Telegram Group Search
فقد الهداية مع كونه لائقاً بها غير أنّه لا يكون باب الهداية مسدوداً في وجهه، كما هو الحال في الأطفال والأحداث، فهؤلاء في أوان حياتهم يفقدون الهداية لولا أنّ اللّه سبحانه يريهم طريقاً من طرق الفطرة وهداية العقل ثم الشرع.
فالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان ضالاًّ بهذا المعنى، أي كان فاقداً للهداية الذاتية، وإنّما هداه اللّه سبحانه منذ أن تعلّقت مشيئته بهدايته، وربّما يذكر مبدأها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: «وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَك مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ، لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ».1
فَوِزان قوله تعالى:(وَ وَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) وزان قوله سبحانه:(الذِي أَعْطَى كُلَّ شَيء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)2، وقوله تعالى: (إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)(3).
فليس الخسران في الآية أمراً وجوديّاً، مثل الخسران الموجود في الكافر والمنافق، بل المراد هو عدم الهداية الذاتية لفرض أنّ كلّ إنسان ممكن، وكلّ ممكن غير واجد لشيء من صميم ذاته، وإنّما يجد ما يجد من جانبه سبحانه.
وعلى هذا فالآية لا تمتّ إلى فساد العقيدة بصلة حتى يستدلّ بها على كون رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ والعياذ باللّه ـ كافراً قبل البعثة أو في برهة من حياته.
وعلى هذا فالهداية أمر وجودي والضلالة أمر عدمي بينهما من النسب تقابل العدم والملكة.
والذي يدلّ على هذا المعنى أنّ السورة بصدد بيان نعمه سبحانه في أوان حياته، فعندئذ فالضلالة تعتبر أمراً عدمياً لا وجودياً.
نعم ربّما يُتساءل ويقال بأنّ الآية في مقام الامتنان على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعنى ذلك كون الضلالة ثمّ الهداية من خصائص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى ما ذكرت لا يكون الأمران من خصائصه، بل يشمل كلّ إنسان فاقد نعمة الهداية في ذاتها ثم تأتيه من جانب الله سبحانه، فالضلالة بمعنى عدم الهداية الذاتية، والهداية بالطرق المألوفة ليس من خصائص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).( منية الطالبين ج٣٠ص٤٢٧ ومابعدها
3️⃣ الشيخ محمد جواد مغنية في تفسير #الكاشف قال:
كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حائراً في أمر قومه وضلالهم في عقائدهم، وتقاليدهم وفساد أعمالهم وجهلهم وتفرّق كلمتهم... ولايدري ما هو السبيل إلى هدايتهم حتى نزل عليه الوحي الّذي فيه تبيان كلّ شيء، وهدى ورحمة للعالمين، فضلال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وحيرته: كيف يهدي الكافرين، وهداه: نزول القرآن عليه. التفسير الكاشف: 7/579.
✴️ ما هي الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر في قوله: (وأيدناه بروح القدس)]
ألم يؤيد الأنبياء جميعاً بروح القدس؟
1️⃣ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ قَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ[البقرة:٨٧].
2️⃣ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّـهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ[البقرة: ٢٥٣].
3️⃣ إِذْ قالَ اللَّـهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى‏ والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلاً…[المائدة:١١].
الجواب:
وإنما وصف عيسى بهذين ، مع أن سائر الرسل أيدوا بالبينات وبروح القدس ؛ للرد على اليهود الذين أنكروا رسالته ومعجزاته، وللرد على النصارى الذين غلوا فزعموا ألوهيته. [التحرير والتنوير" (3/9) ].
✴️ ما هي الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر في قوله: (وأيدناه بروح القدس)]
ألم يؤيد الأنبياء جميعاً بروح القدس؟
1️⃣ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ قَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‏ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ[البقرة:٨٧].
2️⃣ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّـهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ[البقرة: ٢٥٣].
3️⃣ إِذْ قالَ اللَّـهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى‏ والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلاً…[المائدة:١١].
الجواب:
وإنما وصف عيسى بهذين ، مع أن سائر الرسل أيدوا بالبينات وبروح القدس ؛ للرد على اليهود الذين أنكروا رسالته ومعجزاته، وللرد على النصارى الذين غلوا فزعموا ألوهيته. [التحرير والتنوير" (3/9) ].
قال الشيخ جوادي آملي :
الوعد الإلهي في إجابة الطلب يكون #قطعياً؛ فمن غير الممكن أن يفتح الله تعالى باب السؤال لعباده ثمّ يغلق في وجوههم باب #الإجابة.
فالإعلان عن كون باب الإجابة مفتوحاً هو وعد بالإجابة إما عن طريق الدلالة المطابقيّة، كما في قوله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .... ) وإما عبر الدلالة الالتزامية، مثل قوله: ﴿وَسْئلُواْ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) الذي يُعد وعداً بالإجابة على نحو المطابقة في بالسؤال وعلى نحو الالتزام في الوعد بالإجابة.
إن من صفات الله عز وجل أن سائله لا يُردّ محروماً قط: (يا مَن لا يُرَد سائله)
فمن غير الممكن أن لا يعطي الله سائله أي شيء؛ على الرغم من أن تأمين عين ما يطلبه السائل قد لا يكون في مصلحته، وإن الله، الذي هو أرحم الراحمين يعمل وفقاً لحكمته المطلقة ورحمته الواسعة، فيغفر له #ذنباً من ذنوبه عوضاً عن إعطائه ما يطلب، فإن لم يكن للداعي ذنب، فإنّه يزيد #درجة على درجاته وبناء عليه، فإنه ما من دعاء بلا إجابة على الإطلاق، وإنّه من هذا الباب ورد في آداب الدعاء بعد الفراغ منه أن يمسح الداعي بيده التي مُدت بالدعاء ورفعت في الطلب،على وجهه؛ ذلك أن هذه اليد لن تردّ #خالية من دون #عطاء بتاتاً. وقد جاء في بعض أدعية شهر رجب :(لكل مسألة منك سمع حاضر وجواب عتيده )؛ فلكل مسألة للسائلين من حضرة الحق هناك جواب معد وحاضر.
📚 تفسير تسنيم ج٦ ص ١٥٣
سورة الاعراف آية ٥٤
‏(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ...)

لماذا لم يخلق اللّه العالم في لحظة واحدة؟
‏-أي-لماذا خلق اللّه السماوات و الأرض في دورات عديدة و طويلة -لان المقصود من الستة أيام هي ستة دورات (فترات زمنية) - و هو القادر علی خلقها في لحظة واحدة؟
‏إنّ جواب هذا السؤال يمكن الوقوف عليه بالالتفات إلی نقطة واحدة، و هي أنّ الخلق لو تمّ في لحظة واحدة، لكان ذلك أقل دلالة علی عظمة الخالق و قدرته و علمه، و لكن لما تمّت عملية الخلق و التكوين في مراحل مختلفة و أشكال متنوعة، وفق برنامج منظم محسوب، كان لذلك دلالة أوضح علی معرفة الخالق.
‏ففي المثل لو كانت النّطفة البشرية تتبدل في لحظة واحدة إلی وليد كامل، لمّا كان ذلك يحكي عظمة الخلق و التكوين، و لكن عند ما ظهر الوليد خلال ٩ أشهر، و ضمن برنامج دقيق و اتخذ في كل يوم و شهر شكلا خاصا و صورة خاصّة، استطاعت كل واحدة من هذه المراحل أن تقدّم آية جديدة من آيات العظمة الإلهية، و تكون دليلا جديدا علی قدرة الخالق.
#تفسيرالامثل
سر تركيب (الٓمٓ) ودلالة كل صوت من اصواتها الثلاثة
————
فان الالف اذا بدأ بها اولا كانت همزة وهي اول المخارج من اقصى الصدر واللام من وسط مخارج الحروف وهي اشد الحروف اعتمادا على اللسان والميم اخر الحروف ومخرجها من الفم وهذه الثلاثة هي اصل مخارج الحروف أعني الحلق واللسان والشفتين وترتبت في التنزيل من البداية الى الوسط الى النهاية وكل سورة استفتحت بهذه الاحرف فهي مشتملة على مبدأ الخلق ونهايته وتوسطه مشتملة على خلق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية من الشرائع والاوامر فتأمل ذلك سورة البقره وال عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
#الدلالة_الصوتية_في_القران_الكريم
ص٢٥٦
#ماجد_النجار
إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسی‌ فَبَغی‌ عَلَيْهِمْ وَ آتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦: القصص).

‏«المفاتح» جمع «مفتح» علی زنة «مكتب» معناه المكان الذي يدخّر فيه الشي‌ء، كالصندوق الذي يحفظ فيه المال، و هو ما يسميه بعض التجار ب «القاصة».
‏فيكون المعنی: إنّ قارون كان ذا مال كثير و وفير من الذهب و الفضّة، بحيث‌ كان يصعب حمل صناديقها علی الرجال الأشداء أُولِي الْقُوَّةِ.
‏و مع ملاحظة كلمة «عصبة» التي تعني الجماعة المتآزرة يدا بيد علی الأمر المهم، يتّضح حجم الذهب و الفضة و المعادن الثمينة التي كانت عند قارون، قال بعضهم: العصبة هي من عشرة رجال إلی أربعين رجلا.
‏و كلمة «تنوء» مشتقّة من «النوء» و معناه القيام بمشقّة و ثقل، و تستعمل في حمل الأثقال التي لها ثقل و وزن كبير، بحيث لو حملها الإنسان لمال إلی أحد جانبيه!.
‏و هذا الذي بيّناه في «المفتاح» اتفق عليه جماعة من المفسّرين.
‏في حين أنّ بعضهم يری أنّها جمع «مفتح» علی زنة «منبر» و هو المفتاح الذي تفتح به الخزائن، يقولون: إن خزائن قارون كانت من الكثرة إلی درجة إن مفاتيحها ينوء بحملها الرجال الأشداء.
‏و الذين ذهبوا إلی هذا المعنی أتعبوا أنفسهم كثيرا في توجيهه، إذ كيف يمكن تصور عدد هذه «المفتاح» بشكل هائل حتی لا يمكن حملها إلّا بمشقّة و عناء بالغين .. و علی كل حال فإنّ التّفسير الأوّل أقرب للنظر و أوضح بيانا. لأنّنا و إن سلّمنا علی أن «مفتح، بكسر الميم» تعني آلة الفتح أي «المفتاح» فإنّ أهل اللغة ذكروا لهذا الوزن (مفتح) معاني أخری منها «الخزانة» التي يجمع فيها المال، فالمعنی الأوّل أقرب للواقع و بعيد عن المبالغة. فلا ينبغي الخلط بين «المفاتح» التي تعني الخزائن. و «المفاتيح» التي تعني آلات الفتح، و هي جمع «مفتاح» [فسّر بعضهم« المفتاح» تفسيرا آخر، و هو أنّ الإتيان بالمفتاح لحفظ الأموال و جمعها كان صعبا علی الرجال الأشداء، و لكن هذا التفسير بعيد جدّا« فلا بأس بمراجعة لسان العرب لزيادة الإيضاح».]
📚تفسير الامثل
(وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ للهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[القصص:٧٥].

والآية من أدلّة وجود الشهداء على الأعمال، وأكثر المفسّرين على أنّ المراد من شهيد كلّ أُمّة هو نبيّها الّذي يشهد عليها بما أجابته فيما دعاها إليه من الحقّ. ولكن الظاهر من بعض الآيات أنّ المراد بالشهيد المطّلع ـ بما حباه الله من منزلة ومنحه من قدرة ـ على حقيقة أعمال الناس، ويصدق هذا على النبيّ وغيره، ويشهد لذلك أنّه سبحانه يعطف الشهداء على النبيين فيقول: (وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).
فالآية تدلّ على أنّ لكلّ أُمّة في كلّ زمان شهيداً على أعمالهم. ولو كان الشهيد على الأُمّة هو نبيّها فمعنى ذلك أنّه لأجل تحمّل الشهادة، يشاهد أعمال الأُمّة حيّاً وميّتاً، سواء أكان فيهم أم راحلاً إلى ربّه، وهذا مقام سام أثبته القرآن لشهداء الأعمال.
📚منية الطالبين ج٢٠
قال الشيخ علي اكبر المازندراني:
- الاختلاف في القراءات قد وقع في مرحلتين إحداهما: الاختلاف بين الصحابيين قبل الجمع العثماني، ثانيتهما الاختلاف بين المتبحرين بعد الجمع
العثماني في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث من الهجرة
- أنّ منشأ وقوع الاختلاف في القراءات السبع، إنما كان اجتهاد القراء السبعة ونظرائهم ؛ نظراً إلى خلوّ المصاحف المكتوبة في تلك العصور عن النقط و الألف وعلائم الاعراب فقرأ كل واحد من هؤلاء حسب فهمه واستنباطه
من الفاظ الآيات المسموعة من الصحابة والمكتوبة منها العارية عن أية علامة.
ويظهر ذلك من كلمات أكثر علماء العامة، كابن أبي هاشم والزرقاني ؛ حيث قد نقل عنهما السيد الخوئي بقوله:
«قال ابن أبي هاشم: إنّ السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها. أن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل. قال: فثبت أهل كل ناحية على
ما كانوا تلقوه سماعاً عن الصحابة، بشرط موافقة الخط، وتركوا ما يخالف الخط... فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار.
مقصوده من قوله: «بشرط موافقة الخط الخ» أنّ ما تلقوه من الآيات عن
الصحابة بطريق السماع فما وافق منها خط القرآن العثماني - أي مجرد الخط
العاري عن الاعراب والنقطة - أثبتوه. أما من حيث القراءة فكانوا يقرء كل منهم
حسب ما كان سمعه وارتكز في ذهنه.
وصار ذلك بالطبع منشأ لاختلاف القراءات السبع.
وقال الزرقاني:
كان العلماء في الصدر الأول يرون كراهة نقط المصحف وشكله، مبالغة
منهم في المحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفاً من أن يؤدي
ذلك إلى التغيير فيه... ولكن الزمان تغير ـ كما علمت ـ فـاضطر المسلمون
إلى إعجام المصحف وشكله لنفس ذلك السبب، أي للمحافظة على أداء القرآن كما رسمه الصحف، وخوفاً من أن يؤدي تجرده من النقط والشكل إلى التغيير فيه» .
والسر في ذلك أنّ القرّاء لم يكونوا معاصرين للنبي ﷺ حتى يسمعوا كلامهم بآذانهم. وإنّما رأوا مكتوبات الآيات القرآنية خالية عن علائم والاعراب والنقطة أو تلقوها سماعاً عن الصحابة بشرط موافقة خط المكتوب منها.
فقرأ كل واحد منهم حسب ما رأه من المكتوب أو سمعته من الصحابة الأولى، وفق لهجته واستنباطه وفهمه. فمن هنا اختلفوا في القراءات، كما نبهنا على ذلك في الحلقة الأولى .
فلا يُصغى إلى مقالة من زعم أنّ من مناشئ حدوث الاختلاف في القراءات، اختلاف قراءة شخص النبي ﷺ واختلاف تقريره لقراءة قراء عصره، بل وتعدد دفعات نزول الآية في كل دفعة بقراءة، فانّ هذا الزعم توهم محض لا أساس له، ولا سيما أنّ القُرّاء لم يُدرك أحد منهم حياة النبي ﷺ ، كما حققناه آنفاً، مع أنّ الالتزام بذلك في نفسه مستلزم لمحاذير منافية لضرورة العقل والشرع، كما أشرنا إليها في طليعة هذا البحث. ولعمري هذا أوضح من أن يخفى على المتأمل المنصف. ويكفي لذلك شهادةً ما نقل عن القرّاء السبع من الاحتجاج لكل قراءة من القراءات المختلفة بوجوه اجتهادية لغوية وأدبية ومعنوية سياقية، كما ترى ذلك في باب الاعراب و الحجة من تفسير مجمع البيان ؛ حيث نقل عن أئمة القراءات ومهرتهم وجوه الاحتجاج لمختلف القراءات، وجمع نماذج منها بعض المحققين وموارد ذلك أكثر من أن تحصى، من أراد الفحص، فليراجع تفسيري التبيان ومجمع البيان وتفاسير العامة والكتب المصنفة في خصوص ذلك مثل كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع» لأبي محمد مكي بن أبي طالب. وكتاب «الحجة في علل القراءات السبع» لأبي على الفارسي.
فلا يعبأ بكلام الزركشي؛ حيث نفى مجال الاجتهاد وتطرق الرأي إلى القراءات السبع، بقوله: «قد انعقد الاجماع على صحة قراءة هؤلاء، وأنها سنة متبعة، ولا مجال للاجتهاد فيها... وإنّما كان كذلك لأنّ القراءة سنة مروية عن النبي ﷺ أو لا تكون القراءة بغير ما روى عنه» .
ومع الأسف تبعه بعض وقام بصدد الدفاع عن هذه النظرية.
وأما وجه #جواز_القراءة بكل القراءات السبع مع نشأتها من #اجتهاد_القراء،
فهو ما نقله الطوسي والطبرسي، من
#اجماع-الأصحاب على ذلك.
📚دروس تمهيدية في قواعد التفسير - القسم الأول الحلقة الثانية ص١٦٥-١٦٨
جواز القراءة بالقراءات
—————-
اتفق العلماء على جواز ذلك في الجملة ، ولكنهم اختلفوا في شروط الجواز ، وإليك بعض أقوالهم في ذلك ، فمن الإمامية :
١ - قال الشيخ الطبرسي (رحمه الله) : إن الظاهر من مذهب الإمامية أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القراء بينهم من القراءات ، إلا أنهم اختاروا القراءة بما جاز بين القراء ، وكرهوا تجريد قراءة مفردة (1).
٢ - وقال العلامة الحلي (قدس سره) : يجوز أن يقرأ بأي قراءة شاء من السبع ، لتواترها أجمع ، ولا يجوز أن يقرأ بالشاذ ، وأحب القرآن إلي ما قرأه عاصم ، من طريق أبي بكر بن عياش ، وقراءة أبي عمرو ابن أبي العلاء (2).
٣ - وقال الشهيد الأول الشيخ محمد بن مكي (رحمه الله) : يجوز القراءة بالمتواتر ، ولا يجوز بالشواذ ، ومنع بعض الأصحاب من قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف. وهي كمال العشر ، والأصح جوازها ، لثبوت تواترها ، كثبوت قراءة القراء السبعة (3).
٤ - ما عن حاشية المدارك للبهبهاني (رحمه الله) : إن المراد بالمتواتر ما تواتر صحة قراءته في زمان الأئمة ، بحيث يظهر أنهم كانوا يرضون به ، ويصححون ويجوزون ارتكابه في الصلاة (4).
٥ - ما قاله بعض من قارب هذا العصر ، كقول السيد محمد كاظم الطباطبائي (رحمه الله) في العروة الوثقى : #الأحوط القراءة بإحدى القراءات السبع ، وإن كان #الأقوى_عدم_وجوبها ، بل يكفي القراءة على #النهج_العربي.
وقال الإمام الخوئي دام ظله في تعليقته على الكتاب : فيه منع ظاهر ، فإن الواجب إنما هو قراءة القرآن بخصوصه لا ما تصدق عليه القراءة العربية الصحيحة. نعم #الظاهر جواز الاكتفاء بكل قراءة متعارفة عند الناس ، ولو كانت من غير السبع.
وقال الإمام #الخميني دام ظله في تعليقته على العروة : #الأولى_الأحوط قراءة الحمد والتوحيد على النحو المعروف بين عامة الناس #والمكتوب_في_المصحف. 📚بحوث في تاريخ القرآن وعلومه :١٧٢-السيد مير محمدي
حجية القراءات - جواز القراءة بها في الصلاة
————-
قال السيد الخوئي قدس سره:
ذهب الجمهور من علماء الفريقين إلى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة، بل ادعي على ذلك الإجماع في كلمات غير واحد منهم، وجوز بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر، وقال بعضهم بجواز القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، ولم يحصرها في عدد معين.
والحق: ان الذي تقتضيه القاعدة الأولية، هو عدم جواز القراءة في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو من أحد أوصيائه المعصومين (عليهم السلام) لأن الواجب في الصلاة هو قراءة القرآن فلا يكفي قراءة شيء لم يحرز كونه قرآنا، وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة، وعلى ذلك فلابد من تكرار الصلاة بعدد القراءات المختلفة أو تكرار مورد الاختلاف في الصلاة الواحدة، لإحراز الامتثال القطعي، ففي سورة الفاتحة يجب الجمع بين قراءة (مالك)، وقراءة (ملك). أما السورة التامة التي تجب قراءتها بعد الحمد - بناء على الأظهر- فيجب لها إما اختيار سورة ليس فيها اختلاف في القراءة، وإما التكرار على النحو المتقدم.
وأما بالنظر إلى ما ثبت قطعيا من تقرير المعصومين (عليهم السلام) شيعتهم على القراءة، بأية واحدة من القراءات المعروفة في زمانهم، فلا شك في كفاية كل واحدة منها. فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر، ولا أقل من نقله بالآحاد، بل ورد
عنهم (عليهم السلام) إمضاء هذه القراءات بقولهم: "اقرأ كما يقرأ الناس"(1). "اقرؤوا كما علمتم"(2). وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص الجواز بالقراءات السبع أو العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة، غير ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة، ولا موضوعة، أما الشاذة فمثالها قراءة (ملك يوم الدين)، بصيغة الماضي ونصب يوم، وأما الموضوعة فمثالها قراءة: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة.
وصفوة القول: أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت (عليهم السلام).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 2 / 633 باب النوادر، الحديث: 23.
(2) الكافي: 2 / 631، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، الحديث: 15.
📚التبيان:١٦٧و ١٦٨
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣: القصص).

قد رأينا في قصّة «قارون» و شرح حاله أنّ السبب الأساس في شقوته و هلاكه هو العلوّ و «الاستكبار».
‏و نجد في الرّوايات الإسلامية اهتماما بهذه المسألة حتی أنّنا نقرأ
‏حديثا عن الإمام أمير المؤمنين علی عليه السّلام يقول: «إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها» [تفسير جوامع الجامع، ذيل الآية محل البحث.].
‏(و هذا أيضا فرع صغير من الاستعلاء).
‏و من الطريف أنّ صاحب «تفسير الكشاف» يعلق بعد ذكر هذا الحديث فيقول: بعض الطامعين ينسبون «العلوّ» في الآية محل البحث لفرعون بمقتضی قوله: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ‌، [سورة القصص، الآية ٤.]و الفساد لقارون بمقتضی قوله: تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ‌، [سورة القصص، الآية ٧٧.] و يدعون بأن من لم يكن كمثل فرعون و قارون فهو من أهل الجنّة و الدار الآخرة، و علی هذا فهم يبعدون فرعون و قارون و أمثالهما من الجنّة فحسب، و يرون الباقين من أهل الجنّة، إلّا أنّهم لم يلاحظوا ذيل الآية وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌ بدقة- كما لاحظها الإمام علي عليه السّلام‌ [تفسير الفخر الرازي، ذيل الآية محل البحث.].
‏و ما ينبغي إضافته علی هذا الكلام هو أن هؤلاء الجماعة أخطئوا حتی في معرفة قارون و فرعون .. لأنّ فرعون كان عاليا في الأرض و كان من المفسدين‌
‏إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ‌، [سورة القصص، الآية ٤.] و قارون أيضا كان مفسدا و كان عاليا بمقتضی قوله: فَخَرَجَ عَلی‌ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ‌.
📚تفسير الامثل
فَأَلْقی‌ عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (١٠٧) من سورة الاعراف

التعبير ب «المبين» إشارة إلی أنّ تلك العصا التي تبدلت إلی ثعبان حقّا، و لم يكن سحرا و شعبذة و ما شاكل ذلك، علی العكس من فعل السحرة لأنّه يقول في شأنهم: إنّهم مارسوا الشعبذة و السحر، و عملوا ما تصوره الناس حيات تتحرك، و ما هي بحيات حقيقة و واقعا.
‏إنّ ذكر هذه النقطة أمر ضروري، و هي أنّنا نقرأ في الآية (١٠) من سورة النمل، و الآية (٣١) من سورة القصص، أن العصا تحركت كالجانّ، و «الجانّ» هي الحيات الصغيرة السريعة السير، و إنّ هذا التعبير لا ينسجم مع عبارة «ثعبان» التي تعني الحية العظيمة ظاهرا.
‏و لكن مع الالتفات إلی أنّ تينك الآيتين ترتبطان ببداية بعثة موسی، و الآية المبحوثة هنا ترتبط بحين مواجهته لفرعون، تنحل المشكلة، و كأن اللّه أراد أن يوقف موسی علی هذه المعجزة العظيمة تدريجا فهي تظهر في البداية أصغر، و في الموقف اللاحق تظهر أعظم.
#تفسيرالامثل
ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسی‌ بِآياتِنا إِلی‌ فِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣) من سورة الاعراف

أي من بعد قوم نوح و هود و صالح.
‏و يجب الالتفات إلی أنّ «فرعون» اسم عام، و هو يطلق علی كل ملوك مصر، كما يطلق علی ملوك الروم «قيصر» و ملوك فارس «كسری».
‏و لفظة «الملأ»- كما أشرنا إلی ذلك فيما سبق- تعني الأعيان و الأشراف الذين يملأون ببريقهم و ظواهرهم الباذخة العيون، و لهم حضور ملفت للنظر في جميع ميادين المجتمع.
‏و السر في إرسال موسی في بداية الدعوة إلی فرعون و ملأه هو أنّه علاوة علی أنّ إحدی برامج موسی كان هو نجاة بني إسرائيل من براثن استعمار الفراعنة و تخليصهم من أرض مصر- و هذا لا يمكن أن يتم من دون الحوار مع فرعون- إنّما هو لأجل أن المفاسد الاجتماعية و انحراف البيئة لا تعالج بمجرّد الإصلاحات الفردية و الموضعية فقط، بل يجب أن يبدأ بإصلاح #رؤوس المجتمع و #قادته الذين يمسكون #بأزمة_السياسة و #الإقتصاد و #الثقافة، حتی تتهيأ الأرضية لإصلاح #البقية، كما يقال عرفا: إنّ تصفية الماء يجب أن تكون من المنبع. و هذا هو الدرس الذي يعطيه القرآن الكريم لجميع المسلمين، لإصلاح المجتمعات الإسلامية.
#تفسيرالامثل
ماهو المراد من المسجد الحرام في قوله تعالى ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ..) من الايه ١٤٤ من سورة البقرة فمن حيث المعلوم ان التوجه الى الكعبة المشرفة فما سبب ذكر المسجد الحرام بدلا عنها؟
المصدر : مواهب الرحمان - السيد السبزواري رحمة الله تعالى عليه ج٢ص١٤٨( وانما ذكر المسجد الحرام في الايات الشريفة لاجل اظهار شأنه وعظمته للناس مع اطلاق المسجد على الكعبة ايضا اطلاق الكل على الجزء فيجمع بين ما دل على التوجه الى المسجد والمتواترة الدالة على ان القبلة هي الكعبة ان المسجد الحرام ذكر بعنوان الطريقية الى الكعبة المقدسة )
اما الفخر الرازي فذكر ذلك في تفسيره الكبير قائلا:( وقد اختلفوا في أن المراد من المسجد الحرام أي شيء هو ؟ يحكى في كتاب " شرح السنة " عن ابن عباس أنه قال : البيت قبلة لأهل المسجد ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة لأهل المشرق والمغرب ، وهذا قول مالك . وقال آخرون : القبلة هي الكعبة ، والدليل عليه ما أخرج في الصحيحين عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : أخبرني أسامة بن زيد ، قال : لما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه ، فلما خرج صلى ركعتين في قبل الكعبة وقال : هذه القبلة ، قال القفال : وقد وردت الأخبار الكثيرة في صرف القبلة إلى الكعبة ، وفي خبر البراء بن عازب : ثم صرف إلى الكعبة وكان يحب أن يتوجه إلى الكعبة ، وفي خبر ابن عمر في صلاة أهل قباء : فأتاهم آت فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حول إلى الكعبة ، وفي رواية ثمامة بن عبد الله بن أنس : جاء منادي رسول الله فنادى : إن القبلة حولت إلى الكعبة ، وهكذا عامة الروايات ، وقال آخرون : بل المراد المسجد الحرام كله ، قالوا : لأن الكلام [ ص: 104 ] يجب إجراؤه على ظاهر لفظه إلا إذا منع منه مانع ، وقال آخرون : المراد من المسجد الحرام الحرم كله ، والدليل عليه قوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) [ الإسراء : 1 ] وهو - عليه الصلاة والسلام - إنما أسري به خارج المسجد ، فدل هذا على أن الحرم كله مسمى بالمسجد الحرام .)
ماهي َخطّة موسی عليه السلام التي اقترحها علی بني إسرائيل لمواجهة تهديدات فرعون، و التي شرح فيها شروط #الغلبة علی العدو، و ذكرهم بأنّهم إذا عملوا #بثلاث مبادئ #انتصروا علی العدو حتما!!!!!

تهديدات فرعون جاءت في قوله تعالى:

(...قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَ نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ ) (١٢٧) من سورة الاعراف
خطة موسى عليه السلام جاءت في قوله تعالى:(قالَ مُوسی‌ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨) من نفس السورة

شرح موسى عليه السلام في خطته شروط الغلبة علی #العدو، و ذكرهم بأنّهم إذا عملوا #بثلاث مبادئ #انتصروا علی العدو حتما:
#أوّلها: الاتكال علی اللّه فقط قالَ مُوسی‌ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ‌.
‏و #الآخر: أن يثبتوا و لا يخافوا من تهديدات العدو: وَ اصْبِرُوا.
‏و للتأكيد علی هذا المطلب، و من باب ذكر الدليل، ذكّرهم بأنّ الأرض كلّها ملك اللّه، و هو الحاكم عليها و المالك المطلق لها، فهو يعطيها لمن يشاء إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‌.
‏و آخر هذه المبادئ هو أن يعتمدوا #التقوی لأنّ العاقبة لمن اتّقی‌ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌.
‏هذه المبادئ و الشروط الثلاثة- أحدها في العقيدة (الاستعانة باللّه) و الثّاني في الأخلاق (الصبر و الثبات) و الأخير في العمل (التقوی)- ليست شرائط انتصار قوم بني إسرائيل وحدهم علی العدو، بل كل #شعب أراد الغلبة علی أعدائه لا بدّ له من تحقيق هذه البرامج الثلاثة فالأشخاص غير المؤمنين و الجبناء الضعفاء الإرادة، و الشعوب الفاسقة الغارقة في الفساد، إذا ما انتصرت فإنّ انتصارها يكون لا محالة مؤقتا غير باق.
‏و الملفت للنظر أنّ هذه الشروط الثلاثة كل واحد منها متفرع علی الآخر، فالتقوی لا تتوفر من دون الثبات و الصبر في مواجهة الشهوات، و أمام بهارج العالم المادّي، كما أنّ الصبر و الثبات لا يكون لهما أي بقاء و دوام من دون الإيمان‌ باللّه.
#منقوله من #تفسير #الامثل بتصرف بسيط
البحث عن معنى آخر لمفردة (أَمَرْنا ) لرفع الأبهام في قوله تعالى:
وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً (١٦ : الاسراء)
فالذي يتبادر من قوله تعالى: (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا) .. أنّ الله سبحانه وتعالى قد أمرهم بالفسق ففسقوا!! فإذا كانوا مأمورين بالفسق، فقد جاءوا بما أمروا به ، فما هو وجه التعذيب؟
1️⃣معنى المجاز
قال صاحب الكشاف:
(فَفَسَقُوا): أي أمرنا بالفسق ففعلوا، والأمر مجاز، لأنّ حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم: افسقوا، وهذا لا يكون، فبقي أن يكون مجازاً، ووجه المجاز أنّه صبّ عليهم النعمة صبّاً، فجعلوها ذريعة إلى المعاصي واتّباع الشهوات، فكأنّهم مأمورون بذلك.(تفسير الكشّاف: 2/227).
وقد علق الشيخ السبحاني على كلام الزمخشري بعد ان ذكره بقوله:"هذا جواب جميل، ولكن لا قرينة عليه من الآية"[منية الطالبين ج١٦].
2️⃣ أنَّ "أمَرْنَا" بمعنى كَثَّرْنَا
- قال الواحديُّ: العرب تقول: أَمِرَ القومُ: إذا أكثروا. ولم يرض به الزمخشريُّ في ظاهر عبارته، فإنه قال: وفسَّر بعضهم "أمَرْنَا" بـ كَثَّرْنَا" وجعله من باب: "فعَّلتُه، فَفَعَلَ" كـ "ثَبَّرْتُهُ فَثَبَر".[ اللباب في تفسير الكتاب لابن عادل].
- تفسير القمي : عن علي بن إبراهيم في قوله: «وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها» أي #كثرنا جبابرتها «فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً»[تفسير القمي، ج‏٢، ص: ١٧].
- تفسير نور الثقلين : عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ‏ فِي قَوْلِهِ: «وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها» مُشَدَّدَةً مَنْصُوبَةً تَفْسِيرُهَا كَثَّرْنَا، وَ قَالَ: لَا قَرَأْتَهَا مُخَفَّفَةً.[تفسير نور الثقلين، ج‏٣، ص: ١٤٥].
- تفسير الصافي :عن عليّ عليه السلام: أنّه قرئ آمرنا على وزن عامرنا يقال أمرت الشي‏ء و آمرته فأمر إذا كثرته‏.
و في الحديث: خير المال سكة مأبورة و مهرة مأمورة.
أي كثيرة النِّتاج و السكة النخل و المهرة الفرس [تفسير الصافي، ج‏٣، ص: ١٨٣]
-
وَ لا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨ : القصص).

أُريد من الوجه، الذات، إذ لا معنى لهلاك كلّ شيء حتى غير الوجه من الله، بل المراد كلّ شيء عُرضة للهلاك والفناء إلاّ ذاته تقدّست أسماؤه، ويدلّ على أنّ المراد من الوجه هو الذات، قوله سبحانه:(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)1 فإنّ قوله: (ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)وصف للوجه، بشهادة رفعه، لا للربّ، وإلاّ لكان مجروراً، ومن المعلوم أنّ الموصوف بالجلال والإكرام ذاته لا وجهه، حتى الوجه المتناسب لله حسب زعم القوم.
يقول الشريف الرضيّ(رحمه الله): ومن الدليل على أنّ المراد بوجه الله هاهنا ذات الله سبحانه قوله: (ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ) فكأنّه قال: ويبقى ربّك (ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)، ألا ترى أنّه سبحانه قال في خاتمة هذه السورة(يعني سورة الرحمن) (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) قال: ذي الجلال والإكرام، ولم يقل ذو لأنّ اسم الله غير الله، ووجه الله هو الله، وهذا واضح البيان.[تلخيص البيان في مجازات القرآن:236].

📚منية الطالبين ج٢٠
قال تعالى:
[أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى‏ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ] (١٨٤) من سورة البقرة
🔴السؤال:
هل أن عبارة (وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ‌)
موجهة إلی كل الصائمين أم إلی‌ مجموعة خاصة حيث استدل قسم من المفسرين الى جواز الصيام خلال السفر ؟
🟢 الجواب:
قوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}، جملة متممة لسابقتها، والمعنى بحسب التقدير - كما مر -: تطوعوا بالصوم المكتوب عليكم فإن التطوع بالخير خير والصوم خير لكم، فالتطوع به خير على خير.
وربما يقال: إن الجملة أعني قوله: {وأن تصوموا خير لكم}، خطاب للمعذورين دون عموم المؤمنين المخاطبين بالفرض والكتابة، فإن ظاهرها رجحان فعل الصوم غير المانع من الترك فيناسب الاستحباب دون الوجوب، ويحمل على رجحان الصوم واستحبابه على أصحاب الرخصة: من المريض والمسافر فيستحب عليهم اختيار الصوم على الإفطار والقضاء.
ويرد عليه: عدم الدليل عليه أولاً، واختلاف الجملتين أعني قوله: {فمن كان منكم} إلخ، وقوله: {وأن تصوموا خير لكم}، بالغيبة والخطاب ثانياً، وأن الجملة الأولى مسوقه لبيان الترخيص والتخيير، بل ظاهر قوله: {فعدة من أيام أخر}، تعين الصوم في أيام أُخر كما مرّ ثالثاً، وأن الجملة الأولى على تقدير ورودها لبيان الترخيص في حق المعذور لم يذكر الصوم والإفطار حتى يكون قوله: {وأن تصوموا خير لكم}، بياناً لأحد طرفي التخيير بل إنما ذكرت صوم شهر رمضان وصوم عدة من أيام أُخر وحينئذ لا سبيل إلى استفاده ترجيح صوم شهر رمضان على صوم غيره من مجرد قوله: {وأن تصوموا خير لكم}، من غير قرينة ظاهرة رابعاً، وأن المقام ليس مقام بيان الحكم حتى ينافي ظهور الرجحان كون الحكم وجوبياً بل المقام - كما مر سابقاً - مقام ملاك التشريع، وأن الحكم المشرع لا يخلو عن المصلحة والخير والحسن كما في قوله: {فتوبوا إلى بارئكم واقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم}[البقرة: 54]، وقوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[الجمعة: 9]، وقوله تعالى: {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[الصف: 11]، والآيات في ذلك كثيرة خامساً.
📙 تفسير الميزان
فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَ الْجَرادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَ وَ الدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ (١٣٣) من سورة الاعراف
سؤلان :
#الاول : هل هنالك اختلاف بين لفظتي القُمَّل والقَمْل؟
#الثاني: هل هذه البلايا كانت تصيب آل فرعون و قومه خاصّة، و هل كان بنو إسرائيل في معزل عن ذلك حيث من المعلوم ان الطرفين كانوا يسكنون ارض مصر؟؟؟؟
#جواب_الاول:
فحسب القراءة المشهورة (القُمَّل) فتعني : أنّه نوع من الآفات الزراعية التي تصيب الغلات و تفسدها و تتلفها.
واما حسب قراءة الحسن البصري (القَمْل) فتعني : دواب سود صغار.
#جواب_الثاني :
أنّنا نقرأ في الرّوايات أن هذه البلايا كانت تصيب آل فرعون و قومه خاصّة، و كان بنو إسرائيل في معزل عن ذلك، و لا شك أنّ هذا نوع من الإعجاز، و لكن يمكن أن نبرر قسما من ذلك بتبرير #علمي_معقول، لأنّنا نعلم أنّ أجمل نقطة في بلد مثل مصر هي شاطئا النيل و ضفتاه، و كانت هذه الشواطئ و الضفاف برمتها تحت تصرف الفرعونيين و القبطيين و محل سكناهم، فقصورهم الجميلة الشامخة، و مزارعهم الخضراء و بساتينهم العامرة، كانت في هذه الضفاف.
‏و بطبيعة الحال كان نصيب بني إسرائيل الذين كانوا عبيدا للفرعونيين و القبطيين هي النقاط النائية و الصحاري البعيدة الشحيحة الماء.
‏و من الطبيعي أنّ الطوفان عند ما يحدث يكون الأقرب إلی الخطر ضفتا النيل و شاطئاه و من يسكنها، و كذا عند ما كانت الضفادع تخرج من الماء، و كذا انقلاب الماء إلی هيئة الدم كان يظهر في مياه الفرعونيين الذين كانوا يسكنون إلی جانب النيل دون بني إسرائيل، و أمّا الجراد و الآفات النباتية فقد كانت تتعرض لها المناطق الزراعية و البساتين الخضراء الوفيرة المحصول في الدرجة الأولی.
#منقوله من تفسيرالامثل وتفسير مجمع البيان بتصرف بسيط
2024/04/26 23:01:33
Back to Top
HTML Embed Code: