Telegram Group Search
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه، إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّه بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَال
قبل عشرة أعوام، كان السوق، سوقَ تنمية الذات، والحمّى حمُى كتب بناء الشخصية، وقوة الإرادة، وما شابهها.
(كيف تكون قوي الشخصية؟) / (كيف تحقِّق أحلامك؟) وغيرها من كتب هذا الحقل بشعاراتها البرّاقة وعباراتها الموهمة.. تلك التي انتقلت حمّاها اليوم الى دوراتٍ باهظة الثمن تشترك فيها، ونهايتها أن تصوِّر نفسك مردِّداً مائة مرَّة (أنا أحفِّز نفسي بنفسي!) ..

فاطلعت فترة لابأس على تلك الكتابات، وعلى دوراتها.. ولكن لم أجد ما يجيب عن جوهر بناء الشخصية، وسر العظمة.

نعم، لا شك أن الكتب تلك تتحدث عن أمور جيِّدة، لكنها في أفضل الأحوال (تكتيكات) تحتاج إلى تفعيلٍ في الحياة، فما هو وقود ذلك؟

فتركتُ الأمر ريثما تنضج الفكرة، ويجيب عنها تراكم التجربة، وتنفتح عليَّ بعض الآفاق من الحياة..
وها أنا اليوم أقول بشبه يقين:

لم أجد طريقاً له من التأثير على شخصية الانسان، ورُشدِها، ونموها، وتربيتها .. أكبر من "تحمُّل المسؤولية"

فلا تجد عظيماً من العظماء إلا وقد حمل همّاً، حمله على وطئ كل صعب، وتجاوز كل عقبة .. بل تبدأ قصة كثيرٍ من العظماْء، أنَّهم حملوا قضيّةً، وتحملّوا في سبيلها..

بل يمكنك بتأمل بسيط، وبملاحظة علمية، أن تلتفت، ألا توجد في كل مراحل حياة انسان نمو، ورشدٌ، في شخصية الانسان، إلا وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتقبُّل وتحمُّل مسؤولية من مسؤوليات الحياة.

فتأمل حال طفولتك.. فلكل بشرٍ طفولة.. واسأل نفسك:
متى انتقلت من الطفولة الى الرجولة.. بل ما هو مقياس هذا الانتقال؟

أليس عندما بدأت شيئاً فشيئاً بتحمل المسؤوليات.. بأن رفعتَ حِملك عن كاهل غيرك وتحملَّته أنت.

فالطفل.. حين يفهم – بذهنه الصغير- أنَّه لابد أن يتحمَّل هو مسؤولية الانتقال من مكانٍ إلى آخر، يبدأ بالمشي.. وبعد سقطاتٍ وعثرات يمشي.. فينمو وتنمو شخصيته.

وحين يفهم أنَّه لابد أن يتولّى بنفسه التعبير عما يجول في خاطره، ويعبِّر عن آلامه وآماله.. يحاول أن يتكلَّم، وبعد تلعثُماتٍ وتتأتآتٍ يتعلَّم الكلام.. فينمو تنمو شخصيته

وهكذا ينمو كلما تقبَّل مسؤوليةً من مسؤولياته.. فيلبس ملابسه بنفسه، وينظِّف فراشه بنفسه.. ثم يبدأ بالمساهمة في اعمال المنزل.. فغاية مسؤولية الطفل قبل الثانية من عمره أن يأكل بنفسه، فهذا انجازٌ عظيم، لكنه حين يصبح العاشرة لا يكتفي بذلك، بل يساهم في اعداد الطعام، فيكلَّف بشراء الخبز، أو تكلَّف الفتاة بغسل الصحون أو اعداد السَلَطة..

وكلما تحمَّل مسؤولية إضافية ابتعد عن الطفولة، ونمت شخصيته واستعدَّ لمسؤولية أكبر.

حتى إذا صار معتمداً على نفسه كليا، متحمِّلاً مسؤولياتها، يبدأ ما هو أكبر، أن يحمَّل مسؤولية غيره.

يتزوَّج فيكون زوجاً، وللزوج مسؤوليات تجاه زوجته رعايةً، وحمايةً، وتوفيراً..
أو تتزوج فتكون زوجةً، وللزوجة مسؤولياتٍ تجاه زوجها، رعايةً، وحمايةً، وطاعة.

ثم يُصبح أبا، وفي نفس الوقت هو (أخ) و (عمٌ) و (خالٌ) و(رفيقٌ) و(عامِلٌ) و (جارٌ) وفي كل ذلك مسؤوليات إضافية يتحمَّلها شيئاً فشيئا فيكبر معها وبها.

ثم يكون (مواطِناً) يتحمَّل فجأة مسؤولية ما يجري في بلدٍ كامل..
ومع كل ذلك، وقبله، هو (مسلمٌ) يهتم بشؤون الأمة كلها، لا في بلاده فحسب، بل بأي مظلومٍ في هذه الأرض، ويتفاعل مع قضاياه..
فيتألم لما يجري في فلسطين، ويتحمَّل مسؤوليته بقدره.. ويتألم لما يجرى في السودان، واليمن، وأفغانستان و...
ويتألم لانحرافِ شابٍ، أو فسق فتاةٍ، أو انحرافٍ فكري لكهلٍ ويسعى في تحمل مسؤوليته قدر طاعته في كل ذلك..

تُرى من كانت هذه صفته، أفلا ستصوغ كل تلك المسؤوليات شخصيته، ويصلب معدنه، كما يصلب الحديد بين المطرقة والسندان؟!

ولعمري، أي ظلم يرتكبه الآباء بحقِّ أبنائهم حين يربّوهم على الكسل، عبر توفير كل ما يحتاجون بلا مقابل لفترةٍ أطول من اللازم؟!

فترى أماً في عقدها الخامس، تخدم فتاتها العشرينية في بيتها.. أو ترى أباً في عقده السادس يسهر على خدمة ابنه اليافع وهو يتقلَّب بين سهرةٍ ولعبة! أليست تلك مصيبةٌ بل كارثة؟!

وأي جرمٍ يرتكبه الآباء بحق أبنائهم حين يربّوهم على الأنانية، والاهتمام بمسؤوليات الذات، دون أن يتفاعلوا مع قضايا غيرهم، قضايا المجتمع والأمة معاً؟

وأكبر من ذلك كُلِّه، أي جرم يرتكبه الانسان بحقِّ نفسه، حين يفر من مسؤوليات حياته، تجاه نفسه، وتجاه مجتمعه، وتجاه ربِّه؟! وهل يستطيع أحدٌ حقاً ان يفر من مسؤولياته؟! وهل ينجح من يفر من ظلِّه اللصيق به، أو الأجل المكتوب له؟!

إنه يجرم بحق نفسه، لأنه لا يستطع أن يتخلص من تبعاتها حتى وان حاول الفرار والتملص منها.. ويجرم بحق نفسه لأنه يمنعه عن نفسه ذلك الرشد الذي كان سيحصل له، والنمو في شخصيته، الحاصل بتلك المسؤولية.
ففتشِّوا عن مسؤولياتكم:
تجاه أنفسكم
وتجاه الناس
وتجاه ربِّكم
واعرفها، واعمل بها.

وبكل مسؤولية تنمو للتحمل مسؤولية أكبر
ودعاؤك في ذلك
(اللهم ما عرَّفتنا من الحقِّ فحملناه)
(وما قصرنا عنه فبلِّغناه)

#تأملات
"اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلًا كَامِلًا وَ عَزْماً ثَاقِباً وَ لُبّاً رَاجِحاً وَ قَلْباً ذَكِيّاً وَ عِلْماً كَثِيراً وَ أَدَباً بَارِعاً.."

من الضروري أن يدعو الانسان ربَّه ليرزقه ما فيه خيرَ دنياه وآخرته.. أن يرزقه كمالاً في شخصيته، وقوَّة في عزيمته.. هذا ما كان يدعوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في سحر كل ليلةٍ..

ولكن بشرطٍ مهم، أن يُنتفع بكل ذلك، في طاعَةِ الله لا معصيته، فما نفع العلم وإن كثر حين يتحوَّل الى مطيةٍ لعصيان الله؟ وهذا شأن كل النعم فيقول:

"وَ اجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ لِي وَ لَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين‏
"
#ليلة_الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)

بأسف بالغ تلقينا نبأ رحيل العلامة الباحث حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي #الكوراني الى بارئه. لقد قضى الفقيد السعيد جُلَّ عمره المبارك في الدفاع عن المذهب الحق، وفي نشر وتبليغ نهج أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وإحياء سيرتهم وأحاديثهم الشريفة. نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته الى جوار الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار عليه وعليهم السلام، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى
السيد محمد تقي المدرسي دام ظله
#سماحة_المرجع_المدرسي
إن القلب ليحزن، وانّ العين لتدمع، و لا نقول إلا ما يرضي الرب

فإنا لله وإنا إليه راجعون
السّيد مُحسِن المُدَرسي
Photo
بيان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي بمناسبة مصرع رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
صدق الله العلي العظيم
تلقّينا ببالغ الأسى، نبأ حادثة سقوط الطائرة المروحيّة، الذي أدّى إلى وفاة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران، السيد ابراهيم رئيسي رحمه الله، ومرافقيه.

لا ريب إن فقد عالمٍ عُرف بالخدمة والتضحية لشعبه، يعدّ خسارةً جسيمةً للجمهورية الإسلامية الإيرانية وللمسلمين عامّة، ولكن لا ينبغي لأعداء الإسلام والمسلمين أن يفرحوا، لأن الجمهورية الإسلامية تمضي إنطلاقاً من ثوابتها الراسخة، قدماً في سبيل إعلاء رسالة القرآن الكريم والنبي وأهل بيته عليهم السلام، وفيها العديد من النخب الفذّة، الذين سيتابعون مسيرة الخدمة بصدقٍ وإخلاصٍ لرفع راية الإسلام، وخدمة المسلمين.

وإذ نعزّي الجمهورية الإسلامية في إيران قيادةً وشعباً بهذا المصاب، اللهَ سبحانه نسأل، أن يتغمّدَ الفقيدَ السعيد ورفاقه بواسعِ رحمته، وأن يُنزله منزلاً كريمًا في جنةِ النعيم، بجوارِ أجداده الطاهرين، وأن يلهم ذويه وأسرته الصبر والسلوان، و (إنا لله وإنا إليه راجعون).

کربلاء المقدسة 11/ ذي القعدة /1445هـ
محمد تقي المدرسي

#سماحة_المرجع_المدرسي



Facebook | Twitter | Instagram | Youtube | Telegram |
Forwarded from سجاد المدرسي
حدثٌ وموقف

حادثٌ أدّى إلى رحيل رئيس جمهورية الجمهورية الإسلامية، ووزير خارجيتها وإمام جمعة مدينة تبريز ومحافظها، وجمعٌ آخر ممن رافقهم، إثر تحطّم طائرتهم المروحية في وسط الغابات الجبلية.
خبرٌ عرفه الجميع، لسرعة انتشاره ومتابعة العالم _بغربه وشرقه_ لمستجدّاته، وهناك جملةٌ من النقاط لابد من بيانها بهذه المناسبة:
نحزن أم نفرح؟
أولاً:
هل علينا أن نحزن لرحيل السيد الرئيسي ورفقائه؟
نعم؛ ليس لأنه رئيس جمهورية الدولة المجاورة لنا، بل لأنه شخصٌ يشاطرنا في ولائه لأهل البيت عليهم السلام، ولأن رحيله يؤثر في شعبٍ إسلاميٍ إختاره رئيساً، ومع هذا وذاك، فهو رجل دينٍ كما أن رفيقه في الرحلة _ السيد آل هاشم _ كان فقيهاً قد عُرف بالتقوى والزهادة والتواضع بين أهل مدينته.
هذا إذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية شخص الراحل، أما إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية شخصية الراحلين _أعني مراكزهم الإدارية_ فبالتأكيد أفرح الحدثُ أعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى، وأظهر شماتتهم، الأمر الذي يعيّن موقف المسلم من الحدث، لا سيّما بعد إصدار مراجع الدين العظام بيانات التعزية بهذه المناسبة!

ثانياً: بشكلٍ عام ليست الحوادث النازلة بالإنسان الطبيعية منها أو الفنيّة _كالحوادث المرورية أو شبهها_ معياراً، لكون المتعرّض لها فاسداً يستحقها أو صالحاً، إذ أن الحوادث قد تصيب المؤمن والكافر على نحوٍ سواء، كما المرض والفقر والحرق و.. فالحوادث المختلفة _ بحسب الروايات الواردة عن أهل البيت_ قد تكون أحد ثلاثة: عقوبةٌ للفرد أو المجتمع، أو تطهيرٌ له من الذنوب، أو رفع الدرجات والمقامات عند الله.
وليس للإنسان أن يجلس موقف الحَكَم، فيقول أن هذا الحدث إنما هو نتيجة خطأ المسار أو عدم صلاح المبتلى به، كما استفاد اليهود من الحدث في صالحهم لا سياسياً فحسب، بل دينياً أيضاً، فصرّحوا بأن الله قد تدخّل في صالحهم بواسطة الضباب❗️

ثالثاً: هل علينا أن نخشى على مسار الحركة الإسلامية وحركتها المقاومة ضد اعداء الأمة، بسبب ما حدث؟
كلا؛ فإنّ رحيل القادة أو شهادتهم، يغذّي المسيرة عادةً، نعم؛ قد يسبب الضعف والوهن فيها بدءاً وعلى الأمد القريب، ولكن سرعان ما تعود أقوى من ذي قبل، وهو أمرٌ شهد به تاريخ الحركات الإسلامية على مرّ العصور، وإلى هذا المعنى يشير قول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: "بقيّة السيف أنمى عدداً وأكثرُ ولداً".

#موقف
#رئيسي
قرأتُ عند أكثرِ من شخص، أنَّ من بكى وحزن على مقتل فتاةٍ داعرة قبل فترة، فرح شامتاً بوفاة السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه.

أقول:

إذا صح ذلك في الجملة، - والذي لا يصح فيها عكس القضية كما لا يخفى- فيستدل به على أمرين:

أولاً: أنَّ منظومة الفسق والفجور، والتهتك، ونشر الرذيلة، لا تفسد أخلاق الانسان ودينه فقط، بل تفسد عقله، وفكره، ورؤيته..

فيبدأ الانسان من الفسق، ثم يتدحرج هبوطاً حتى يُرمى في أحضانِ التكذيب، والاستهزاء بالدين، وبمن يحمل الدين، وصولاً الى الكفر بذلك كله.

ولا عجب من ذلك، إذ أنَّ الفسق والفجور، واتباع الشهوات، بناتُ الهوى، والهوى ركنُ النفاق، ومن صار خادماً لشهوته، صار عبداً لهواه، ومن اتخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا؟!

وهذا شبيه ما ورد في قوله تعالى:
ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُن‏
فنهاية مرتكب السيئة، مع الإصرار ودون توبة، هو التكذيب والاستهزاء..
والذنب على الذنب، يميت القلب، وهل يرجو الخير ممن مات قلبُه؟!

الثاني: أن من ينشر الرذيلة، ويحب أن تشيع في الذين آمنوا، لا ينشرها قربةً الى الشيطان فحسب، بل يهدف أيضاً إلى تغيير في البنية السلوكية الأخلاقية، لتؤدي الى تغيير في البنية الثقافية والفكرية، لينتهي الى تغيير في البنية السياسية والاجتماعية في المجتمع.

أي أن مشروع الإباحية مشروعٌ يحمل في حقيقته أهدافاً سياسية، وإن غُلِّف بغلافِ الحريات والشعارات الفارغة.

ويكفي على ذلك دلالةً، أن ننظر بدقةٍ إلى الفسق وداعميه، من يدعمه بالمال، والاعلام، ويحميه بالسياسة في بلادنا.. ستجد نهاية الخيط عند طغاةٍ ومستكبرين، قبل الحدود كانوا أو خلفه.. فمن يتتبع ذلك الدخان، سيصل حتماً إلى غليون السلطان!
#تأملات
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص): أَنَّهُ قَالَ:
الصَّدَقَةُ عَلَى خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ:
1- جُزْءٍ الصَّدَقَةُ فِيهِ بِعَشَرَةٍ وَ هِيَ الصَّدَقَةُ عَلَى الْعَامَّةِ وَ قَالَ تَعَالَى‏ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها.
2- وَ جُزْءٍ الصَّدَقَةُ فِيهِ‏ بِسَبْعِينَ وَ هِيَ الصَّدَقَةُ عَلَى ذَوِي الْعَاهَاتِ.
3- وَ جُزْءٍ الصَّدَقَةُ فِيهِ بِسَبْعِمِائَةٍ وَ هِيَ الصَّدَقَةُ عَلَى ذَوِي الْأَرْحَامِ.
4- وَ جُزْءٍ الصَّدَقَةُ بِسَبْعَةِ آلَافٍ وَ هِيَ الصَّدَقَةُ عَلَى الْعُلَمَاءِ.
5- وَ جُزْءٍ الصَّدَقَةُ بِسَبْعِينَ أَلْفاً وَ هِيَ الصَّدَقَةُ عَلَى الْمَوْتَى.
تشريع يوم الغدير الأغر عطلة وطنية، خطوة صحيحة في تثبيت هوية البلد، تستدعي المزيد من الخطوات القانونية، في تقريب الفاصلة بين المجتمع وبين النظام السياسي.

وكان بالإمكان أن تكون الخطوة أقل صخباً، لولا مشاغبة بعض القوى السياسية، وافتعالها معركة خاسرة، في محاولة لإظهار نفسها ضمن قاعدة (اشهدوا لي عند الأمير)!

ولكن، الغريب، ما وجدته من صَخَبٍ من شخصيات معروفة بتوجُّهها العَلماني أو الليبرالي، حيث شاركت اخوانها في تلك المعركة الخاسرة.

إذ منذ فترة طويلة، يفتخر العَلمانيون، أنَّهم هم سدنة القانون، وحُماةُ الدولة، وأنَّهم المنادون بالاحتكام إلى القانون دون غيرهم، .. ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة دأبوا على استخدام قوتها لفرض رؤيتهم على المجتمع كله، رغم كونهم أقلية قليلة جداً، ورغم مغايرة أفكارهم مع هوية المجتمع وتاريخه.

فأجادوا استخدام أدوات الدولة، من خلال (الاعلام) و(الثقافة) و (مناهج التربية)، بالإضافة الى القوانين الملزمة التي يُعاقب من يخالفها، وغير ذلك.. في فرض رؤيتهم على غيرهم، وتعويض ضعفهم ونقصهم عن طريق ذلك.

واليوم، حيث تمكَّنت الأكثرية الصامتة من بعض الأدوات الديمقراطية، وبدأت بالمطالبة بتعديل النظام السياسي بما يتلاءَم مع هويتها، وفكرها، ورؤيتها الى الحياة.. وخطت خطواتٍ عملية – مهما كانت صغيرة- في ذلك، وإذا بصَخَبٍ مَرَضي، وعشرات اللقاءات المحمومة في قبال هذه الخطوة، رغم كونها صغيرة لا تعدو تشريع عطلةٍ ليومٍ واحد – بين عشرات العطل الأخرى- والذي لا يؤثر على شكل البلاد، ولا نظامه، ولا علاقاته الداخلية أو الخارجية!

فكيف لو كانت خطوات أكثر تأثيراً؟ – وهو ما يخشون منه حقيقة-
فالشكر الوافر لجميع من ساهم في هذه الخطوة، والانتظار لخطوات أكثر جدية وجرأة، بما تتناسب مع هوية هذا البلد الإسلامية.
س: يعيش الناس في زماننا تحديات كبيرة، وخصوصاً فيما يرتبط بتربية الأبناء، فما هي الوصايا التي تقدمونها للآباء والأمهات لأداء هذه المسؤولية الهامة؟

ج:
هناك جملة من الاقتراحات والتوصيات، أرجو أن تقع موقع الفائدة:

أولا: الاهتمام بالتهذيب النفسي والمعنوي، أي أن يبذل الآباء في سبيل تربية وتهذيب أولاده من الطاقة والجهد، ما يبذلانه في سبيل توفير لقمة العيش، وفي سبيل أن يكون الأولاد ناجحين في حياتهم. فعليهم أن يخصصوا من أوقاتهم للاهتمام بشؤون الأولاد الروحية والمعنوية.

ثانياً: الغاء الفواصل بين الوالدين والأولاد، أي لا يتركوا الأولاد يواجهون الحياة بمفردهم، ويبدأ ذلك من المراحل المبكرة حيث يتصابى الآباء لكي يلعبوا مع أطفالهم، ويستمر الى مراحل لاحقة.

ثالثاً: استغلال فرصة العطلات: فاذا كانوا يهتمون باغتنام فصل الصيف للسفر، فجدير بهم أن يقرنوا البرامج بزيارة المساجد، أو أضرحة الأولياء، أو على الأقل القيام بزيارة المستشفيات وعيادة المرضى من أجل تنمية روح الشكر في الأطفال، ولعل من الأفضل اختيار قصد الأماكن والبقاع ذات البعد الديني، والتزود الروحي منها وتعميق رابطة الأطفال بأهل البيت (ع)، وحبهم.

رابعا: الاهتمام بالغذاء الروحي والعقلي لدى الأطفال، من خلال اختيار الكتب والمحاضرات المناسبة لهم، وتوجيههم نحو الاستئناس بها، فالأب كما يهتم بتثقيف نفسه، أو قصد المكتبات لاختيار كتبه، فعليه أيضا اختيار الكتاب والثقافة المناسبة لأولاده، وعدم البخل بالمال في هذا الإطار أبدا.

خامساً: حفظ النصوص الدينية، وهي توصية هامة جداً، فالتشجيع على الحفظ، ولا سيما حفظ آيات القرآن، والأدعية، واحاديث الأئمة المعصومين (ع) كنهج البلاغة مثلا، فحينما يحفظ الأطفال سورة أو دعاء، فهم يتفاعلون مع ما يحفظونه تفاعلاً فطرياً بريئا، وترتكز جميع الأفكار التي تحويها النصوص الإسلامية في عقله الباطن، لتنطبع في سلوكه فيما بعد. (1)

(1) :مقتبس من كتاب المرجع المدرسي: المرأة بين مهام الحياة ومسؤوليات الرسالة.
منذ فترة طويلة
في صفحات التواصل، لا أتعامل بجدية، مع حساباتٍ شخصية، لا تحمل اسماً حقيقاً، أو صورة شخصية..
لسبب بسيطٍ جدا:
إنَّ من لا يتحمَّل مسؤولية ما يكتب، يكتب ما يشاء، بلا ضابطة، أو رادع..

منذ فترةٍ أطول
لا أهتم بالصفحات العامة، سياسية كانت أو دينية، خبرية كانت او علمية .. حين لا يكشف صاحبها عن نفسه، فلا يُعلم من يديرها، شخصا كان أو جهة..
وحتى عند متابعتها، فمستوى الثقة بها تكون عند أدنى حدِّها

لسبب بسيط جدا
من لا يتحمل مسؤولية ما يكتب، يكتب ما يشاء بلا ضابطة، أو رادع
وقد يغتر بعلمه، أو بكثرة متابعيه، وقد يكون جاهلا، أو كاذبا... أو وصولياً.


وهذا الأمر يشتد في جانبين:
الأول: المعرفة الدينية
الثاني: معرفة الواقع

فمن المستغرب عندي جداً، أن أجد على منصات التواصل، صفحاتٍ مجهولة الاسم مموهة العنوان، تدَّعي وصلاً بليلى..
فتلك صفحة يتابعها عشرات الألوف، وأكثرهم من الفتيات المراهقات، ويراسلن صاحبها ويستشيرونه، لأنه يدعوهن الى صلاة الليل..
غريب حقا، أليس كذلك.
طبعا لا أناقش الحالة هذه بالتحديد..
بل أصل، أن تراسل فتاة مراهقة، شخصاً مجهولاً، فتطمئن لا لشيء الا لكونه يدير صفحة دينية.. ألا يكون مثيراً للاستغراب والتعجب؟

وشبيه ذلك، صفحاتٌ تنشط عند الحاجة اليها، تدَّعي معرفتها بخفايا السياسية ودهاليزها المعتمة، وتسرد لك قصص مؤامراتٍ وحكايات خاصة حدثت في غرف مغلقة، فيتراكض الناس نحو قراءَتها وتشكُّل وعيهم من خلالها.. ثم تختفي فجأة.. وشاهدت هذه الظاهرة أيام حوادث تشرين بصورة واضحة.

والأنكى، صفحاتٌ تدَّعي قربها لجهات دينية، دون أن يتبنّاها أحد، بل أنها (ثقة) أو (مقرَّبة) أو ما شابه ذلك.. تتبنى خطاباً أو رؤية وتسوِّقه على أنَّه تمثِّل رؤية الجهة الدينية او المرجعية – رغم تأكيد الأخيرة غالباً عدم إلزام ما لم يصدر منها خاصة لمقلديها- فتوهم فترة تبنّي الجهة لخطابٍ أو رؤيةٍ أو حتى رأيٍ شرعيٍ، ثم يتبيَّن عدم مطابقة ذلك مع الواقع.

عموما..
الفكرة الأساسية، ألا نشكِّل وعينا بالمعرفة الدينية، أو بالواقع، إلا من خلال الطرق السليمة.. وعدم الثقة المطلقة بصفحاتٍ وحساباتٍ لا يتحمَّل أحدٌ مسؤوليتها صاحبها بصورة واضحة، لأن من لا يتحمل مسؤولية ما يكتب، سيكتب ما يشاء.

#تأملات
برحمَتِكَ التي وَسِعَت كُلَّ شيء

ما أعظمها من كلمة؟! .. قليلاً ما نلتفت الى معنى (كُلِّ شيء) ابتداءَ دعاء كميل.. فكل شيء يشمل جميع الخاطئين، إن تابوا الى الرب ورجعوا اليه..
وتشمل حتى ابليس الذي يطمع في مغفرة الرب يومَ الجزاء، دون أن ينالها.

فاذا كانت كذلك، فلماذا لا اتعرَّض لها الليلة، ولا أتوب اليه؟
(اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كُلَّ شيء)
يا رب.
#ليلة_الجمعة
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
التفقه في الدين، ليس أمراً طارئاً على حياة الانسان..
لا يعني أن يقرأ الانسان يوماً عندما فرغ من كل مسؤولياته ولعبه ولهوه.. ثم يقرأ كتابا

بل هو نمط حياة!
2024/06/01 20:13:31
Back to Top
HTML Embed Code: