Telegram Group Search
في تاريخ 8 يوليو من العام 1972م اغتالَ الموساد الإسرائيلي الأديب الثائر غسان كنفاني في بيروت! في ذلك اليوم وقفتْ الشّمطاء غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل لتُدلي بتصريحٍ حول الحادثة، فقالتْ: اليوم تخلّصنا من لواءٍ فكريٍّ مُسلحٍ فغسّان كان يُشكل خطراً على إسرائيل أكثر مما يُشكله ألف فدائي مسلّح!

يا لها من شهادة يا غسّان، يَكفي المرء شرفاً أن يكون كبيراً في عين أعدائه! أما أحبابه فلم ينتبهوا كم هو هام وخطير حتى أخبرهم الموساد بهذا!

لم يكُن في غسان شيء يُوحي بأنه خطير فعلاً، كان وسيماً كحيفا التي أرادَ أن يعود إليها، مُدخناً شرهاً لأنه ربّما شعرَ أنه إن لم يحرق شيئاً فقد يحرق نفسه، يسارياً حتى العظم، مريضاً يحقنُ نفسه بالإنسولين، يقرأُ بنهم، ويكتبُ دون كلل كأنّه كان يعرف أنه سيموت باكراً، فمن أين أتتْ خطورته؟! برأيي إنّ خطورة غسان أتتْ من إيمانه الراسخ بقضيته، في تطبيق المثاليات التي يكتبُ عنها، فهو عندما كان يكتب عن محاربةِ إسرائيل في الحرية والسفير والديار كان يُخطط مع رفاقه في الجبهة الشعبية لخطفِ الطائرات الإسرائيلية وهكذا كان!

إسرائيل تعرفُ أنّ المعركة ليستْ معركة بُندقية فقط، وإنما معركة وعي بالدرجة الأولى، لأنّ البندقية الجاهلة تَقتل ولا تُحرِّر، وقد كان غسان واعياً حتى الشهادة!

بقيَ أن نعرف نحن هذه الحقيقة، أن نعرفَ أنّ محاربة إسرائيل ليستْ بالبندقية والصاروخ فقط وإن كان هذا من أنبل صور الصراع، ولكن هناك صراع ثقافة ووعي، هناك صراع تربية، والأمُ التي تُربي أولادها تربية حسنة، والأبُ الذي يسألُ أولادَه عن الصلاة والصيام هؤلاء جنديان في المعركة وإن لم يحملا البنادق، الخُطباء في المساجد، المُعلمون في المدارس هم جنود إن شاؤوا، جنود لا يقلون أهمية عن المقاتلين وجهاً لوجه!

أدهم شرقاوي
واللهِ لتشرَبَنَّ من نفس الكأسِ
التي سقيتَ منها غيركَ
الخذلان بالخذلان
وجبر الخاطر بجبر الخاطر
فاملأ كأسكَ اليوم بما ستشربه غداً
﴿ ومَا كَانَ رَبُكَ نَسِيًّا ﴾ ❤️

رسائل من القرآن
هذا ليس ذبولاً بل إستراحة مُحارب
عوضُ الله دائما أجمل فأطمئن .
‏لو تعصرين سنين العمر أكملها
‏لسال منها نزيف من جراحاتي..
تنفّس الصبحُ ملءَ الكونِ مبتهجاً
‏فاستبشرتْ كلُّ روحٍ فيهِ باللقيا

‏من أصبح اليوم في أمنٍ وعافيةٍ
‏فليحمدِ الله قد حِيزتْ لهُ الدنيا.
وَمنِ استحضَر تفاصيلَ ذنوبهِ الَّتي سترهَا الله؛ استوحشَ ممَّا يسمعهُ مِن ثناءِ النَّاس عليهِ، وصارَ مديحهُم لهُ يثيرُ مواجعهُ، لأنَّه يذكرُّه بالفارِق بينَ ظاهرهِ وَباطنِه.

• إبراهيم السّكران؛
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
كل من أُصيب في غير قلبه ، مُعافى
"أعظم ما يقدمه الإنسان لنفسه وسط هذا المجتمع هو أن يكون حقيقيًّا وعلى سجيته، وأن يبذل ما في وسعه في سبيل البحث عن الجوهر والمعنى، راجيًا ألا تسقط روحه في وحل الزيف والادِّعاء والتصنع والاستنساخ."
"ليس على الأيام أن تكون مثالية دائمًا وليس على الأصدقاء أن يكونوا دائمًا بالجوار، وليس حتى على قراراتك أن تكون صائبة في كل مرة، لا بأس أن تخطئ، ولا بأس أن تتعلم، ولا بأس أن يغيبوا، ولا بأس أن تمر أيامًا ثقيلة، يكفيك أنك رغم أخطائك وعثراتك تتعرف على نفسك أكثر."
"لا أستطيع أن أتقبل شخصًا لا يخشى على خاطري من فلتات لسانه، والذي لا يرفع منزلتي عن تقلبات مزاجه."
"غضبي يتجسّد في رحيلي؛ لأن وجودي هو أثمنُ ما أقدمه"
يؤسفني أن هذا الغضب منك.. لكنّي رغماً عن رأي قلبي سأغادرك.
‏"خذني لأندلس الغياب فربّما
‏تعب الحصان وتلك آخرُ صهلة"
‎ما في إثنين خسروا بعض إلا وكان في طرف ثالث.
‎أنا مش بيّاع، بس إنت وذكرياتك وعشرتك واهميتك وغلاوتك مش أهم من سلامي النفسي ولا أهم مني!

‎وهذا مش تبرير، أنا ما ببرر أفعالي، هاي حقيقة.
فوّضته أمري وشأني كله
‏فهو العليم بحاجتي وسؤالي
‏كالطير يغدو ليس يعلم رزقه
‏متوكلًا في سائر الأحوالِ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"أتظـنُّ أنك قـد طمستَ هويتي
ومحوتَ تاريخي ومُعتقداتي ؟!
:
عبثًا تحاولُ لا فنـاءَ لثائرٍ
أنـا كالقيامةِ ذاتَ يومٍ آت !"
"إن من يعرف قَدر نفسه
‏يعزّ عليه
‏أن يمضي في سُبُل لا تنتمي إليه."
‏هل اقتربتْ نهاية الحرب ؟!

لو سألتني: هل تتمنى نهاية الحرب غداً؟
لقلتُ لكَ: أتمنى نهايتها اليوم!
النَّاسُ في غزَّة اُنهكوا وإن كانوا يعضُّون على جراحهم!
والمقاومة نزفتْ كثيراً وإن كانت لم ولن تركع إلا لله!
ولكنَّ الحياة بالوقائع لا بالأمنيات!

هذه الحربُ من الواضح أنّها خرجتْ من أيدي الجميع، وأنَّ يد اللهِ هي التي تُسيِّرها، فسبحان من إذا أراد أن يلتقي الفريقان جمعهما على غير تقديرٍ من أحدهما!
في بدرٍ خرجَ المسلمون يريدون القافلة، وخرجتْ قريشٌ تريدُ نجاتها، ولكنَّ اللهَ شاء شيئاً غير هذا فكان!
يوم العبور المجيد، خرجتِ الكتائب المُظفّرة تريدُ فرقة غزّة، في قتالٍ قدَّروه أن لا ينتهي بثلاثة أيامٍ فانتهى في ساعتين! فوجدوا أمامهم المستوطنات مشرعة، فجاسوا خلال الدِّيار!
وجاء المغول الجُدد بخيلهم ورَجْلِهم ومركافاتهم ليُنقذوا سمعة جيشهم، فمرّغتهم كتائب العزِّ في تراب غزَّة!
لا نحن كنا نتوقعُ أن ينهاروا بهذه السُّرعة، ولا هم كانوا يتوقّعون أن نثبتَ كلَّ هذا الثبات، فسبحان من جعل جنده هم الغالبون!

هذه المرَّة يمكن القول أن بين أيدي الجميع مسوّدة اتفاق لنهاية الحرب هو الأكثر اكتمالاً ونضوجاً، ولكنّه لن يكون في ملك الله إلا ما أراد مهما سعى النَّاسُ بخلافه!
فلا تُعشِّموا أهل غزَّة باقتراب نهاية الحرب لأن خيبة الأمل بعد العشم تفتكُ بالصبر!
ولا تضغطوا على المقاومة من حيث لا تدرون، حتى إذا انهار مشروع الاتفاق بدتْ كأنها التي لا تريد وقف الحرب! وهي تريدُ هذا فعلاً ولكنها لن تخون دماء النّاس وتضحياتهم!

المطروح ليس خفياً على أحد، قاله بايدن على الهواء مباشرة، اللهم إلا من بقية تفاصيل تُناقش في الأروقة الضيقة مع الوسطاء هنا وهناك!
المطروح يُلبي كثيراً من مطالب المقاومة، هذا صحيح، وصحيح أيضاً أنهم ينتظرون ردّها، ولكن الحقيقة أن الكرة الآن ليست في ملعب المقاومة، ولا في ملعب دولة الاحتلال، إنها في ملعب شخص واحد هو نتنياهو الذي يتحسس رقبته، وينظر في مستقبله، فهو يعرف كما نعرف جميعاً أنه انتهى سياسياً، وأن نهايته المحاكم، وللحفاظ على حكومته عليه أن يرضخ لليمين المتطرف، وكلهم متطرفون بالطبع، وتحديداً سيموتريتش وبن غفير! وهذا أمر تعرفه المعارضة الهشة في دولة الاحتلال، مما دفع لابيد إلى عرض حماية لنتنياهو إن قبل بالصفقة وانسحب بن غفير وسيموتريتش من الحكومة!
والحراك الدبلوماسي المتسارع في الساعات الماضية سببه أن أمريكا مرعوبة من فهم شعبها لحقيقة الصراع بيننا وبين الاحتلال، ومن الحراك الطلابي في جامعاتها!
وما يحدث في أمريكا لا يبقى في أمريكا هذه بديهية سياسية!
النظام العالمي بكامله مهدد بالانهيار، هذه الحرب أثبتتْ أن غزَّة أكبر مما كنا نظنها، ومما كانت هي تظنُّ نفسها!

أمريكا لها حساباتها الانتخابية
ولها حسابات أكثر رعباً من هذا برأيي
وهو أن النظام الفدرالي الأمريكي ليس بهذه الصلابة التي تبدو عليها أمريكا بالنظر إليها من الخارج، أمريكا عاجلاً أم آجلا ستتفكك وستُصبح الولايات دُويلات ويذيقهم الله بأس بعض!
أمريكا نجتْ قريباً من محاولة انفصال تكساس، وقد تنجو مما سيترتب عليه إدانة ترامب ومنعه من الانتخابات، وقد لا تنجو!
المهم الكل، وبما في ذلك الساسة الأمريكان أنفسهم، يعلمون أنه سيأتي هذا اليوم، وعسى أن يكون قريباً!

ثمة ربٌّ صيّرَ الأمور إلى هنا لحكمة يعلمها،
وشخصياً أتوقع أن يحدث شيء ليس في حسبان أحد، ولا على بال أحد، لا بالنا ولا بال الاحتلال ولا بال أمريكا!
شيءٌ يُشبه ريح الأحزاب يوم غزوة الخندق، وللريح أشكالها العديدة، فاللهُمَّ!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
2024/06/05 14:01:05
Back to Top
HTML Embed Code: