Telegram Group Search
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ..
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.
الْحمْدُ لِلَّهِ مَا لَبَّى الْمُلَبُّونَ.. الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا ضَحَّى الْمُضَحُّونَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ السَّلَامَ تَحِيَّةُ الْمَلَائِكَةِ لِبَنِي الْبَشَرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ فَفِي الدُّنْيَا؛ قَالَ -تَعَالَى- – عَنْ ضُيُوفِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ)[الذَّاريات: 24-25]. وتَحِيَّةُ الْمَلَائِكَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ؛ (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)[الرعد: 23-24].

وَالْجَنَّةُ نَفْسُهَا تُسَمَّى دَارَ السَّلَامِ، قَالَ -تَعَالَى-: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأَنعام: 127]، وَأَهْلُهَا يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالسَّلَامِ؛ (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)[يونس: 9-10].

وَفِي التَّشَهُّدِ فِي الصَّلَاةِ: تَحِيَّاتٌ طَيِّبَاتٌ مُبَارَكَاتٌ مِنَ الْعِبَادِ لِرَبِّهِمْ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، ثُمَّ سَلَامٌ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ سَلَامٌ عَلَى النَّفْسِ، ثُمَّ سَلَامٌ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَعِنْدَ الِانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ سَلَامٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ هُمْ عَلَى الْيَمِينِ، وَمَنْ هُمْ عَلَى الشِّمَالِ؛ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ.

فَهَذَا هُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ يَدْعُو إِلَى الْمَحَبَّةِ وَالْوِئَامِ، وَيَنْشُرُ الطُّمَأْنِينَةَ وَالسَّلَامَ، وَيُحَقِّقُ الْأُلْفَةَ وَالْمَحَبَّةَ بَيْنَ جَمِيعِ الْأَنَامِ، فَأَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ؛ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ.

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خطبة عيد الأضحى المبارك 1445هـ - الشيخ علي المطري

الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ، مَنَّ عَلَيْنَا فَهَدَانَا وَأَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكُلَّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أَبْلَانَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ، وَلَا مُكَافَئٍ، وَلَا مَكْفُورٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ مِنَ الطَّعَامِ، وَسَقَى مِنَ الشَّرَابِ، وَكَسَا مِنَ الْعُرْيِ، وَهَدَى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَبَصَّرَ مِنَ الْعَمَى، وَفَضَّلَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أما بعد: فهذا يومٌ عظيم، وعيدٌ كبير، شرعه الله لنا لذِكْرِه وشكرِه، وللفرح بنعمتِه، ويُستحب التكبير المقيد بعد الصلوات من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.

فالحجاج يُكبِّرون الله عند رمي الجمرات، وغير الحجاج يُكبِّرون الله في هذه الأيام، فعليك -أيها المسلم- أن تكثِر من تكبير الله، واعلم أن الله أكبر من كل شيء، فيمتلئ قلبُك بتعظيم الله وشرعه، وتُعظِّم ما عظَّم اللهُ -سبحانه-، فتمتثلُ أوامرَه، وتجتنبُ نواهيه؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].

أيها المسلمون: من الشعائر العظيمة في هذا اليوم ذَبْح الهدي والأضاحي؛ فالحجاج يتقربون إلى الله بذبح الهدي، وغير الحجاج يتقربون إلى الله بذبح الأضاحي، قال الله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[الحج: 34، 35].

أيها المسلمون: المقصد من ذبح الأضاحي إقامةُ ذِكْرِ الله وشكرِه، والإحسانُ إلى النفس والأهل والمساكين والجيران، قال الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)[الحج: 36، 37].

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.

أيها المسلمون: ذبح الأضاحي عبادةٌ لا عادة، فأخْلِصوا لله في هذه العبادة العظيمة، وتقرّبوا إلى الله بذبح الأضاحي ونحرها كما تتقربون إليه بالصلاة؛ (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي -أي ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162، 163]، (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر: 2].

ولا تجوز الأضحية بصغيرة السن، ويُشترط في الأضحية أن تكون سالمة من العيوب التي تُنقِص اللحم، وإذا عين الإنسانُ الأضحية، ثم أصابها عيبٌ بلا تفريطٍ منه جاز التضحيةُ بها، وإن أصابها عيبٌ بتفريطٍ منه أبدلها بأخرى سليمة، وإن أصابها عيبٌ قبل مباشرة ذبحها بلا تفريطٍ منه فلا حرج، كأن يُضجِع أضحيته ليذبحها فتضطرب وتنكسر رجلها، وإن هرب البعير أو الثور ولم يستطع إمساكه إلا بكسر رجلِه أو جرحِه فلا حرج، وإن هرب وتوحش فإنه يصير كالصيد، يجوز رميُه بالرصاص مع البسملة ويحِل؛ (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78].

أيها المسلمون: يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد، والأفضل ذبح الأضحية في يوم العيد، ويجوز بالإجماع ذبح الأضحية ثاني العيد وثالث العيد، ويُسنُّ للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويتصدق من لحمها نيئًا على الفقراء، ويهدي للجيران والأقارب والأصدقاء، ولا حدَّ لما يتصدق به، قال الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الحج: 28]، وقال -سبحانه-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الحج: 36]، والقانع هو السائل، والمعتر هو الذي يتعرض للصدقة من غير سؤال.

والأفضل أن يتولى صاحب الأضحية ذبحها بنفسه، وله أن يُوكِّل غيره بالذبح، ولا يجوز بيعُ شيء من الأضحية، ولا أن يُعطي الجزار منها أُجرة، وله أن يعطيه منها صدقة أو هدية، ويجوز أن ينتفع صاحب الأضحية بجلدها بغير البيع أو يتصدق به أو يهديه للجزار أو غيره، ويجوز ادخار لحوم الأضاحي إلى بعد أيام العيد.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام، ولك الحمد على ما شرعت لنا من الأحكام

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمه التي لا تُعد ولا تحصى، الحمد لله الذي خلقنا من العَدَم، ورزقنا من النِّعَم، ودفع عنا النِّقَم، الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، السابقة واللاحقة، ما نعلم منها وما نجهل.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: لا يحل أكل الأنعام التي أباحها الله لنا إلا بعد تذكيتها بالذبح أو النحر، والذبح: هو قطعُ الحلقِ أعلى العنق، والذبحُ يكون للغنم والبقر. والنحر: هو طعنُ لَبَّةِ الحيوان أسفل العنق، والنحر يكون للإبل.

ويُشترط لصحة الذبح أن يكون الذابح عاقلاً مميِّزًا، ذكرًا أو أنثى، ويجب على الذابح أن يسمي الله -تعالى-، وأكثر العلماء أنه لا تحلُّ ذبيحةُ المسلمِ إذا تعمد ترك تسمية الله؛ قال الله -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)[الأنعام: 121]، ويُسنُّ أن يُكبِّر الذابح مع التسمية فيقول: "بسم الله، والله أكبر".

والمشروع في الذبح: قطعُ الحلقومِ والمريءِ والودَجَين، والحلقومُ هو مجرى النَّفَس، والمريءُ هو مجرى الطعام، والودَجَان هما العِرقان المتقابلان المحيطان بالحلقوم، والأفضلُ قطع هذه الأربعة كلها، ولا يجوزُ في الذبح كسرُ رقبةِ الحيوان قبل موته، وكره العلماء النَّخْع، وهو بلوغ السكين في الذبح إلى النُّخاع، وهو عرقٌ أبيضُ وسط عظمِ الرقبة، فعلى الذابح أن يكتفي بقطع الودجين والحلقوم والمريء، ويترك الحيوان بعد ذبحه حتى يموت، ولا يستعجل موته بقطع الرقبة، ولا يطعنه في منحره قبل موته، ولا يبدأُ بقطع قوائمِه ولا سلخِه حتى يموت.

ويُسَنُّ للذابح أن يُحِدَّ السكين، ولا يحدُّها أمام الحيوان، ويُستحب أن يُضجِع البقر أو الغنم لجنبها الأيسر برفقٍ بقدر الاستطاعة، وأن يستقبل بها القبلة، ويُسرع بيده في الذبح، ويترك رجلها اليمنى تتحرك بعد ذبحها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.

أيها المسلمون: لا تحل الذبائح التي تُقتَل صعقًا بالكهرباء، وهي ميتةٌ حتى وإن صعقها مسلمٌ، والأصل في التذكية الشرعية أن تكون بدون تدويخ الحيوان، وتحلُّ الحيوانات التي تُذبح بعد تدويخها إذا كان تدويخها لا يؤدي إلى موتها، ولا يكتفي الذابح في المسلخ بالتسمية على أول ذبيحة، بل عليه التسمية لكل ذبيحة يذبحها، ولا يكفي أن يسمي اللهَ من حضره، بل تكون التسمية من الذابح نفسه، وهي عبادة عليه أن يحرص عليها في كل ذبيحةٍ وإن كثرت.

أيها المسلمون: العيد فرصة طيبة لإصلاح ذات البين؛ (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 1]؛ فأفشوا السلام بينكم، واعفوا عمن أساء إليكم وظلمكم، وصِلوا أرحامكم، وتصدقوا وأحسنوا؛ (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 56]، (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 134].

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خطبة عيد الأضحى المبارك 1445هـ - الشيخ محمد السبر

الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ، مُعيدِ الجُمَعِ والأعْيَادِ، ومُبيدِ الأُممِ والأجنَادِ، وجَامِعِ النَّاسِ ليومٍ لا رَيبَ فيهِ إنَّ اللهَ لا يُخلفُ الميعَادِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا نِدَّ وَلا مُضَادَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عبدهُ ورَسُولهُ وَخَيْرَةُ خَلْقِهِ مِنَ العِبَادِ، صلَّى اللهُ عَلِيهِ وَعَلى آلِهِ وَأصْحَابِهِ والتَابِعِينَ لَهُم بإحْسَانٍ، إلى يَومِ الحَشرِ وَالتَّنَادِ، وَسلَّمَ تَسْليمًا كَثِيرَاً.

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبيرَاً، والحَمْدُ للهِ كَثيراً، وسُبْحَانَ اللهِ بُكرَةً وأصِيْلاً، اللهُ أكْبَرُ عَدَدَ مَا ذَكرَ اللهَ ذاكرٌ وكبّرَ، اللهُ أَكْبَرُ كلمَا لبّى حَاجٌ وكبّرَ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ مَا حَمِدَ اللهَ حَامدٌ وشَكرَ، اللهُ أَكْبَرُ مَا سَطَعَ فجرُ الإسلامِ وَأسفرَ، والحمدُ للهِ عَلى نعمائِهِ التي لا تُحْصَرُ وعَلى آلائِهِ التي لا تُقَدْرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الحَمْدُ.

أمَّا بَعدُ: فاتَّقوا اللَّهَ - مَعَاشِرَ المُؤمِنينَ والمُؤمِنَاتِ - حَقَّ التقوَى، وَرَاقبوُهُ فِي السِّر والنَجْوَى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾، واشكرُوهُ عَلى منتِهِ عَليْكُم بهَذا العِيدِ السعيدِ؛ فيومُكُم هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، وعِيدٌ كَرِيمٌ، يومُ الحَج الأكبرِ، ويَومُ النَّحرِ، وَعِيدُ الأضْحَى، يومُ برٍ وَإحْسَانٍ، وَفيهِ يَحْمَدُ المسلمونَ رَبَهُمُ عَلى نِعْمَةِ الإسلامِ، ويُكبرونَهُ عَلى مَا أولاهُمُ مِنَ الفضلِ والإنعَامِ.

العِيدُ -مَعَاشِرَ المُسْلمينَ- تَعبيرٌ صَادِقٌ عَنِ انتمَاءِ الأمةِ لدِينهَا، واعتزازِهَا بشخصيتِهَا؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيْدُنَا» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ، العِيدُ فَرَحٌ وشُكرٌ، واسْتمتاعٌ بالطيبَاتِ مَعَ اجْتنابِ مُنْكرَاتِ الأخْلاقِ، وإنَّمَا تتبينُ أخْلاقُ الأمِمِ فِي أعْيَادِهَا، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ

العِيدُ تذكيرٌ بنعمَةِ الإخُوةِ فِي الدينِ، وتأكيدٌ عَلى الاعتِصَامِ بحبلِ اللهِ المَتينِ ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾، ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾؛ فاتَّقوا اللَّهَ -عِبَادَ اللهِ- وَعَليْكُمُ بالجَمَاعَةِ، وَلا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، واحْمَدُوا اللهَ عَلى نِعْمَةِ الأمنِ فِي الأوْطَانِ، والصحةِ فِي الأبدانِ ﴿كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ

العِيدُ سَلامٌ ووئامٌ، وتهنئةٌ ودُعَاءٌ، ونُفُوسٌ صَافِيَةٌ مِنَ الضَغَائِنِ والشحْنَاءِ؛ ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾، فابتهِجُوا بعِيدِكُم، وتسَامَحُوا، وتَصافَحُوا، وأزِيلُوا الضغَائنَ عَنْ قلوبِكُم، واجعَلُوا هَذِهِ الأيَّامَ؛ أيَّامَ اتِّفاقٍ لا اخْتلافٍ، وَسعَادةٍ لا بَغضَاءَ وَلا شَحنَاءَ؛ فانشرُوا الفرحَةَ عَلى مَنْ حَولَكُم، وَبروُا وَالدِيكُم، وأكرِمُوا جِيرَانَكُم؛ ووقّرُوا كِبارَكُم وعُلمَاءَكُم، وارحَمُوا صِغَارَكُم، وتعاهدُوا مرضاكُم، وتصدَّقوا عَلى فقرائِكُم؛ وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَانًا، وَعَلى الحَقِ أعْوانًا، لا ظُلمَ وَلا عُدْوَانَ، المُسلمُ أخوُ المُسلمِ، لا يَظلِمُهُ، وَلا يَخْذِلُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وارحَمُوا الأيتامَ، وتخلَّقوا بِأخلاقِ الإسلامِ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ

عِيدُ الأضحَى يَومُ التضحيةِ وَالفِدَاءِ، يَومُ الفَرَحِ وَالصَفَاءِ، يَومُ المُكَافَأةِ مِنْ رَبِ السَمَاءِ، وَالأضْحِيَةُ شَعِيرَةٌ إسْلاميَّةٌ، وَمِلَّةٌ إبرَاهِيميةٌ، وسنةٌ مُحمديةٍ، فعنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَضَحَّى نبيكُمُ ﷺ بِكَبْشٍ، وَقَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ».
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ؛ فذَبحُ الأضَاحي مِنْ أفضلِ مَا يُتقرَّبُ بِهِ إلى اللهِ -تَعَالى- فِي يومِ النَّحرِ، وأيامِ التشرِيقِ، وَذبحُ الأضْحِيَةِ أفضلُ مِنَ التَصدُقِ بثمنهَا، وتُجزئُ الشَاةَ عنْ الرجلِ وأهل بيته، والبَدَنَةُ والبقرةُ عَنْ سَبعَةٍ.

واعلَموا -رَحِمَكُم اللهُ- أنَّ وَقتَ ذَبحِ الأضَاحِي يبدأُ بَعدَ الفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ العِيدِ، ويمتدُ إلى غُروبِ شمسِ اليومِ الثالثَ عَشر؛ ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وأطْعِمُوا البائِسَ الفَقيرَ﴾. فكُلُوا وَتصدَقُوا؛ وَضَحُوُا تقبلَ اللهُ ضَحَايَكُم، وَطِيبوُا بِهَا نَفْسَاً، تقبلَ اللهُ مِنَا وَمِنكُم صالحَ الأعمَالِ، وأعادَ عَلينَا وَعَليكُمُ هذِهِ الأيامَ بأحسنِ الأحوالِ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمْدُ للَّهِ وكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أنَّ أيَّامَكُمُ هَذِهِ أيامُ هَديٍ وأضَاحٍ، وَعجٍّ وَثجٍّ، وَتكبيرٍ وَتهليل، وَحَمْدٍ وَشُكرٍ، فكبِّروا اللهَ وَاذكرُوُهُ عَلى مَا هدَاكُمُ فِي كلِ وقتٍ، ودبرَ الصَلوَاتِ إلى آخِرِ أيَّامِ التشريقِ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ

يَا نِسَاءَ المُسلمينَ: اتقينَ اللهَ فِي أنْفُسِكُنَّ، ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾، ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾، ولقدْ صَانَكُنَ اللهُ بِالحِجَابِ والجِلبَابُ، وجَعَلَهُ طَهَارَةً للقُلوبِ وَحِراسةً للأعْرَاضِ، فليكُنْ لَكُنَّ فِي أمْهَاتِ المُؤمِنينَ أُسْوةٌ، وتَصَدْقنَ، وَأكثِرْنَ الاسْتِغِفَارَ، واتّقينَ النَّارَ، وقُمْنَ بِحَقِ الأزواجِ، وحُسْنِ تَرْبيةِ الأولادِ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ

اللهُمَّ أسعِدِ فِي هَذَا العِيدِ قُلوبَنَا، وفرج هُمومنَا، واشفِ مرضَانَا، وارحمْ موتانَا، ياذَا الجَلالِ والإكرَامِ.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خطبة عيد الأضحى المبارك 1445هـ - الشيخ عبدالعزيز محمد

الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، تعالى جد ربنا، ما اتخذ صاحبة ولا ولداً، {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وما يعزب عن ربك من شيء في الأرض ولا في السماء. {الله الَّذِي خلق سبع سموات وَمن الأَرْض مِثْلهنَّ يتنزل الْأَمر بَينهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَن الله على كل شيءٍ قديرٌ وَأَن الله قد أحَاط بِكُل شيءٍ علما}

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيراً

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين: {..وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}

عباد الله : الإسلامُ مِنْهاجُ حياةٍ.. وقِوامُ دنيا ودين، وفي الأرض جعل الله للناس أسباب الحياةِ وأمرهم باستثمارها {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ} وتتحقق الحياةُ الكريمةُ في الناسِ إذا أحسنوا للأرض استعماراً، وأحسنوا لها استثماراً {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} تُستعمر الأرضُ وتُستَثمَر.. حين يمشي الإنسانُ في فجاج الأرض يُنَقِّب عن خيراتها، ويبحث عن بركاتها، فيزرع زرعاً، ويغرس غرساً، ويبني مَعبَرا،ً ويُشَيِّدُ صرحاً، ويستخرج معدناً، ويصنع آلةً، ويُقِيمُ حضارة. وتتقدمُ الأممُ في الأرضِ.. حين تَنْشَطُ في طريق العاملين، وتبقى الأمم في السَّاقةِ، حين تؤثر الركون إلى الدعةِ، والعيشِ في فناء الخاملين.

إن هذه الأرضَ وما فيها، والسماواتِ وما فيها، كلَّها مسخرةٌ بأمر لله للإنسانِ لو كان يتفكر {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} هذا في شريعتنا.. وليس في الشريعةِ ما يقف عثرةً في طريق الطامحين، وكُلُّ عملٍ فيه قيامٌ بمصالح العباد في أمر معاشهم ومعادهم فإن الشريعةَ تأمر به، وكلُّ نعمةٍ أوجدها الله للإنسان في الأرض، فإنه لا يحرم على المسلمين استثمارها، بل هم مأمورون بإتقانها {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} * واستثمار هذه الحياةِ.. إن لم يكن مدداً لاستثمار الآخرة، وتسخير عمل الدنيا إن لم يكن طريقاً لنيل فوز الآخرة، فإنما هذه الحياةُ ــ وإن بلغ الإنسان فيها من العلومِ أعلى مبلغ ــ إنما هي حسرةٌ تَعْقُبُهَا حَسَرَات.

غاصَ أقوامٌ في بحرِ عُلُومِ الحياةِ.. فاستخرجوا منهُ دقائقَ المعرفة ، ولكنهم غرقوا بجهلهم حين تاهوا عن اللهِ وغفلوا عن موعود الآخرة، فكانوا في زُمَرِ الهالكين، فجاء الذم لهم صريحاً في القرآن:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}

إن استثمار هذه الحياةِ لا يكونُ مُربحاً.. إلا حين يُسَخَّرُ في تحقيق العبوديةِ لله، وإقامةِ شريعته في الأرض، وإن التمكين للأمم في الأرض لن يبقى ولن يطول.. إن لم يُشَيَّد بدعائم الإيمان والتقوى، {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}

وكم من أُمةٍ.. مُكِّنَ لها في الأرضِ، أوتيت أسباب البقاء، وفُتحَ لها باب الرخاء، و مُدَّ لها بساطُ النعيم، فلما لم تُقِمْ لأمر الله وزناً، ولم ترعَ لله قدراً.. خَوَتْ فيها مدائن العزِّ، وعطِلت فيها آبار الثراء، وتهاوت فيها عروش التمكين {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيراً

أيها المسلمون : ومَنْ أَقْصَى الدِّيْنَ عن حياةِ الناسِ وزعم أن الدنيا يجب أن تكونَ في مَعْزِلٍ عن الدين، وأن الدين له طريقٌ لا يستقيم مع طريق الدنيا.. أفسد على الناس دينهم ودنياهم، فما الدِّيْنُ في الدنيا إلا كما الروحُ في الجسد، فإذا ما انتُزِعَتِ الروحُ من الجَسَدِ.. بَلِيَ وتحللْ.. وليس للجسد حينها إلا أن يُرمسَ في التراب.

تظل دنيا الناسِ محفوظةً ما حميت بسياج الدين، فإذا ما نُحِّيَ الدينُ جنباً.. تواردت على الناس المهالك، ظلمٌ وبَخسٌ وَجَورٌ وطغيان، فسادٌ وجرأةٌ وتمادٍ وعدوان، ضعيفٌ يُقسى عليه، وفقير يُسْلَبُ ما لديه، وحقوقٌ تُسْلَبُ بشتى الحيل.

إذا ما نُحِّيَ الدينُ جنباً.. فلا ورعَ يَثني، ولا تقوى تردع، ولا مراقبةَ لله تُهّذِّب.

ومَنْ جَعَلَ الدِّيْنَ مُستودعاً للدنيا.. يأخذُ من الدِّيْنِ ما يحمي به دنياه، ويترك من الدِّيْنِ ما يعارض شهوته وهواه.. فإنما هو محادٌ لله مخادع، وعده الله سوءَ العاقبةِ في الدنيا والآخرة {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} * أفْلَحَ من أقام دنياه بدعائم دينه، واتخذ من الدنيا خير زادٍ للآخرة {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}

اللهم أصلح لنا ديننا، وأصلح لنا دنيانا.. ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا..

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله.. وتزينوا بخير لباسكم {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}

أيها المسلمون: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} عَنْ أَنَسٍ t ، قَالَ: « ضَحَّى رَسُولُ اللهِ r بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ»، قَالَ: «وَرَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»، قَالَ: «وَسَمَّى وَكَبَّرَ» رواه مسلم

وفي يوم النحر خطب رسول الله r ، فقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» رواه البخاري

فذبح الأضاحي لا يكون إلا بعد صلاة العيد، فمن ذبح قبل الصلاة فذبيحته ذبيحة لحم ليست ذبيحةَ نسك، وآخر يوم لذبح الأضحية هو غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق وهو اليومُ الثالثُ عشر، ويجوز ذبح الأضحية ليلاً ونهاراً، والذبح في النهار أولى، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل، وكل يوم أفضلَ مما يليه؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير.

والأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام لقول الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَـمِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } وبهيمة الأنعام وهي الإبلُ والبقرُ والغنمُ ضأنُها ومعزُها.

وتجزي الأضحية من (الغنم) عن الرجل وأهل بيته يشركهم في ثوابها، ولا يصح أن يشترك في ملك الأضحية من الغنم أكثر من واحد.
ويشترط للأضحيةِ أن تبلغ السن المحددِ شرعاً فمن الإبل ما له خمسُ سنوات، من البقرِ ما له سنتان، ومن الماعز ما له سنة، ومن الضأن ما له نصف سنة.

ويشترط في الأضحيةِ أن تكون خاليةً من العيوب، وهي العرجُ البين، والعور البين، والمرض البين، والعجفاء التي لا تنقى، أي الهزيلةُ التي لا مخ فيها، وكلَّ ما كان في حكم هذه العيوب أو أشد، فهو داخل في ذلك من باب أولى.

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد

معاشر المسلمين: إن ذبح الأضاحي من أعظم القربات التي لا تصرف إلا لله، وقد قرن الله عبادة الذبحِ بعبادة الصلاة في آيات من القرآن {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} فمن صرف شيئاً من الذبح لغير الله فقد أشرك شركاً أكبرَ

وعلى المسلم أن يخلص لله في أضحيته فإن الله قد شرع هذه الأضاحي لتحقيق التوحيد وبلوغِ التقوى، {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} *ويجب أن لا يباشرَ ذبحَ الأضحيةِ إلا مسلماً أو كتابياً، ولا تحلُ ذبيحةُ غيرهما، فعلى المسلم أن يتفطن لذلك، عند استعانته بمن يعينه على ذبح الأضاحي.

ويسن للمسلم أن يأكل من أضحيته ويهدي منها ويتصدق {فكُلُوا مِنْهَا ، وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ، كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ، لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

ثم اعلموا أنه قد صح عن رسولكم rأنه قال: «إنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإذَا قَتَلْتُم فَأحْسِنُوا القِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَليُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه، وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ». رواه مسلم.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.. وجد علينا بعفوك إنك أنت الغفور الرحيم.. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار..

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
1️⃣(الوقت الذي يفصل بين أذان الجمعة الأول والثاني)؛ هو الوقت الكافي للناس في أن يتهيؤوا لصلاة الجمعة.
——•——•——
2️⃣وأما الأذان الثاني؛ فهذا إنما يكون إعلاماً بدخول وقت الصلاة (وهو عند دخول الإمام، وجلوسه على المنبر).
——•——•——
3️⃣ الأذان الأول؛ لتنبيه الناس للذهاب لصلاة الجمعة، ويكون في وقت متقدم ومبكر؛ بحيث يستطيع الناس أن يتهيؤوا ويذهبوا مبكرين لصلاة الجمعة. وأما الغرض من الأذان الثاني؛ فهو الإعلام بدخول الوقت، ويكون إذا حضر الخطيب وجلس على المنبر، أما أن يقرن الأذان الأول مع الثاني ولا يكون بينهما إلا وقت يسير؛ فهذا يلغي الفائدة من الأذان الأول، ولم يكن هذا هو الذي قصده عثمان -رضي الله عنه- حينما أمر به، ولا يكون له فائدة.
——•——•——
📕المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2 / 101).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🌟مراعاة (مقتضى الحال) لُبُّ الخطابة وروحها؛ فلكل مقام مقال، ولكل جماعة من الناس لسان تخاطب به، فالجماعة الثائرة الهائجة تخاطب بعبارات هادئة؛ لتكون برداً وسلاماً على القلوب، والجماعة الفاترة تخاطب بعبارات مثيرة للحمية، موقظة للهمم، حافزة للعزائم؛ لذلك وجب أن يكون الخطيب قادراً على إدراك الجماعة، والإتيان بالأسلوب الذي يلائمها🎤
———•———•———
📕الشامل في فقه الخطيب والخطبة، د. سعود الشريم (١٧٦)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🌟الأصل في مشروعية (المنبر): الأحاديث التي دلت على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر؛ ومن ذلك: حديث سَهْل بْن سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ : " أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلاَنَةَ - امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ-: (مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ، أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ)، فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الغَابَةِ"🎤
———•———•———
رواه البخاري،ومسلم
———•———•———
🌟
وفي رواية مسلم:
"فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ".
———•———•———
🌟
قال ابن حجر: (وفيه استحباب اتخاذ المنبر؛ لكونه أبلغ في مشاهدة الخطيب والسماع منه).🎤
———•———•———
فتح الباري (2/ 400).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🎤سئل ابن عثيمين: هل يسن للخطيب أن يكثر من (خطبة الحاجة) في افتتاح خطب الجمعة، أو ينوِّع
———•———•———
🌟فأجاب بقوله: «الأصل أن خطبة الحاجة هي الأفضل، لكن لا حرج أن ينوع؛ حتى لا يظن الناس أن خطبة الحاجة أمر واجب؛ ولأنه ربما يمل الناس إذا أخذ يكرر هذه الخطبة في كل جمعة»🎙️
———•———•———
📕فتاوى ابن عثيمين (١٦/ ٩١)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🎤سئل ابن عثيمين: مارأي الشرع بنظركم بزيادة: (ونستهديه)، في خطبة الجمعة
———•———•———
🌟فأجاب -رحمه الله-: (الألفاظ الواردة عن النبي لا ينبغي أن يزاد في جوفها شيءٌ، كلمة: "نستهديه" لم ترد في الحديث، كلمة: "نتوب إليه" لم ترد، تقول: "الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا"، أما إذا انتهى الوارد؛ فلا حرج أن تزيد ما ترى أنه مناسب؛ لأن هناك فرقاً بين أن تكون الزيادة في جوف الوارد، وأن تكون بعده).
———•———•———
📕لقاء الباب المفتوح
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🎤إذا ختم الخطيب مقدمته؛ قال: (أما بعد).
———•———•———
🎤وقد عقد البخاري بابًا فقال: (باب: من قال في الخطبة بعد الحمد والثناء: "أما بعد")، وذكر فيه جملة من الأحاديث.
———•———•———
🎤قال الصنعاني: (وظاهره أنه كان يلازمه في جميع خطبه -أي لفظ أما بعد-).
———•———•———
🎤ولا تقال: (أما بعد) إلا مرة واحدة، فمن الخطأ تكرارها أكثر من مرة في المقدمة.
———•———•———
📕سبل السلام (٢/ ٤٨)، تحذير الخطباء من أخطاء شائعة (٣٢).
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
🕌 قواعد في (صفة خطبة العيد)🎤
———•———•———
1️⃣ ذهب جمهور أهل العلم إلى أنه يخطب في العيد بخطبتين، يفصل بينهما بجلوس، كما في خطبة صلاة الجمعة🎤
———•———•———
2️⃣ خطبتا العيدين (سنة)، وهي (بعد) صلاة العيد🎤
———•———•———
3️⃣ يشرع لمن خطب خطبتين في العيد: (أن يفصل بينهما بجلوس خفيف)؛ قياساً على خطبتي الجمعة🎤
———•———•———
4️⃣ وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ليس لصلاة العيد إلا خطبة واحدة🎤
———•———•———
5️⃣سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين: هل يخطب الإمام في العيد خطبة واحدة أو خطبتين
فأجاب : (أرجو أن الأمر في هذا واسع
ولكن لا ينبغي أن يهمل عظة النساء الخاصة بهن؛ لأن النبي وعظهن)🎤
———•———•———
📕مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (١٦/ ٢٤٦-٢٤٨)
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
🎈خسارة عندك تلجرام وماعندك هالقناة يلي عندو هالقناة مايخرج منها😍👇
https://www.tg-me.com/aywmy2020/2193
https://www.tg-me.com/aywmy2020/2193
2024/06/20 01:03:02
Back to Top
HTML Embed Code: