"ربعٌ عفاه الدّهر طورًا فامّحَى
قد كان من طُول البِلَى أن يَمْصَحَا"

تراه قد كدّ وكدح، وجد واجتهد، وثابر واشتغل، وجاب مسافات، وقطع مفازات، وقرب وذلل، وفهم وروّض وثقّف، هاشّ لكل سائل، باشّ لكل مستفهِم، من وقته أنفق، ومن جهده منح، ومن نفسه وهب. ثم لا تجده آخر المنعطف يسألك معشار معشار ما قدم! وهو بك منبهرٌ ولك مُهلّل أحسنت أنت أم لم تحسن! أيّ سلام نفسي هذا..؟ هذا الجود الذي يهدم ما بنى، ويفسد ما أصلح، وينشّئ جيلا "معتوها"، هذا الجود الذي ابتلت به "جامعاتنا".
على الأقل.. في صعيدي أنا.

هذا تِلادي ومطرفي.

ولأن التلاد كما ذكره ابن قتيبه في كتابه أدب الكاتب هو: "ما وُلد عندك" والتليد هو: "ما وُلد عند غيرك ثم اشتريته صغيرا فنبت عندك"، وكتب البيت كلها وُلدت قبل أن أُولد أنا وهذه منها أقل قليل القليل نقول تليدي ومطرفي.

أفهم امرأ القيس جيدا حين قال:
ففاضتْ دموع العين مني صبابةً
على النحرِ حتى بلّ دمعيَ مِحْمَلي
قصدت: (حتى بل دمعي محملي)

وأفهمه أيضا لمّا قال:
وإن شِفائي عبرةٌ... ثم كأنه سكت وقال: إن سفحتها..

لذا ولأنهما في قصيدة واحدة في موقف واحد، أحب رواية "مُهَرَاقَة" عن رواية الأصمعي: "إن سفحتها" لأنها تتناسب مع الموقف أكثر.

استمرأت موقفي الدمع، فكلاهما يمر بهما الفرد.

http://aishasamykashif.sarhne.com

أحب أن أقرأ أحاديثكم.

هذه صورة من عبق عيد الفطر الماضي، حيث أنا وسَلْمُ أختي الصغيرة، والشروق وهذا النسيم، أحفظ "بانت سعاد". لم أستغرب هذا الشوق الذي قادني اليوم لاستظهار هذه اللامية الجاهلية.
عيدكم مبارك، وينعاد عليكم بالخير والبركات🌿.

عيدكم مبارك💐

قضى علينا الأسى.

"ألا يا عينُ فانهمري بغُدْرِ
وفيضي فَيْضَةً من غير نَزْر.."

يصدق عمر بن أبي ربيعة في قوله:

إنّ الحزينَ يَهِيجُه
بعد الذّهولِ بُكا الحَزينِ

ويدخل في معنى البيت نوع المواساة التي تأتيك على هيئة التذكير بهموم الناس لتسلو عن همّك، والحق أنك بعد أن كنت ذهلت قليلًا عمّا بك، ذكّروك بشجوك وأعادوا عليك أساك، فبكيت لهمّك وهم الناس.

بعد ذهولي لرؤية اسمي أول مرة في الشعر، لن أحسد أختى سلمى على كثرة جريان اسمها على ألسنة الشعراء، ابن أبي ربيعة أنصفنا..""

كريم يواسي كريماً!

قال ‏الشيخ إبراهيم السكران فرج الله عنه: "الشيخ عبدالعزيز الطريفي عالم أمة، ومفخرة للعالم الإسلامي، قلّ أن يجود الزمان بمثله نحسبه والله حسيبه.. حقه التكريم والتقدير، لا الحبس والتضييق، فرج الله كربه، وكشف ما به من ضر عاجلا غير آجل".

#اعتقال_الطريفي_8سنوات

سلبنا الحق الذي لا شك فيه، وأعني الموت، منذ يومين، نفسا كانت كريمة علينا، حبيبة إلينا، على بُعدها عنّا، وعلى ضنّ الزمان علينا برؤيتها إلا قليلا..

أذكرني ذهابه المفاجئ أني أحبه كثيرا، فما رأيت ابنته الصغيرة، حتى رأيتُني وأنا في عمرها أمام عيني، وهو يستقبلني كعادته بكل حفاوة وترحاب، وبابتسامة تشفّ عن قلبٍ نقيّ صفيّ قلّ مثيلُه، لا أنفكّ أذكرها ولا تنفك تلوح أمامي كلما ذُكِر اسمه، فيا رحمة الله له..

تفقدّوا أحبابكم النائين، أعيذ أحدكم أن يقف موقفا مثلي، أتمنى فيه أن أقول لهذا الراحل الذي لم تمنعه مشاقّ حياته التي أشهدُ لها، أن يبتسم في وجه صغيرة لا يلقي لها أحد بالا، كم أنا ممتنةٌ شاكرةٌ لك، وكم أنت عزيز كريم عليّ!

فعساها تصل مع دعائي، وعسى أن تقر عينه بها، ورحم الله كلّ حبيب نأى..

أرى العاقل في هذه الدنيا من استغنى بالله عن جميع خلقه.

قل لقومٍ يستنزفون المآقي
هل شفيتم مع البكاء غليلا؟

تُرى؟ كيف حال الفتاة التي عرضت علينا بحثها، ثم أنهته وهي مكسورة الخاطر، مفؤودة الجنان؟ أو هذه الأم الأربعينية كيف استقبلت أولادها وكيف رجعت بيتها بعد يوم أُخرِجت فيه من المحاضرة؟ وأيّ قلب يحمله رجلٌ ستيني يتلقّى كل يوم تجريحًا ونهْرًا واستهزاءً من مشرف بحثه؟ أو هذا الاختبار الذي أجراه لطلبة الفرقة الثانية، والذي وجلتُ أن أطلب إعادته بعدما تغيّبت عنه قهرًا؟ إن الذي أوقنه أن دموعًا أُريقت بسبب هذا الرجل، وإن الذي أدعو به أن يرده الله إلى الخُلُق القويم، فإنه لو بُعث على حاله لحُشر كما يُحشر الذر.