(إلهي ذكر عوائدك يؤنسني، والرجاء لأنعامك يقويني).

هذا مقطع من دعاء للإمام الباقر عليه السلام كان يدعو به في الشدائد، والدعاء طويل اقتطفت منه هذا المقطع، لأنه لفت انتباهي، باعتبار أنه يذكر أمرين مهمين يعينان الإنسان في الشدائد والصعاب، وهما ذكر العوائد ورجاء الإنعام.
وسأوضح أهمية هذين الأمرين في مواجهة الشدائد والصعاب في الحياة:

لاحظوا إخواني في الشدائد يصاب الإنسان بأمرين: أحدهما الضيق والحزن، والثاني الإحساس بالضعف.
وعلاج الأمر الأول (الضيق والحزن) يكون بتذكر النعم (العوائد)، (ذكر عوائدك يؤنسني). فالذي يتذكر نعم الله وعوائده عليه سوف يرتاح نفسياً ويهدأ وينشرح صدره ويشعر بالأنس، وهذا أمر مجرب، فشعور الإنسان بالإمتنان للنعم التي عنده يهب الإنسان شعوراً جميلاً بالراحة النفسية، وبإمكان كل واحد أن يجرب ذلك، فقط اجلس وعدد نعم الله التي عندك حتى لو كانت صغيرة واشكر الله عليها فستشعر بالإرتياح والأنس. (ذكر عوائدك يؤنسني).

وعلاج الأمر الثاني (الشعور بالضعف) يكون بالرجاء، فالرجاء يقوّي الإنسان (والرجاء لإنعامك يقويني) لأنه يوقد في نفسه شعلة الأمل.
والأمل والرجاء يقوي الإنسان، بخلاف اليأس فإنه يصيبه بالضعف والعجز.
فالله الذي أنعم عليك وساعدك فيما مضى موجود وسيساعدك ويعينك في ما يأتي، وسيصلح حالك وبالك إن تعلق رجاؤك به.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
.


الأذكار؛ درعٌ من طوارق الليل والنهار، وهي أنسُ الأبرار، وبضاعةُ الأخيار.


.
عن الإمام الكاظم عليه السلام:

(وكما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية، فكذلك لا يقوم الدِّين إلا بالنية الصادقة)

📚بحار الأنوار:ج1ص153

تشبيه جميل يقدّمه الإمام الكاظم عليه السلام لمكانة النية في الدين، فكما أن الجسد بلا روح جثة هامدة، وإنما قيمته بالروح التي تبعث فيه الحياة، فكذلك الدين بلا نية خالصة وصادقة كجسد بلا روح.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ناءٍ عن الأوطانِ ليس يزورُهُ
خِلٌّ به يُجلى أسى الغرباتِ

قد أثقلتْ حَلَقُ السلاسلِ ساقَهُ
فتثاقلتْ رجلاهُ في الخطواتِ

عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
بُعِثتَ إلى الدنيا بشيراً ومُنذِرا
ونوراً مُشعّاً في دجى الكون أَزهَرا

تجهّمَ وجهُ الشركِ حين بزوغهِ
ووجهُ الهدى والحقِّ في الخلقِ أَسفَرا

تباهتْ رياضُ المكرماتِ وأزهرتْ
وَعُودُ السجايا الغرِّ قد عادَ أخضرا

وعادَ الى المعروفِ في الناس ذكرُهُ
وقد كان مطموراً وقد كان منكرا

وقد بسطَ العدلُ الجميلُ جناحَهُ
بِمَبعَثِكَ الميمونِ والظلمُ أَدبَرا


فيا نسمةً من عالمِ الغيب أُرسِلتْ
لتنشرَ في جوِّ الفضيلةِ عنبرا

ويا نفحةً جاءت لتحيي نفوسنا
وتُنعِشَ منها ما تصوّحَ مقفرا

ويا رحمةً من رحمةِ الله أُهديتْ
ليحيى كراماً تحت أفيائها الورى

عليك سلام الله ما لاحَ شارقٌ
وما ذاكرٌ في الناس صلّى وكبّرا

✍🏻 السيد محمد الشوكي

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4

.
.
النماذج القرآنية
قال تعالى:
(كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)

ليتأمل الأخوة الأعزاء أن القرآن الكريم قال في هذه الآية (أمثالهم) ولم يقل (الأمثال) كما في آيات أخرى، فالمراد من أمثالهم في هذه الآية أشباههم وأشكالهم ونظراؤهم الذين يماثلونهم.
فكل شخص له مثيل وشبيه ذكره القران الكريم، الإنسان الصالح له مثيل، والإنسان الطالح له مثيل.
وأنت إذا أجلت النظر في الناس وطبائعهم ونفسياتهم وعقائدهم وسلوكياتهم وأساليبهم، سوف تجد لهم نظائر وأمثال في القرآن الكريم، وكأن القرآن تحدث عنهم قبل قرون خلت.
طبعاً على الإنسان أن يعمل مقارنة ومطابقة بين نفسه وبين النماذج القرآنية، فإذا رأى نفسه مطابقاً للنماذج الصالحة فليحمد الله، وإذا رأى نفسه مطابقاً للنماذج السيئة فليحاول إصلاح نفسه ويرتقي بها لتتطابق مع النماذج الصالحة.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
"اليأس والكفر"

يربط القرآن الكريم بين اليأس والكفر، قال تعالى:( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).
وكذلك يربط بين القنوط والضلال: ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).

فلماذا هذا الربط؟

في الحقيقة أن المؤمن الحقيقي لا ينبغي أن يعيش روحية اليأس والقنوط مهما كانت الظروف عسيرة والأحداث مريرة، ومهما بدت الأبواب موصدة والآفاق ملبدة، لأن المؤمن الحقيقي الواعي بحقيقة إيمانه يرى أن هناك قدرة عظمى هي فوق كل شيء في هذا العالم، وهناك إله قدير لا يعجزه شيء في السماوات والأرض، يستطيع أن يغير مجاري الأمور والأحوال بطريقة غير متوقعة ولا تخطر على بال!!

فالمؤمن الحقيقي الذي يعيش حقيقة الإيمان لا يتسرب اليأس إلى قلبه أبداً، بخلاف الكافر الذي لا يؤمن بشيء غير الأسباب الطبيعية والأمور الظاهرية، فإذا تعطلت عنده استسلم لليأس والقنوط والإحباط، لأنه ليس لديه سبب آخر يرتجيه، ولا قدرة أخرى تنجيه!!

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
{الكمال في ترك التعلق}

إذا أردت أن تكون أكثر كمالاً في الحياة وأكثر سعادة فلابد أن تتحكم في رغباتك وتعلقك المفرط بالأشياء، وأن لا تجعل نفسك رهينة لمجموعة من التعلقات بكثير من الأمور.
ومن هذا المنطلق فإن نيل البر منوط بإنفاق ما تحب وليس بإنفاق ما عندك، فقد تكون عندك أشياء زائدة لست متعلقاً بها أشد التعلق، وفي إنفاقها فضل، ولكن ليس كفضل الإنفاق مما تحب.
قال تعالى:
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
تصحيح المسارات

شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة لتصحيح المسار. تصحيح المسار مع الله، ومع النفس، ومع الآخرين.
الكثير من الناس يغفلون عن نقاط الضعف والخلل في أنفسهم وفي مساراتهم، وهذه طبيعة البشر بصورة عامة إلا من رحمه الله وبصّره بعيوب نفسه.
فطبيعة البشر أنهم دقيقوا الملاحظة عندما يتعلق الأمر بالآخرين، ولكن عندما يتعلق الأمر بأنفسهم يصابون بحالة من العمى الشامل.
كل واحد منا أيها الأخوة لا يخلو من خلل في مساراته الثلاثة، وعلينا أن نحاول تصحيح الخلل في مساراتنا، وأن لا نكون من الذين يهتمون بإصلاح الآخرين وينسون أنفسهم.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
.

يا صائماً صُمْ عن هواكَ فإنما
صومُ الفؤادِ عن الهوى إيمانُ

ما خيرُ بطنٍ صائمٍ عن أَكْلَةٍ
والقلبُ في شهواتِهِ ولهانُ

✍🏻السيد محمد الشوكي

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
🕌 (ولا يغلق بابه ) 🕌

جاء في دعاء الإفتتاح:
(اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلا يُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ).

عندما تقع في مشكلةٍ ما في وقتٍ متأخر من الليل فإنك تتحرج أن تطرق أبواب الآخرين المغلقة، وإذا تجرأت وطرقتها فربما لا تفتح لك، وإذا فتحت لك فربما ينزعج أهلها من إزعاجك لهم في هذا الوقت المتأخر، وقد يعتذرون بكل صراحة عن مساعدتك،، أما الله تعالى فإن بابه لا يغلق أبداً، وبإمكانك أن تطرقه في أي وقت تشاء، في الليل أو النهار، وستجده سامعاً مجيباً لك، لطيفاً معك، شاكراً لك لأنك قصدته وطرقت بابه.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
دعاء الإفطار

روى الشيخ الكليني بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام قال: تقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار:

"الحَمْدُ لله الذي أَعَانَنَا فَصُمْنَا ، وَزَرَقَنَا فَأَفْطَرْنَا ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْهُ منا ، وَأَعِنَّا عَلَيْهِ ، وَسَلِّمْنَا فِيهِ ، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، الحَمْدُ للهِ الذي قَضَى عَنِّي يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ"

📚الكافي: ج4ص95.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
"الإختلاف بين القصد والتلقائية"

كان البشر ولا يزالون مختلفين (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك).

وهذا الإختلاف منه ما هو تلقائي طبيعي ناتج من اختلاف الفهوم والإستعدادات العقلية والأنماط الفكرية والبيئات والخلفيات المختلفة، فإن هذه بمجموعها عوامل مؤثرة في الإختلاف بين الناس.

وأحياناً يكون الإختلاف أمراً قصدياً وعمدياً نابعاً من أغراض وأمراض النفس ومتابعة الهوى والإنسياق وراء المصالح المادية المتنوعة. إنه ليس الإختلاف الناتج من الجهل، وإنما الحاصل بعد العلم.

ومن هنا نرى القرآن الكريم وفي أكثر من آية يؤكد على هذا النمط السيئ من الإختلاف تنبيهاً عليه، أي على الإختلاف الحاصل بعد العلم الناتج من البغي المنبعث من الهوى. يقول تعالى:
(وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
لاحظ قوله تعالى "من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم". وفي آية أخرى يقول تعالى أن هذا الإختلاف السيئ يقع بعد مجيء البينات الواضحات:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ).
إن أضر وأخطر أنواع الإختلاف هو هذا الإختلاف العمدي القصدي الحاصل بعد العلم والمنبعث من الهوى.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
.

يا زائراً قفْ بالبقيعِ
واذرفْ سخيناتِ الدموعِ

فمصابُ مَنْ رقدوا بهِ
نارٌ تؤججُ في الضلوعِ

أنى لمن والاهمُ
أن يستلذَّ لدى الهجوعِ


https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
"تصديق المنجمين"

يتحدث المنجمون عن أمور كثيرة، وأغلبها لا تقع، ولكن الناس تصدّق ما يقع منها رغم ضئالة نسبته. فمثلاً لو كذب المنجم في 98 في المائة وصادف أن تصدق تنبؤاته في 2 في المائة، فإن الناس تصدقه لأجل الإثنين في المائة وتتجاهل نسبة الثمانية والتسعين التي لم تتحقق.
أما لماذا يقع ذلك؟
في الحقيقة يرجع ذلك إلى مجموعة أسباب تتعلق بطبيعة الإنسان.
منها مسألة الفضول البشري، فالعقل البشري لديه فضول كبير لمعرفة الأشياء، والتعرف على المجهول.
وبعض هذا الفضول لبّتهُ بعض الكشوف العلمية الحديثة من قبيل الطقس والخسوف والكسوف ومعرفة جنس الجنين وما إلى ذلك.
لكن هناك مساحة تتعلق بأحداث المستقبل لا يستطيع العلم الحديث كشفها، فلهذا يندفع الناس لتصديق المنجمين إرضاءً لفضولهم النهم.

ومنها أن الإنسان يحب الوصول إلى اليقين في الأشياء ويكره أن يعيش في دائرة من الإحتمالات المتناظرة، لأنه يحب أن يتحكم في الأوضاع، وبما أن المستقبل مفتوح على شتى الإحتمالات فإنه يبحث عن وسيلة لتخرجه من هذه الدائرة المزعجة ليكون على استعداد للأحداث والتحكم بها.

كما أن الإنسان يبحث عن الإطمئنان دائماً، وبما أن أحداث المستقبل تسبب له القلق، ودائماً ما تقفز إلى ذهنه التوقعات السيئة، فهو يبحث عن معرفة طبيعة ما يقع في المستقبل ليطمئن نفسه في الحاضر، فلعل ما يتخوف منه لن يقع وستجري الأمور كما يشتهي، ولذا نرى أن التنبؤات والتطبيقات تكثر في زمان اضطراب الأوضاع وتزعزعها وضبابية مساراتها وفقدان اليقين بها، ويميل الناس إليها وإلى التصديق بها بصورة أكبر.

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
.


من شقاء كثير من الناس زهدهم بكلام ربهم، فهم يقرأون كل كلام، ويسمعون كل كلام، ولا يقرأون ولا يسمعون شيئاً من كلام ربهم..
مع أنه لا كلام أعظم ولا أنفع منه.


https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
الحمد الشامل

نحن عادة نحمد الله تعالى عند عظائم الأمور، كأن يحل لنا مشكلة عويصة، أو ينجينا من كربٍ عظيم، أو عند النجاح في بعض الأمور المهمة، أو الحصول على بعض الأشياء الثمينة، أو غير ذلك، ونغفل عن حمده وشكره على الأمور البسيطة التي تحدث في حياتنا يومياً، فقلَّ من يحمد الله على أنه نام نومة مريحة، أو أكل أكلاً هنيئاً بلا مشاكل في معدته، أو أنه يتمشى بلا أي ألم، أو غير ذلك من التفاصيل الحياتية الكثيرة التي نمارسها بشكل روتيني ولا نلتفت لها ولا نحمد الله عليها.

المفروض أن الإنسان يكون دائم الحمد والشكر لربه على كل الأمور التي منحه أياها مهما كانت بسيطة أو عادية في نظره، وهي في الحقيقية عظيمة إن تأمل في ذلك، ويتمنى لو فقدها أن يشتريها بكل ما يملك.

نقل عن الإمام الصادق (عليه السلام): (في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك، بل ألف وأكثر).

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
عن الإمام الصادق عليه السلام:

إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات:

" اللهم ما أَصبَحَتْ بي من نعمة أو عافية من دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى وبعد الرضا "

فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة.

📚الكافي: ج2ص99

https://www.tg-me.com/السيد محمد الشوكي/com.alshwki4
2024/04/29 05:50:42
Back to Top
HTML Embed Code: