الجامعات السودانية

بمناسبة بداية التقديم للجامعات اعيد نشر هذا المقال لأهميته
نشر في صحيفة اخبار اليوم العام الماضي
خلو اولادكم يقدمو للجامعات والتخصصات حسب رغبتهم، ما تفرضو عليهم تخصص معين

🥀🥀🥀🥀
الدرب التحتاني
يعني إلا طب؟
بكري الخير
الناظر الي نتيجة القبول للجامعات السودانية لهذا العام وما صاحبها من لغط، يعي تماما ما وصلنا إليه من مراحل في عدم توجيه أبنائنا الوجهات الصحيحة التي تضمن لهم مستقبلاً واعداً، إذ ونحن في القرن الحادي والعشرين والعالم يتطور في كل ثانية ويتحور وتنقلب موازينه ما زال الأهالي يجبرون أبنائهم على دراسة الطب وبعض التخصصات بعينها، (يعني إلا طب؟) مع إستمرارية الدقة القديمة بتاعت (تكبر وتبقي لي دكتور) ولأنو ود فلان داك دخل الطب إنت إلا تدخل طب، لا زال الاباء يجبرون أبنائهم على بعض التخصصات دون النظر الي قدراتهم وهواياتهم وما يناسبهم وحوجة سوق العمل، حتي صار هناك تكدس في التخصصات وأصبح عدد الدكاترة عندنا يفوق كل تصور ولا يجدون مرافق تستوعبهم فانتشرو في ارض الله الواسعة، وكثير ما تلقي دكتور بعد أن أحرز نتيجة كبيرة وقضي سنين عددا في دراسة الطب وصرف دم قلبه وأنهك أهله شغال في مهنة هامشية ولسان حاله يقول (هذا ما جناه أهلي)، حتي الصيادلة من كثرتهم تحول بعضهم الي بائعي مستلزمات طبية و(هتش) وتراكيب منافسين أكشاك قدر ظروفك، وأصبحت الصيدليات (كل شئ تحت سقف واحد)، العالم يتطور من حولنا وأصبحت هناك مهن معينة تتحكم في سوق العمل وخرجت مهن أخري منه، ونحن ولطيلة ثلاثين عاماً واقفين في محطة واحدة لم نتحرك منها بسبب الحظر بينما العالم حولنا عبر إلى فضاءات واسعة، دعو أبنائكم يحققون رغباتهم ويطلقون العنان لقدراتهم ومواهبهم (المدفونة) حتي يفيدو ويستفيدو.
كما ذكرت هنالك تخصصات ومهن بعينها أصبحت تتحكم في سوق العمل عالمياً وهي لغات البرمجة، أمن المعلومات، تحليل البيانات، الطاقة البديلة، الطباعة ثلاثية الابعاد، التعليم عن بعد والتسويق الالكتروني وغيرها من المهن المستحدثة التي تواكب التطور، فالعالم أصبح يدار الكترونيا فأنت في منزلك تستطيع تلبية كل احتياجاتك بفضل التطبيقات المبتكرة في كل مجال، وحتي الحروب والدسائيس صارت تدار الكترونياً، وما الانتخابات الامريكية الاخيرة واتهام الروس بتزويرها ببعيدة عنا، والدول المحترمة ولتأمين نفسها إتجهت مؤخرا لحجب بعض مواقع التواصل الإجتماعي والإستعاضة عنها بتطبيقات وبرمجيات محلية يسهل التحكم فيها وتأمينها حتي لا يحدث إختراق، والسودان في ظل الانفتاح الذي حدث مؤخراً مطالب بالاسراع في مواكبة التطور الحاصل، وذلك بتغيير نوع التعليم الذي أصبح في الاونة الأخيرة ممتعاً وغير تلقيني بحيث يحد من ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس بسبب عدم جاذبية المناهج، وتوجيهه الوجهة الصحيحة حتي تكون مخرجاته ملبية لاحتياجات سوق العمل.
فيا دكتورة انتصار صغيرون (وزيرة التعليم العالي) ويا استاذة تيسير النوراني (وزيرة العمل)، في فترة توليكم لهاتين الوزارتين المهمتين وفي ظل التغييرات الوزارية التي تحدث كل فترة، لو استطعتم عمل موائمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل ومتطلباته فهو الإنجاز في حد نفسه.
وأخيرا ...
مليار من وين يا بت الزّين؟
مليار من وين ؟
لقروش الطب ...
وبيتنا الطين
لمبة جاز وجاز من وين ؟

www.tg-me.com/us/الجامعات السودانية/com.universities2020/1769

2.0K viewsOct 15, 2022 at 16:24

بمناسبة بداية التقديم للجامعات اعيد نشر هذا المقال لأهميته
نشر في صحيفة اخبار اليوم العام الماضي
خلو اولادكم يقدمو للجامعات والتخصصات حسب رغبتهم، ما تفرضو عليهم تخصص معين

🥀🥀🥀🥀
الدرب التحتاني
يعني إلا طب؟
بكري الخير
الناظر الي نتيجة القبول للجامعات السودانية لهذا العام وما صاحبها من لغط، يعي تماما ما وصلنا إليه من مراحل في عدم توجيه أبنائنا الوجهات الصحيحة التي تضمن لهم مستقبلاً واعداً، إذ ونحن في القرن الحادي والعشرين والعالم يتطور في كل ثانية ويتحور وتنقلب موازينه ما زال الأهالي يجبرون أبنائهم على دراسة الطب وبعض التخصصات بعينها، (يعني إلا طب؟) مع إستمرارية الدقة القديمة بتاعت (تكبر وتبقي لي دكتور) ولأنو ود فلان داك دخل الطب إنت إلا تدخل طب، لا زال الاباء يجبرون أبنائهم على بعض التخصصات دون النظر الي قدراتهم وهواياتهم وما يناسبهم وحوجة سوق العمل، حتي صار هناك تكدس في التخصصات وأصبح عدد الدكاترة عندنا يفوق كل تصور ولا يجدون مرافق تستوعبهم فانتشرو في ارض الله الواسعة، وكثير ما تلقي دكتور بعد أن أحرز نتيجة كبيرة وقضي سنين عددا في دراسة الطب وصرف دم قلبه وأنهك أهله شغال في مهنة هامشية ولسان حاله يقول (هذا ما جناه أهلي)، حتي الصيادلة من كثرتهم تحول بعضهم الي بائعي مستلزمات طبية و(هتش) وتراكيب منافسين أكشاك قدر ظروفك، وأصبحت الصيدليات (كل شئ تحت سقف واحد)، العالم يتطور من حولنا وأصبحت هناك مهن معينة تتحكم في سوق العمل وخرجت مهن أخري منه، ونحن ولطيلة ثلاثين عاماً واقفين في محطة واحدة لم نتحرك منها بسبب الحظر بينما العالم حولنا عبر إلى فضاءات واسعة، دعو أبنائكم يحققون رغباتهم ويطلقون العنان لقدراتهم ومواهبهم (المدفونة) حتي يفيدو ويستفيدو.
كما ذكرت هنالك تخصصات ومهن بعينها أصبحت تتحكم في سوق العمل عالمياً وهي لغات البرمجة، أمن المعلومات، تحليل البيانات، الطاقة البديلة، الطباعة ثلاثية الابعاد، التعليم عن بعد والتسويق الالكتروني وغيرها من المهن المستحدثة التي تواكب التطور، فالعالم أصبح يدار الكترونيا فأنت في منزلك تستطيع تلبية كل احتياجاتك بفضل التطبيقات المبتكرة في كل مجال، وحتي الحروب والدسائيس صارت تدار الكترونياً، وما الانتخابات الامريكية الاخيرة واتهام الروس بتزويرها ببعيدة عنا، والدول المحترمة ولتأمين نفسها إتجهت مؤخرا لحجب بعض مواقع التواصل الإجتماعي والإستعاضة عنها بتطبيقات وبرمجيات محلية يسهل التحكم فيها وتأمينها حتي لا يحدث إختراق، والسودان في ظل الانفتاح الذي حدث مؤخراً مطالب بالاسراع في مواكبة التطور الحاصل، وذلك بتغيير نوع التعليم الذي أصبح في الاونة الأخيرة ممتعاً وغير تلقيني بحيث يحد من ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس بسبب عدم جاذبية المناهج، وتوجيهه الوجهة الصحيحة حتي تكون مخرجاته ملبية لاحتياجات سوق العمل.
فيا دكتورة انتصار صغيرون (وزيرة التعليم العالي) ويا استاذة تيسير النوراني (وزيرة العمل)، في فترة توليكم لهاتين الوزارتين المهمتين وفي ظل التغييرات الوزارية التي تحدث كل فترة، لو استطعتم عمل موائمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل ومتطلباته فهو الإنجاز في حد نفسه.
وأخيرا ...
مليار من وين يا بت الزّين؟
مليار من وين ؟
لقروش الطب ...
وبيتنا الطين
لمبة جاز وجاز من وين ؟

BY الجامعات السودانية