ترى الشعوب تعاني من ظلمات الظلم وبدرجات متفاوتة على يد حكامها ، ملوكها ، أمرائها ، والمفسدين فيها ، علاوة على أنظمتها الوضعية والتي دأبت على ترسيخ مفاهيم الخنوع والخضوع والخوف والرعب والاستسلام للسيطرة على مقاليد كل شيء . ويقينا حصيلة منتجات الظلم هو استشراء منظومة الفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، ولهذا وجب مقاومته والتصدي له لا لأنه عمل مستقبح يرفضه العقل والمنطق والفطرة السليمة فحسب ، بل هو حق أقرتة جميع الأديان السماوية وبالأخص الدين الإسلامي الحنيف الذي يزخر بآيات كاملة تحث على مواجهة الظلم والظالمين ، تلك المهمة التي تشترك فيها الإنسانية جمعاء ، فالظلم هو بحد ذاته جرأة على الله وتحد له ولهذا توعد الظالمين بالهلاك ، ووعد المظلومين بالنصرة مع مراعاة الأخذ بالأسباب ( وأعدوا ) وكذلك سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وهي دعوة للجميع أن يقفوا في وجه الطغيان وتشكيل جبهة واحدة كبنیان مرصوص إن ما نراه اليوم من ظلم تعاني منه البشرية وشعوب العالم هو نتيجة حتمية لسياسة النظم السائدة والقائدة التي ابتعدت عن قيم السماء وما جاءت به الأنبياء ، فلا الرأسمالية وجدت الحل ، ولا الاشتراكية فائت بالغرض ، ولا الاقتصادات الحرة وبقية الأنظمة الليبرالية والعلمانية والديمقراطية وغيرها أوجدت الطريق إلى بوابة المدينة الفاضلة ، وكلها اثبتت وبالتجربة أنها وصلت إلى نهاية نفق مظلم وطريق مسدود ولم تجلب هذه النظم الوضعية لشعوبها سوى الظلم والحروب والقتل والدمار واتساع البون بين الأغنياء والفقراء ، بل وسحق عامة الشعب تحت وطأة الأغنياء وأصحاب الرساميل . ولكم أن تتخيلوا أن فايروسا لا يرى بالعين المجردة قد تحدى كل النظم الموجودة اليوم بقضها وقضيضها وأسقط عنها كل أوراق التوت التي تلتحف ما وأبان عوراتها وعجزها وهشاشتها وعنترياتها وبطولاتها الفارغة وشعاراتها الخداعة حتى وصل الأمر إلى أن يصرح الرئيس الإيطالي بلسان العاجزين أن أسباب الأرض قد عجزت عن مواجهة هذا الفايروس وبقيت فقط أسباب السماء في إنقاذ الشعوب من الهلاك . نعم تلك النظم الوضعية هي من أوصلت عباد الله إلى قمة التراجيديا الإنسانية وحاكت خيوط مأساتها بقوانينها التي لا تمت بطرف إلى السماء ورب السماء ، بل ولا علاقة لها بالإنسان كإنسان . لذا تجد الشعوب في حراك دائم تعبر فيه عن توقها للعدل ورفضها للظلم والحيف والجور الذي تمارسه تلك الأنظمة ، فلا تكاد أن يهدأ حراك شعب هنا حتى يحتدم في مكان أخر طبقا لمقولة أن الشعب الذي يتعايش مع الظلم لن يكتب له النصر ولن يشم عبق ونسيم الحرية المعمدة بقاني الشهادة الحمراء وكل حسب اعتقاده . فتراها ( أي الشعوب ) تجند طاقاتها وإمكانياتها وقواها الحية وتكافح بكل ما أوتيت من قوة لنيل حريتها وكسر قيودها في قبالة تقديم قرابين من عظمائها وقوافل من الشهداء على منحر الحرية من أجل الوصول إلى الهدف المنشود والضالة المفقودة وهي بسط راية العدل والمساواة والتصدي للظلم والظالمين إلا أن دوامة الظلم واستمرار دوران ناعور الفقر والحرمان وشظف العيش وتفشي الأوبئة والفساد والظلم والجهل المسيطر وقد وصل إلى أوج مراحله ولهذا ترى الكل يئن من الظلم ويبحث عن سبل الخلاص والتحرر والانعتاق من نير ما يعاني منه ، حتى وإن بقي الأمر حبيس جدران التمني في الخلاص من مأساتهم وشيئا فشيئا تتجه القلوب والعقول إلى ذلك اليوم الذي يأتي فيه من ينقذهم و يخلصهم مما هم فيه ، فتكبر الأمنيات ويعلو همس الحديث ، وتتبلور في أذهان الشعوب رغبة الإنقاذ ، وتتوقد لديها فكرة المخلص العظيم بأمنيات تلوكها اللوعة والفقد والوجد والحلم والأمل . ذلك المصلح الذي ينتظره الجميع ، نعم كل الشعوب والأقوام والأديان ترنو إلى المخلص العظيم الذي يخلصها مما هي فيه وإن تباينت اعتقاداتها في هوية المنقذ وطريقة الإصلاح والإنقاذ . وقد دار حدیث بيني وبين بعض الألمان قبل أيام وتطرقنا فيه إلى فكرة المصلح المنتظر حسب ما يسمونه ففاجئني البعض أنهم يؤمنون بذات الفكرة التي يتحدث عنها المسلمون مع اختلاف المسميات ويقينهم الفطري أنه سيأتي اليوم الذي يأتي فيه من يخلصهم من الظلم والعبودية والاستبداد والحيف والضيم الذي وقع عليهم .

🔹مَجَلةُ الأنتِظــار 🔹

📖 العدد الثاني .

http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/408
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السلام عليكم ايها الاخوة والاحبة المنتظرون
بين ايديكم العدد الثالث من مجلة الانتظار بصيغة ملــف pdf

مجلّةُ الانتظار/ العــددُ الثالـث


أو عبر موقع شبكة الانتظار
http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/443
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بحمد الله ومنّه وتوفيقه وإحسانه، وبتسديد من صاحب الزمان (أرواحنا فداه) صدر العدد الرابع من مجلّة الانتظار

📰 للمطالعة عبر موقع
#شبكة_الانتظار على الرابط أدناه

http://www.alentedhar.com/arabic/themgazine/463
مجلة الانتظار
مجلة الانتظار العدد الرابع.pdf
محتويـات العـدد

▪️طبول الانتظار هل تقرع ؟
▪️من هدى المرجعية .
▪️اليماني في محدداته العقائدية
▪️القرار الاستراتيجي لليماني في فتنة بيع السلاح
▪️التفكك الاجتماعي عشية الظهور الشريف تحديات واستحقاقات
▪️ما معنى : كونوا أحلاس بيوتكم ؟
▪️قدوة المنتظرين الشهيد سليماني كما يصفه القائد الخامنئي
▪️الحكومة العالمية العادلة ضرورة حتمية ▪️الغايات المهدوية للتعبئة الحسينية .
▪️التمهيد حق لايقبل التعطيل .
▪️التعبئة التاريخية للعهد المهدوي
▪️إنشاء مراكز دراسات للقضية المهدوية
▪️العمل التطوعي المهدوي .
▪️دور الشباب في مسيرة الانتظار
▪️التربية الجهادية في زمن الانتظار
▪️اهمية البصيرة الايمانية في الصبر على البلاء وتعزيز النصرة المهدوية
▪️تهذيب النفس وأثره في بناء الانسان الرسالي
▪️باسم كل شاب وشابة عذرا ياصاحب الزمان ▪️حفلات المجون والرقص , اصرار على طمس هويتنا الثقافية .
▪️دائرة المنتظرين والحصار المفروض عليهم ▪️نظرة على الاحدث
▪️يا ذات العباءة الزينبية
▪️سلاح التسقيط في ميزان الظهور
▪️استهداف المرجعية الدينية بين الاستغباء والعمالة !!
▪️الاختلاط الالكتروني .
▪️صدمة السماء مباركة
▪️استبدلي قيد الاحباط بسوار الامل .
▪️الزوراج الرسالي
▪️الاسئلة والاجوبة المهدوية .

🔹ترقبوا صدور العدد الاول من مجلة المنتظرة ( مجلة المنتظرة تصدرها شبكة الانتظار وتعنى بشأن المراة ومقامها ودورها في القضية المهدوية )
2024/06/02 13:56:05
Back to Top
HTML Embed Code: