tg-me.com/turathalanbiaa_alkafeelblog/21778
Last Update:
وصايا الإمامِ الصادق (عليه السلام)
لعبدِ الله بن جندب (رضوان الله عليه)(76)
(1)
"يَا ابْنَ جُنْدَبٍ مَنْ حَرَمَ نَفْسَهُ كَسْبَهُ فَإِنَّمَا يَجْمَعُ لِغَيْرِهِ وَمَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ فَقَدْ أَطَاعَ عَدُوَّهُ مَنْ يَثِقْ بِاللَّهِ يَكْفِهِ مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ وَيَحْفَظْ لَهُ مَا غَابَ عَنْهُ".
…………
في هذا المقطعِ وصايا ثلاثةٌ للإمامِ الصادق (عليه السلام) يُحذِّرُنا فيه من صفتينِ مذمومتينِ وقبيحتين، وفي الوقتِ نفسه يُرشِدُنا ويُنبِّهنا إلى صفةٍ أخرى من صفاتِ العبوديّةِ للهِ (تعالى)، وهي مُهمّةٌ لنا في تحقيقِ النجاحِ في هذه الحياةِ الدُنيا ورضا اللهِ (تعالى).
الصفة الأولى المذمومة: في قوله (عليه السلام): " مَنْ حَرَمَ نَفْسَهُ كَسْبَهُ فَإِنَّمَا يَجْمَعُ لِغَيْرِهِ"، وتوضيحها: منِ القواعدِ الحياتيةِ المعلومةِ والمُتعارفةِ عندَ العقلاءِ ووفقَ المبادئ الدينية، أنَّ الإنسانَ يكِدُّ ويتعبُ ويشقى ويتحمّلُ العناءَ والمتاعبَ من أجلِ أنْ يُراعي أوّلًا احتياجاتِ نفسه لدُنياه وآخرته، ويُراعي احتياجاتِ عائلته وأسرته وأرحامه واحتياجاتِ بقيةِ الناس.
وهذه قاعدةٌ مُتعارفُ عليها، ولكنّ بعضًا لا يعملُ بهذه القاعدة، ويعملُ بأمرٍ آخر خلافَ ذلك، فبعضُ الناسِ يتعبُ ويشقى ويكِدُّ سنينَ طويلةً ليلًا ونهارًا يعملُ ويجمعُ المال، ولكنّه يبخلُ على نفسه فلا يُراعي احتياجاتِه للدُنيا والآخرة، وإنّما يقدّمُ غيرَه في ذلك ويُراعي احتياجاتِ غيره، ربما يجمعُ ويُعطي لأسرته ويتركُ هذا المالَ لأسرته، وربما يبخلُ على نفسه وعلى أسرته، ومآلُ ذلك أنّ هذا المالَ الذي جمعه وتحمّلَ الكثيرَ من العناءِ ستجمعه لغيرك، فيكون هذا التعبُ حاصله ومآله إلى غيره.
هذه من الصفاتِ المذمومةِ والقبيحةِ عندَ العقلاءِ وحتّى وفقَ القواعدِ الدينيّة، نجدُ أنّ بعضَ الناسِ هكذا طوال حياتِه يكدُّ ويتعبُ ليلاً ونهارًا ويجمعُ المالَ والعقاراتِ وغيرَ ذلك من هذه الأمور، ثمّ لا يُراعي احتياجاتِ نفسه من هذا المالِ فيحرمُ نفسَه من هذا المالِ الذي جمَعَه بتعبه وكدّه في أمورِ الدُنيا وفي أمورِ آخرته.
قناة التليغرام:
✅ https://www.tg-me.com/us/مدونة الكفيل/com.turathalanbiaa_alkafeelblog
صفحة الفيس بوك:
✅ facebook.com/alkafeelblog
حساب الانستغرام:
✅ https://www.instagram.com/alkafeelblog/
BY مدونة الكفيل
Share with your friend now:
tg-me.com/turathalanbiaa_alkafeelblog/21778