tg-me.com/w_27i/787
Last Update:
"في ليلة كهذه كنت سأكون العروس، كنت سأدخل الى بيتك الى عائلتك الى حضنك مثلما دخلت حياتك، شاركتك لياليك، تعمقت في أفكارك ومخاوفك وسعيت معك نحو أهدافك، انسل خيط العمر مني دون ان أشعر، تتكدس أعوام على الهامش كنت قد بذرتها في سبيلك. كم أحتفينا بانتصاراتنا معًا وكم بكيت معك! كم بكيت من أجلك! كم بكيت عليك! كم سهرت على وجعك! وكم سهرت من وجعي عليك، كم ناجيت الله من أجلك كم أحببتك وكم أوجعتني! كم انطفأت لتضيء أنت! كم تنازلت كي لا أخسرك! وكم تخليت علي أحافظ عليك.. كنت سأدخل بيتك بقدمي اليمنى بلسان يلهج بالحمد أن انتصرنا وكسرنا قيد التقاليد وغل القبيلة.
كنت سأرتدي الأبيض الذي اخترته ذات يوم قائلاً: سيليق بكِ كثيرًا وكم تقت لان تراني ارتديه!
كنت غارقة بك أوضح وأنقى من أن أدرك انك تحيك كفنًا من ورائي! كم أندب حظي أندب أحلامي أندب عمري على أطلال الذكريات.. كم انا يائسة ومشفقة ليس علي ولا عليها بل عليك أنت، لأنني لن أعفو عنك ولن تحل عليك مغفرتي يومًا، معصيتك لا تغتفر. اتطلع في ملامح عروسك في ابتسامتها المضيئة وأتمنى ان لا تكسرها بقدري أن لا يطفئها ظلامك. عروسك التي لن تحبك يومًا مثلما أحببتك أنا، ولن أغفرلك بقدر جهلها. كنا سنكون معًا في ليلة كهذه كان سيتوج حبنا بشكل يليق بي.. كان سينتهي المطاف بنا نرقص في زفاف يربط مصيرينا ببعض ويمزج دمائنا في طفل، طفل يشبهك في الملامح ويشبهني في الصفات.. طالما دعوت الله ان لا يتحلى بصفاتك فتضحك أنت كأنها نكتة!
ذات موت كنت شاردًا، حل مكان نظرتك الساخرة دموع لمحتها تتجمع وتطفو دون أن تتساقط، كم كنت ذو كبرياء وأنت تمسك بيدي غارقًا في خطوطها وفي حسرتك في كم ستكون مجحفًا وحقيرًا هذه المرة أكثر من عادتك، بأي طريقة ستنتزعني منك بأي يد ستعتصر قلبي ثم تلقيه عرض الحائط نازفًا! لم تعثر على الجرأة الكافية للنظر الى عيناي التي طالما أحتوت أحلامك، بأي قسوة وبلادة تخنق أحلامي وتخرس عصافيرًا تغرد هناك وأنت تبكيني! كيف تترك اثر جرحك في وجهي هكذا! كيف توصم روحي بخنجرك! هل تعمدت ترك أثرك لكم كان مريعًا لو علمت.
كنت تدرك انني سأتحطم بقدر ما كنت شامخة سيكسر قلبي الذي تسكنه منذ أعوام وسيهدم فوق رأسك، سأدفنك هناك بلا جنازة ولا مشيعين.. كنت على يقين أن الينابيع ستتفجر ويغرقك الطوفان وتندثر حتى في احسن الاحوال كنت تعرف حقيقة أنني سأنخرط في نوبة يئس قد لا تنتهي الا بنهايتي! كم كنت تعرفني وكم كنت مجحفًا بحق، كنت تدرك مقدار الفجيعة التي سأرتديها رغمًا عني وأن هذه الخيبة سترافقني ماحييت كندبة، وكنت أعرفك عنيدًا بالرغم إنني فيك، في لبّ قلبك في ماء عينيك في عروقك أجري وفي أطرافك أسكن لكنك أجبن من أن يقودك قلبك أصغر من أن تقف في وجه عائلتك. أدركت انه مهما طال وشهق عشقك لي عنان السماء كان جبنك أعتى وأقوى وأصرم كأي رجل من هذه البلاد ذو رأس صلب وطبيعة معقدة.
كيف تبكيني وانت الجاني! عجبًا كيف لقاتل ان يرثي القتيل!
قلت يوم ذاك أن أقدارنا مترابطة وستنعكف الطرق يومًا وتلين الحياة معنا. قلت الكثير الذي لم يعد يعنيني بشيء.. أن قلبك لن تسكنه امرأة سواي وانني سأظل يمامتك البيضاء التي تجوب سماوات روحك و إن كان في بيتك عروس! هل إعتقدت ان في هذا عزاء لي كم كنت مفترس وبطريقة همجية تواسيني، اي مواساة هذه ان تسكنني جوفك وتسكن آخرى بيتك، اي ضماد هذا! انا وانت ندرك انه ما من علاج لتدهور هذا الورم سوا البتر. لكم أشفق عليك لأنك ستحملني في قلبك ماحييت وسأدفنك أنا.
كنت ترجوني بدموع حارقة مدرارة وانت رجل لا يبكي عادة متجرد المشاعر ليس لديه اي احساس بالذنب منذ خلق ولم يسمع يومًا بعقدة الضمير، اتطلع الى وجهك يثيرني وجعك، وجه أجهله اليوم! ترجوني ان لا أقسو عليك وانت الجلاد! وتقول ايضًا انك ستموت ان هجرتك وانت من أغلق الأبواب في وجهي يالك من دجال! كنا نبحر في الحلم معًا أنت من أيقضني على الكابوس وبث الخبر في ارجائي حتى دب الرعب أطرافي وسكنتني الخيبة.
ها أنا أغادر زفافك وقد انتهيت منك، عاقبتك بالنفي، غربتك عن بلادي، توضأت بدموعي صليت لله وتطهرت منك.. أدعوا الله ان لا أتعثر بك يومًا ولا تتقاطع طرقنا عل الغياب يشفيني أنا المريضة بك."
BY عاصفة او عاطفة
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280
Share with your friend now:
tg-me.com/w_27i/787