Telegram Group Search
المُفرّغ الجزائِري. pinned «💥 الردّ على من يقول: «الأمّة تُعانِي وأنتم تشغلونها بمسائِلَ فرعيّة!». ✍️ قال الشيخ أبو عبدِ اللهِ مُحمّد بن سعِيد بن رسلان -حفِظه الله، ورعاه-: «كُل بيمِينك، لا تأكل بشِمالك، الشيطان يأكل بشِماله، ويشرب بشِماله، فالرّسول -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-…»
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
💎 دُرّة منهجيّة!

💥 الرد على من قال: خذ الحق من كل أحد واترك الباطل استدلالا بحديث صدقك و هو كذوب.

✅️ فضِيلة الشيخ: عُبيد الجابري -رحِمه الله-.
المُفرّغ الجزائِري.
💎 دُرّة منهجيّة! 💥 الرد على من قال: خذ الحق من كل أحد واترك الباطل استدلالا بحديث صدقك و هو كذوب. ✅️ فضِيلة الشيخ: عُبيد الجابري -رحِمه الله-.
💎 دُرّة منهجيّة!

💥 الردّ على مقولة: «خذ الحقّ من كلّ أحد، واترك الباطِل، كما قال النبيّ ﷺ (١) لأبي هريرة -رضِي الله عنه-: صدقك -أي: الشيطان- وهو كذوب».

❓️السّؤال:

يقول: ما قولكم في هذه العِبارة: "ولا بأس أخذ الحقّ ممّن صدر عن بيان حالِه كما قال النبيّ ﷺ: صدقك وهو كذوب"؟

✅️ جواب الشّيخ عُبيد الجابري -رحِمه الله، ورفع درجته في عليّين-:

أقول: أنا أقرّر هذه المسألة كثِيرًا، ومن جالسني؛ يعرف هذا منّي.

العِبارة الصّحِيحة: «أخذ الحقّ ممّن جاء به!»، وأفرّق -في تقريراتي- بين الطّلب والمُوافقة؛

فطلب الحقّ؛ لا يُطلب إلّا من مُسلِم، راسِخ في العِلم، فقِيه، يُحسِن الجواب، وليس عِنده فيما يجيب به السّائِل؛ إلّا كتاب، وسنّة، أو إجماع.

وأمّا المُوافقة؛ فهي: أمر طارئ -عارض-، فمثلًا: لو قال يهودي: "وجدت في التوراة: أنّ الله كتب مقادِير الخلق؛ قبل خلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنة" نقول: هذا صحِيح، هل نحن طلبنا هذا من اليهودي؟ لا، لم نطلبه منه، ولكن وافق ما عِندنا.

كذلِك لو أنّ رافِضيًا -والرّوافِض عندنا: كُفّار- قال: "أوّل ما فُرضت الصّلاة ركعتَين، ثمّ أقِرّت في السّفر، وأُتِمّت في الحَضَر" نقول: هذا صحِيح، لماذا؟ لأنّه وافق ما عِندنا.

وفِي صحِيح البُخاري وغيره (٢)، عن ابن مسعود -رضِي الله عنه- أنّ حَبرًا من اليهود جاء إلى النبيّ ﷺ، فقال: يا أبا القاسِم! إنّا نجد في كتابنا أنّ الله يضع السّماوات على إصبع، والأرض على إصبع، والثّرى على إصبع، وكان النبيّ ﷺ يقول: سُبحان الله! سُبحان الله! فضحِك حتى بدت نواجذه.
قال ابن مسعود -رضِي الله عنه-: تصديقًا للحَبر (٣).

لماذا صدّق الحبر؟ لأنّه وافق ما عِنده ممّا آتاه الله من شرطِه، فافهموا هذا -بارك الله فِيكم-.

أمّا قول بعض الناس: "خذ العِلم من أيّ إنسان، وخذ خير واترك شر" هذا ليس بصحِيح على إطلاقِه، أبدًا، هذه قاعِدة فاسدة عند إطلاقِها، وهي من الإخوان، ومن سلك مسلكهم ممّن ينتهج قاعِدة المعذرة والتعاون، خذ العِلم ممّن جاء به! هذا ليس بصحِيح، قاعِدة فاسِدة عند إطلاقها.

أقول -بالنِّسبة- قلت -قبل قليل-: الرّوافِض هم كُفّار، نعم أكرّرها، لكن لهم ذمّة إمامِنا، فلا نتعدّى عليهم في دمائهم، ولا أموالِهم، ولا أعراضِهم.

وإذا اعتدوا على قرية من قرى هذه المملكة، إن كانت قوّة إمامِنا موجودة؛ اكتفينا بها؛ لأنّها ضاربة، رادِعة، قادرة -ولله الحمد- ليست ضعِيفة، نتركهم له.

أمّا إذا كانت ليست هناك قوّة، وقدرنا على الدّفع دفع هذا الضرر؛ فلا بأس، ونطلب أقرب معقِد من معاقِد قُوّة إمامِنا وفّقه الله، للنجدة ينجدهم، نعم، فافهموا هذا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١). رواه البُخاري، برقم (٢٣١١).
(٣،٢). رواه البُخاريّ، برقم (٤٨١١)، ومُسلم، برقم (٢٧٨٦).

📎 مقطع فيديو على اليوتيوب.

T.me/المُفرّغ الجزائِري /com.Transcrib_Fawaid
المُفرّغ الجزائِري. pinned «💎 دُرّة منهجيّة! 💥 الردّ على مقولة: «خذ الحقّ من كلّ أحد، واترك الباطِل، كما قال النبيّ ﷺ (١) لأبي هريرة -رضِي الله عنه-: صدقك -أي: الشيطان- وهو كذوب». ❓️السّؤال: يقول: ما قولكم في هذه العِبارة: "ولا بأس أخذ الحقّ ممّن صدر عن بيان حالِه كما قال النبيّ ﷺ:…»
Audio
هل يجوز لطالب العلم أن يرد على عالم؟ | الشيخ عبيد الجابري رحمه الله
المُفرّغ الجزائِري.
هل يجوز لطالب العلم أن يرد على عالم؟ | الشيخ عبيد الجابري رحمه الله
💡تفصيل ماتِع!

📍هل لطالب العِلم الردّ على العالم؟

✍️ لفضِيلة الشيخ: عُبَيد الجابري -رحِمه الله، ورفع درجته في عليّين-.

❓️يقول السّائِل [السؤال] الأوّل: فضِيلة الشيخ، هل إذا أخطأ* عالمٌ من العلماء الكِبار يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يردّ عليه خطأه أم يردّ عليه عالم مثله؟!
حيث إنّ بعض الشباب يتجرّأ على رد فتوى بعض العلماء التي تكون الفتوى -أحيانًا- محظورًا شرعًا -كما يقول- وأفتى بها العالم نظرًا لضرورة أو حِكمة يراها هو، بارك الله فِيكم، أفتونا مأجورين.

✅️ الجواب:

الحمد لله ربّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وليّ الصالحين وربّ الطيبين، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، سيّد ولد آدم أجمعِين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطّيبين الطّاهِرين، وسلّم تسليمًا كثِيرًا إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

فإنّ ما سألتم عنه يُنظَر إليه من وجهَين، كما يُنظَر إلى من صدرت عنه تلك المقولة الخاطِئة؛ من جهتين -أيضًا-، وهكذا أهل السنّة؛ فإنّهم ينظرون إلى المُخالَفة، وإلى المُخالِف.

فالمُخالَفة؛ لا تخلو من حالَين:
- إمّا أن تكون مُخالَفة في أمر لا يسوغ فيه الاجتِهاد، سواءً كان في أصول الدِّين أو في فروعه، لأنّه تظافرت عليها النصوص، من القرآن والسنّة، وأجمع عليها الأئمّة، أو كانت في حكم الإجماع، وكان المُخالِف ليس عنده من النصوص؛ ما يُقوّي مذهبه.

وإمّا؛ أن تكون المخالَفة؛ حدثت في أمر يسوغ فيه الاجتهاد، أو أمرُ النصوص تحتمِل وتحتمل.

فالصِّنف الأول -وهو الذي لا يسوغ فيه الاجتِهاد- فإنّ الخِلاف فيه؛ غير سائِغ، غير سائغ أبدًا، ويُردّ الخطأ على قائِله، يردّ الخطأ على قائِله، كائِنًا من كان، ثمّ هذا المُخالِف لا يخلو عن واحد من رجلين؛ إمّا أن يكون؛ صاحِب سُنّة، عرَف الناس عنه؛ الاستقامة عليها، والذبّ عنها، وعن أهلها، كما عرفوا مِنه النصح للأمّة، فهذا؛ لا يُتابَع على زلّته، وتُحفَظ كرامته.
وإن كنا رددنا مُخالفته، فإنّا؛ نتأدّب معه، ونحفظ كرامته، ولا نشنّع عليه كما نشنع على المُبتدعة الضُّلّّال، وذلِك؛ رعايةً لما منّ الله به عليه من السّابقة في الفضل، والجلالة في القدر، والإمامة في الدّين، فنحن نرعى هذا كلّه.

وإذا نظرت في كثيرٍ من الأئمّة الذين هم على السنّة يشهد لهم الناس في محياهم، وكذلِك نرجو أن يكونوا بعد مماتهم -إن شاء الله تعالى-، حدثت منهم أخطاء، زلّت بهم القدم، فردّ عليهم المُعاصِرون لهم، واللّاحِقون لهم، مع حِفظ كرامتهم، وصِيانة أعراضِهم، وعدم التطاول عليهِم بنابيات العِبارات.

وإمّا أن يكون هذا المُخالِف الذي خالف في أمرٍ لا يسوغ فِيه الاجتِهاد، ولكنّه خالف، قد يكون هذا خالف؛ عِنادًا، واستِكبارًا، وترفُّعًا، عن الحق، وانسِياقًا وراء الهوى؛ فهذا لا كرامة له عند أهل السنّة، يردّون عليه قوله، ويُشنّعون عليه، ويصِفونه بالبدعة والضلال، ويحذّرون منه، ويُغلِظون فيه القول، إلّا إذا ترتّبت مفسدة؛ أكبر من المصلحة المرجُوّة، فإنّهم يكتفون بردّ خطئه، ويحذرونه في أنفسهم.

وهذا إذا كان ذلِكم المُبتدع الضالّ؛ له في البلد: الصّولة، والجولة، والكِفّة الراجحة، والشوكة القويّة؛ كأن يكون مفتي البلد، أو وزيرًا من الوزراء -مثل: وزير الأوقاف، أو وزير العدل-، أو من المُقرّبين من الدولة، أو من العلماء الموثوقِين بهم عند الدولة، ونحن مُستضعَفون؛ فإنّا لا نصِفه بشيء من هذا، نقول هذا خطأ، أخطأ الشيخ فلان في كذا، ولا نقبله منه، والعِبرة بالدّليل، الدّليل عندنا؛ على خِلافه.

ويجب؛ أن يكون الردّ: علمِيًا؛ يستند على الكِتاب، والسنّة، وَفق فهمِ السّلف الصّالِح، بعِيدًا عن؛ المُهاترات، والعِبارات النابية التي تجعل السّامِعين؛ يتقزّزون منها، وينفرون منها، ويزهدون في الحقّ الذي عندهم لِما يسمعونه من عِبارات في غير محلّها، لا تليق بطُلّاب العِلم، فإنّ الرد الذي يستنِد على الكِتاب، والسُنة، وفهم السّلف الصّالِح، ويجلّى فيه الحق، ويٌفنّد فيه الباطِل؛ فإنّ المُنصِفين؛ يقبلونه، ولا يُنازعون فيه، وإن كانوا يحبّون ذلِك المُخالِف، وهذا مُجرّب -بارك الله فِيكم- فتفطّنوا إليه.

النوع الثاني من المُخالَفات؛ في أمر يسوغ فيه الاجتِهاد، فأنت تبيّن قولك، حسبما ترجّح عندك، ولا تُشنّع على الطّرف الآخر، ولا تحذّر منه، ولا تصِفه بالمُبتدِع الضّال، ولا الزائِغ، ولكن تقول: الصّواب عندنا كذا.

وعلى سبيل المِثال: الترتِيب في الوضوء، فالجمهور (١)؛ على وجوبه، ومن ذلِكم الإمام أحمد وأصحابه -رحِم الله الجميع-، والأحناف (٢) ومن وافقهم على أنّه لا يجب، فنحن نردّ على الأحناف من غير تثريب، ومن غير إغلاظ قي القول، نقول: الراجح عندنا، أو الراجح في القولين؛ الوجوب.
المُفرّغ الجزائِري.
هل يجوز لطالب العلم أن يرد على عالم؟ | الشيخ عبيد الجابري رحمه الله
ومثال آخر: تارك الصلاة مُتهاوِنًا، فالجمهور (٣)؛ على أنّه فاسِق، يُستتاب، فإن تاب وإلّا قُتِل حدًّا، حكمه حكم غيره من الفُسّاق، يُغسّل، ويُكفّن، ويُصلّى عليه، ويُدعى له، ويُدفَن في مقابر المٌسلمين، ويرثه المسلِمون من أهله، وهذا هو قول الزهري (٤)، ومالك (٥)، وهو رواية عن الإمام أحمد، وكذلِك قال به غير هؤلاء، الجمهور كما قدّمت لكم.

والرواية الثانية للإمام أحمد (٦) وعليها مُحقّقون، أئمّة، ومنهم الشيخ عبد العزيز (٧) الإمام الأثري المُجتهِد -رحِمه الله-، والشيخ محمّد ابن عثيمين (٨) الإمام، الفقِيه، المُحقِّق، المدقّق، المُجتهِد -رحِمه الله-، على أنّه كا/فِر، يُستتاب، فإن تاب وإلّا قُتِـ/ـل ردّة، وعليه؛ فإنّه لا يُصلّى عليه، ولا يُغسّل، ولا يُكفّن، ولا يُصلّى عليه، ولا يُدعى له، ولا يرثة المسلمون من أهله، ماله فيء، يصرفه الحاكِم في المصارف العامّة للمُسلِمين.

فإذا نظرت في حال هاتين الطائِفَتَين من الأئمة -رحمة الله عليهم-؛ لم تجد أن المُفسِّقين يصِفون المُكفِّـ/ـرين بأنّهم خوا/رج، كذلِك لم تجد أن المُكفِّـ/ـرين يصِفون المُفسِّقين بأنّهم مرجئة، لماذا؟ لأنّ الكل عنده أدلّة، يرجع إلى أدلّة قوية يرجع إليها في هذا الأصل الذي ذهب إليها.

بقِي أن أقول: هذا العالِم الجلِيل الذي أخطأ في أمر ترونه راجحًا، هذا أرى؛ أن يُناصَح، وأن يُبيّن له خطؤه، فإن لم يقبل منكم؛ فارفعوا الأمر إلى علماء أكبر منكم ومنه، فإنّهم يناصِحونه، ويبيّنون له، فتردّه السنة إن شاء الله.

هذا الألباني -رحِمه الله، وسائر أئمّة المسلمين، أهل السنة، والهدى، رحمهم الله- يرى أنّ وجه المرأة ليس بعورة (٩)، يجوز لها كشفه، والشيخ عبد العزيز -رحِمه الله-، والشيخ محمّد ابن عثيمين -رحِمه الله-، والشيخ محمّد بن إبراهيم -رحِمه الله- يرون خِلاف ذلِك (١٠)، لكن؛ لم يشنّعوا عليه، وأهل العلم يردّون على الشيخ ناصِر من غير تشنِيع عليه، ولا تثريب، ولا شطط.

كذلِك يرى؛ تحريم الذهب المُحلّق (١١)، ويستدلّ له، ومن ذكرت من علمائنا (١٢) وغيرهم؛ لا يثرّبون عليه، يقولون: أخطأ الشيخ ناصِر الدين الألباني في كذا، والصّواب: كذا، وهكذا -بارك الله فِيك- أهل العِلم يوقّر بعضهم بعضًا، وقد بيّنت لكم من قبل؛ الميزان الذي عرفتُه من كلام أئمّتِنا وعلمائِنا؛ في الُمخالَفة والمُخالِف، فتفطّنوا إلى ذلِك، فليس الأمر على حدٍّ سواء.

📎 مقطع فيديو في اليوتيوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*. هذا الجزء من الكلام؛ مبتور، وقد وجدته ثابتًا في مقطع آخر، فلذلِك؛ أثبته حتى يستقِيم المعنى، والله الموفّق.

(١). بحثت عند المالكيّة؛ فألفيتهم؛ لا يرون بوجوبه، انظر: المُدوّنة (١٤/١)، شرح الخرشي (١٣٥/١)، الإشراف (٥٠/١)، المُنتقى (٤٧،٤٦/١)، مواهِب الجليل (٣٨٤/١).
وعند الشّافعية: المجموع (٩٢/١)، مغني المُحتاج (١٨٠/١)، مختصر أبي شجاع (ص٥٣)، روض الطّالِب (٣٣/١).
وعند الحنابلة: الإنصاف (٢٩٨/١)، كشف القِناع (١٠٤/١)، المُغني (١٩٠،١٨٩/١).

(٢). أحكام القرآن للجصّاص (٣٦٠/٢)، المبسوط (٥٥/١)، شرح فتح القدير (٣٦،٣٥/١)، بدائِع الصنائع (٢١١/١).

(٣). أمّا الحنفيّة؛ فقد ذكرها بحر العلوم اللّكنوي الحنفي في «رسائِل الأركان» (ص١٦).
وأمّا المالكية؛ فقد ذكرها ابن أبي زيد القيرواني في «النوادِر والزيادات على ما فِي المُدوّنة من غيرها من الأمّهات» (١٥٠/١).
أمّا الشافعيّة؛ فقد ذكرها الطّحاوي في «مشكل الآثار» (٢٠٥/٨)،

(٤). ذكره أبو نصر محمّد المروزي في كتابه «تعظِيم قدر الصّلاة» (ص٩٧٥)، برقم (١٠٣٥).

(٥). النوادِر والزيادات على ما فِي المُدوّنة من غيرها من الأمّهات (١٥٠/١).

(٦). أصول السُنّة (ص٣٥).

(٧). فتاوى نور على الدّرب (٤٣،٤٢/١٤).

(٨). راجع: (رسالة في حكم تارك الصلاة) لسماحته -رحِمه الله، ورفع درجته في عليّين-.

(٩). فتاوى عبر الهاتِف والسّيارة (شريط: ١٨٢)، جلباب المرأة المسلمة (ص١٠٤).

(١٠). مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، للشيخ ابن باز (٢٣١/٥)، لقاءات الباب المفتوح، للشيخ ابن عثيمين (٧١)، رسالة «وجوب ستر المرأة وجهها» للشيخ محمّد بن إبراهِيم -رحِم الله الجمِيع-.

(١١). فتاوى جدّة (الشريط: ١٥).

(١٢). فتاوى نور على الدّرب، للشيخ ابن عُثيمين (٣١٠)، مجموع فتاوى ومقالات متنوّعة، للشيخ ابن باز (٣٤٨/٦)، مجموعة فتاوى ورسائل لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحِمهم الله- (٩٢/٤).

T.me/المُفرّغ الجزائِري /com.Transcrib_Fawaid
المُفرّغ الجزائِري. pinned «💡تفصيل ماتِع! 📍هل لطالب العِلم الردّ على العالم؟ ✍️ لفضِيلة الشيخ: عُبَيد الجابري -رحِمه الله، ورفع درجته في عليّين-. ❓️يقول السّائِل [السؤال] الأوّل: فضِيلة الشيخ، هل إذا أخطأ* عالمٌ من العلماء الكِبار يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يردّ عليه خطأه أم يردّ…»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
💥 المخذلة ينخرون في الدين من الداخل!
✍️ الحافِظ: محمد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-.
المُفرّغ الجزائِري.
💥 المخذلة ينخرون في الدين من الداخل! ✍️ الحافِظ: محمد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-.
💥 المخذّلون ينخرون في الدِّين من الداخِل!

✍️ قال الشيخ الحافِظ مُحمّد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-:

والمخذّلون؛ هؤلاء هم الذين إذا رأوا الصّف قد وقف أمام الصّف، والتحم العسكران، عسكر الإيمان، وعسكر البدعة والشيطان؛ قام يُرجف ويخذّل في أولياء الرّحمن.
هذا المخذّل خطره عظِيم! لا يضرّهم من خذلهم (١)، تخذيلهم في وقتٍ يحتاجون فيه إلى النصرة ويخذّل عن نصرتِهم.
هذا المخذّل؛ لا يضرّ إلّا نفسه في الحقِيقة.

فتجد الأشكال والألوان المُتنوّعة من هؤلاء المخذّلين.
تارةً يطعن في أهل السنّة بأنّهم يُحاربون الإسلام. وتارةً يطعن فِيهم -كما سمِعتم يُمكِن وسمِعنا نحن وقرأنا-.
تارة يطعن فيهم بأنّهم ضدّ اتّحاد كلِمة المسلمين، يقِفون عائِق أمام وحدة المُسلِمين، وهذا قرأناه في أحد الأيّام القريبة، أليس كذلِك؟ يقِفون عائقًا أمام وحدة الإسلام.
وتارةً يقول: هؤلاء الناس -الآن- يُذبحون وهم ما عِندهم إلّا الرد على فلان، والرّد على فلان، والرّد على فلان.
وتارةً يقول: هؤلاء نزل بهم خطبٌ عظِيم وهو يوزّع كتب الرّدود، وما عِنده إلّا المسألة الفلانيّة، والمسألة الفلانيّة، والكلام في النّاس.

وهكذا من هذا الكلام الذي يهرف به هؤلاء مع معرفتهم، لكن يريدون ممّن يسمع ولا خلفيّة عنده؛ أن يهرف بما لا يعرف، لأنّه كما يُقال: إذا كثر الطرق؛ لان المطروق، إذا كثر الكلام على هذا -وبهذه النغمة، وعلى هذا الوتَر-؛ لانت رؤوس كثير من عامّة المسلمين، فسُرق منهم الولاء والبراء للسنّة وأهلها، والبغض للبدعة وأهلها.

ويأتِينا آتٍ ويقول يكفِينا أن نتحد في عشرة بالمِئة! ما شاءالله، ما هِي هذه العشرة بالمئة؟ قبل أن ندخل نحن -وإيّاك- في الوحدة فِيها؛ بيِّنها لنا! ما هي؟ إذا شرحها لك فيها كل شيء؛ إلّا التوحِيد، والسنة، الشرك قائِم، والبدعة قائِمة، فلا إخلاص ولا مُتابعة، على ماذا -إذًا- نتّحد؟! ما هي؟ تكون حينئذ وحدة القوميين.
سلام على كُفر يوحّد بينهم ••• وأهلًا وسهلًا بعده بجهنّم! (٢)

هذه مُصِيبة عظِيمة! المُسلِم ما ينطلِق منها، أبدًا.
فلهذا؛ هؤلاء؛ البدء بهم، والرّد عليهم، في الأوقات العصِيبة؛ أهمّ من غيرهم؛ لأنّهم -في الحقِيقة- ينخرون في الدّين من الداخِل! فهذا الذي يخذّل بمثل هذه الأسالِيب وإن قال أنّه من أهل السنّة وأنت ترى هذه الأفعال؛ نقول: إنّما الوالد للفِراش، وللعاهِر الحجر (٣)، النسبة إنّما هي للأعمال، ما هي للأقوال والادّعاءات، صح ولا لا؟ النسبة للأقوال ولا للأعمال؟ للأعمال، فهؤلاء أقوالهم: شيء، لكن أعمالهم: شيءٌ آخر تمامًا! مُضادٌ لِما عليه أهل السنّة والجماعة!

فالواجب: إذا ما أراد أهل السنّة القوّة والنصر على الأعداء؛ أن يحصّنوا الدار ابتداءً، ثمّ ينطلِقوا منها، أمّا أن تكون الدّار التي يحتمون بها، والحِصن الذي يحتمون به؛ ضعِيف، أو فِيه من يُخشى أن يفتح الباب للعدوّ، فكيف تقرّ عين ذلِك المتحصّن في هذه الدار، أو في هذه الحصن؟ كيف تقر عينه؟ ما يُمكِن، لأنّه في أيّ لحظة تأخذه غفوة؛ فينام -وهي الغفلة- فيغفل؛ يُفتح الباب على مصراعيه، ويدخل فيه العدو، وإذا بالفتك والإثخان في أهل الإسلام! وهو لا يناله شيء!

وهذا الذي رأيناه في الآونة الأخيرة، طائفة المخذّلة -من أبناء أهل السنّة-؛ هم على قِسمين: قسم يهرف بما لا يعرف، ولكن يريد أن يصِل إلى هذا الذي ذكرت لكم، وهو أنّ كثرة الطرق يليّن المطروق، فيأخذ القاعِدة العامّة -أو كما يقولون: السّواد، والجماهِير: جماهِير أهل السنّة فيجرّهم إلى ما يريد-، فيصبح حينئذ؛ يضربك بمن؟ يضربك أنت يا داعية السنّة بمن؟ بعامّة الناس الذين هم أبوك وأبي، وأخوك وأخِي، وعمّك وعمي، وخالك وخالي، وجدّك وجدي، وابنك وابني، وابن أخِيك، وابن أخِي، وهكذا.

هؤلاء لا شأن لهم في باب العلم، لا يعرفونهم، لكن من كَثرِ الطّرق لان المطروق.

فيا معشر الإخوة! يا معشر أبناء السنّة! يا معذر دعاة السنّة! انتبهوا لذلِك!

📎 مقطع فيديو على اليوتيوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١). جزء من حدِيث: «لا تزال طائِفةٌ من أمّتي ظاهِرين على الحق، لا يضرّهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلِك» رواه مُسلِم، برقم (١٩٢٠).

(٢). أبيات للشاعر القروي: رشيد سليم الخوري، (صيامًا إلى أن يُفطِر السيف بالدمِ).

(٣). أخرجه البخاريّ، برقم (٦٨١٨)، ومسلم، برقم (١٤٥٨).

T.me/المُفرّغ الجزائِري /com.Transcrib_Fawaid
المُفرّغ الجزائِري. pinned «💥 المخذّلون ينخرون في الدِّين من الداخِل! ✍️ قال الشيخ الحافِظ مُحمّد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-: والمخذّلون؛ هؤلاء هم الذين إذا رأوا الصّف قد وقف أمام الصّف، والتحم العسكران، عسكر الإيمان، وعسكر البدعة والشيطان؛ قام يُرجف ويخذّل في أولياء الرّحمن. هذا…»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
💥 الرد على مقولة: "لا يلزمني" تبين له، ويقول لا يلزمني!

🎙 الشيخ الحافِظ مُحمّد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-.
المُفرّغ الجزائِري.
💥 الرد على مقولة: "لا يلزمني" تبين له، ويقول لا يلزمني! 🎙 الشيخ الحافِظ مُحمّد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-.
💥 الرّد على مقولة: "لا يلزمني!" تبيّن له، ويقول: لا يلزمني!

✍️ قال الشيخ الحافِظ: مُحمّد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-:

«يسأل الإخوان عن قضيّة قول القائِل: لا يلزمني. تبيّن له، ويقول: لا يلزمني!

إذا كان تبيّن له الحقّ بدليله، ويقول لا يلزمني! فما الذي يلزمه؟ مالذي يلزمه؟ الله جلّ وعلا يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦]، ويقول: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]، ويقول -سُبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء: ٥٩] إلى غير ذلِك من الآيات، ويقول النبيّ ﷺ: «من أطاعني؛ فقد أطاع الله، ومن عصاني؛ فقد عصى الله» (١).

فإذا بيّنتَ للمرء؛ المسألة بدليلها، من الكِتاب والسنّة، عليها دلالة صريحة، واضِحة، لا لبس فِيها، ولا غموض، ولا خفاء؛ ثمّ لا يعارضك بشيء إلّا بقوله لا يلزمني! فاعلم؛ أنّه صاحِب هوى!

أمّا لو أتى بدليل قائِمٍ من كتاب الله، وسنّة رسول الله ﷺ؛ فعليك؛ أن لا تعجل عليه، انظر في دليله، فقد يكون الدّليل صحيحًا، لكن الفهم غير صحِيح، فبيّن له، فإن أبى بعد البيان له المُدعّم بكلام الله من آيات أخرى، فإنّ خير ما شرح القرآن؛ القرآن، ثمّ بعد ذلِك الحديث، وخير ما فسّر السنة؛ السنة، فبعد ذلِك كلام الصّحابة، ثمّ في الجمِيع لغة العرب، ويُطلب هذا من كلام العرب، ومن أشعارهم، فإن الشعر ديوان العرب، كما قال عبد الله بن عبّاس -رضِي الله تعالى عنهما- (٢)، فإذا بيّنت له بعد ذلِك بكلام رسول الله ﷺ، وكلام أصحابه -رضِي الله عنهم- وأبى؛ فلا حِيلة فيه! لا حِيلة فيه!

وهذا -الآن- أصبح مركبة يركبه كلّ من أراد أن يركب رأسَه، ويُخالِف أهل السنّة؛ لا يلزمني! هذه مسألة أبو الحسن [المأربي]، نحن ما سمِعناها إلّا منه، تبيّن له بالحقّ، والأدلة المتتابعة، يقول لك لا يلزمني! إذا ما الذي يلزمك؟ تريد وحيًا في قصّتك هذه بعينها؟ باسمك؟ هذا لا يُمكِن أن يكون، كتاب الله يتلوه كل تالٍ، وسنّة رسول الله ﷺ يتلوها كلّ تالٍ، بين أيدينا، فنحن نحتكِم إليها، فإمّا أن تكون دِلالة منطوق؛ فهي أعلى الدِّلالات، وإمّا أن تكون دِلالة مفهوم؛ فهي التي تليها، ثمّ كلام أهل العلم، نستعرضه، من أصحاب رسول الله ﷺ، هل هو على فهمِك أنت، وإلّا على فهمي أنا؟ فعلى أيّ الفهمين كان؛ وجب على الثاني الرّجوع له، في أكثر من هذا إنصافًا معشر الإخوة؟ إن كان يدلّ كلام السّلف في تفسيرهم لكلام الله وكلام رسوله ﷺ، على ما ذهبت إليه؛ فأنا معك.

وإن كان يدلّ على ما أنا عليه وأدعوك إليه؛ فيجب عليك أن تتقي الله، وتترك هذه العِبارة، لا يلزمني! الحقّ يلزمك، ويجب عليك قبوله، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٣٦].

وبهذه المُناسبة؛ هناك مقالة تنجرّ عن هذه؛ بعضهم يقول: كلام السّلف يستأنس به، ما شاء الله! وكلامك أنت يجب أن يؤخذ به؟! كلام السّلف يقول يستأنس به، فهم السّلف يستأنس به، وفهمك أنت؟ فهمنا نحن ملزم! وفهم السّلف لا، يستأنس به! مع أن فهم السّلف هذا؛ قد ألزمنا به رسول الله ﷺ وأصحابه -رضِي الله عنهم- قال [من كان على مثل] ما أنا عليه اليوم -أنا- وأصحابي (٣)، فالذي عليه النبيّ ﷺ وأصحابه؛ فهو الدّين، وبعده ما كان عليه أصحابه مع الخلفاء الراشِدين؛ هو الدين، وبعدهم ما كان عليه بقيّة أصحاب رسول الله ﷺ؛ هو الدين، وبعده ما كان عليه أئمّة التابعين، وخِيار التابعين، وكِبار تلاميذ أصحاب النبي ﷺ؛ هو الدين، وبعده ما كان عليه أئمّة الأثر؛ كمالك، والسّفيانين، والحمّادين، والأوزاعي، وشعبة، وأحمد، والشافعي، ونحوهم؛ هذا هو الدين، فما لم يكن هؤلاء عليه؛ فليس دينًا، فنحن لا نعرفه، ولا يُمكِن أن نقبله من صاحِبه إذا خالف ما عليه هؤلاء الأخيار، إلى أصحاب رسول الله ﷺ، فقول لا يلزمني؛ هو من باب الضرب في صدر الناصِح، والرد عليه بغير ما حجّة، ولا دليل، نسأل الله -جلّ وعلا- أن يرزقنا وإيّاكم حسن الاستماع والانتفاع به».

📎 مقطع فيديو على اليوتيوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١). أخرجه البخاري، برقم (٢٩٥٧).
(٢). الإتقان في علوم القرآن (٥٥/٢).
(٣). رواه الترمذيّ، وحسّنه الألباني في «المِشكاة» برقم (١٧١).

T.me/المُفرّغ الجزائِري /com.Transcrib_Fawaid
المُفرّغ الجزائِري. pinned «💥 الرّد على مقولة: "لا يلزمني!" تبيّن له، ويقول: لا يلزمني! ✍️ قال الشيخ الحافِظ: مُحمّد بن هادي المدخلي -حفِظه الله-: «يسأل الإخوان عن قضيّة قول القائِل: لا يلزمني. تبيّن له، ويقول: لا يلزمني! إذا كان تبيّن له الحقّ بدليله، ويقول لا يلزمني! فما الذي يلزمه؟…»
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
📍فائِدة جليلة في بيان أصناف المخذّلة!
🎙 الشيخ الخلوق: حسن آيت علجت -حفِظه الله، ورعاه-.
المُفرّغ الجزائِري.
📍فائِدة جليلة في بيان أصناف المخذّلة! 🎙 الشيخ الخلوق: حسن آيت علجت -حفِظه الله، ورعاه-.
📍فائِدة جليلة في بيان أصناف المخذّلة!

✍️ قال الشيخ الخلوق حسن آيت علجت -حفِظه الله، ورعاه-:

قال النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في هذا الحدِيث: «لا يضرّهم من خذلهم، أو خالفهم» الصِّنف الثاني من هم؟ الخاذلون، من خالفهم؛ مُخالِفون، وخاذلون.
إذن؛ الصنف الثاني من المناوئين للطّائِفة الظاهِرة المنصورة؛ هم: الخاذِلون.

الخاذلون: اسم فاعِل، من خذل، يخذل، خِذلانًا، فهو خاذِل، وذاك مخذول، والخِذلان هو: ترك العون والنُصرة، كما قال الجوهريّ في الصِّحاح (١)، خذله إذا ترك عونه ونصرته، يعني: لا يُعِينونهم، ولا ينصرونهم فيما هم عليه من الحقّ، بل؛ يتركونهم، ويخذلونهم، ولا يُعِينونهم على ذلِك.

أمّا المقصود به في هذا الحدِيث، ما هو المقصود به؟ ما هو المقصود بهؤلاء الخاذلين؟ من هم هؤلاء الخاذلون الذين قال فِيهم رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- لا يضرّهم من خذلهم؟

يقول العلّامة شرف الدين الطيبي (المتوفى سنة ٧٤٣هـ) في شرح المِشكاة (٢) -شرح مِشكاة المصابيح هذه أصلها: كتاب مصابيح السنن للحافِظ البغوي، واختصره وهذّبه؛ العلّامة الخطِيب التبريزي، سمّاه «مِشكاة المصابيح» ثمّ شرحه جمعٌ من أهل العِلم، من هؤلاء الشُرَّاح: شرف الدين الطيبي (المتوفى سنة ٧٤٣هـ)-:

«وأمّا قوله: "لا يضرّهم من خذلهم" -انتبهوا إلى هذه الفائِدة العزيزة!- فيُحمل الخِذلان؛ على ترك المُعاونة لهم على المُبتدعة».

إذن هؤلاء الخاذِلون لا يُعِينون الطائِفة الظاهِرة المنصورة؛ في جهادهم لأهل البدع، وبيانهم للحق، وردهم على أهل الباطِل، لا يعِينونهم، بل يخذلونهم ويتركونهم، ولا ينصرونهم، ثمّ هذا -إذن- يدل هذا على أنّ لأهل الحق هؤلاء -الطائِفة الظاهِرة المنصورة- أعداءً أو مناوئين يخذلونهم، خاذلون مُتقاعِسون عن نصرتهم في مُواجهة الباطِل، ويتركون إعانتهم على أهل البدع، كما قال العلّامة الطيبي.

وهذا الخِذلان على مرتبتين -كما ذكر العلماء-:

المرتبة الأولى -وهي أخفّ المرتبتين-: السّكوت عن أهل البدع، وتحاشي مُواجهتهم، فهؤلاء الخاذلون للطّائفة الظاهِرة المنصورة ساكِتون عن أهل البدع، لا يردّون عليهم، ولا يُواجهونهم، ويعتبرون -يعتبر هؤلاء الخاذلون- أنّ مواجهة أهل الحق لأهل الباطِل؛ قضايًا شخصيّة، مسائِل نفسية شخصيّة، يقول بينه وبينهم أنا لا أتدخّل، هذا هو الخِذلان يتركون نصرتهم على أهل البدع، ويجعلون اصطِدام أهل الحق مع أهل الباطِل، والشيخ أحمد حمّاني -رحِمه الله- له كتاب سمّاه «صِراع بين السنّة والبدعة» فالسنّة والبدعة؛ دائمًا في صِراع حتّى تقوم السّاعة، الحقّ والباطِل منذ بعثة النبي -عليه الصّلاة والسّلام- والحق والباطِل في مُصادمة وصِراع.
فإذن هؤلاء ماذا يقولون؟ يقولون: هذا أمر شخصي لا يعنِينا، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة في مجموع الفتاوى (٤٦٧/١٢) يقول: «وبإزاء هؤلاء المكثّرين للباطِل أقوامٌ لا يعرفون اعتِقاد أهل السنّة والجماعة كما يجب، أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه، وما عرَفوه منه قد لا يبيّنونه للناس -لا يبيّنون الحق للناس، يسكتو، ساكِتون عن بيان الحق، بل يكتمونه، ولا ينهون عن البدع المُخالِفة للكتاب والسنّة، ولا يذمّون أهل البدع ويعاقِبونهم، لا يذمّون أهل البدع ويعاقِبونهم، بل ساكِتون، خاذلون لأهل الحق، مُتقاعِسون عن نصرة الحق، مُتقاعِسون عن نصرة الطائِفة الظّاهِرة المنصورة القائِمة بالحق.

المرتبة الثانية للخِذلان -وهي أخطرهما- وهي: الدّفاع عن أهل البدع، والمُحاماة عنهم، والاعتذار لهم، يعتذرون لأهل البدع، ويُدافِعون عنهم، وتحمرّ أنوفهم في الدّفاع عن أهل البدع، إذا ذُكِر أهل البدع؛ يحمرّ أنفه، ويحمر وجهه، ويغضب، قال شيخ الإسلام بن تيميّة في هؤلاء -في مجموع الفتاوى (١٣٢/١٢) بعد أن ذكر طائِفة من أهل البدع الصوفيّة الاتحادية من أهل وحدة الوجود، الذين لا يفرّقون بين الخالق والمخلوق-: «ويجب عقوبة كلّ من انتسب إليهم، أو ذبّ عنهم -يذبّ عن أهل البدع- أو أثنى عليهم، أو عظّم كتبهم -يعظّم كتب أهل البدع- أو عُرِف بمُساعدتهم ومُعاونتهم، أو كره الكلام فِيهم -هذا هو الخذلان، يكره الكلام فِيهم- أو أخذ يعتذر لهم بأنّ هذا الكلام لا يُدرى ما هو». إذن هذه كلّها صفات وأوصاف ونعوت لهؤلاء الخاذلين: أوّلًا: يذبّ عنهم، ويُدافِع عنهم، يثني عليهم، يعظّم كتبهم، يُساعِدهم ويُعِينهم على نشر باطِلهم، ويكره الكلام فِيهم، ويعتذر لهم، يقول كلامًا فيه طوام ومصائِب، ويأتي هو ويبدأ يرقّع، لعلّه كذا، وفلان قال مثل هذا، لماذا لا تلومونه؟ ومثل هذه الاعتذارات الباردة! عِوض أن ينصحوه، ويقول: يا أخِي لقد قلت كلامًا خطِيرًا! لا بُدّ أن تتوب إلى الله، لا! يذبّ عنهم، ويعتذر لهم، هؤلاء هم الخاذلون، الخاذلون للطائِفة الظاهِرة المنصورة.

📎مقطع فيديو على اليوتيوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١). الصِّحاح (٣٩٧٢/١٢).
(٢). شرح المِشكاة (١٦٨٣/٤).

T.me/المُفرّغ الجزائِري /com.Transcrib_Fawaid
المُفرّغ الجزائِري. pinned «📍فائِدة جليلة في بيان أصناف المخذّلة! ✍️ قال الشيخ الخلوق حسن آيت علجت -حفِظه الله، ورعاه-: قال النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في هذا الحدِيث: «لا يضرّهم من خذلهم، أو خالفهم» الصِّنف الثاني من هم؟ الخاذلون، من خالفهم؛ مُخالِفون، وخاذلون. إذن؛ الصنف الثاني…»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
❓️ما توجيه فضيلتكم لكلام الشيخ الألباني -رحمه الله- بأنّه لا يرى الهجر في هذا الزمان؟

✅️ فضِيلة الشيخ: عُبيد الجابري -رحِمه الله، ورفع درجته في عليّين-.
المُفرّغ الجزائِري.
❓️ما توجيه فضيلتكم لكلام الشيخ الألباني -رحمه الله- بأنّه لا يرى الهجر في هذا الزمان؟ ✅️ فضِيلة الشيخ: عُبيد الجابري -رحِمه الله، ورفع درجته في عليّين-.
📍توجيه الشيخ عُبيد الجابري -حفِظه الله- لكلام الشيخ الألباني -رحِمه الله- بعدم رؤيته بالهجر في هذا الزمان.

❓️يقول السّائِل:
ما توجيه فضِيلتكم لكلام الشيخ الألباني -رحِمه الله- بأنّه لا يرى الهجر في هذا الزمان؟ جزاكم الله خيرًا.

✅️ الجواب:
«أوّلًا ما دام ذلِكم في شريط، فإنّه صحِيح، لأنّ الإمام الألبانيّ -رحِمه الله- محدّث هذا العصر بلا منازع وإن رغِمت أنوف هو رافع للسنّة، في بلده وفي كثير من بلدان العالم، معروف، ولا يجهله أحد من طُلّاب العِلم، وطالبات العِلم.

بقِي النّظر في هذه المقولة، أقول: الهجر هجران: هجر عام: على مُستوى القطر، فهذا لا يملِكه إلّا من هم مُطاعون في الأمّة، أئمّة، أهل العِلم، وفضل، مشهود لهم بذلِك عند الخاصّة والعامّة، هم الذين يملِكون الدّعوة إلى هجر فلان من الناس، فإنّهم إذا حذروا منه؛ كلمتهم فصل، ولله الحمد، أدركنا أربعة وهم سماحة الإمام الأثري الشيخ عبد العزيز بن باز -رحِمه الله-، سماحة الإمام العلّامة الفقِيه المُجتهِد الشيخ محمّد ابن عثيمين -رحِمه الله-، الشيخ الألباني، الإمام الألباني هو الثّالِث، والرّابع هو علّامة اليمن، الشيخ مقبل -رحِمه الله رحمةً واسِعة ورحِم إخوانه، وثبّتنا وإيّاكم على الإسلام والسُنّة-، فإنّ هؤلاء في أقطارهم؛ يُطاعون، كلمة الفصل، أمّا أفراد طُلّاب العِلم؛ فليس لهم لذلِك ما لهؤلاء، ولا يُنكِر هذا إلّا مُكابر.

الثاني: الهجر الوقائي، وهذا في حق كل فرد مُسلم، فإنّه لك -إذا خشيت- ضرر إنسان على سلوكِك أو على دينِك؛ فإنّه لك أن تهجره، فلا تجالِسه، ولا تزوره، ولا تستزيره، ولا تحضر دروسه

نعود إلى الهجر العام، أقول: قدّمت لكم أنّه موكول إلى من؟ إلى أهل العِلم، الذين هم القدوة، وهم محلّ ثِقة، فإنّ هؤلاء إذا رأوه واجبًا؛ هجروه بأنفسهم، وحذّروا منه، ما دامت القضيّة موكولة إلى نظر هؤلاء؛ فإنّنا نتبعهم، فإذا قال الألباني -رحِمه الله- هذه المقولة، فإنّه أعلم بما يقول في بلده، وأعرَف بأهل البدع، وأعرَف بمداخِلهم، وأعرَف بأسالِيبهم الماكِرة، كما أنّه أعرف بأهل السنّة ضِعاف، فأهل السنّة إذا قوِيت شوكتهم، واشتدّت عزيمتهم، ورجحت كِفّتهم؛ فإنّهم يذلّون أهل البدع، ويمقتونهم، ويهِينونهم، وينبذونهم، وإذا كانت الكِفّة الراجحة لغيرهم، وضعُفت شوكتهم، وضعُف سُلطانهم، وكان عوّام الناس مع هؤلاء؛ فإنّه يتخذون جانِب المُداراة، والسّياسة الحسنة، لأنّ همهم ما هو؟ همهم هِداية النّاس، فتفطّنوا لهذا -بارك الله فِيكم-».

📎 مقطع فيديو في اليوتيوب.

T.me/المُفرّغ الجزائِري /com.Transcrib_Fawaid
المُفرّغ الجزائِري. pinned «📍توجيه الشيخ عُبيد الجابري -حفِظه الله- لكلام الشيخ الألباني -رحِمه الله- بعدم رؤيته بالهجر في هذا الزمان. ❓️يقول السّائِل: ما توجيه فضِيلتكم لكلام الشيخ الألباني -رحِمه الله- بأنّه لا يرى الهجر في هذا الزمان؟ جزاكم الله خيرًا. ✅️ الجواب: «أوّلًا ما دام…»
2024/05/31 16:35:27
Back to Top
HTML Embed Code: