قال الإمام ابن القيِّم (ت٧٥٢) - رحمهُ الله - وَاصِفاً سَيِّد المُرسلين، وأكرمُ الخلق عند ربِّ العالمين:

"كان ﷺ أفصح خلق الله، وأعذبهم كلاماً، وأحسنهم أداءً، وأحلاهم منطقاً، حتى كان كلامه يأخذ القلوب، ويَسبي الأرواح.
وشَهِدَخ له بذلك أعدَاؤُه.
وكان إذا تكلَّم تكلَّم بكلامٍ مُفصَّلٍ مُبيَّنٍ يعُدُّه العَادُّ، ليس بَهذٍّ مُسرع لا يُحفَظ، ولا مُقطَّع يتخلَّلُه السَّكتات بين أفراد الكَلِم، بل هَديه فيه أكمل الهدي.
قالت عائشة:"ما كان رسول الله ﷺ ي…سرُد سردَكم هذا، ولكن كان يَتكلَّم بكلامٍ يُبيِّنه، فَصْلٍ يَحفظُهُ مَن جَلَس إليه".
وكان كثيراً ما يُعِيد الكلمةَ ثلاثاً لِتُعقلَ عنه.
وكان إذا سلَّم سلَّم ثلاثًا.
وكان طَويل السَّكْت، لا يتكلَّم في غير حاجة. يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه [أي ينطِقُ الكلام بوضوحٍ]
ويتكلَّم بجوامع الكَلِم، فَصْلٌ لا فُضول ولا تَقصير.
وكان لا يتكلَّم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلَّم إلا فِيما يَرجو ثوابه.
وإذا كَرِه الشيء عُرِف في وجهه.
ولم يَكن فاحشاً ولا متفحِّشًا ولا صَخَّاباً".

📒[زادُ المَعاد في هَدي خير العِباد ط عطاءات العلم (جـ١/صـ١٩٦،١٩٧)].

قُلتُ: سبحان الله!
أين نحن - ونحن نُسمِّي أنفسنا بالسَّلفية - ونحن في جَانبٍ عن هذه الأخلاق!

تَجِدُ المرءَ مِنَّا يتحدَّث في كل شيء!
فيما يعنيه وفيما لا يعنيه!

نسأل الله السلامة والعافية.