Telegram Group Search
"أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه"

المحَبَّة التي لا تَقترِن بِالاقتِدَاء ادعّاء فَارِغ وَإنَّمَا هيَ نَابِعَة مِنْ قَلبٍ مُحِبٍّ لِحَبِيبِهِ ،ولعَلّ أَبلُغَ طَرِيق لِلدّعوَة لِمَنهَجِهِم هوَ تَمثِيل سِيرتِهِم وَاتبَاع سَبِيلِهِم ،لنِيل رِضَاهم وَحسن الظنِّ بِهِم وَالتوَكّل فِي جَمِيع أمورِنَا عَلَيهِم فَهُمَ الغَايَة وَالوَسِيلةُ التِي مِن اللّه بِهِم عَلَينا ،وَهوَ لَيس ارتِبَاطًا عَاطَفِيًا وَوَجدَانِيًّا يَندرِج فِي إطَار الحُبِّ وَالموَدة وَالتفَاعُل العَاطفِي أَو النفسِي فَحسَب بَل معِرفَة فِكرِية وَعَقَيدية وَعملِية تتّصِل بِمَا جعلَه اللّه لَهُم مِن مَوقِع مُقدّسٍ فِي الْإِسلَام وَالعَقِيدة

"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" عَلَى هَذَا فَإن الارتِبَاط بِالإمَام الحجَّة المَهديّ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ)لَيْس مجَرّد ارتِباطٍ بِفكرَة عقِيديّةٍ غيبِيّة بَل بإنسَان كَامِل حَي جسَدًا وَروحًا يَعِيش بَيننا يَرانا وَلا نَراهُ يَعرِفنا وَلا نَعرِفه يُسَددنَا وَيوَجهنَا إِلى حَيث مَصلَحَتنَا وَمَصلَحَة الأمة وهوَ إِمام الإنس وَالجنّ بَل إِمام الكون وقوَامه،فلَولا وُجوده المقَدس لسَاخَت الأرضُ بأهلِهَا، فهُو الأمَان لهم ،فعَنايَته وألطَافه التِي تَحِيط بِنَا ونَحيَطُ بهِ بِحسنِ توَكّلنَا وارتبَاطِنا بهِ فِي جمِيعِ أُمورنَا فاللَّه وحدَهُ يعْلَم كيْف سيَصبَح حال المجتمَع الإِسلاميِّ وإِلى أيِّ درجة منَ الانحطَاط والضّيَاع يمكِن أَن يصِل

فقد كتبَ الإمَام (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) مخَاطِبًا الشيخَ المُفِيد رحمَه اللَّه ومِن ورَائهِ كُلَّ المُؤمِنِينَ: "... أَنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ، وَلَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمْ اللَّأْوَاءُ أَيُّ الشَّدَائِدُ وَاصْطَلَمَكُمْ الْأَعْدَاءُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ جَلَّ جَلَالَهُ، وَظَاهِرُونَا عَلَى إِنْتِيَاشِكُمْ مِنْ فِتْنَةٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَيْكُمْ، يَهْلِكُ فِيهَا مَنْ حَمَّ أَجَلَهُ وَيَحْمَى عَنْهَا مَنْ أَدْرَكَ أَمَلَهُ"..

فَالهدف من وجود مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ هوَ القدوة والأسوَةُ، فقد قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ "مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ وَهَوَى"

الهدَف مِن وجودهِم أَن يَكونوا أسوةً، وهذا الهدف يقتَضِي أَن نَتعلقَ بِهم وأَن نرتَبِط بهِم من خلَال الصفحة السلوكِيَّة لا مِن خلَال الصفحَة الذاتيَّة، ويكونوا سلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ محطَ ارتباط معنوِيّ وقلبِيّ ومَعرفي فِي شتى أُمور حياتِنا المُختلفة أنَّ الصلاةَ عَلَيهِم، وقَبول ولايَتهِم توجِب طيّبَ الخَلق وَالخُلق، وتزكّية البَاطِن، وَكفارة الذنُوب، وَاختِيَارِ شَرِيكْ الحَيَاة "وَكُلِ شَيْءٍ يَرتَبِطُ بِفَاطِمَةِ الزَّهرَاء وَأَولَادِهَا عَلَيهُِم السَّلَام وَمحَبَّتُهُم يَدُوم وَلَا يَنتَهِي،طَالَمَا محَبَّةُ الزَّهرَاءِ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيهَا بَاقِيَة فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَفِي أَروَاحِهِم"

فَمَن تِلكَ الرّواياتِ:مَا جَاءَ عَنْ إِمَامِنَا الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَامُ )قَالَ: يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ :إِذَا أَخَذَ النَّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالاً فَالْزَمْ طَرِيقَتَنَا فَإِنَّهُ مَنْ لَزِمَنَا لَزِمْنَاهُ وَ مَنْ فَارَقَنَا فَارَقْنَاهُ ، إِنَّ أَدْنَى مَا يُخْرِجُ الرَّجُلَ مِنَ الإِيمَانِ أَنْ يَقُولَ لِلْحَصَاةِ هَذِهِ نَوَاةٌ ثُمَّ يَدِينُ بِذَلِكَ وَيَبْرَأُ مِمَّنْ خَالَفَهُ يَا ابْنَ أَبِي مَحْمُودٍ احْفَظْ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ فَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ فِيهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ

"الإتباع واجبٌ، لأَنَّ المحبةَ تَدْعُو إلَيْهِ، فَلا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مَوَالِيًا لَهُمْ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) إِلَّا بَعْدَ أَنْ يُحِبَّهُمْ وَعَلَى أَيِّ حَالٍ، مَحَبَّتُهُمْ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) هِيَ أَوَّلُ الْخُطُوَاتِ التِّي يَخْطُوهَا الْمُؤْمِنُ، لِيَحْقِقَ الْانْتِمَاءَ وَالِارْتِبَاطَ بِهِمْ، وَيُصَدِّقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَوَالٍ لَهُمْ"..
أَرتَدِي فَاطِمَة.pdf
378.2 KB
"أَرتَدِي فَاطِمَة وَأَظهَرِي حَيثُ شِئتِ"
مُقَولَةٌ ذَاتُ قَشْرَة إِسْلَامِيَّة وَحَقِيقَة غَرِيبَة..

https://www.tg-me.com/كتِبتْ ومَازَالَت/com.karbelaia
كتِبتْ ومَازَالَت
Photo
أُطْعِمْتُ حُبّ الحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلَام فقَضَيْتُ عُمْرِي متَنَقِّلًا بَيْنَ طَيَّاتِ الْكُتبِ، وَالتَّعَمقُ فِي رَوَايَاتِ أَهْل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام ثُمَّ بَدَأْتُ أَتَصَفَّح التَّارِيخَ وَالشِّعْرَ وَالنَّثْرِ، حَتَّىٰ هَمَمْتُ بِدِوَاوِينِ الشِّعْر فَضَمَّمْتُ كُتبَ الْأَدَب إِلَىٰ قِرَاءَاتِي وَتَحَوَّلْتُ فِي بحورِهَا بَحْرًا

لَمْ أَجِد مُسْتَقَرًا لِذَٰلِكَ فَقَدْ شَدَّتْنِي الْفَلَسَفَة الْمُسْتَمِرَّة فِي الْكِتَابَةِ الْأَدَبِيَّةِ وَصُولًا إِلَىٰ مَلْفَاتِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ ،فَلَمْ تَشُدَّنِّي كُلَّ تِلْكَ الْأَحْدَاث وَالْكتب الْمُعَاصِرَة وَالتَّارِيخ وَلَا السَّعَادَةُ الَّتِي تَنْشُدهَا كَأَنَّ شَيْئًا كَانَ مَفقودًا بَيْنَ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ وَصَفَوَفِ الْأَسْطُر وَتَلاَوِينَ الْعلومِ.

بَعْدَ كُلِّ تِلْكَ الْأَسْفَارِ الَّتِي جَرَتْ فِي حَيَاتِي عُدْتُ لِأَصْدَقِ مَا جَرَىٰ فِي أَيَّامِ الْعُمرِ المَتَهَالِكَةُ وَأَنَا أَتَمَثَّلُ فِي ذَلِكَ الْقَوْلِ الذِي طَرَأ عَلَى مَسَامِعِي بِصَوْتٍ مُبْحَوْحٍ وَقَلْبٍ يَغْلِي بِحُبِّ الْحُسَيْنِ صَلَّوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه بِلِسَان الْمَرْحُوم السَّيِّد جَاسِم الطَّوَيْرِجَاوِي : "دِيروا بَالكُم عَلَىٰ حُبِّ الحُسَين عليْهِ السَّلام".

تَعَلَّمْنَا عَلَىٰ حُبِّ آلِ الرَّسُول فَقَضَيْتُ لَيَالِي بِرَفْقَةِ مُؤَلِّفَات عُلَمَاء الدِّين الَّذِينَ عَاصَرُوا حَبِيبَ الرُّوح فِي كَرْبَلَاءَ وَأَحْدَاثِ الطِّفِّ وَحَادِثَة كَسْرِ الضَّلْعِ فَكَانَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاء وَأَوْلَادُهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، مَوْسِمَ كُلِّ قِرَاءَةٍ احْتَجَّتْ إِلَيْهَا فِي حَيَاتِي ، بِعُنَاوِينِهَا، وَصَفْحَاتِهَا ، وَأَسْطُرِهَا وَنُقَاطِهَا عَلَىٰ الْأَحْرُف الْأَلِيمَة

حِينَهَا أَدْرَكْتُ مِنَ الْممْكِنِ أَنْ أَخُذَ الْحِكْمَةَ وَالْمَوْعِظَةَ مِنْ أَفْوَاهِ مُحِبِّي آلِ أَحمَدٍ تَفُوقُ بِكَثِير مِنْ حُكَمِ الْأَدِبَاء وَالْفلاَسَفَة.
أَعنَاقُنَا اشْرَأَبَّت مُتَطَلَّعَةً بِكُلّ شَوقٍ وَلَهفَةٍ بِعُمرٍ طَرِيحَ الجَوَىٰ وبِحِبْرِ الفاقِدينَ نَكْتبُ حُروفَ أَوجاعِنا فَتَتَلاشَى مِنْ رِئَتَي أَيّ آثَار لِلهوَاءِ، يَكون بِهَا كُلّ شَيءٍ خَانِقٌ حَتَّى المَوْتِ، وَقَدْ اشْتَعَلَ القَلبُ وَحْشَةً، وَتَشَبَّعَت الرَّوْحُ لَوْعَةً، وَحِيدًا أَتَأَمَّلُ بِصَمتٍ، وَلا أَدرِي مَا بِي أَصنَعُ لِي ظَلًّا مِنَ العَدَمِ، وَفِي صَمتِي مَا يَكفِي مِنَ الضّجِيجِ ورُوقَ حُزنِي وَسَوَادُ عَينِي زَادَ تَشَبَّعٍ فِي غِيَابِهِ، وَازدَادَ الأَمرُ مِنْ حِيرَتِي، وَنَحنُ لَسنَا بِخَيرٍ.

نَنْثرُ بذورَ الدموعِ فِي كُلّ ذِكرَى تَطْرقُ خِيَالَاتُنَا، وَنطْلِقُ نَشِيجًا يَصمُّ حَنَايَا الأَضْلاَعِ مِنْ عُلوِّهِ، وَصَوتُ عَقَارِبِ الصَّمتِ يشعِلُ الدَّمَاءَ فِي أَجسَادِنَا، فَتَبدَأُ العيونُ تَتَعَرَّقُ شَوقًا، طَالَ الفِرَاقُ حَتَّى أَصبحَ الهوَاء خِنجَرًا يُمَزِّقُ مَا تَبَقَّى مِنْ رِئَةٍ مَعْطُوبَةٍ فِينَا

"جَفَتِ الدَّمَاء فِي أَعْرَاقِي
حَتَّى أَصبَحتُ عَاجِزًا عَنْ حَيَاكَةُ الْحروفِ"

#ندبة
لَا تَبحَثُوا عَن مَنْ تُكَبِّرُونَ مَعَهُ فِي عَلَاقَاتِكُم،ليسَّ هنالكَّ أَجمَلَ مِنْ أَن تَجد الذِي يُبْقِي رُوحَكَ مَعَهُ طِفْلَةً لَا تَشِيخ،يَحْفَظُ بَرَاءَتَهَا،وَهُدُوءَهَا وَسُكُونَهَا وإي فِعْلٍ قَدْ ُبْكِيهَا

أبحثوا عمّن تتقاسَمونَ معهُ رَغِيفَ أَيَّامكُم بِمَلْحِ الحُبَّ،وَتَأْكُلُوا مِنْ صَحْنٍ وَاحِدٍ،بحُلْوَهُ وَمُرِّهِ،وَكَأَنَّكُمَا خُلِقْتُمَا لِتَعِيشَا مَعًا رَحْلَةً طَوِيلَة،بِمُشَاعِرَ مُشْتَرَكَةٍ وَالْأَهَمَّ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ مُتَبَادِلَةً،وَأَيُّ شَيْءٍ غَيْرَ ذَلِكَ،مَحْضُ نَزْوَةٍ قَدْ تَطُولُ لِأَعْوَامٍ وَتَنْتَهِي يَوْمًا مَا

"لتكونَ وَفِيّاً بِحَقّ،جرّب أنْ تُحارِبَ مع من تُحبُّ أخطاءَه،لا أنْ تُحارِبَه بسَبَبِها"
رَاوِيَةُ الطّفوْلَةِ.pdf
162.1 KB
الدَمْعَة الأولَى؛مِنْ رَاوِيَةٌ انتَزَعَت رُوحَ الطُّفولَةِ
أَرْجو أَنْ تَذْكرونِي بِدعَائِكُم..
شَعَ نُورِ جُمَعَةٍ أَجتمَّعت بِروحٍ قُدسِيَّةٍ بِشهرِ اللَّه دونَ أَنْ تَعودَ، فلا خبرَ جَاءَ وَلا علامَةَ،غِيابِكَ سَيِّدِي أَخلقَ شَتّاتًا، وَأَشعلَ نَارًا تُرَمَّى بِأَضلُعِنا مَابيْنَ شَوقًا وَانتِظارٍ، لَا نَجِدُ مِنْ دُونِكَ بَدلًا فَأنتَ النّورُ المُستَمَد وَبِكَ نأملُ يا رَحمةً مِنذَ الأَزَلِ، أَترَانَا نَراكَ قبلَ أَنْ يوَافِينَا الأجَل وَقبْلَ يَومِ الحِسابِ وَضَجِيجِ القَبرِ أتُجِيبُ دعوةَ عَبدٍ يُنَادِيكَ بِصَوتٍ ضَعِيفٍ خَجَلًا مِنْ ذنوبِهِ بِندبتِكَ أندَبُ وَكلّي خَجَلٍ وَوَجَلٍ، بَينَ الأنِينِ وَالحَنِينِ بِكَ استَشفِي مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَعَلِلٍ، يَا حَيَاةً لِلْمُقَلِّ

سَيِّدِي يَا رِيحَانَةَ الحَنِينِ الّتِي تَغصُّ فِي قلوبِنَا المشتَاقَة كلَّمَا مَرَّ اسمُكَ عَلَىٰ مَسَامِعِنَا ولاحَت عُيوننَا بِرؤيَةِ سَمَاءِ الإلَٰهِ مُحْتَاجَةً يَا وَجهَ اللَّهِ الّذِي مِنهُ يُؤتَىٰ حَطَّ عَلَىٰ أَرْوَاحِنَا شَيئًا مِنْ نَسِيمِ طلتِكَ علينَا كمَ نَدبَةٍ لَكَ نَتلوَا وكَم دَمعَةً سَقَطَت تُنِيبُكَ محتَاجَةً، وَأبصَارنَا شَاخِصَةً نحوَ نُورِكَ يَا نُورَ اللَّهِ فِي أَرضهِ وَيَا حُجّتهِ وبابهِ وخزَانِ علمهِ فَأيُّ قَلَمٍ يَصِفُ مَا يَجرِي وخيول الشّحوب تتبعها، تبحثُ بينَ حُطام جفونيِ عن أيّ حرفٍ ندبةٍ يُلبسها سربالَ الصّبر.

مَنْ يُوَاسِي حُزنَكَ، مَنْ يَسكنُ رَوعَكَ، مَنْ يُنسِيكَ هَمَكَ،لَيسَ لَهُذَا نِهَايَةٌ وَجَدَكَ مَقْتُولٌ بِالْعَرَاءِ طَحَنَتْهُ خِيلُ الْعَدَا، ضَرْبٍ وَسَبِيٍّ لِحَرَائِرَ مُخَدَّرَةٍ فَتَزِيدَ عليكَ الأحزَانُ والعَذَاب أَتَرَىٰ تَجِيءُ فَجِيعَةٌ بِأَمْضََّ مِنْ تِلْكَ الْفَجِيعَةِ عَجِل يَابْنَ الحَسَنِ فَالقِسطُ مَطلوبٌ وَالصِّدقِ مَغدورٌ ينْسجُ من وقتهِ رداءاتِ التّوسُل بغُرْبَةٍ خانقة، ودمعةٍ حارِقة، يتنفّسُ الهواءَ من كلماتِ دُعاء النُّدبة، متى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرويّة فننْشَغِلُ بعَذْبِ مائكَ عن كلّ أَلَمٍ فينا؟

#ندبة
محْبَةُ النَّفسِ وَأَثَرُهَا فِي اِدَّعَاءِ الْعِلم؛سَبَب ذَٰلكَ محَبّة الإنسَان نَفسَه وَشعوره بِموضعّ الفَضِيلَة فَهوَ لأجلِ المحَبّة يدَعِي لهَا مَا ليسَ لهَا؛ لأنَّ صورة النّفس التِي بِها تَحسُن وَعليهَا تَحصُل وَمِنْ أجلِهَا تسعَد هِيَ الْعلوم والمعارِف، وإذَا عُرِيَت مِنهَا أَو مِنْ جُلِّهَا حصَّلت لَهُ مِنَ المقابح وَوُجُوهِ الشّقاء بِحَسبِ ما يَفوتُهَا مِنْ ذَٰلِكَ

ومِنْ شأنِ المحبَّة أَن تُغطِّي #المسَاوِئ، وَتظهِرَ المَحاسِنَ إنْ كَانتْ موجودَة، وتَدعِيهَا إِن كَانت معَدَّومَة؛ فإِن كانَ هَٰذَا مِنْ فِعل المحَبَّة مَعلومًا، وَكانت النّفسُ مَحبوبَةً لا محَالةَ عرض لِصاحِبِها عارِضُ المحبَّة، فلِمَ يُنكر ادعَاء الإنْسَان لهَا المعَارف الّتي هيَ فَضائلُها وَمحاسنُهَا وإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَها شَيءٌ منْ ذَٰلِكَ؟
لحنُ الدماء .pdf
735.3 KB
• فِي رَثَاء موْلاَنَا أَمِير المؤمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَام
أَرْجو أَنْ تَذْكرونِي بِدعَائِكُم..
كتِبتْ ومَازَالَت
لحنُ الدماء .pdf
﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾ وانْفَجَرَت الدَّمَاءُ مِنْ نُقْطَةِ الْبَاءِ تَنَاثَرَتِ الْآيَاتُ هَرَعَتْ تَصْبَغُ لِحْيَتُهُ كَطِفْلٍ عَانَقَ أَبِيهِ لِيَحْتَمِيَ مِنَ الْمَوْت
«لَمْ يَرْفَعْ مِنْ وَجْهِ الْأَرْضِ حَجَرٌ إِلَّا وَجَدّ تَحْتَهُ دَمٌ عَبيطٌ[1]» انفجَر المحرَاب اضطِرَابًا وَتزَلزَت الأَرْض مِنْ دَماءهِ تَحبِسُ أَنفاسَ الذّكَرِياتِ الأَخِيرَة تَرَى كيفَ تتطِايَرُ الآيَاتُ مِنْ حَولِهَا عَلى هيئَةِ دمَاءٍ

[1] مَمَا قَالَهُ مَوْلَانَا الصَّادِق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه لمَّا قُبِضَ أَمِير المُؤمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَام؛بَحَار الأَنوَار
 
#ياعلي
وَكمَا أنَّ اَلمرءَ يجِبُ أَن يَتجاوزَ أَطباعِهُ وَسلوكيَّاتِه السّيئَة ويَعِيشَ حياتَهُ بَعِيدًا عنْ الخَطايَا كيْ لا يَحِينُ مَيعادُ مَوتهِ فَيتمنَّى العودَةَ للإصلَاحِ لكِنّ دونَ جَدوَى

كذَا هوَ الأَمرُ معَ التّسامح، فَلا شيء يَستَحِقّ حملَ الضَّغِينة عَلى أحدٍ أَو حَتى إيذَائِهِ دُونَ اعتِذَار، فَاصفَحوا قبلَ فَوَاتِ الأَوانِ..
مفهومٌ مُفيدٌ لو استَوْعَبَهُ الإنسان، سيُغيِّرُ حَياته، هُوَ أنَّ مبدأ المُحاسبة يعتمد على وِعاء الشّخص، ولتوضيح هذه الفكرة بكلمات بسيطة، أستطيعُ القَول بأنَّ الإنسانَ كُلّما كانَ على درجةٍ كبيرةٍ من العِلم، كانَ حِسابهُ أشَدّ من الجاهل.

‏لتقريب هذا المعنى قبلَ تسقيطهِ على واقِعنا في المُجتمع، أستطيعُ ضَربَ مثالٍ قُرآنيٍّ حولَ نبيُّنا يونُس (عليه السّلام)، في قصّتهِ المعروفة بأنّهُ ظلَّ يدعو قومَهُ سنينَ طويلةٍ ولم يؤمِن بهِ سوى عددٌ قليلٌ جدّاً، فغضبَ على قومهِ ودعا عليهم، فالْتَقَمَهُ الحوت بأمرٍ من الله عزّ وجلَّ،وهُوَ لَم يرتكب خطأً في دُعائه، فقَد كانَ غضبهُ من أجلِ الدّين

لكن أرادَ اللهُ أنْ يوصلَ إليه رسالةً بأنَّ غيرَهُ من الأنبياء كانَ أصبَرَ وأحْلَمَ منه، فحاسَبهُ بهذهِ الطَريقة فأرسلَ إليهِ هذهِ الإشارة، فما كانَ من نبيُّنا المعصوم إلّا أن أَقَرَّ سريعاً وقال: ﴿ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾، فأنجاهُ الله تعالى من هذا البَلاء والحِساب، فلو كانَ شخصاً جاهلاً، ولَم يكُن الفاعل نبيّنا يونُس، هَل سيكونُ حِسابُهُ كما حدَثَ معَ النّبي عّندما بلَعهُ الحوت؟، قطعاً لا.

‏الأمرُ كذلكَ في كُلّ تعاملاتنا مع ربّنا، فحِسابُ العالِم قَطعاً أشد من حِساب الجاهل يومَ القِيامة، وفي ذلكَ دليلٌ من قولِ إمامنا الصّادق(عليه السّلام): يُغْفَرُ للجاهلِ سبعونَ ذنباً قبلَ أن يُغْفَرَ للعالمِ ذنبٌ واحد

‏وكذا الأمر في حياتِنا وفي عِلاقاتنا كما أنّهُ مع الله سُبحانه وتعالىٰ، فعندَما نعلمُ ما يُزعج غيرَنا ويؤلمهُ من القَوْلِ والفعل، فمن البَديهي أنْ يكونَ قدْرُ وَجَعهِ أكبر لو كانَ يدري بأنّكَ تفهمُ ما يجرحهُ ومع هذا تفعله، وجعهُ منكَ أكبرُ من وجعهِ لَو صدَرَ من الجاهلِ الذي لا يعلمُ طَبيعتَهُ وما يُزعجه.
كتِبتْ ومَازَالَت
مفهومٌ مُفيدٌ لو استَوْعَبَهُ الإنسان، سيُغيِّرُ حَياته، هُوَ أنَّ مبدأ المُحاسبة يعتمد على وِعاء الشّخص، ولتوضيح هذه الفكرة بكلمات بسيطة، أستطيعُ القَول بأنَّ الإنسانَ كُلّما كانَ على درجةٍ كبيرةٍ من العِلم، كانَ حِسابهُ أشَدّ من الجاهل. ‏لتقريب هذا المعنى…
الفائدة من كُلّ هذا، يتلخّصُ بفكرةِ أنَّ ما يصدرُ منّا خطأً في حقِّ الله عزّ وجلّ قَد يُحْبِطُ أعمالَنا فجأةً، ويُبعِدُ نظرةَ الرّحمةِ الإلهيّة عنّا، هُوَ كذلك مع بقيّة البَشَر، فقَدْ يأتي اليوم الذي نَخْسَرُهُم بسبب صنيعنا، وهذا درسٌ يَجِبُ أن نستفيدَ منهُ في تعامُلِنا مع الله (جلّ وعلا) ومع خَلْقه.

‏مهما اعتَقَدْنا بأنَّ كُلّ ما قدّمناهُ من أذى للنّاس، أو إغضابٍ للهِ تعالى، ولَم نَجِدْ سَخَطاً منهم على أذيّتنا، فنفهمُ بأنّ هذه الرّحمة ستستمر للأبد، لكن ذلكَ غيرُ صحيح، فهُنالكَ الثّوابَ والعِقاب، ووعدُ الله عزّ وجلّ صَريح: ﴿ ومَن يعمل مِثقالَ ذرّةٍ خيراً يَرَه، ومَن يعمل مِثقالَ ذرّةٍ شرّاً يَرَه ﴾.

‏لذا أخْتِمُ حَديثي بعِبارةٍ، قَدْ تُحْفَظ ولا تُنسى، وتكونُ سَبباً في تغيُّرِ أطباعِنا المُزعجة، ومزاجيّاتنا، وضعفنا، وكُلّ ما يقودُنا نَحْوَ فعلٍ بائسٍ، وكلمةٍ سيئة، قَد نصنَعُ لنفْسِنا بهم نارَ جهنّم، مع ربّنا أو مَع خلقه، أقول تلكَ العِبارة التي تُشيرُ لفكرةٍ مُشابهة، وكأنّنا نحمِلُ قطعةً قابلةً للكَسْر، ونُسْقِطُها مِراراً ولمْ تَنْكَسر، فنَعْتَقِدُ أنّها غَير قابلة للانكسار، ونستمرُّ بحَمْلِها دونَ الاكتراث بفكرةِ أنّها قَد تنكسرُ بسُقوطِها يوماً ما

وقَد نَبكي لأنّها ثَمينة ولا يُمكن اصلاحها إشارةٌ لثمن الجنّة الغالية، أو ثمن العلاقة الغالية والشخص العزيز فأقول لإتمام الفائدة لي ولمن قَد يتأثّر بهذه الكلمات: الإنسانُ كِيانٌ مِن مَشاعرٍ مُغَلَّفَةٍ بالزُّجاج، أصغرُ حِجارةٍ كافيةٍ لتهشيمهِ إلى فُتات، هكذا تصنعُ الكلمةُ والموقفُ في خاطرهِ..
كتِبتْ ومَازَالَت
Photo
الزّواج، هذا الرّابط الذي بسببهِ يستطيعُ الإنسانُ أنْ يُكوّنَ عائلةً مُحبةٍ للعِترةِ الطاهرةِ وتُمهّدُ للظّهور المُقدّس، صارَ مكروهاً من قِبَل الكثيرين، ويُحاوِلونَ تركهُ مع عِظَمِ فضل الزّواج، وهُنا سببٌ مُهمٌّ يستحقُّ التأمّل:

‏لو تمسّكَ المجتمعُ بتوجيهات العترة الطّاهرة (صلوات الله عليهم) في ما يخصُّ الحياةَ الزوجيّة، ابتداءً بكيفيّة اختيار الشّريك، مروراً بالعلاقة بينَ الطّرفينِ بعد الزّواج وحُقوق كلّ واحدٍ منهم، وانتهاءً بطريقةِ تربيةِ الأبناء، تاركينَ الأعراف والعادات التي فرضها المُجتمع وكلام النّاس، لما كثُرَت المشاكل، وصارَ الانفصالُ أسهل من شربةِ الماء

‏ابتعادُنا عن كلام أهل البيت (عليهم السّلام) أشبهُ بتجاهل الخير الذي وضعهُ الله سبحانه وتعالى لنا، وهذا لا يكونُ إلّا ضعفَ إيمانٍ باللهِ (جلّ وعلا)، والذي يجعلُ الإنسانَ يهتمّ بالمظاهر من مالٍ ومنصبٍ وشهادةٍ وأصلٍ وغيرها من الشّكليّات التي فرضها المُجتمع، بل ويخافُ من المُوافقة على الشّريك لو لمْ تتوفّر هذه الأمور فيه، مُتجاهلاً التّقوى والعَفاف والخُلُق كمعيار أساسي في الاختيار، فيكون قد سَقَط في أوّلِ اختبارٍ في حياتهِ الزوجيّة

‏نعم، الأمرُ عندما يبدأ بتركِ معايير الاَئِمة الاطْهارِ عليهم السّلام في الاختيار، قد ينتهي بإهمال الفرد لقولهِ وعملهِ وتفكيرهِ، فيدخلُ في بعض جوانب الحرام في التّصرفات والعبارات وحتّى في المظهر دونَ أنْ يُبالي، بسبب موتِ قلبهِ لأنّهُ ترك ما وجّهَ لهُ أئمّتهُ الطّاهرين، والنّتيجةُ ضياعٌ في ضياع، فكيفَ يرتجي إنسانٌ إصلاحَ وضعهِ مع النّاس -لا سيّما مع الشّريك-، ما لَمْ يُصْلِح ما بينهُ وما بينَ الله، ويهتمّ بما دعا إليه في أوّلِ خُطْوَةٍ في الزّواج -الاختيار-، وفي وسط العلاقة في التّعامل والحديث مع الطرف الآخر، وحتّى في عبادتهِ، بل وفي هيئتهِ بينَ النّاس؟

الحياةُ في بيت عليٍّ وفاطمةَ (عليهما السلام) تُمثّلُ البناء الأكمل والدقيق للحياة الأسريّة، تفحّصوا صورَ العلاقة والتعامل فيما بينهما، وفي تربيةِ أبنائهما، فهي محلُّ الاقتداء الأسمى الذي بهِ يجب أن يتغيّر حال بيوتات المجتمع ليسعدوا ويخلقوا مُجتمعاً طاهراً..
قبس النور.pdf
941.9 KB
فِي رِحَابِ الصَّدِيقَة فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا
• أَرْجو أَنْ تَذْكرونِي بِدعَائِكُم..
2024/06/07 11:36:32
Back to Top
HTML Embed Code: