Telegram Group & Telegram Channel
واحد من أصعب التحدّيات التي نمرّ بها في المرحلة الحالية ، وعلى نحو خاصّ يمر بها الإنسان السوداني ، هو تحدّي أن يحافِظ على ثباته قَدر المُستطاع ، ثباته النفسِي والعقلِي والدينِي وحتى ثباته على استمرارية سَعيه وسيره في الطرِيق الذي بدأه أو مازال في منتصِفه أو أوشكَ على الإنتهاء منه أو إنتهى منه ليكتشِف أنه ما زال ثمة الكثيَر بعد.
هذا الطريق يمكن أي يكون أي شئ في بالك الآن ، جامعة/سُلّم وظيفي/برنامج/مشروع/تربية/إرتباط/..إلخ

الآن تقريباً هنالك نوع من الحَيرة أشبه بتساؤل الكاتبة جومبا لاهيري حينَ قالت :
"هل ينبغي علينا أن نُقاوم مضحّين بكل شئ؟ ، أو أن نستسلم مضحّين بكل شئٍ أيضاً؟"
يعني ، كل الظروف من حولك تغرِيك للإنهيار وترك "الوراك والقدامَك" والبكاء والتحسُّر على ما كان وكان ، كُل المعطيَات تدعُوك للدخول في دوامة حزن لا نهايَة لها وتستضيفَك معززاً مكرماً في مهرجان الإكتئاب الكبير ، كل الأسبَاب ترحّب بِك للإنضمام إلى طاقَم الضحايا وإنتقاء الدور الذي يعجبَك وإرتدائه .. تتوفر كل القياسات والأحجام في هذا النوع من المتاجَر ، حتى المصائِب أصبحت زائرة مزعجة جداً .. تغلق عنها الباب تأتيك من الشبّاك ، تغلق الشّباك تنبع لك من تحت الأرض..

هذه المرحلَة الثبات فيهَا يتطلّب ثبات بنفسه ، يتطلّب شجاعة ومرونة نفسيَة ، يتطلّب يقين ، صبر .. ترى أسهل شئ إنك تسمع عنهم محاضرَات وتقرأ كُتب ومجلّدات وتطلُب من الناس ذلك ، لكن الواقِع يختلف ، معايشَة هذا كلّه وإختيارك عن سابق إرادة إنك تصبر ، هذه شجاعة ما يعرفها إلا من عاش ما عِشت ، تسعى وإنت ترى بعينَك عدم وجود أي بوادِر وصول ..تستمر أم تتوقّف؟ ، هنا تحتاج هذا اليقيِن _اللي صعب أيضاً تستحضِره وتخليه جزء من رحلتك_ يقينَك إنك ستنَال ، يقينَك إن الله لن يضيعَك ، حتى يقينك بإن كل هذا الشّر لخِير ، هذه درجة عالية جداً من حُسن الظَن بالله.

وهذا لا يعنِي أن على الإنسان أن يتوقف و"يربِّع يدينه" وينتظِر أن الأوضاع تتحسّن لوحدها ، ويتأمل أن كل شئ يعود بسرعَة .. هذا سيحدُث بإذن الله ولكن مَن قال أنه يجب أن تبقى جامداً لحين حدوثِه ، تحرّك ، أنظِر ماذا لديك من خيارَات ومن أدوات ، ماذا لدِيك من مُعينات.. استجمِع شتات نفسَك وفكّر في مخرَج مؤقت يمشِّي أمورك ، أبحث عن الحلُول المُمكنة ، واستغِل وقتَك في جمعَ القطرَات في كوب أحلامكَ الكبير.

تخيّل حياتك كأنها رحلَة ، كأنك تركب سيارَة ، ستمُر عليك مطبّات ، ستتعطّل أحياناً ، مرات ستحتاج إلى قطع غيار جديدة ، أحياناً ستكون بحالة جيدة وتقطع مسافات طويلة في وقت قصير ، وأحياناً تكون حالتها سيئة وتسير بك ببطء ، أحياناً يكون الطريق وعِر وصعب ، وأحياناً جاهز ومُسفلَت.. ستتوقّف في محطات وتظل فيها لوقتٍ طوِيل ، ومحطات أخرى ستمرّ بها زائراً ، وخلال كل هذا ستمُر بك وجوه كثيرة جداً ، ، أشخاص وأماكن وتجارُب ودروس وتحدّيات وإبتلاءات في الأوقات الجيدة والسيئة على حدٍ سواء
وهكذا هي رحلتك فِي الحياة.

الأوقات الصعبة قد تؤخرّنا ، قد نتعطّل بسببها لكننا لا يجب أن نتوقّف بسببها ، بل نتدارَك ما نستطيع تداركه ونرمّم ما يمكن ترميمه ونستمر ، لأن الحياة سواءً كنا نمرّ بأصعب أيامنا أو أفضلها فإنها ستستمِر ، وهذا السبب لوحده كافٍ ليدفعنا نحو التحرُّك.

حسناً ، بالنسبة لتساؤل لاهيري ، بين الإستسلام أو المقاومة ، أظنني ولِدتُ لأقاوِم ، سأقاوِم حتى آخر لحظة من عمري ، مهما أخذ مني الأمر من جُهد أو وقت ، لأنني أريد أن أكون الشخصية الرئيسية في قِصتِي ، ولا أريد أن تكون حياتِي عبارة عن سلسلة من ردّات الفِعل ، لا أريد لحياتي أن تصبِح محض نتائِج حتمِية للأحداث والمؤثرات والظروف الخارجة عن الإرادة.

في أعماق نفسي أؤمن أنني ..
سأكونُ يوماً ما أُرِيد.
#عن_أشياء_كثيرة (30)
#مريم_الشيخ🤎









tg-me.com/theorkeed/10692
Create:
Last Update:

واحد من أصعب التحدّيات التي نمرّ بها في المرحلة الحالية ، وعلى نحو خاصّ يمر بها الإنسان السوداني ، هو تحدّي أن يحافِظ على ثباته قَدر المُستطاع ، ثباته النفسِي والعقلِي والدينِي وحتى ثباته على استمرارية سَعيه وسيره في الطرِيق الذي بدأه أو مازال في منتصِفه أو أوشكَ على الإنتهاء منه أو إنتهى منه ليكتشِف أنه ما زال ثمة الكثيَر بعد.
هذا الطريق يمكن أي يكون أي شئ في بالك الآن ، جامعة/سُلّم وظيفي/برنامج/مشروع/تربية/إرتباط/..إلخ

الآن تقريباً هنالك نوع من الحَيرة أشبه بتساؤل الكاتبة جومبا لاهيري حينَ قالت :
"هل ينبغي علينا أن نُقاوم مضحّين بكل شئ؟ ، أو أن نستسلم مضحّين بكل شئٍ أيضاً؟"
يعني ، كل الظروف من حولك تغرِيك للإنهيار وترك "الوراك والقدامَك" والبكاء والتحسُّر على ما كان وكان ، كُل المعطيَات تدعُوك للدخول في دوامة حزن لا نهايَة لها وتستضيفَك معززاً مكرماً في مهرجان الإكتئاب الكبير ، كل الأسبَاب ترحّب بِك للإنضمام إلى طاقَم الضحايا وإنتقاء الدور الذي يعجبَك وإرتدائه .. تتوفر كل القياسات والأحجام في هذا النوع من المتاجَر ، حتى المصائِب أصبحت زائرة مزعجة جداً .. تغلق عنها الباب تأتيك من الشبّاك ، تغلق الشّباك تنبع لك من تحت الأرض..

هذه المرحلَة الثبات فيهَا يتطلّب ثبات بنفسه ، يتطلّب شجاعة ومرونة نفسيَة ، يتطلّب يقين ، صبر .. ترى أسهل شئ إنك تسمع عنهم محاضرَات وتقرأ كُتب ومجلّدات وتطلُب من الناس ذلك ، لكن الواقِع يختلف ، معايشَة هذا كلّه وإختيارك عن سابق إرادة إنك تصبر ، هذه شجاعة ما يعرفها إلا من عاش ما عِشت ، تسعى وإنت ترى بعينَك عدم وجود أي بوادِر وصول ..تستمر أم تتوقّف؟ ، هنا تحتاج هذا اليقيِن _اللي صعب أيضاً تستحضِره وتخليه جزء من رحلتك_ يقينَك إنك ستنَال ، يقينَك إن الله لن يضيعَك ، حتى يقينك بإن كل هذا الشّر لخِير ، هذه درجة عالية جداً من حُسن الظَن بالله.

وهذا لا يعنِي أن على الإنسان أن يتوقف و"يربِّع يدينه" وينتظِر أن الأوضاع تتحسّن لوحدها ، ويتأمل أن كل شئ يعود بسرعَة .. هذا سيحدُث بإذن الله ولكن مَن قال أنه يجب أن تبقى جامداً لحين حدوثِه ، تحرّك ، أنظِر ماذا لديك من خيارَات ومن أدوات ، ماذا لدِيك من مُعينات.. استجمِع شتات نفسَك وفكّر في مخرَج مؤقت يمشِّي أمورك ، أبحث عن الحلُول المُمكنة ، واستغِل وقتَك في جمعَ القطرَات في كوب أحلامكَ الكبير.

تخيّل حياتك كأنها رحلَة ، كأنك تركب سيارَة ، ستمُر عليك مطبّات ، ستتعطّل أحياناً ، مرات ستحتاج إلى قطع غيار جديدة ، أحياناً ستكون بحالة جيدة وتقطع مسافات طويلة في وقت قصير ، وأحياناً تكون حالتها سيئة وتسير بك ببطء ، أحياناً يكون الطريق وعِر وصعب ، وأحياناً جاهز ومُسفلَت.. ستتوقّف في محطات وتظل فيها لوقتٍ طوِيل ، ومحطات أخرى ستمرّ بها زائراً ، وخلال كل هذا ستمُر بك وجوه كثيرة جداً ، ، أشخاص وأماكن وتجارُب ودروس وتحدّيات وإبتلاءات في الأوقات الجيدة والسيئة على حدٍ سواء
وهكذا هي رحلتك فِي الحياة.

الأوقات الصعبة قد تؤخرّنا ، قد نتعطّل بسببها لكننا لا يجب أن نتوقّف بسببها ، بل نتدارَك ما نستطيع تداركه ونرمّم ما يمكن ترميمه ونستمر ، لأن الحياة سواءً كنا نمرّ بأصعب أيامنا أو أفضلها فإنها ستستمِر ، وهذا السبب لوحده كافٍ ليدفعنا نحو التحرُّك.

حسناً ، بالنسبة لتساؤل لاهيري ، بين الإستسلام أو المقاومة ، أظنني ولِدتُ لأقاوِم ، سأقاوِم حتى آخر لحظة من عمري ، مهما أخذ مني الأمر من جُهد أو وقت ، لأنني أريد أن أكون الشخصية الرئيسية في قِصتِي ، ولا أريد أن تكون حياتِي عبارة عن سلسلة من ردّات الفِعل ، لا أريد لحياتي أن تصبِح محض نتائِج حتمِية للأحداث والمؤثرات والظروف الخارجة عن الإرادة.

في أعماق نفسي أؤمن أنني ..
سأكونُ يوماً ما أُرِيد.
#عن_أشياء_كثيرة (30)
#مريم_الشيخ🤎






BY أُورڪِيد


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/theorkeed/10692

View MORE
Open in Telegram


أُورڪِيد Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Launched in 2013, Telegram allows users to broadcast messages to a following via “channels”, or create public and private groups that are simple for others to access. Users can also send and receive large data files, including text and zip files, directly via the app.The platform said it has more than 500m active users, and topped 1bn downloads in August, according to data from SensorTower.

What Is Bitcoin?

Bitcoin is a decentralized digital currency that you can buy, sell and exchange directly, without an intermediary like a bank. Bitcoin’s creator, Satoshi Nakamoto, originally described the need for “an electronic payment system based on cryptographic proof instead of trust.” Each and every Bitcoin transaction that’s ever been made exists on a public ledger accessible to everyone, making transactions hard to reverse and difficult to fake. That’s by design: Core to their decentralized nature, Bitcoins aren’t backed by the government or any issuing institution, and there’s nothing to guarantee their value besides the proof baked in the heart of the system. “The reason why it’s worth money is simply because we, as people, decided it has value—same as gold,” says Anton Mozgovoy, co-founder & CEO of digital financial service company Holyheld.

أُورڪِيد from us


Telegram أُورڪِيد
FROM USA