Telegram Group Search
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
المداومة على العمل الصالح
بعد انقضاء شهر رمضـان


عن أَبي أَيُّوبَ الأَنصاريِّ رضي الله عنه،
أَنَّ رَسُــولَ اللهِ ﷺ قالَ:
"مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن
شَوَّالٍ، كانَ كَصيامِ الدَّهرِ".

صحيح مسلم ١١٦٤
-

"مَن صامَ رَمضانَ، ثُمَّ أَتبعَه ستًّا مِن
شوَّالٍ، كانَ كَصيامِ الدَّهرِ"، أي: مَن
صامَ شهرَ رَمضـانَ كاملًا، ثُمَّ صامَ بعدَ
رَمضانَ ستَّةَ أيَّامٍ مِن شوَّالٍ مُتوالياتٍ
أو مُتفرِّقاتٍ؛ كانَ لَه مِن الأَجرِ مثلُ
ما يُعادلُ صِيامَ العـامِ كلِّه، وهذا مِن
عَظيمِ فَضلِ اللهِ عَلى عِبادةِ المُسلميـنَ
بمُضاعفةِ الأَجرِ لَهم.

وصيام هذه الست بعد رمضان دليل
على شكر الصائم لربه تعالى على
توفيقه لصيام رمضـان، وزيادة في
الخير، كما أن صيامهـا دليل على حب
الطاعات، ورغبـة المواصلة في طريق
الصالحات والقربات.
وقال بعض السّلف:
"الحسنة بعد الحسنة ثواب الحَسنة".


وقد ذكر الحافظ ابـن رجب رحمه الله
في شرح هذا الحديث ما حاصله:
أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن
الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها
فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من
خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل
بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في
صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج
إلى ما يجبره من الأعمال.

يُمكن الـشروع بصيام الستّ من شوال
ابتداء من ثاني أيام شوال لأنّ يوم
العيـد يحرم صيامه ويُمكن أن تصوم
الستّ في أيّ أيام شوال شئت، وخير
البرّ عاجله.

هـل يبدأ بقضاء ما فاته من صيام
رمضان أو يبدأ بصيام الست؟


قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
الأفضل أن يبدأ بالصيـام الذي قضاء
الذي عليه؛ لأنه هو الفرض، والناس
اختلفوا في هذا، بعض أهل العلم قال:
لابد من البدأة بالقضاء، وبعض أهل
العلم قال: يجوز تأخير القضاء وفعل
المستحبات، وبعضهم أجاز تقديم
المستحبات لكن فضل القضاء،

وهذا هو الذي ينبغي يفضل القضاء،
يعني ينبغي له أن يبـدأ بالقضاء،

لكن لو صام مثل يوم عرفة وعليه
قضاء أو صام يوم عاشـوراء وعليه
قضاء أو صام ثلاثة أيام من كل شهر
وعليه قضاء فإنه يجزئه إن شاء الله
وله أجر، لكن لا ينبغي له ذلك، ينبغي
له أن يبدأ بالقضاء؛ لأنه هو الفرض
ولأنه أحوط لحقه قد يعوقه عائق، قد
يهجـم عليه الأجل، فينبغي له أن يبدأ
بالقضاء، فالقول بالبداءة بالقضاء أولى
وأحوط؛ حيطة للدين وحرصًا على
براءة الذمة.
(الموقع الرسمي للشيخ)

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
هـل يجوز قضاء الاعتكاف في شوال؟

عن عائِشـةَ رضي الله عنها، قالَت:
كانَ النَّبيُّ ﷺ يَعتَكِفُ في العَشرِ
الأواخِرِ مِن رَمَضانَ، فَكُنتُ أضرِبُ لَهُ
خِبـاءً فيُصَلِّي الصُّبحَ ثُمَّ يَدخُلُهُ،
فَاستَأْذَنَت حَفصةُ عائِشةَ أن تَضرِبَ
خِباءً، فأذِنَت لَها، فَضَرَبَت خِباءً، فَلَمَّا
رَأَتـهُ زَينَبُ ابنةُ جَحشٍ ضَرَبَت خِباءً
آخَرَ، فَلَمَّا أصبَحَ النَّبيُّ ﷺ رَأَى الأخبيةَ،
فَقالَ: ما هَذا؟ فَأُخبِرَ، فَقالَ النَّبيُّ ﷺ:
ألبِرَّ تُرَونَ بهِنَّ؟ فَتَرَكَ الِاعتِكـافَ ذَلِكَ
الشَّهرَ، ثُمَّ اعتَكَفَ عَشـرًا مِن شَوَّالٍ.

صحيح البخـاري ٢٠٣٣
-

في هذا الحديثِ تَرْوي عائشةُ
رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان
يَعتكِفُ في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضـانَ،
وكانت عائشةُ رضي اللهُ عنها تَصنَعُ له
خِباءَه، وهو خَيمـةٌ صَغيرةٌ مِن صُوفٍ،
فكان يُصلِّي الصُّبحَ في جَماعـةٍ مع
النَّاسِ، ثمَّ يَدخُلُ خِباءَه، فطَلَبَت
حَفصةُ مِن عائشةَ رضي اللهُ عنها أن
تَستأذِنَ لها مِن النَّبيِّ ﷺ أن تَضرِبَ لها
خِباءً، فأَذِنَ لها، ولَمَّا رأَتها زَينبُ بِنتُ
جَحشٍ رَضيَ اللهُ عنها فعَلَت مِثلَها.

فلمَّا أصبَحَ ﷺ رَأى أخبيةً كَثيرةً
مَنصوبةً في المسجدِ: قُبَّةً له، وثَلاثًا
لنِسائِه عائشةَ وحَفصةَ وزَينَبَ، كما
بيَّنَت رِوايـاتٍ أُخرى عندَ البُخاريُ،
فقال ﷺ مُخاطِبـًا مَن معَه: أتظنُّون أنَّ
هؤلاء النِّسوةَ قد صنَعن بفِعلِهنَّ هذا
خيرًا؟! وكأنَّه ﷺ خَشيَ أن يكونَ
الحاملُ لهـنَّ على ذلك المُباهاةَ
والتَّنافُسَ الناشئَ عن الغَيرةِ حِرصًا
على القُربِ منه.

أو خَشيَ تَوارُدَ بَقيَّةِ النِّسوةِ على ذلك،
فيَضيقُ المسـجدُ على المُصلِّين، أو
يُصيِّرُه ذلك كالجالسِ في بَيتِـه، وربَّما
شَغَلنَه عن التَّخلِّي لِما قَصَدَ مِن العِبادةِ،
فيَفوتُ مَقصودُ الاعتكافِ، أو لغَيرتِه
عليهنَّ، فكَرِهَ مُلازمتَهنَّ المسجدَ، مع أنَّه
يَجمَعُ النَّاسَ، ويَحضُرُه الأعرابُ
والمنافِقـون، وهنَّ مُحتاجاتٌ إلى
الخُروجِ والدُّخولِ لِما يَعرِضُ لهـنَّ،
فيُبتذَلنَ بذلك، وكلُّ هذه الأمورِ تُخرِجُ
الاعتكافَ عن حَقيقتِه.

ثمَّ انصرَفَ النَّبي ﷺ ولم يَعتكِفِ
العَشرَ الأواخرَ مِن رَمَضانَ، وذلك حتَّى
يَنصرِفَ مَن حَولَه مِن مُعتكَفِـه كما
كانت عادتُـه ﷺ في تَعليمِ أصحابِه،
فاعتَكَفَ في شوَّالٍ قَضاءً لِما ترَكَه مِن
الاعتكافِ في رَمضانَ.

= يُستَحبُّ القضاء لِمَن فاتَه اعتِكاف
العشر بعذرٍ.


قال الشيخ ابن باز رحمه الله عن قضاء
الاعتكاف في شوال؟
ما فيه بأس، فعله النبيُّ ﷺ، إذا تيسَّر
وأحبَّ الاعتكاف، وليـس هو بلازم،
فهي كلها سنة.
'فتاوى الدروس،الموقع الرسمي للشيخ'

الأصل في الاعتكاف أنه سـنة وليس
بواجب، إلا إذا كان نـذرًا فيجب،
لقول النبي ﷺ: مَن نَذَرَ أَن يُطيعَ اللَّهَ
فَليُطِعهُ، ومَن نَذَرَ أَن يَعصيَهُ فَلا يَعصِـهِ.
[ رواه البخاري ]

ولأن عُمَـرَ رضي الله عنه قالَ:
يَـا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرتُ في الجاهِليَّةِ
أَن أَعتَكِفَ لَيلةً في المَسـجِدِ الحَرامِ،
فَقالَ له النَّبيُّ ﷺ: أوفِ نَذرَكَ.
فَاعتَكَفَ لَيلةً. [ متفق عليه ]
وفيه دليلٌ على أنَّ الاعتِكاف لا يُشتَرَط
له الصوم، ولا بأس أن يكون ليلًا
أو نهارًا.


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
' استِحباب الزَّواج في شـوَّال '

عن عائِشـةَ رضي الله عنها، قالَت:
تَزَوَّجَنِي رَسولُ اللهِ ﷺ في شَوَّالٍ،
وَبَنَى بي في شَوَّالٍ، فأيُّ نِسـاءِ
رَسولِ اللهِ ﷺ كانَ أَحظَى عِندَهُ مِنِّي؟
قالَ عُروَة بن الزُّبَير: وكانَت عائِشـةُ
تَسـتَحِبُّ أَن تُدخِلَ نِساءَها في شَوَّالٍ.

صحيح مسـلم ١٤٢٣
-

نقَل لنا الصَّحابةُ هَديَ النَّبـيِّ ﷺ
في أمورِ الزَّواجِ وغيرِه، وقد نقَلَت
أمُّ المؤمِنين عائِشـةُ رضي الله عنها
ما حدَث معَها في أمرِ زواجِها وبِناءِ
النَّبيِّ ﷺ بها، كما في هذا الحديثِ،
حيث قالـت:


"تزَوَّجَني رَسولُ اللهِ ﷺ في شـوَّالٍ"،
أي: عقَد علَيَّ في شهرِ شـوَّالٍ، "وبَنى
بي في شـوَّالٍ"، والبناءُ هو الزِّفافُ
والدُّخولُ بالزَّوجةِ ومُعاشَرتُها ووَطؤُها،
"فأيُّ نِساءِ رَسولِ اللهِ ﷺ كان أَحظى
عِندَه منِّي؟!"، أي: أقرَبَ إليه وأسعَدَ به،
أو أكثَرَ نَصيبًا!

فكان ذلك مِن حُسنِ حَظِّها؛ لأنَّ
النَّبـيَّ ﷺ دخَل بها في شهرِ شوَّالٍ بعدَ
انتهاءِ شهرِ رمَضانَ، الَّذي كان النَّبيُّﷺ
يَنقطِعُ عن نِسـائِه في آخِرِه، وبهذا
يكونُ الزَّوجُ مُشتاقًا لزَوجتِـه، "وكانت
عائشةُ تَستحِبُّ أن تُدخِلَ نِسـاءَها"، أي:
نساءَ قومِها على أزواجِهنَّ، "في
شـوَّالٍ"، أي: تَبرُّكًا بما حصَل لها فيه مِن
الخيرِ برسولِ اللهِ ﷺ.

وقصَدَت عائشةُ بهذا الكلامِ رَدَّ ما كانت
أحوالُ الجاهليَّةِ عليه، وما يتَخيَّلُه
البعضُ مِن كَراهةِ التَّزوُّجِ والتَّزويجِ
والدُّخولِ في شهرِ شوَّالٍ، الَّذي هو مِن
آثارِ الجاهليَّـةِ، وكانوا يتَطيَّرون بذلك؛
لِما في اسمِ شوَّالٍ مِن الإشالةِ، والرَّفعِ
والإزالةِ، فكانوا يَعتقِدون أنَّ مَن بَنى
بأهلِه في شوَّالٍ رُفِعَت المحبَّـةُ مِن
بَينِهما ولم يَكُـن إلفٌ ولم يَحصُل يُمنٌ،
أو كانوا لا يَرَون يُمنـًا في التَّزوُّجِ
والعُرسِ في أشهُرِ الحجِّ وبينَ العيدَين،
فأرادَت أن تَرُدَّ على ذلك كلِّه.

قال النووي رحمه الله في شـرحه
لحديث عائشة رضي الله عنها:
فيه استحباب التزويج والتزوج
والدخول في شوال، وقد نصَّ أصحابنا
على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث
[ شرح صحيح مسلم للنووي ٢٠٩/٩ ]


وقـال ابن كثير:
"وأنَّ دُخولَهُ ﷺ بها كان بالسُّنحِ نهارًا،
وهذا خلافُ ما يَعتادُه الناسُ اليومَ".
[ البداية والنهاية ٥٧٠/٤ ]
(والسُّـنح: مكان بعوالي المدينة).

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
قاعدة عظيمة
فيها استمرار الخير بعد رمضان

عَن ‏القاسِم بنِ مُحَمَّدٍ، عَن عائِشةَ، قالَت:
قالَ رَسـولُ اللهِ ﷺ:
«أحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ تَعالَى أدوَمُها،
وإن قَلَّ». قالَ: وكانَت عائِشةُ إذا عَمِلَتِ
العَمَلَ لَزِمَتهُ.

متفق عليه واللفظ لمسلم
-

جعَلَ اللـهُ تعالَى الأعمالَ الصَّالحةَ
مُتفاضِلةً، وأفضَلُها هي التي يَستمِرُّ
عليها صاحِبُها ويُداوِمُ عليهـا.


وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ ﷺ:
"أحَبُّ الأعمـالِ إلى اللهِ تعالى"، أي:
التي تُقرِّبُ مِنَ اللـهِ عزَّ وجلَّ، وتكونُ
سَببًـا في نَيلِ فَضلِهِ وثَوابِهِ، "أَدوَمُها"،
أي: ما استمرَّ في حياةِ العامِلِ،
"وإن قَلَّ"؛ أي: وإن كان عَملًا قَليلًا؛ لأنَّه
يَستمِرُّ، بخِلافِ الكثيرِ الشَّـاقِّ،
فالمواظَبةُ على العملِ القليلِ أمرٌ حسَنٌ؛
لأنَّها تُكَثِّرُها، وتَجعَلُ صاحِبَها دائمَ
الصِّلةِ بالعمَلِ الصَّالحِ، إنَّ القليل الدائم،
خير وأعظم بركة من الكثير المُنقطِع.

فكان ﷺ يثابر على الأعمـال الصالحة،
وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل.
وكان أصحابه إذا عملوا عملاً أثبتـوه،
وكانت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها إذا عَمِلَتِ
العَملَ لَزِمَته.


ومن أمثلة لزومها العمل:
في قيام الليل: قال القاسم بن محمـد
- ابن أخي عائشة - قال: "كنا نأتي
عائشـة قبل صلاة الفجر فأتيناها ذات
يوم فإذا هي تصلي، فقالت: نمت عن
حزبي في هذه الليلة فلم أكن لأدعه".
[ مصنف ابن ابي شيبة ]

وفي صيام النهار: قال القاسم بن
محمد: "أن عائشة رضي الله عنها كانت
تصوم الدهـر".
[ تهذيب الآثار - ٤٤٦ ]

يحب اللـه منا الاستمرار والديمومة في
الأعمال ولـو كانت قليلة.. بينما نحن
مشغولون بكمية العمل وعدده وكثرته
حتى ألهانا التكاثر!


يقول ابن الجوزي
في كتاب تلبيس إبليس:
إذا علم الشيطان من الإنسـان عزيمةً
على الخير وأيس من تثبيطه وإعادته
نحو الـوراء، غيّر استراتيجية المعركة
ودفعه دفعًا نحو الأمام، وأزَّه أزَّا إلى
مراتب عليَّة "يعلم أنه لن يطيقهـا إلا
مدة يسيـرة" وسهلها عليه تسهيلا، ثم
ما يلبث إلا وينقطع! فتكون له الغلبة

ولهذا فإن النبي لما قال "أدومها وإن
قلّ" كان يسن لنا هديًا نبويًا في
المداومة والتدرّج تغلب به شيطانـك
وتعينك على سلوك الطريق!.

←ابــدأ باليسير من العمل وداوم عليه
←وعلى الله التمام ومنه العون والمدد


-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
الدعاء في صلاة الليل وقيامه

عن أبي سَلَمةَ بنُ عَبدِالرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ،
قال: سَأَلتُ عائِشةَ أُمَّ المُؤْمِنينَ، بِأَيِّ
شَيءٍ كانَ نَبيُّ اللهِ ﷺ يَفتَتِحُ صَلاتَهُ
إِذا قامَ مِنَ اللَّيـلِ؟ قالَت: كانَ إِذا قامَ
مِنَ اللَّيلِ افتَتَحَ صَلاتَهُ:
«اللهُمَّ رَبَّ جَبرائِيلَ، ومِيكائِيلَ،
وإِسرافيلَ، فاطِرَ السَّـماواتِ والأَرضِ،
عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، أَنتَ تَحكُمُ بَينَ
عِبادِكَ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ، اهدِني
لِما اختُلِفَ فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِـكَ، إِنَّكَ
تَهدي مَن تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ».

صحيح مسلم ٧٧٠
-

سأل أبو سلمة بن عبد الرحمن بن
عوف عائشةَ أم المؤمنين عن الدعاء
الذي كان نبي الله ﷺ يفتتح به صلاته
إذا صلى قيام الليل؟ فقالت عائشة:
كان النبي ﷺ إذا صلى قيام الليل قال
هذا الدعاء: «اللهـم رب جبريل
وميكائيل وإسرافيل» وتخصيص
هؤلاء الملائكة الثلاثة بالإضافة، مع أنه
تعالى رب كل شيء؛ لتشـريفهم
وتفضيلهم على غيرهـم، وكأنه قدم
جبريل؛ لأنه أمين الكتب السماوية
فسائر الأمور الدينية راجعة إليه، وأخَّر
إسـرافيل؛ لأنه النافخ في الصور، وبه
قيام السـاعة، ووسَّط ميكائيل؛ لأنه
أمين القطر والنبات ونحوهما
مما يتعلق بالأرزاق المقوِّمة في الدنيـا.

«فاطر السـماوات والأرض»، أي:
مبدعهما ومخترعهما «عالم الغيب
والشهادة» ، أي: عالم بما غاب عن
العباد وما شاهدوه «أنت تحكم بين
عبادك فيما كانوا يختلفون» أي: تحكم
بين العباد فيما كانوا يختلفون فيه من
أمر الدين في أيام الدنيا.

«اهدني لما اختلف فيه من الحق
بإذنك» أي: اهدني إلى الحق والصواب
في هذا الاختلاف الذي اختلف الناس
فيه من أمور الدين والدنيا بتوفيقك
وتيسيرك «إنك تهدي من تشـاء إلى
صراط مسـتقيم» أي: فإنك تهدي من
تشاء إلى طريق الحق والصواب.

دعاء عظيم فى موقف جليل بيـن يدي
الله تعالى فى جوف الليل الآخر؛ حيث
لا يراك ولا يسمعك أحد إلا هو،
تتواضع له، وتفتقر إليه أن يعلمك ما
لم تكن تعلم، وأن يشـرح صدرك للحق
وإن خالف هواك، وأن يهدى قلبك لمراد
الله مما اختلف فيه النـاس، فلا يلبس
عليك دينك منافق عليم اللسان، أو
جاهل يتأول القـرآن، وبقدر تبرؤك من
الحول والقوة فيكون لسـان حالك:
{ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ
الضَّالِّينَ }؛ يرجى أن تكون إلى ربك
أقرب، وأن يكون نصيبـك من الهداية
إلى الحق أعظم.


ولا بأس بالدعاء به خارج الصلاة؛ فإن
المسـلم مأمور بطلب الهداية من
الله تعالى في كل وقت.

اللهم أحي قلوبنا بنور شريعتك، واهدنا
لما اختلف فيه من الحق بإذنك، وأرنا
الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل
باطلا وارزقنا اجتنابه.

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
النهي عن التحسر بقول " لو "

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قالَ:
قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ:
"إن أَصابَكَ شَيءٌ، فَلا تَقُل: لَو أَنِّي
فَعَلتُ كانَ كَذا وكَذا، ولَكِن قُل:
قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو)
تَفتَحُ عَمَلَ الشَّـيطانِ".

صحيح مسـلم ٢٦٦٤
-

المؤمن الموحد يعلم أن كل شيء إنما
هو بقدَر الله تعالى، وأن ما شـاء الله
كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ليس ثمة
شيء يمكن أن يحجز قـدر الله أن ينفذ
في خلقـه سبحانه وتعالى، وبذا يطمئن
قلب المؤمن الموحِّد، ويعلم أن لامجال
للأسى والحزن أن يكونا في حياته؛
لأن أمر الله سبق، ومشيئتـه نفذت.


وفي هذا الحديث يوصي النبي ﷺ
مَن أصابَته مُصيبـةٌ، فلا يَقُل: «لَو أنِّي
فَعَلتُ كان كذا وكذا»؛ فـإنَّ هذا القولَ
غيرُ سَديدٍ، ولكن يَقولُ مُستَسلِمًا
وراضيًا، ومُؤمِّلًا الخَيرَ: «قَدَّر اللهُ»، أي:
وَقَعَ ذلكَ بمُقتَضى قَضائِه وعلى وَفْقِ
قَدَرِه، «وما شـاءَ فَعَلَ»؛ فإنَّه فعَّالٌ لِما
يُريدُ، ولا رادَّ لقَضائِه، ولا مُعقِّبَ لحُكمِه.

وبعدَ أن نَهى النَّبيُّ ﷺ عن قَولِ كلمةِ
الشَّرطِ «لَو» في مِثلِ هذا المَوضِعِ، نَبَّهَ
على أنَّها «تَفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ» مِن
مُنازَعةِ القَدَرِ، والتَّأسُّفِ على ما فاتَ؛
لأنَّ فيها الاعتراضَ على القَدَرِ،
والتَّحسُّرَ مِن وُقوعِه، كأن يقولَ
الإنسانُ حين تَنزِلُ به مُصيبةٌ: لو فَعَل
كذا ما أصابه المرَضُ!

فالمسلمُ مُطالَبٌ بالتَّسليمِ للقَدَرِ، فما
أرادَه اللهُ عزَّ وجلَّ واقعٌ لا مَحالـةَ؛
إذ قَضاءُ اللهِ وقَدَرُه لا يَتخلَّفُ، فما دامَ
الإنسـانُ قدِ اجتهَدَ في العملِ، وأخَذَ
بالأسبابِ، مُستعينًـا باللهِ، وطلَبَ
الخَيرَ منه سُبحانـه؛ فلا عليه بعدَها إلَّا
أن يُفَوِّضَ أمرَه كلَّه للهِ..

وليَعلَم أنَّ اختيارَ اللهِ عزَّ وجلَّ هو
الخَيـرُ، حتَّى وإن كان ظاهِرُ ما وَقَع له
مَكروهًا، ولا يَسـتطيعُ أحدٌ مِن الخَلقِ
دَفعَ قَدَرِ الخالِقِ عزَّ وجلَّ وتَغييرَه دُونَ
إذنٍ مِنَ اللـهِ، وإنِ اجتَمَعَت لذلك
الدُّنيا بما فيها.


◂ ﺗَﺠﺮﻱ اﻷُﻣﻮﺭُ ﻋَﻠﻰ ﺣُﻜﻢِ اﻟﻘَﻀﺎءِ، ﻭﻓﻲ
◂ ﻃَﻲِّ اﻟﺤَــﻮاﺩِﺙِ ﻣَﺤﺒـــﻮﺏٌ ﻭﻣَﻜــــﺮﻭﻩُ
◂ ورُﺑَّﻤـــــﺎ ﺳَـــﺮَّﻧﻲ ﻣـــﺎ كنتُ ﺃﺣــــﺬَﺭُﻩُ
◂ ﻭﺭُﺑَّﻤـــــﺎ ﺳــﺎءَﻧﻲ ﻣـــﺎ كنتُ ﺃﺭﺟـــﻮﻩُ

-
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/04/25 14:04:13
Back to Top
HTML Embed Code: